هناك العديد من القضايا يواجهها المجتمع بشكل يومي، منها السُمنة. إنها واحدة من المخاطر الرئيسية للوفاة، ولا تؤثر على البالغين فحسب، بل أصبحت قضية خطيرة للأطفال. 9 % من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وتسعة عشر عامًا، يعتبرون مصابون بالسُمنة، أصبحت السُمنة لدى الأطفال بمثابة وباء، حيث أصبح الأطفال يعانون من زيادة الوزن كل عام، هناك العديد من الأسباب عندما يتعلق الأمر بالسُمنة في مرحلة الطفولة، حيث تعد الوراثة أحد الأسباب التي يمكن أن تحدد بين شخص من المرجح أن يكتسب المزيد من الوزن بسهولة، من الشخص العادي الذي لديه عملية أيض عالية بسبب الحمض النووي، كذلك اتباع نظام غذائي غير صحي يمكن أن يؤدي لاكتساب كيلوات إضافية، وزيادة الدهون في الجسم.
ويعدّ تناول الطعام الذي يحتوي على مواد حافظة وقيمة غذائية منخفضة، أو المشروبات التي تحتوي على الكثير من السكر، مثل الوجبات السريعة، والوجبات الخفيفة، والمشروبات السكرية، مثالاً جيدًا على النظام الغذائي السيئ، كما أن السُمنة في مرحلة الطفولة، لها تأثير على الأداء الدراسي الضعيف في المدرسة، من العوامل الأخرى التي تساهم في السمنة لدى الأطفال، هي الوالدان، والاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، حيث يمكن أن يكون الآباء عاملاً في السمنة، بسبب القدوة السيئة، وعدم تشجيع أطفالهم على تناول الأطعمة الصحية، وعدم ممارسة النشاط البدني، حيث يمكن أن يسبب الاكتئاب عادات غذائية سيئة، يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالسمنة في المستقبل، ويمكن أن يسبِّب القلق نقصًا في الطاقة، ممّا قد يجعل الشخص أقل نشاطًا، ويضيف وزنًا إضافيًا، ويمكن أن تؤدي اضطرابات الأكل مثل ممارسات النظام الغذائي غير الصحية، إلى القلق والاكتئاب، ولكنها يمكن أن تلحق الضرر أيضًا بأعضائك الحيوية مثل عقلك أو قلبك، في حين تساهم كل هذه العوامل في السُمنة لدى الأطفال، فهناك أيضًا مشاكل صحية وأمراض تتطور، بعض المشاكل الصحية التي تتطور عندما يكون الشخص مصابًا بالسُمنة هي مرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وأمراض العظام والمفاصل، ومشاكل التنفس، وارتفاع ضغط الدم، وهذه المشاكل الصحية الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تحدث لشخص مصاب بالسُمنة على الرغم من أن معظم الحالات الجسدية التي تساهم في السمنة في مرحلة الطفولة، يمكن الوقاية منها إذا وصل الطفل إلى وزن صحي عندما يكبر، إلا أن البعض لا يحالفهم الحظ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى المزيد من المشاكل في المستقبل، وربما الموت. وكذلك بعض المشكلات التي تساهم فيها السُمنة لدى الأطفال، فالأكثر شيوعًا هو انخفاض احترام الذات والاكتئاب ويمكن أن يؤثر انخفاض احترام الذات على الأداء الدراسي للطفل، وجودة الحياة، ولكنه يمكن أن يسبِّب أيضًا الشعور بالوحدة، والحزن، والعصبية، ويمكن أن يؤدي هذا غالبًا إلى الاكتئاب، الذي يمكن أن يتسبَّب في فقدان الطفل للاهتمام بأنشطته، ويصبح أقل اجتماعية مع أصدقائه وعائلته.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: ویمکن أن الس منة یمکن أن فی الس منة فی
إقرأ أيضاً:
"عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
قراءة تحليلية لدراسة نُشرت في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. اعلان
مع تصاعد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، تبلورت "خطة عربات جدعون" بوصفها محور الاستراتيجية الإسرائيلية للمرحلة المقبلة. وقدّمت تل أبيب هذه الخطة باعتبارها مشروعاً حاسماً لتفكيك البنية العسكرية والإدارية لحركة "حماس"، وفرض معادلة أمنية وسياسية جديدة في القطاع. غير أنّ الخطة، رغم ما تنطوي عليه من أدوات ضغط وتفوّق ناري، تُثير جدلاً واسعاً حول أهدافها الحقيقية، واحتمالات فشلها، بل وإمكانية أن تتحوّل إلى مدخل لتعزيز مكانة "حماس" بدلاً من إزاحتها.
