ترامب يناقش الحدود والتجارة في "عشاء" مع رئيس وزراء كندا
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، السبت، إنه عقد اجتماعا "مثمرا للغاية" مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وسط مخاوف من نشوب حرب تجارية.
وسافر ترودو إلى فلوريدا، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، مساء الجمعة وتناول العشاء مع ترامب في مقر إقامته في مار الاجو، بعد أيام من تعهد ترامب المنتمي للحزب الجمهوري بفرض رسوم جمركية على الواردات الكندية والمكسيكية بعد أن يؤدي اليمين رئيسا في يناير.
وأثار هذا التعهد مخاوف من حرب تجارية بين الولايات المتحدة واثنين من أكبر شركائها التجاريين.
وحذرت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم الأسبوع الماضي من أن خطة ترامب للرسوم الجمركية ستكون لها عواقب وخيمة على البلدين وأشارت إلى احتمال اتخاذ إجراءات للرد على خطة ترامب.
ويريد ترامب استخدام الرسوم الجمركية أداة لحمل المكسيك وكندا على المساعدة في وقف تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وخاصة مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة وكذلك المهاجرين الذين يعبرون بشكل غير قانوني إلى بلاده.
وقال ترامب في منشور على تروث سوشيال "ناقشنا العديد من الموضوعات المهمة التي تتطلب من كلا البلدين العمل معا لمعالجتها، مثل أزمة الفنتانيل والمخدرات التي أودت بحياة كثيرين نتيجة للهجرة غير الشرعية وصفقات التجارة العادلة التي لا تعرض العمال الأميركيين للخطر والعجز التجاري الهائل الذي تعاني منه الولايات المتحدة مع كندا".
وأضاف "تعهد ترودو بالعمل معنا لإنهاء هذا الدمار الرهيب للأسر الأميركية".
من ناحيته، كتب ترودو في منشور على منصة إكس أنه يتطلع إلى التعاون مع ترامب.
وقال ترودو "أشكركم على العشاء الليلة الماضية، الرئيس ترامب. أتطلع إلى العمل الذي يمكننا القيام به معا، مجددا".
وقال مسؤول بالحكومة الكندية، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة رويترز إن أجواء العشاء كانت إيجابية وتطرق اللقاء لموضوعات عديدة واستمر ثلاث ساعات.
وحذر العديد من خبراء الاقتصاد من أن خطة ترامب لفرض رسوم جمركية على الواردات ستؤدي إلى زيادة التكاليف بالنسبة للمستهلكين الأميركيين.
فيما قال ترامب إن الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين ستساعد في حماية المصنعين الأميركيين وتعزيز نمو الوظائف المحلية.
وفي منشور منفصل، طالب ترامب الدول الأعضاء في مجموعة بريكس بالالتزام بعدم طرح عملة جديدة أو دعم عملة أخرى لتحل محل الدولار محذرا من فرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة.
ويشير مصطلح بريكس إلى الأعضاء الأصليين في المنظمة الحكومية الدولية وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وتضم المنظمة أيضا إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات.
وكتب ترامب على منصته الاجتماعية تروث سوشيال "نريد التزاما من هذه الدول بعدم إنشاء عملة جديدة لمجموعة بريكس أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار العظيم، وإلا فسوف تواجه رسوما جمركية بنسبة 100 بالمئة، وعليها توقع توديع الدخول في الاقتصاد الأميركي الرائع".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ترامب الولايات المتحدة أميركا كندا دونالد ترامب ترامب الولايات المتحدة اقتصاد
إقرأ أيضاً:
50% .. لماذا رفع ترامب الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم؟
في تصعيد جديد لسياسته الحمائية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم لتصل إلى 50%، في خطوة تهدف إلى حماية الصناعات الوطنية، لكنها أثارت موجة انتقادات داخلية وخارجية، لا سيما من الاتحاد الأوروبي الذي لوّح باتخاذ تدابير مضادة.
ويأتي القرار في ختام أسبوع سياسي صاخب شهد انتكاسات قضائية للإدارة الأمريكية، ويعيد تسليط الضوء على استراتيجية ترامب الاقتصادية المرتكزة على الضغط التجاري وتحقيق المكاسب التفاوضية من خلال التعريفات الجمركية.
مضاعفة الرسوم الجمركية لتعزيز صناعة الصلب
أعلن ترامب، خلال زيارة إلى مصنع شركة "يو إس ستيل" العملاقة في ولاية بنسيلفانيا، عن رفع الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب إلى الولايات المتحدة من 25% إلى 50%، وذلك بدءًا من الأربعاء المقبل الموافق 4 يونيو.
وقال ترامب أمام حشد من العمال: "سنرفع تعريفة واردات الصلب إلى 50%، ما سيشكل ضمانة أكبر لقطاع صناعة الصلب الأمريكي".
