بقلم / عمر الحويج

قلت في التمهيد لهذه المقالات أن هناك ثلاث إرتكازات اعتمدتها الثورة المضادة وحلفائها وأجترحتها صناعياً ، من حويصلات فكرها الظلامي العدواني الإقصائي ، ونهضت على بنائها ، رسمياً وإعلامياً ، قبل الحرب وواصلتها بحماس أكبر بعد الحرب ، لتمرير خطابها الهجومي الإنتحاري ، اللا أخلاقي ، وغير المستوي على قدمين ، ضد مشروع ثورة ديسمبر المجيدة ، التي إنبثقت وهلت لإستكمال مشروعها الحداثوي النهضوي الإنمائي ، بقيام الدولة المدنية الديمقراطية ، وهي إجمالاً ثلاث مسارات أو إرتكازا ت هجومية ، منبعها الخيال الرغبوي المتخيل ، في سبيل العودة للسيطرة على الثروة والسلطة ، يتمركز أول البؤر الرافعة لهذه الإرتكازات ( والمصطلح مأخوذ من لغة هذه الحرب اللعينة التي أشعلوها عمداً) وهي النكران التام ، والإختفاء القسري هلعاً ، والمتستر خلف جدر الظلام ( وهاهو شيخهم التكفيري يكشف المنكور علناً) دون إظهار أية دور للحركة الإسلاموية ونظامها البائد التخريبي ، قبل الحرب وبعد إشعالها للحرب ، وإندساسها المشين خلف جيشنا الوطني ، المختطف من قبل عناصرها الأمنية ، الذين ينفذون لها خططها التآمرية كاملة غير منقوصة .


ثانيها الهجوم المباشر والشرس على قوى الثورة بكافة فصائلها ، وعلى ذات الثورة وفكرتها ، متخذة من قوى الحرية والتغيير "سابقاً" ، وحكومتها الإنتقالية زمانها ، وتحولها إلى تقدم "حالياً" ، وإن تغير الإسم وبقي المضمون ، مستغلة أخطاء الأولى الفارغ جرابها وخوائه من الحنكة الثورية ، فأتخذوا منها ، كبش فداء ومدخل للوصول لأهدافهم الخبيثة ، وللنخر والهدم في جسد الثورة 'القرنعالمية' نالتها عن جدارة واستحقاق . والتي لم يسبقها في زخمها وقوتها ، وبسالة شبابها من الجنسين ، وقوة شعاراتها ، إلا الثورة الفرنسية .، وإن فاقتها بشعاراتها الجذرية وبسلميتها الراسخة .
وثالثها خطتها الخبيثة لتوسيع هوة الخلاف بين قوى الثورة ، والجهد المفرغة نتائجه ، لعزل اليسار العريض وخاصة الشيوعي من معركة التغيير التي خاضتها وتخوضها كل قوى الثورة مجتمعة ، التى أسهمت في انضاج وإنجاح الثورة ، وتناولت الإرتكازتين الاولى والثانية (في 2 -3) وفي الإرتكازة الثالثة ، فضلت أن أحيلكم إلى مقال سابق وأعيد نشره " مع قليل تصرف" نشر في هذا الموفع ، وثورة ديسمبر المجيدة ، في قمة وهجها وتألقها وكان بعنوان ( عنزة ولو طارت ) ، ولأني رايت المقال أشمل في تناوله لجذور الأزمة القديمة المتجددة التي أدت تراكماتها لحرب الدمار الشامل في 15 إبريل 2023 م .