في هذا السياق، تطرح نعومي نيومان، الزميلة الزائرة في معهد واشنطن والمختصة في الشؤون الفلسطينية، تحليلاً معمقاً يشكك في نجاعة الخطة ويعرض حدودها النظرية والتطبيقية، مستندة إلى خبرتها في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ووزارة الخارجية، فضلاً عن دراستها الأكاديمية الجارية في جامعة تل أبيب.
في 6 أيار/مايو، صادق مجلس الأمن القومي الإسرائيلي على خطة "عربات جدعون"، محدداً ثلاثة أهداف محورية: القضاء على "حماس"، تحرير الرهائن، وترسيخ وجود عسكري دائم في غزة. هذه الأهداف، وإن ظهرت متكاملة، تعكس في واقع الأمر إشكالية بنيوية في الرؤية الإسرائيلية لمستقبل القطاع، لا سيما في ظل غياب أي تصور متماسك لما بعد الحرب، سواء على الصعيد المحلي أو بالشراكة مع الولايات المتحدة.
Relatedشاهد لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى في جباليا شمال غزةأطفال غزة يدفعون ثمن الحرب الأكثر دموية في العصر الحديثعلى وقع الحرب في غزة.. احتجاجات في بازل تدعو لطرد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبيةتتضمن الخطة ثلاث مراحل تنفيذية متسلسلة:
- مرحلة التمهيد والتفكيك الممنهج: استهداف البنى العسكرية والمؤسساتية التابعة لـ"حماس".
- مرحلةإعادة التمركز السكاني: نقل المدنيين إلى مناطق "منزوعة السلاح"جنوب القطاع، وعزل مقاتلي الحركة.
- مرحلة الاجتياح البري: دخول القوات الإسرائيلية إلى مناطق مصنّفة "مطهّرة" للسيطرة عليها وتعزيز احتلالها لتلك المناطق.
لكن هذه المراحل، كما تُبيّن نيومان، مصممة بمرونة تكتيكية تسمح لإسرائيل بتعديل المسار أو إيقاف العملية إذا لاحت في الأفق فرص تفاوضية جزئية مع "حماس"، وخصوصاً حول ملف الرهائن.
التوازن الأميركي: بين دعم إسرائيل ومخاوف من التصعيدزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة أضافت بُعداً معقداً للمعادلة. فعلى الرغم من التماهي الظاهري بين تل أبيب وواشنطن، فإن الولايات المتحدة تتحرك على مسار موازٍ من خلال قنوات خلفية مع "حماس"، ساعيةً للإفراج عن الرهائن وبلورة تسوية تؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.
يطرح هذا التباين تساؤلات حساسة: إلى أي مدى تستطيع إسرائيل الاستمرار في تنفيذ الخطة من دون غطاء سياسي من واشنطن؟ وهل الإدارة الأمريكية مستعدة لتقبّل إقصاء "حماس" كلياً من أي ترتيبات مستقبلية في غزة؟
آليات الضغط الإسرائيليتستند الخطة إلى خمس أدوات ضغط رئيسية:
- فرض الوجود العسكري في مناطق حساسة مثل الممرات المركزية.
- فصل المدنيين عن البنى التابعة لـ"حماس".
- التحكم بالمساعدات الإنسانية لحرمان الحركة من استخدامها كورقة نفوذ.
- تفكيك القيادة الميدانية من خلال عمليات استهداف دقيقة.
- الحرب النفسية لترسيخ شعور الانهيار لدى السكان والمقاتلين.
