سودانايل:
2025-12-11@04:14:17 GMT

كتابات ضد الحرب: عن مفهوم الحرية

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

“حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب أن يفعل ما لا يريد.”
– جان جاك روسو

لا أظن أن أحداً في هذه الدنيا يقبل أن يعيش مكبلاً، فحتى الجنين في بطن أمه يركل ويرفس طالباً الخروج من تلك الظلمات. تلك هي بداية القصة.

دعونا، إذن، نتأمل في معنى الحرية ونستعرضها كقيمة نبيلة ترتبط بمسؤولية الفرد تجاه نفسه والمجتمع.

الحرية ليست انفلاتاً من القيود ولا ذريعة لتجاوز حقوق الآخرين، بل هي حالة من التوازن بين الحقوق والواجبات، وبين الفرد والمجتمع، وبين الرغبات الشخصية والمصالح الجماعية. حينما تُختزل الحرية في الفوضى، يتحول الأفراد إلى قطيع يساق بلا إرادة، بينما الحرية الحقيقية تعني الانضباط الواعي، الالتزام بالقيم الأخلاقية، واحترام القوانين التي تنظّم حياتنا المشتركة.

الحرية واحترام الآخر:
الحرية الحقيقية تتجلى أيضاً في مراعاة حريات الآخرين وخصوصياتهم. فهي ليست أداة للاعتداء على حقوقهم أو تقييد خياراتهم. إنها القدرة على اتخاذ قرارات واعية ومسؤولة في إطار من الاحترام المتبادل. فالحرية ليست شعوراً عابراً ولا ممارسة عشوائية، بل هي فهم عميق يرتبط بالتفاهم وبناء علاقات إنسانية متوازنة.

الحرية والتعليم:
لا يمكن للحرية أن تزدهر في بيئة يغمرها الجهل، لأن الجهل يغلق الأفق ويدفع الناس إلى سوء فهم حقوقهم وواجباتهم وبكل تاكيد سوء استخدام تلك الحريه. هنا يصبح التعليم والوعي ركيزتين أساسيتين لتحقيق الحرية بمعناها الحقيقي. من خلال المعرفة، يصبح الإنسان قادراً على إدراك حقوقه وواجباته، ومتميزاً بين ما هو حق وما هو تعدٍ.ولا بد لنا أن نضع في اعتبارنا اهمية
تعليم المرأة لأنها ركيزة اساسية للمجتمع..

ولا ننسى ان الإنسان المتعلم يفهم الحرية باعتبارها وسيلة لتحقيق الكرامة الإنسانية، وهو غالباً الأحرص على حمايتها والمطالبة بها. التعليم يمنح الوعي، والوعي هو المفتاح الذي يفتح أبواب الحرية المسؤولة.

الحرية كنضال إنساني:
الحرية تُنتزع ولا تُمنح. إنها حق طبيعي يولد مع الإنسان، لكنها قد تُسلب منه، مما يجبره على النضال لاستعادتها أو تعزيزها. المطالبة بالحرية ليست مجرد ترف فكري، بل هي تعبير عن وعي الإنسان بإنسانيته ورفضه للخضوع والذل.

الحرية إذاً ياسادتي لا تقتصر على التحرر من القيود السياسية أو الاجتماعية، بل تشمل حرية التفكير، وحرية التعبير، وحرية الاختيار. هي قدرة الإنسان على مواجهة الظلم بشجاعة والإصرار على العيش بكرامة.

الحرية والكرامة الإنسانية:
في نهاية المطاف، الحرية هي صرخة الإنسان ضد القيود التي تفرضها السلطة أو الظروف. إنها تأكيد على أن الحقوق لا تُستجدى، بل تُنتزع عبر نضال واعٍ ومسؤول. ولا يفوت علينا أن الإنسان الحر هو من يملك إرادته، يتخذ قراراته بعيداً عن أي إملاءات خارجية، مدركاً قيمة الكرامة الإنسانية التي لا تتحقق إلا في ظل حرية حقيقية
وختاماً نامل ان يكون هذا النص قد لمس الأفكار المحورية لاهمية الحرية.

مع كامل احترامي وتقديري

عثمان يوسف خليل

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

صفاء الزين

يوافق العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي المقابل يواجه السودان واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، ففيه أكثر من 12 مليون نازح ولاجئ وفق تقارير الأمم المتحدة ومنسقية الشؤون الإنسانية (OCHA) خلال ديسمبر 2025م، وما يزيد عن 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأكثر من 30 ألف قتيل موثق، بينما تبقى أعداد غير معروفة تحت الأنقاض وفي المناطق المعزولة.

الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023م ما زالت تمزّق كل شيء، فالحقوق الأساسية تلاشت بالكامل. الحق في الحياة تحوّل إلى رفاهية بعيدة، قذائف تتساقط فوق الأحياء السكنية، والمدفعية تضرب المستشفيات، والأسواق تتعرض للقصف وسط اكتظاظ المدنيين. الحق في الغذاء يوشك على الانهيار التام، خمسة ملايين سوداني يقفون على حافة مجاعة كارثية تمتد إلى 12 ولاية، والمجاعة أُعلنت رسميًا في أغسطس الماضي.

مع امتداد الحرب اتسعت دائرة العنف في مناطق متعددة، وبات المدنيون يواجهون ضغوطًا وانتهاكات متنوعة ترتبط بطبيعة الاشتباكات واتساع نطاقها، وتشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن حجم الوقائع في الميدان أكبر من الأرقام المتاحة، فكثير من الحالات لا يجري توثيقها نتيجة غياب الأمان وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

كما أدى استخدام الطيران الحربي في عدد من الجبهات إلى توسيع نطاق الخسائر وسط المدنيين، القصف الجوي طال مناطق مكتظة بالسكان، وتسبب في تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية، من طرق ومرافق خدمية ومستشفيات، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن استمرار الضربات الجوية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويعرقل عمليات الإجلاء والإغاثة، ويضاعف من معاناة الأسر المحاصرة بين خطوط القتال.

وقد ظل الأطفال في دائرة الخطر المباشر، لأن أكثر من 19 مليون خارج المدارس، وآلاف جُنّدوا قسرًا في صفوف المتقاتلين، والمئات سقطوا ضحايا للألغام والعبوات الناسف، أما كبار السن وذوو الإعاقة يعيشون وحدهم خلف خطوط النار بلا دواء ولا غذاء.

كما أن المشهد الصحي ينهار لأن المستشفيات تحولت إلى أطلال، والصيدليات فارغة، والمياه النظيفة حلم بعيد في معسكرات النزوح التي تضم أكثر من ستة ملايين شخص.

اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام يحمل صيحة واضحة، صيحة في وجه صمت المجتمع الدولي الذي يكتفي بتصريحات لا تغيّر واقعًا يزداد قسوة، وصيحة في وجه كل من يضع “الاستقرار السياسي” فوق حياة الملايين، إن حماية المدنيين واجب قانوني وأخلاقي يحتاج تطبيقًا فوريًا، لا بيانات إدانة مؤجلة.

كما أن احترام حقوق الإنسان في السودان يشكّل الطريق الوحيد للخروج من الحرب، فأي حديث عن المستقبل بلا معنى إذا لم تُحمَ الأرواح اليوم، وإذا لم تُصن الكرامة في هذه اللحظة بالذات.

السودان ليس خبرًا عابرًا في نشرة، لكنه اختبار حقيقي لضمير العالم، النجاح في هذا الاختبار يمنح الملايين فرصة للحياة، والتقاعس يسجّل البشرية كشاهد صامت على واحدة من أفظع المآسي في القرن الحادي والعشرين.

????: [email protected]

الوسومالأمم المتحدة السودان المجتمع الدولي اليوم العالمي لحقوق الإنسان حرب 15 ابريل 2023م صفاء الزين منسقية الشؤون الإنسانية

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة
  • قادة باكستان يؤكدون التزام الحكومة بصون حرية وكرامة جميع المواطنين
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • مُختص بيئي لـ"صفا": 5 مليون طن من النفايات الخطرة في غزة بسبب الحرب
  • بوتين يتحدث عن دونباس.. إنها روسية! وسنواصل الحرب
  • مُختص بيئي ل"صفا": 5 مليون طن من النفايات الخطرة في غزة بسبب الحرب
  • الاعتصام بالله .. معركة الوعي التي تحدد معسكرك، مع الله أم مع أعدائه
  • خالد الجندي ردا على الجماعات المتطرفة: الإسلام دين الحرية (فيديو)
  • خالد الجندي يفند مزاعم الجماعات المتطرفة ويؤكد: الإسلام دين الحرية والإنسان
  • طرابلسي عن وزيرة التربية: أين الاستراتيجية والخطة التي قالت إنها تعمل عليها منذ أشهر؟