عنوان المقال السابق [عنزة ولو طارت] :-
ولأن كل ما جرى بيدكم لا بيد غيركم أو عمروكم ، بل كلكم . دعونا نرفع الصوت عالياً وجهيراً ، ولنبدأ بجماعة المركزي للحرية والتغيير ، كفاكم تستراً خلف تحالفات الأسماء الرنانة ، ففي النهاية ، فأنكم كتحالف ، ما أنتم إلا حزب الأمة القومي بنسخته التاريخية ، ونقولها تأدباً وإن جاز علينا التأدب أكثر ، نقول فقط نسختها القديمة بقياداتها الديناصورية ومتبوعاتها الجنرالية ، والأقربون من أهل الدار الناطقين بإسمها ، وورثة إمامها الراحل من أبنائه وبناته ، الذين نازعتهم ، حداثتهم بحكم أعمارهم ، مع قديم تركيبة حزبهم التوارثية والتراثية ، وعلاقاتهم العائلية من الناطقين بطرفهم وليس بإسمهم ، وإنتهازية من هم في وسطهم وحولهم ، فظلوا يتحدثون بلغة الثورة ، ولكنهم يتصرفون فعلاً لا قولاً بل عمداً ، بلغة الثورة المضادة ، وياله من نزاع داخلي مزدوج وضار ومؤذٍ ، لطرفي المعادلة ، مع إسكات صوت الشباب في حزب الأمة ، الذين شاركوا جيلهم ثورتهم التجديدية والجذرية ، الحجل بالرجل ، وبهتاف الدم والرصاص ، وذات التضحية والبسالة ، فأرفعوا صوتكم عالياً يا "عروة الصادق وآخرون من جيلكم من أصوات الشباب في حزب الأمة موصوف الأصالة والمعاصرة ، وأين أنت يادكتور أبراهيم الأمين ، فالإنسحاب من المشهد غير مجدي ، فالثورة والوطن وحزب الأمة الجديد ، والتداول السلمي للسلطة يحتاجكم كحزب وفاعلية ، والمستقبل لكم ومعكم .
أما الوجه الآخر ، المتخفي خلف المركزي للحرية والتغيير ، وقبله حزب الإتحاديين ، حتى يرسون على بينة خلف الحداثة ، أوخلف خليفة الخلافة . وثالثهم ، حزب المؤتمر السوداني ، أخاطبكم بود ومحبة ، فأنتم من شباب الثورة ، ليس في ذلك من شك ، وإن طاش سهمكم . وخاب سعيكم ، ولكم وعذراً أقول ، لن تعيشوا طويلاً ، إذا ظللتم في مربع ، موروثكم القديم ، من الذين أدمنوا ضياع فرص السودان في النهوض ، وأنتم تستندون في كل فكركم وسياساتكم ونشاطاتكم على نقض وليس نقد ، كل ما يمت لليسار العريض بصلة ، وخاصة طرفه الفاعل معكم في الساحة ، الحزب الشيوعي ، وكله عندكم أفعاله ، عنزة ولو طارت ، وكله عند العرب صابون ، وتوجيه إتجاهاتكم الفكرية والنظرية وحتى العملية ، فقط للإنتقاص منه بلا فكر ولا نظرية ، إنما بالتعييب والتعريض والتحريض والإساءة ، لفعله الصحيح ، لا غير حين يكون ، ولم ترتقوا بحزبكم من مربع أركان النقاش الجامعية ، مما أدى بكم الإرتماء في حضن اليمين الديناصوري الطائفي ورئيسه ، الغارق بين ساحلين متباعدين ، الأصالة والمعاصرة ، وفكر الفلول الإسلاموي ، فلا تتورطوا في خطأ أسلافكم الذين ، تركوا خلفهم ، وواروا الثرى ، ذكرى نضالاتهم الباسلة ضد الاستعمارين المصري والانجليزي الاحتلالي ، ورفعهم لعلم الإستقلال ، ثلاثي الالوان والأبعاد ، الذي تحن وتتفاعل معه جموع الثوار ، لتحقيق آمالها وأحلامها ، ليواصلوا به ما أنقطع من نضالات الأقدمين ، في ثوراتهم المتتابعة ، منذ المهدية الأولى والعظمى "وإن أجهضها من داخلها الموتور ، وفي زمانها القصير ، ربانها العنصري المغرور " وواصلتها ثورة 24 بفدائية أبطالها الأولون ، ودعم المسيرة مؤتمر الخريجين ، وساهم قدر إمكانياته في فتح أبوابها لتسير قافلة الوعي الوطني ، وما تلاها من ثورات ، في أكتوبر وأبريل ، حتى ديسمبر المجيد ، وبلادنا الولودة بالثورات زادها ألقاً ، أكتشاف العالم الحديث أنها ، في إضافة لنا داعمة ، أننا منبت أصل البشر والبشرية ، صدقاً كان أو إدعاءً لم يتثبت منه بعد ، فهو موضع فخرنا وأعتزازنا ، فدعونا نكون قدر هذا المقام العالي المكانة ، بالمغزى والمعنى .