وأوضح لاحقًا عبر منصته "تروث سوشال" أن هذه الزيادة ستشمل أيضًا واردات الألمنيوم، مشددًا على أن "صناعاتنا للصلب والألمنيوم ستكون أقوى من أي وقت مضى"، وتشمل الرسوم الجديدة أيضًا مشتقات المعدنين، مثل العبوات المعدنية، وهو ما يشير إلى توسع في نطاق الحماية الجمركية.
أثار القرار الأمريكي استياءً واسعًا لدى الاتحاد الأوروبي، الذي أعرب عن "أسفه العميق"، معتبرًا أن هذه الإجراءات "تقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن".
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية، السبت، إن الاتحاد الأوروبي "مستعد للرد"، وأضافت: "إذا لم يتم التوصل إلى حل مقبول للطرفين، فإن تدابير مضادة أوروبية ستدخل حيز التنفيذ تلقائيًا في 14 يوليو، أو حتى قبل ذلك إذا اقتضت الظروف".
وتأتي هذه التهديدات الأوروبية في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد العالمي توترات تجارية متصاعدة، وسط مخاوف من أن تؤدي السياسات الحمائية إلى تراجع حركة التجارة العالمية وزيادة التكاليف على المستهلكين.
الرسوم الجمركية ركيزة في سياسة ترامب الاقتصادية
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، جعل الرئيس ترامب من الرسوم الجمركية أداة رئيسية في سياسته الاقتصادية، مستخدمًا إياها وسيلة ضغط في المفاوضات التجارية لانتزاع تنازلات من الدول والشركات، وداعمًا إياها كوسيلة لحماية الصناعات الوطنية وتعزيز الإيرادات الفيدرالية.
وقال ترامب خلال كلمته في بنسيلفانيا إن "لن يفلت أحد من الرسوم الجمركية بعد زيادتها"، في إشارة إلى شمول القرار لجميع الدول المصدرة للصلب والألمنيوم.
لكن قرارته الجمركية واجهت عراقيل قضائية، حيث قضت محكمتان ابتدائيتان هذا الأسبوع بأن بعض رسوم ترامب غير قانونية، وإن كانت لا تزال سارية المفعول إلى حين صدور حكم نهائي في جوهر القضية.
في كلمته ذاتها، أشاد ترامب بصفقة الشراكة المقترحة بين شركة "يو إس ستيل" الأمريكية ومنافستها اليابانية "نيبون ستيل"، والتي أعلن عنها في أواخر عام 2023 بقيمة تصل إلى 14.9 مليار دولار.
وقال الرئيس الأمريكي: "الأهم أن يو إس ستيل ستبقى تحت سيطرة الولايات المتحدة، وإلا لما أبرمت هذا الاتفاق".
وأكد أن "نيبون ستيل" تعهدت بضخ استثمارات تبلغ 14 مليار دولار في مستقبل الشركة الأمريكية، مع وعد بالحفاظ على مقرها الرئيسي في مدينة بيتسبرغ، وتوفير ما لا يقل عن 70 ألف وظيفة جديدة.
وأثناء عودته إلى واشنطن، صرح ترامب للصحفيين بأن الاتفاق النهائي لا يزال قيد المراجعة، مشيرًا إلى أنه "يتحتم عليه المصادقة عليه رسميًا"، لكنه تلقى "التزامات ضخمة جدًا" من الجانب الياباني.
رغم الترحيب الرسمي بالاتفاق، أعربت نقابة "يونايتد ستيل ووركرز"، التي تمثل آلاف العمال في صناعة الصلب، عن قلقها من الصفقة.
وفي بيان رسمي، قالت النقابة: "من السهل إصدار بيانات صحافية والإدلاء بخطابات سياسية. لكن من الصعب الحصول على تعهدات ملزمة. الشيطان يكمن دائمًا في التفاصيل، وهذا يصحّ بشكل خاص بالنسبة لطرف سيء مثل نيبون ستيل".
وأكدت النقابة أنه لم تتم استشارتها أو إطلاعها على تفاصيل الصفقة، ما أثار شكوكًا حول مدى التزام الطرف الياباني بحماية الوظائف وضمان السيادة الأمريكية على الشركة.
مع تصعيد ترامب لسياسته الحمائية عبر مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، تدخل الولايات المتحدة مرحلة جديدة من المواجهات الاقتصادية مع حلفائها التجاريين، وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي. وفيما تسعى الإدارة الأمريكية إلى ترسيخ "السيادة الاقتصادية" عبر الصفقات والاستثمارات، تواجه تحديات داخلية من القضاء ومن النقابات العمالية المشككة. وتبقى بنسيلفانيا، الولاية الصناعية المحورية انتخابيًا، في قلب هذا التفاعل بين السياسات الاقتصادية والطموحات السياسية للرئيس العائد إلى البيت الأبيض.