نظم وفد رفيع المستوي من جامعة عين شمس برئاسة الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة وإدارة العلاقات الدولية بالجامعه بالتعاون مع جامعة المنصورة زيارة إلى جامعة كولن للعلوم التطبيقية في الفترة من 25 إلى 28 نوفمبر 2024. 

واستهدفت الزيارة تقديم الدعم الأكاديمي والإداري لبرنامج الماجستير متعدد التخصصات في الإدارة المتكاملة للموارد المائية الذي سيبدأ العام القادم بجامعة عين شمس.

 

جاء ذلك في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الأكاديمي في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس. 

تعد هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين الجامعات المصرية والجامعات الألمانية في مجالات البحث والتعليم المتعلقة بإدارة المياه. وتهدف إلى تبادل المعرفة وتطوير حلول مبتكرة للتحديات المائية التي تواجهها مصر. كما تهدف هذه الزيارة إلى التوقيع على اتفاقيات تعاون تشمل تطوير برنامج الماجستير في الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتعميق العلاقات بين جامعة عين شمس، جامعة المنصورة، وجامعة كولن في مجالات البحث والتعليم المجتمعي.

كما تناولت الزيارة مجموعة من الجلسات النقاشية حول سبل التعاون الأكاديمي وتطوير المناهج المشتركة، إضافة إلى مناقشة آليات التعاون في مجال البحث العلمي والتعليم التطبيقي. كما تم مناقشة هيكل البرنامج الجامعي في إدارة الموارد المائية، وأهمية دمج الشركاء من القطاعين العام والخاص في عملية التعليم.

من المتوقع أن يسهم هذا التعاون في تطوير حلول مستدامة لتحديات المياه في مصر، وتحقيق نقلة نوعية في برامج التعليم والتدريب المتعلقة بهذا القطاع الحيوي.

وأوضحت الدكتوره سيلفيا هوشيمر، رئيسة جامعة كولن للعلوم التطبيقية: "نحن في جامعة كولن فخورون للغاية بهذا التعاون الأكاديمي مع جامعتي عين شمس والمنصورة، والذي يأتي في إطار مشروع المياه متعدد التخصصات. هذا التعاون يعكس التزامنا بتطوير التعليم العالي وتعزيز التعاون الدولي في مجالات حيوية مثل إدارة المياه، التي تشكل تحدياً كبيراً في العديد من المناطق حول العالم. نحن ملتزمون بتوفير بيئة تعليمية مبتكرة تشجع على التفكير النقدي والحلول المستدامة، ونتطلع إلى أن يسهم هذا البرنامج في تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المياه في المستقبل."

وأضاف الدكتور لارس ريبي، عميد كلية التنمية المكانية وأنظمة البنية التحتية بجامعة كولن للعلوم التطبيقية: "نحن في جامعة كولن سعيدون جدًا بالتعاون مع جامعة عين شمس وجامعة المنصورة في مشروع iWater. من خلال هذا التعاون، نسعى إلى تقديم حلول عملية للتحديات المائية التي تواجهها مصر من خلال تطوير مناهج تعليمية متقدمة تجمع بين البحث الأكاديمي والتطبيقات العملية. 

يهدف برنامج الماجستير الذي سيجمع بين المؤسسات الثلاث إلى إعداد جيل جديد من الخبراء في مجال إدارة الموارد المائية، وهو جزء من التزامنا بتحقيق التنمية المستدامة وتبادل المعرفة بين البلدان."

كما صرح دكتور حسن أبو النجا، المنسق العام لبرنامج iWater بجامعة كولن للعلوم التطبيقية، قائلاً: "يمثل التعاون بين جامعة كولن وجامعتي عين شمس والمنصورة خطوة استراتيجية هامة نحو تعزيز الشراكة الأكاديمية بين مصر وألمانيا في مجال إدارة الموارد المائية. 

ويعتبر هذا البرنامج ليس مجرد برنامج أكاديمي، بل هو منصة للتبادل المعرفي والبحثي بين المؤسسات الأكاديمية والصناعة، مما يسهم في إيجاد حلول مستدامة للتحديات المائية التي تواجه مصر والمنطقة. من خلال دمج تخصصات متعددة في مجال إدارة المياه، 

وأوضحت أد غادة فاروق أن البرنامج يسعي إلى تزويد الطلاب بالمعرفة المتعمقة والمهارات العملية اللازمة للتعامل مع قضايا المياه بشكل مبتكر وفعال. وأنه في إطار العلاقات الاكاديمية السابقة والناجحة مع جامعة كولن نلتزم بتقديم بيئة تعليمية متطورة تساهم في بناء قدرات الكوادر الأكاديمية والمهنية، بما يواكب احتياجات التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عين شمس جامعة عين شمس غادة فاروق الدكتورة غادة فاروق المنصورة جامعة المنصورة جامعة كولن كولن جامعة عین شمس هذا التعاون فی مجال

إقرأ أيضاً:

أكاديمي لـ عربي21: تحول الجزائر إلى الإنجليزية مشروع سيادي ضد الهيمنة الفرنسية

ثمّن الأستاذ الجامعي الجزائري في علوم الرياضيات والبرمجة والذكاء الاصطناعي الدكتور عبد اللطيف بالطيب مضي الجزائر بخطى متسارعة نحو ترسيخ اللغة الإنجليزية كلغة رئيسية في منظومتها التربوية، متجاوزة بذلك إرثًا لغويًا استعمر الوعي والبرامج التعليمية لعقود، هو إرث اللغة الفرنسية، مؤكدا أن هذا "التحول لا يبدو لغويًا فقط، بل يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية وثقافية، تعكس رغبة الجزائر في التحرر من النفوذ الفرنسي الذي لا يزال يلقي بظلاله على قطاعات عدة، أهمها التعليم".

وأكد بالطيب في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "اللغة الإنجليزية تُقدَّم في الخطاب الرسمي الجديد في الجزائر كأداة للتحرر والانفتاح على العالم، لا كامتداد لماضٍ استعماري.

وقال: "على عكس الفرنسية، التي لطالما وُصفت في الجزائر بأنها "غنيمة حرب"، ينظر صانع القرار إلى الإنجليزية اليوم على أنها لغة المستقبل، و"لسان حال العلماء"، ومحرك أساسي في عالم يقوده الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة".

وأضاف: "هذا التحول تُرجم ميدانيًا من خلال إدراج الإنجليزية في امتحان تقييم مكتسبات تلاميذ الابتدائي، بعد أن تم تعميم تدريسها على السنتين الرابعة والخامسة، وهو ما يعد ترسيخًا عمليًا لقرار وُصف بأنه "استراتيجي" ويمهد لتغييرات جذرية في المنظومة التعليمية".

قرار رئاسي يحمل دلالات سياسية

وأشار بالطيب إلى أن "هذا التوجه كان ثمرة قرار "تاريخي" للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، القاضي بإدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، وهو القرار الذي يُنظر إليه كجزء من مراجعة شاملة لخيارات الجزائر اللغوية والثقافية، ومحاولة للتحرر من الوصاية الرمزية للغة الفرنسية التي تجذّرت بقوة منذ الاستقلال".

وقال: "إذا كانت الفرنسية لا تزال حاضرة في النظام التربوي، فإن مجرد دخول منافس قوي لها في الطور الابتدائي يمثل بداية نهاية هذا الاحتكار اللغوي الذي طالما غذّى علاقات الهيمنة الثقافية بين فرنسا ومستعمرتها السابقة".

تجنيد تربوي شامل لتأطير التحول

وذكر بالطيب أن "وزارة التربية الجزائرية لم تكتف بإعلان نوايا، بل انطلقت في تنفيذ خطة شاملة بدأت بتوظيف أكثر من خمسة آلاف أستاذ لغة إنجليزية للتدريس في المرحلة الابتدائية، مع إطلاق تكوينات تخصصية يشرف عليها مفتشو الطور المتوسط، وتوسيع مهام هؤلاء ليشملوا التكوين الميداني في الابتدائي. كما تقرر إجراء امتحانات مهنية لترقية أساتذة الطور المتوسط إلى رتبة مفتش تعليم ابتدائي في تخصص اللغة الإنجليزية، بدعم من وزارة المالية، ما يعكس جدية الدولة في إعادة هندسة المشهد التربوي".