لكن هذه الأدوات، كما توضح الدراسة، قد تؤدي إلى نتائج عكسية؛ فبدل من تقويض "حماس"، فإنها قد تُسهم في تعزيز موقعها الرمزي والسياسي كحركة مقاومة، في ظل "استمرار الاحتلال "وغياب البدائل الوطنية الفاعلة.
رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة، لا تزال "حماس" تُظهر قدرة لافتة على التكيف. فقد تمكنت، وفق الاستخبارات الأمريكية، من تجنيد نحو 15 ألف عنصر جديد منذ بداية الحرب، واستمرت في إدارة الخدمات المدنية، بالتنسيق مع مؤسسات الإغاثة. كما أن تراجع قدراتها التقليدية لم يُنهِ قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية، بما في ذلك زرع العبوات الناسفة، واستهداف الآليات، وشن هجمات قنص.
ويبدو أن "استمرار الاحتلال"، بما يحمله من معاناة وتدمير، يعيد إنتاج سردية "المقاومة" في وجدان الشارع الفلسطيني، ما يمنح "حماس" زخماً شعبياً قد يُصعّب إزاحتها على المدى الطويل.
هل هناك أفق لاتفاق؟تطمح إسرائيل إلى "شطب حماس" كطرف سياسي وعسكري، غير أن ذلك يبدو أقرب إلى الأمنيات الاستراتيجية منه إلى الوقائع. فـ"حماس" تُدرك أنها ليست في موقع يسمح لها بالاستسلام، كما أن منطقها الأيديولوجي يستند إلى رفض الاعتراف بـ"العدو الصهيوني" أو الدخول في تسويات مفرّغة.
ومع ذلك، قد تبدي الحركة مرونة تكتيكية، تقبل بموجبها بوقف إطلاق نار مقابل ترتيبات إنسانية أو تبادل أسرى، شرط وجود ضمانات دولية بانسحاب تدريجي لإسرائيل، وتشكيل سلطة مدنية تتقاسم فيها "حماس" النفوذ، وإن من خلف الستار.
معارضة دولية وتحديات لوجستيةمنظمة الأمم المتحدة رفضت المشاركة في تنفيذ الخطة، واعتبرتها خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. كما أن دولاً عربية كالإمارات نأت بنفسها عن المشروع، ورفضت المشاركة في توزيع المساعدات، ما يُضعف من شرعية الجهد الإنساني الموازي، ويمنح "حماس" فرصة لمهاجمة الخطة باعتبارها "غطاء للاحتلال".
من الناحية العملية، تواجه الخطة تحديات لوجستية حقيقية:
كيف سيتم توزيع المساعدات في ظل العمليات العسكرية المستمرة؟
هل تستطيع القوات الإسرائيلية، رغم التحفظات الداخلية، تولي هذه المهمة؟
وهل المراكز اللوجستية التي تقترحها الخطة -أربعة في رفح ونتساريم- قادرة فعلاً علىتلبية حاجات السكان؟
الاحتمالات المقبلة: نهاية "حماس" أم إعادة صياغتها؟إذا تم تنفيذ الخطة بالكامل، فقد تتمكن إسرائيل من تقليص القدرات العسكرية لـ"حماس"، وزعزعة سلطتها الإدارية. إلا أن هذا لا يضمن نهاية الحركة، بل ربما يُدفع بها إلى تبنّي تكتيكات أكثر عنفاً، وتحويل القطاع إلى ساحة استنزاف طويلة الأمد.
وفي المقابل، إذا رضخت إسرائيل للضغوط الدولية وخفّضت سقف أهدافها، فقد تجد نفسها أمام "حماس" ضعيفة تنظيمياً لكنها أعمق رسوخاً سياسياً، وربما جزءاً من هندسة ما بعد الحرب.
تكشف خطة "عربات جدعون" عن ذهنية صلبة تؤمن بإمكانية الحسم العسكري، لكنها تتجاهل حقيقة أن التوازنات السياسية والاجتماعية في غزة لا يُعاد تشكيلها بالقوة وحدها. ففي الوقت الذي تُسقط فيه إسرائيل المباني، تُبقي على فراغ سياسي يُهيئ لعودة "حماس" بشكل أكثر تعقيداً.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة