فقرات غنائية.. «توينز غزة» في مهمة لإسعاد أطفال المخيمات
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
رسم الابتسامة على وجوه أطفال غزة كان الشاغل الرئيسى للتوأم «أحمد» و«محمد» المعروفين باسم «توينز غزة Twins Gaza» عبر منصات التواصل الاجتماعى، ومن أجل ذلك قررا تغيير محتواهما عبر السوشيال ميديا بعد اندلاع الحرب، ليقدما العديد من الفقرات الغنائية والاستعراضية فى مخيمات النازحين، إلى جانب المشاركة فى توزيع المساعدات الإنسانية بقدر استطاعتهما.
محتوى الثنائى البالغين من العمر 20 عاماً عبر منصاتهما ارتبط بالتحديات والمسابقات، مما جعلهما يكتسبان شهرة داخل غزة، لكن مع ظروف الحرب والنزوح للمخيمات وجدا أن شهرتهما يجب استغلالها فى قضاء حوائج الناس من حولهما، يقول أحدهما: «هدفنا تلطيف أحوال الأطفال فى الحرب والتهوين عليهم، سواء بالمبادرات الإنسانية أو بالفيديوهات الطريفة أو الفقرات الغنائية».
حال النازحين فى الخيام، كما يراه «توينز غزة»، أصبح مريراً، وباتوا بحاجة إلى من يُدخل البهجة على قلوبهم، ليستمتعوا بالحياة التى لم تعد تتوفر بها أبسط الأشياء: «من مبادرتنا أيضاً إننا حاولنا البحث عن الأشياء المفقودة والتى يشتهيها الأطفال ونوفرها لهم».
وحاول «أحمد» و«محمد» البحث عن بعض الفواكه التى تُعد بعيدة المنال بالنسبة للنازحين، ليستطيعا توفير «البطيخ» فى موسمه وتقديمه لجميع الأسر، وفى وقت آخر ظلا أياماً وأسابيع يحاولان توفير «جواكت» وأحذية من أجل توزيعها على الأطفال الذين طالما عانوا من البرد خلال فصل الشتاء.
وبخلاف توفير المساعدات وتوزيع الملابس، يتجول الثنائى من مخيم للآخر بالاعتماد على بعض الفرق الاستعراضية لتقديم فقرات غنائية ومقتطفات من حلقات بطلها المهرج والرسوم المتحركة، وتُعد جميعها فنوناً وأنشطة محببة لقلوب الأطفال على اختلاف أعمارهم. الأمر لم يتوقف عند ذلك فحسب، إذ نظم التوأم حفل خطوبة وزواج لصديقهما فى الخيام، وقاما بالغناء وتصوير كافة اللقطات حتى يعلم العالم الخارجى أحقية شعب غزة فى الحياة.
اكتسب الثنائى حس الدعابة من والدتهما مصرية الأصل، وهنا يؤكد «أحمد» و«محمد» أن دعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية لا يتوقف، سواء بالمساعدات أو المشاركة دولياً للتوصل إلى اتفاق عاجل بشأن وقف الحرب فى غزة.
ولم يكن «Twins Gaza» وحدهما اللذين يريدان رسم البهجة على وجوه الأطفال، فقد عمل بعض الشباب من معهد إدوارد سعيد الوطنى للموسيقى على إنشاء مجموعة موسيقية تتجول بين مخيمات النزوح، لتعليم الموسيقى للأطفال، مُخرجة إياهم من أجواء الحرب ومعاناتها.
يُذكر أن الثنائى الشهير فقدا كافة منصاتهما عبر مواقع التواصل بعدما خصصا محتواهما لدعم أهل غزة؛ ليبدآ من جديد إطلاق صفحات جديدة شعارها: «إننا نملك وطناً جميلاً يستحق الحياة والفن والعزف والفرح».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الاحتلال الأوضاع الإنسانية
إقرأ أيضاً:
المجاعة تشتّد بغزة.. أطفال تحولوا لـ"هياكل عظمية" وسط صرخات لا تنقطع
غزة - خاص صفا مع تفاقم المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية وخطيرة" في قطاع غزة، تحولت أجساد الأطفال الذي يصلون المستشفيات إلى "هياكل عظمية"، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد. وبدأت تُبرز العظام من تحت جلد العديد من الأطفال، وتظهر علامات واضحة على نقص التغذية. الموت جوعًا ويعاني أطفال غزة أوضاعًا صحية مأساوية للغاية، بفعل المجاعة والنقص الحاد في الغذاء، وتدهور الوضع الصحي، في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر. ولا يجد الأطفال ما يسد رمقهم أو يروي ظمأهم، ما يؤدي لموت بعضهم جوعًا، بينما يصارع آخرون الهزال وسوء التغذية والأمراض. ويواجه الفلسطينيون في القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي. وفق تقرير أممي وبحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، فإن قطاع غزة يواجه النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. ويواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتقرير. وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان". وأشار البرنامج في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، إلى أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة. وأضاف "هناك حاجة ملحة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية لقطاع غزة للوصول إلى كل المجوعين في كل أنحاء القطاع، قبل فوات الأوان". وذكر أن لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، مشددًا على ضرورة أن تسمح "إسرائيل" بدخول هذه المساعدات. وطالب بإدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع. "هياكل عظمية" بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن أهالي غزة يواجهون الموت بالتجويع والقصف والمستشفيات مكتظة بالشهداء والجرحى. وأوضح أبو سلمية "للتليفزيون العربي"، أن 147 شهيدًا، منهم 88 طفلًا ضحايا التجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة. وأشار إلى أن الاحتلال يقصف مناطق يدعي أنها آمنة غربي مدينة غزة، كما يدعي وجود مسارات إنسانية ويقصف منتظري المساعدات ومن يحاول تأمينها. بدوره، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران إن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في القطاع. وأشار إلى أن ما تم إدخاله من مساعدات قليل ولا يفي بحاجات سكان القطاع. وأضاف أن ما يقوم به الاحتلال في حق غزة يضرب جميع المواثيق والقوانين الدولية. وأكد أن الحاجة ملحة في قطاع غزة لحليب الأطفال بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في القطاع بشأن الأطفال والنساء الحوامل فظيع بسبب الجوع. وبين أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، موضحًا أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات في غزة على هيئات "هياكل عظمية". أوضاع متفاقمة وحذرت مؤسسات دولية وأممية من انهيار الأوضاع الإنسانية وتفاقم الكارثة غير المسبوقة في قطاع غزة، وزيادة أعداد الوفيات، بسبب سوء التغذية. وحسب الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) فإن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء يواجهون خطر الموت جوعًا ومرضًا، بفعل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع الجماعي كأداة ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرًا. وبات أهالي القطاع يعيشون مرحلة المجاعة الكاملة (المرحلة الخامسة) والمجاعة الحادة (المرحلة الرابعة) حسب التصنيف الأممي، وفق تقارير موثقة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو"، في ظل حاجة القطاع اليومية لأكثر من 500 شاحنة مساعدات إغاثية و50 شاحنة وقود. وحذرت "حشد" من تداعيات المجاعة علي سكان القطاع، والتي أدت حتى الآن لاستشهاد 147 مواطنًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، عدا عن 650 من المرضى والنساء وكبار السن ، في وقت لا تستطيع 50 ألف أم إرضاع أطفالها، بسبب سوء التغذية. ولا يزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، و60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع، منهن 11 ألف حالة حرجة. وتظهر التقارير أن نصيب الفرد اليومي من المياه الصالحة للشرب انخفض بنسبة 100%، فيما بات 99% من السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد وأكثر من ثلث السكان لم يأكل أي طعام لأيام متتالية ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، تفاقمت مع تشديد حصارها وإجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".