وأضاف: "بعد عام واحد فقط من اعتماد القرار، أعلنت وزارة التربية تحقيق نتائج ممتازة، دفعت بها إلى تعزيز تكوين أساتذة الإنجليزية في المدارس العليا للأساتذة، في خطوة تُعد امتدادًا لتوجه يروم إعادة بناء العقل التربوي الجزائري بلغة جديدة".

وأكد بالطيب أن "إدراج الإنجليزية، وما يرافقه من أدوات تقنية ومنهجية، يمثل بداية إعادة توجيه البوصلة نحو لغة العلم والاقتصاد العالمي، في ظل تصاعد حضور الذكاء الاصطناعي كفاعل رئيسي في الحياة اليومية".

ولفت بالطيب الانتباه إلى أن الحديث عن اعتماد اللغة الأنجليزية في التعليم الابتدائي، لا يمكن عزله عن السياق السياسي المتوتر بين الجزائر وفرنسا، والذي تعمّق في السنوات الأخيرة بسبب ملفات الذاكرة والهجرة والتدخلات الإعلامية والسياسية، مشيرا إلى "أن اللغة أصبحت أداة صراع ناعم، وأحد وجوه المعركة من أجل السيادة الثقافية".

وقال: "الفرنسية، التي أرادتها باريس أداة وصل، أصبحت تُرى في الجزائر بوصفها امتدادًا لبنية استعمارية ثقافية، بينما تُقدَّم الإنجليزية كوسيلة للاندماج في العالم الجديد، بعيدًا عن عقدة المستعمِر والمستعمَر".

وأضاف: "إن ما يحدث في الجزائر اليوم هو أكثر من مجرد تعديل لغوي في المناهج الدراسية؛ إنه مشروع وطني لاستعادة القرار الثقافي والتربوي، ولبناء أجيال قادرة على التفاعل مع عالم متعدد الأقطاب، تقوده التكنولوجيا، وتسيّره لغات العِلم لا لغات السياسة الاستعمارية. الإنجليزية في الجزائر ليست "غنيمة حرب"، بل خيار سيادي واستثماري في مستقبل وطن، قرر أخيرًا أن يفتح نوافذه على العالم بلغته لا بلغة غيره."، وفق تعبيره.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد قرّر في خطوة وصفت بـ "التاريخية" إدراج اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي ابتداءً من السنة الثالثة، اعتبارًا من الموسم الدراسي 2022-2023، في إطار مراجعة شاملة للسياسة اللغوية في البلاد.

جاء هذا القرار في سياق رغبة رسمية متنامية في فك الارتباط مع إرث الهيمنة الثقافية الفرنسية، واستبدال الفرنسية، التي طالما وُصفت بأنها "غنيمة حرب"، بلغة تُعد اليوم أداة للعلم والمعرفة والانفتاح على العالم، وهي اللغة الإنجليزية. هذا التوجه الاستراتيجي عكس سعي الجزائر لتحرير منظومتها التربوية من النفوذ الاستعماري القديم، وربطها بمستقبل تقوده التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.


مقالات مشابهة

  • التموين وهيئة حماية حقوق المستهلك الروسية يتفقان على إعداد بروتوكول تعاون فني
  • أكاديمي فلسطيني: تعديلات مبادرة وقف إطلاق النار فتحت أبواب التأويل والريبة
  • برنامج تعاون بين جامعات "التقنية والشرقية والبريمي" لدعم المشاريع البحثية المشتركة
  • تعاون مثمر بين شفاء الأورمان بالأقصر والمجموعة المصرية لتعزيز التعليم
  • تعاون بحثي بين وكالة الفضاء المصرية ومركز بحوث المياه لدعم الأمن المائي
  • جامعة برج العرب التكنولوجية توقع بروتوكول تعاون مع الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة
  • الكويت ومصر توقعان اتفاقية تعاون عسكري لتعزيز الأمن المشترك
  • جامعة القاهرة تنظم أول مدرسة صيفية بمشاركة طلاب من الصين
  • أكاديمي لـ عربي21: تحول الجزائر إلى الإنجليزية مشروع سيادي ضد الهيمنة الفرنسية
  • السفير البلغاري: حريصون على تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية المصرية