سواليف:
2025-05-21@18:04:14 GMT

مضر بدران رجل المواقف الصعبة . . !

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

#مضر_بدران رجل المواقف الصعبة . . !
#موسى_العدوان

يقول رئيس الوزراء الأردني الأسبق مضر بدران ( 1934 – 2023 ) في مذكراته ” القرار ” ما يلي وأقتبس :

” قادني القدر إلى المشاركة في تأسيس جهاز المخابرات العامة، لأكون ثاني مديري الجهاز الذي أسسه جمع من خيرة الضباط الأردنيين، وكانت محطتي التي أردتها لرصد الخطر الإسرائيلي وجمع المعلومات ونشرها على نطاق تعظيم جبهة العرب في حربهم ضد العدو، ونصرة شعب فلسطين.

واستمر الهاجس يلاحقني حتى مع انتقالي إلى مواقع سياسية أخرى، بدأتها في الديوان الملكي ثم وزيرا ورئيسا للوزراء، رافضا تقديم أي تنازلات أردنية أمام الضغوط الأمريكية، التي تريد فرض سلام منقوص وانهزامي مع عدو غاصب، واتكأت بكل قوة آنذاك إلى موقف الشارع الأردني، وحكمة الراحل الملك حسين، في مواجهة أكثر قضايا أمتنا تعقيدا.

مقالات ذات صلة هل ستكون علاقة الإسلاميين بالحكومة عدائية؟ 2024/12/01

ولم تكن تلك الحقبة من تاريخ الأردن انسيابية يسيرة، عايشت فيها أياما حالكات الظلم والقلق، فثمة عدو على حدودك الممتدة من عين البصر إلى جوف القلب، عدو يسعى لاغتصاب الأرض والحقوق، ويطمع بزعزعة محيطه، حتى وقعت أزمة الخليج بعد الحرب على العراق التي جاءت علينا بالوبال، ممهدة الطريق بعدها إلى السلام المزعوم، المدعوم أمريكيا بانحيازه لإسرائيل بفجاجة ومن دون حق.

وفي لحظة استجابة للنداء الداخلي في خضمّ هذه التغييرات، أصبح لزاما عليِ الاعتزال، إذ لم يكن استهداف العراق سوى مجرد البداية، وما انحيازنا لخيار الحل العربي للأزمة في الخليج إلا إصرار منا على ابعاد الاحتلال الأمريكي ومحاصرة أطماعه، وتحصين الجبهة الأردنية المشتبكة مع أطول حدود مع الاحتلال الإسرائيلي.

لكن قوة العراق تهاوت وأقصّ الاحتلال الأمريكي بعد نحو عشر سنوات مضاجع البلد الشقيق وانكشف ظهرنا وعمقنا العربي، فذهبنا تحت وطأة الحصار إلى مفاوضات السلام، التي قرأت عبثيتها، خصوصا بعد فصل المسارات العربية، وكسر الموقف المشترك من خلال تفرد الفلسطينيين باتفاق أوسلو، واتسعت هواجسي بشأن المعاهدة وخطرها، واعتزلت بفعلها العمل العام، فلم يكن أمام الأردن خيارات، ورفع المحذور بالذهاب إلى السلام بدلا من الاستسلام للحصار، وبدء مرحلة مغايرة مع إسرائيل عبر حلفائها، وفقا لشروط الواقع السياسي الجديد.

ولعل تلك كانت بداية الانحسار العربي العظم في الألفية، إذ أخذت قوة العرب تتآكل في العراق بعد احتلاله العام 2003، وما لبثت سوريا أن عانت من حصار غير معلن حتى بلغ ما بات يعرف بالربيع العربي مستوى المؤامرة على سوريا الموحدة، فأخرجها من جبهة التصدي والمواجهة، ومن قبلها مصر التي فشلت في خلق البديل المناسب بعد ثورتها على نظام حسني ميارك.

وإذا ما اتجهنا شرقا نحو الخليج العربي، فكان علينا أن ندرك أن اقتصادهم تحول من خدمة قضاياهم إلى خدمة شراء حلفاء لهم في الغرب وخاصة أمريكا، وافتعال سباق تسلح من الترسانة الأمريكية ليس لمواجهة الخطر الإيراني بل خدمة للاقتصاد الأمريكي، الذي يبيعنا أسلحة تتفوق إسرائيل عليها في امتلاك تكنولوجيا متقدمة، لنعيش اليوم ارتباكا خطيرا في إدراك المخاطر من حولنا، وتصبح حالة الاحتراب العربية البينية أكثر أهمية من محاربة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، فتكون إسرائيل هي الناجي الوحيد والمنتصر بعد كل هذا الضعف والهوان والعبث والتمزق لوطننا العربي.

لقد مرت علينا أيام في هذا الوطن صعبة جدا، لكن قدر هذا الوطن العزيز، أن يكون محميا ومباركا، فأنا أشعر بالحماية الإلهية هذا التراب وأهله ونظامه، ولا أقولها من باب ( الدروشة )، بل أقولها من باب ما شهدته وخبرته من مصاعب وصعوبات، اجتازها الأردن قويا عزيزا “. انتهى الاقتباس.

* *

التعليق : هذا هو مضر بدران . . هذا هو رجل الدولة، الذي اختاره الحسين . . ليتولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات على فترات متقطعة، كانت آخرها في ظروف عسيرة من عام 1989 إلى عام 1991.

وهو رئيس الوزراء الوحيد بين الرؤساء اللاحقين، الذي سار على خطا وصفي التل، وعمل مآثر كثيرة لأجل الأردن والأردنيين، سبق أن تحدثت عنها في مقالات سابقة. ولا يسعني اليوم، في ظل فقرنا برجال الدولة الأقوياء وأصحاب القرار، إلاّ أن اترحّم على مضر بدران، وأدعو الله أن يرحمه ويسكنه جنات الخلد والنعيم.

التاريخ : 1 / 12 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: موسى العدوان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توافق على بناء سياج أمني على الحدود الأردنية

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل صدَّق على خطة لإقامة جدار أمني على الحدود الشرقية مع الأردن.

وأضافت الإذاعة أن الخطة تشمل تعزيز السيطرة على الغور من خلال بؤر استيطانية ومزارع ومعسكرات تدريب.

ونقلت الإذاعة أن خطة وزارة الدفاع والجيش الإسرائيليين تتضمن إنشاء نظام دفاعي متعدد الطبقات على طول 425 كيلومترا من جنوب مرتفعات الجولان المحتل حتى شمال إيلات.

ووصفت الإذاعة الخطة بأنها تمثل ضربة لمحاولات إيران تحويل الحدود الشرقية إلى جبهة إرهابية، وفق تعبيرها.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قوله إن "بناء السياج خطوة إستراتيجية ضد محاولات إيران تحويل الحدود إلى جبهة إرهابية"، وفق وصفه.

وكانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قالت في أبريل/نيسان الماضي إن إسرائيل عازمة على البدء في بناء سياج جديد على طول الحدود مع الأردن لوقف تهريب الأسلحة والمخدرات المتكرر حسب قولها، وهو ما سيكلفها 1.4 مليار دولار، ومن المتوقع أن يستغرق العمل فيه 3 سنوات.

وكان وزير الخارجية آنذاك ووزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس قد دعا في أغسطس/آب العام الماضي إلى بناء سياج أمني "بسرعة" على طول الحدود مع الأردن، متهما إيران بمحاولة إنشاء "جبهة إرهاب شرقية" ضد إسرائيل من خلال تهريب الأسلحة عبر المملكة.

إعلان

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الدفاع أنها بدأت العمل التمهيدي على المشروع، بعد أن كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح فكرة تعزيز السياج الحالي أو بناء جدار حدودي مرارا وتكرارا، فأمر عام 2023 ببناء سياج على كامل الحدود "لضمان عدم حدوث تسلل" كما أمر مسؤولي الجيش ووزارة الدفاع بالبدء في التخطيط لذلك عام 2012، وروج لبدء بناء سياج محمّل بأجهزة استشعار عام 2015، وأعلن بعد عام أنه يخطط "لتطويق دولة إسرائيل بأكملها بسياج".

إقامة سياج أمني على الحدود الأردنية الإسرائيلية (الجزيرة-أرشيف) حدود ومعابر

وتصاعد الحديث عن بناء جدار لإسرائيل مع الأردن، عقب عمليتي معبر اللنبي في الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي والبحر الميت في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وشهدت العملية الأولى مقتل 3 إسرائيليين واستشهاد منفذ العملية الأردني ماهر الجازي، وشهدت الثانية إصابة إسرائيليين واستشهاد المنفذين الأردنيين حسام أبو غزالة وعامر قواس.

ويبلغ إجمالي طول الحدود بين الأردن وإسرائيل والضفة الغربية 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية، و238 كيلومترا مع إسرائيل.

ويرتبط الأردن مع إسرائيل بـ3 معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (اللنبي) ووادي عربة (إسحاق رابين).

والمعابر الثلاثة تعمل بشكل منتظم ويرتبط إغلاقها بالظروف الأمنية داخل إسرائيل، وهو ما يحدث بصورة محدودة، وقد جرى ذلك خلال حرب الإبادة الحالية على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: لا قوائم انتظار بالجمارك.. ولدينا القدرة على تلبية احتياجاتنا من العملة الصعبة
  • أكثر من 11 تريليون دينار.. انخفاض احتياطي العراق من العملة الصعبة
  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
  • وفد تجاري يشارك بالملتقى الاقتصادي العربي الألماني
  • الصفدي: الأردن هو بوابة سوريا إلى الخليج العربي والعالم العربي وسوريا بوابة الأردن إلى أوروبا
  • تعرف على أشهر شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى "إسرائيل" خشية صواريخ الحوثيين
  • إسرائيل تُصادق على إقامة جدار على الحدود مع الأردن
  • إعلام عبري: إسرائيل تقر بناء جدار أمني على الحدود مع الأردن
  • إسرائيل توافق على بناء سياج أمني على الحدود الأردنية