ودعوني حتى لا أفارق نبش هذا الحديث الخشن ، كثيره (فشة بطن) وقليله (حراق روح) بسبب التآكل الذي تنهشون به جسد ديسمبر المجيد حتى أصل به إلى قدماء الرفاق ، الذين إبتعَّدت عنهم بجسدي نصف قرن من الزمان ، وإن كنت محسوباً منهم وعليهم ، وإن لم يعودوا بأصالة القديم ، ولكنهم بإمتداد تاريخ حزبهم مواصلون ، بعاطفتي وفكري لا أزال ، فأنتم يا رفاق كنتم جمل الشيل لبلادنا بنشر الوعي فينا وشعبنا . وإن كان هذا وحده يكفي ويفيض ، فغيره كثير وعميق ، فقد ظللتم بصبر سِلمي طموح ، لم يصدقه المناوئين يوماً ، فاق صبر أيوب ، تتحملون وجه قباحة وفسالة ، فُصَّاح السودان القديم وثرثاريه ، حيث ظلوا يتعيشون زماناً طويلاً ولازالوا ، في جذب مواليهم ومؤيديهم وداعميهم وطباليهم ، من شتمكم وسبكم لاغير ، وغيرهم من الذين في دمهم ودواخلهم جرثومة تمشي مهلاً ، سُمُها وسَمِها ما رغبت ، إنتهازية كانت ،أو وصولية أو طفولية فكرية ، أورغبة مريضة في التسلق ، يدعمهم ويشد من أزرهم ، بعضهم البعض ، تلك التكوينات الحزبية المعروفة لكم ، والمعادية لكم بالطبع والتطبع ، أيدلوجياً وحزبياً وتنافسياً ، فأنتم الوجهة والجهة لكل هؤلاء ، القابلة ذواتهم للتنفيس عن عقدهم العنقودية المتشعبة ، والتنفيذ لرغائبهم الحلزونية الملتوية ، فهم لن يسكتوا عنكم ، فأصبروا وصابروا ، تصلون شعبكم ، ففي تاريخهم الطويل الممتد ، كل صحيحكم في نظرهم ، هو عنزة ولو طارت ، وتذكرون حملات اليمين ضدكم بقيادة الإسلامويون طيلة سنوات السودان القديم بعقوده السبعة ، وهم وقد وجدتموهم وغيرهم ، وقد إشتد عودهم وساعدهم ، وتعلَّى بنيانهم بسبب إلصاق تهمة الإلحاد بكم ، فكانت منذ القدم السحيق ، في العالم الإسلامي بضاعتهم الرابحة في الخيارات الفلسفية و الإختبارات السياسية ، حتى جاء دورهم في أرضنا وشعبنا المقدام ، خاضوا حكمهم بإيمانهم المُدَثِر ومتستر بالدين ، والمدَّعى زيفاً ونفاقاً باسلامويتهم ، وهي النازية بعينها الشريرة ، وببدها للعنف باطشة وطويلة ، سنوات ثلاثينيتهم العجفاء ، التي عرتهم وكشفتهم ، وتأكد لشعبنا ، أنهم لاغيرهم ، هم الإلحاد ( شخصياً وفعلياً ) يمشي على ساقين ..!! ، فالإلحاد في أخلاقهم وسلوكهم وأفعالهم ، وليس في أقوالهم .. هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه .

إلا أن أربابهم وصنائعهم ، ومن فتح لهم آذانه ، وتماهى مع ترهاتهم وأكاذيبهم ، لازالوا أنتم الشيوعيون وصوتكم "ياكم" أنتم ، عنزة ولو طارت ، ولم يتغير رأيهم فيكم حبة خردل . فكانت دعواتكم الخيّرة وإنسانية ، المطلوبة لعباده من الفقراء والمسحوقين من أهل السودان الحبيب ، وتمنياتكم الخيرة والنبيلة له بالتغيير الجذري ، لينتقل هذا البلد من موقعه الكيئب المزري والمأسوي ، بطلب التغيير الذي يستحقه ليتحول ، إلى بلد زاهر وواعد وناهض ، فحوَّلوا هذه الدعوة الرائدة والقائدة والناجزة ( الآتية حتماً بنضال شرفاء بلادنا ) ، ووجدوا فيها بديلاً آخر غير تهمة الإلحاد المقبورة ، التي سقطت من جيوبهم ، الملأى بالنقد الأجنبي ، والعمارات الشاهقات ، وشنط السمسونايت ، الممتلئة بما خف وزنه وغلا وعلا سعره ، وقصورهم وشركاتهم الفارهات . فقامت دعاويهم الجديدة ، حين وجدوها في صحيحكم ، الذي ظل عنزة ولو طارت ، لإعطاء معاني ما أنزل الله بها من سلطان لهذا المعنى اللغوي البلاغي ، الواضح والبسيط ، فهم يستخدمونه طق حنك ، في أحاديثهم الرسمية وحتى العادية ، وفي كتاباتهم بحرفها ونصها ورسمها وبأسمها " التغيير الجذري" وليس لفظاً غيره ، خاصة متحدثيهم ومثقفيهم وكتابهم ومحلليهم ، صباحاً ومساءاً ، إلا أن معناها ، يأخذ منحاً ومعناً آخر ، في اللغة العربية والبلاغة ، حين يصل إلى مسامعهم الطرشاء ، إن أتى من جهة جبهتكم ، فالعبارة تظل عنزة ولو طارت . فهنا وبقدرة قادر يصير لها مستوى آخر من المعنى ، فهي عندهم هنا ، تعني العنف والسلاح والقتل والفوضى والإنحلال وسيداو واليونميس وسجائر أبو كديس ..!! ، وكل موبقات الدنيا ، ويجملونها حتى لا تكذب ، بما في جعبة ذاكرتهم المحشوة زيفاً ، بمثل أقوالهم .. أنظروا إليهم يعنونكم ، ماذا فعل أصحابهم الشيوعيين في بلاد السوفيت القديم ، وماذا قدموا في بلاد الواق واق البعيدة ، وماذا فعل ستالين ببلاد الواق الأبعد ، وماذا فعل الخمير الحمر ببلاد الفيتنام ، وكل مصائب الشموليات أين ماكانت وأين ما وجدت ، ونسوا ترشيدهم بعبارة ، ولاتذر وازرة وزر أخرى ، وهل يا هؤلاء عشتم شموليات الشيوعيين السودانيين في خاطركم أم رغائبكم وأحلامكم ، أم ستحيلون الأمر لإنقلاب الشيوعيين في 19 يوليو ، جرياً وراء تاريخ حسين خوجلي وجماعته في التزييف ، وتعلمون من خسر فيه أكثر ، بعد إعدام قادته ، وتعرفون مع حسين خوجلي من عقلنه وجعله ممكناً غير الراحل أحمد سليمان ، الذي عقلن للراحل حسن الترابي إنقلاب 89 ، أم شموليات الإسلامويين النازية أظرف !! .

آن الأوان والأجدى لكي تفحمونهم ، وتثبتوا لهم أن صحيحكم ، ليس عنزة ولو طارت ، ياشيوعيّ السودان ، أن هذا العقد التحالفي الخيّر الديمقراطي المسمى صدقاً ومصداقاً بيننا ، بالتغيير الجذري ، إنما هو فقط دعوة صادقة لفك أسر السودان من التوهان والهوان والعبودية والإستغلال ، ولا علاقة له باي تجارب فاشلة أو ناجحة يتخيلها هؤلاء الآخرون ، في أي بلاد كانت ، من بلاد الواق واق ، أو من بلدات عجائب الدنيا الجديدات ، إنما هي تجربة سودانية صافية صادقة ومتأصلة في التربة السودانية منذ بداياتها في أربعينيات القرن الماضي ، وما هذه الحاية ، ليست إلا خلاصة لتراكماتها الممتدة ، ولاعلاقة لها بترهاتهم وإدعاءاتهم المريضة .

وفي رائي المتواضع والمستنفذ غضباً ، وحزناً ، من هذا السلوك الطبقي الهمجي المتآكل من جهتهم ، ولكي تٌسكِتونهم نهائياً وليس إلى حين ، أقولها كوجهة نظر شخصية ، طرحتها مرة على أحدهم عابراً ، وأطرحها الآن علناً ، وحظي كان عاثراً معه التقيت به في صداقة الميديا ، وكان من الصامدين في صمديتهم الحزبية ، أو كما كان يسمي صديقي الراحل طلحة الشفيع بسخريته اللازعة أحدهم " ده شيوعي شارع ظلط " عندما طرحتها كوجهة نظر راودتني عن نفسها .
وعلناً أقولها ، عليكم هذه المرة أن تقدموا لهم ، في تجربة فريدة شبيهة بكم ، تحملونها معكم في الإنتخابات القادمة ، وهي أن تقدموا ( الجبهة الديمقراطية )وأنتم من خلفها دعماً وسنداً ، حليفتكم التي جمعتكم ورفقائكم في النضال ، رفقائكم في السراء والضراء ، رفقائكم في الحارة والباردة ، سندكم وظهيركم ، حاميكم ومواليكم ، هاديكم وساريكم ، منذ ما قبل الإستقلال ، حين كان تحالفكم معهم ، بإسم الجبهة المعادية للإستعمار ، ويظل حزبكم قائماً ومتواجداً في عملكم اليومي ، مناضلاً صلباً قوياً صلداً ، منظِّراً وداعياً للتغيير الجذري المتجدد ، والمتواصل ، حتى يرث الله الأرض وما عليها من جذريات ، طلبأ لسودان حر وطني ديموقراطي حداثوي ، يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع بحق وحقيقة .

نافسوا للفوز في الإنتخابات القادمة ( حين كتابة هذا المقال في زمانه ، كنا على عتبة دولة وطنية ديموقراطية بانتخابات حرة نزيهة قابلة يومها للتحقق وليس الحلم المستحيل .. إضافة الكاتب في يومنا هذا ) أقول لأجل الوطن ، نافسوا للفوز ، لأجل هذا الجيل الراكب رأس ، وقطعاً سيساندكم بقيادة جبهتكم الديمقراطية ، وتواجدوا بضغطكم المتواصل ، وبعبقرية مناضليه الأوائل ، وإن أضعفت إنتاجها الضربات قاصمة الظهر ، وإن ظلت وراثة عبقرياته من أمهات حواء وذاتهن المناضلة .. ولادة .
ليظل حزبكم الشيوعي ، المتواصل بإسمه ووسمه ورسمه ، وليس(الشيوعي سابقاً) كما يشتهي المعدمون والعدميون ، فهو سيظل الحزب ، الذي ينشر الوعي ، كما قال عبقريه الأول وسكرتيره العام ، الشهيد عبد الخالق محجوب ، عندما أراد أحد الضغاة ، المارين بأبواتهم العسكرية على جباه الكادحين المسحوقين في البلاد ، ليمتحن حزبه فيماقدمه للسودان ، حياه وأحياه .. حين رد الشهيد : أعطاه الوعي .. وكفى ، هو حزبكم الذي لايكل ولا يمل ، في يومكم هذا ونهاركم ذاك ، في صبحكم ومسائكم الدائم ، لأجل المستقبل القريب ، ولأجل أجياله وأيامه القادمات ، ودعوهم يطاردون سراب عنزتهم المفقودة حينها ، حتى ولوطارت .

omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حزب الأمة

إقرأ أيضاً:

إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ

إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ.
عادل عسوم
في هذه الآية الكريمة التي عنونت بها مقالي تصوير فني عجيب!
(عجل) يتم (اشرابه) في قلوب قوم ليكون المآل تغير تام في أقوالهم وأفعالهم!
لكأن العجل تحول إلى سائل تغلغل في كل أجزاء أجسامهم وخلاياهم، إنها صورة ووصف بليغ يشي بماحدث في قلوب ووجدان بني إسرائيل ليتحولوا إلى النقيض بعد أن كانوا مؤمنين…
وكم من عجول أخر أشربت بها قلوب أخر يا أحباب.
ف الشيوعية عجل…
ومنهج حزب المؤتمر السوداني عجل…
ومنهج حزب البعث عجل…
وافكار محمود محمد طه عجل…
والقحطنة عجل…
كلها عجول تم اشرابها في قلوب بعض بني جلدتنا لتصبح رانا يتسبب في تغيير قناعتهم بدين الله فلايستحق عندهم أن يكون مصدرا للتشريع في وثيقتهم الدستورية الهالكة، ولافي اتفاقهم الاطاري المجلوب، وتسرب إلى وطنيتم فباعوا السودان وباعوا أنفسهم، وللأسف فإنهم أسوأ حالا من أصحاب العجل الأول الذين قالوا:
{…مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}.
قيل: إن الله تعالى لما أغرق فرعون وقومه نبذ البحر حليهم، فأخذوها فكانت غنيمةً، ولم تكن الغنيمة حلالًا لهم في ذلك الزمان؛ فسمَّاها أوزارًا لذلك، ﴿فَقَذَفْنَاهَا﴾،
قال السدي: قال لهم هارون هذه غنيمة لا تحل فاحفروا حفيرةً، فألقوها فيها حتى يرجع موسى فيرى فيها رأيه، ففعلوا، {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} ما معه من الحلي فيها، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أوقد هارون نارًا، وقال: اقذفوا ما معكم فيها، فألقوه فيها، ثم ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل، قال قتادة: كان قد أخذ قبضةً من ذلك التراب في عمامته، {فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي}.
أما بني جلدتنا من قحاطة ويسار؛ فلم يعتبر أحد منهم الحلي والدراهم والدولارات واليوروهات التي اخذوها (أوزارا)، وقد أشربوا عجلها منذ أول يوم لحكومة حمدوك التي سنت لأول مرة في تأريخ هذا السودان استلام (مواهي) وزرائها من السفارات الأجنبية والمنظمات الكائدة للسودان وأهله!
ومافتئوا من يومها ركعا سجدا للسفراء والسفارات، فأصبحت -ومافتئت- الخيانة والتفاهة لهم طبعا وجبلة…
كيف لا وهم الذين استغلوا الصبية حصان طروادة للوصول إلى كراسي حكم يعلمون يقينا بأنهم ليسوا ببالغية بانتخابات؟!، يملون على الصبية هتافاتهم التافهة (كنداكة جات بوليس جرا) و (معليش معليش ماعندنا جيش)، ولاء آتهم الثلاثة التي كانوا يلقنونها للصبية نهارا، وعندما تغيب الشمس يتسللون لوذا إلى بيوت العسكر لحوارهم استجداء ومناصفة!، وعندما تأبى عليهم الجيش ليصبح لهم رافعة؛ نقموا عليه فسعوا إلى تفكيكه، ثم تسببوا في أشعال نار حرب مافتئوا يذكون أوارها مناصرين للمتمردين الأوباش…
ولست مغاليا إن قلت بأن كل الذي حدث ومافتئ يحدث في هذا السودان منذ عام 2019 كان -ولم يزل- خلفه الحزب الشيوعي، ومن بعده أذياله من حزب البعث وبقية ذؤابات وحراشف اليسار، بالله عليكم كم كان عدد وزراء الحزب الشيوعي في حكومتي حمدوك سيئة الذكر؟!
وكم كان عدد كوادرهم التي نصبوها وكلاء وزارات وقيادات للعمل التنفيذي منذ عام 2019؟!
راجعوا اسماء من كانوا مستشارين لحمدوك ثم فولكر لتتبينوا من كان خلف ثورة (السمبر) التي جعلت من شعارها تسقط بس؟!
راجعوا اسماء رؤساء اللجان العديدة التي خططت وأحالت المهندسين للصالح العام، ثم اختارت (الكفوات) من منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة ليعجزوا عن تشغيل الكهرباء وتشغيل المصفى وتشغيل خط الأنابيب؟!
وليقرأ أهل السودان كيف كاد الشيوعيون من قبل لرائد الاستقلال السيد اسماعيل الأزهري الذي حرموه -حتى- من اذاعة خبر وفاة يليق به بإعتباره رئيسا لوزراء سابق وهو أول رئيس لوزراء السودان من بعد الاستقلال!
لقد أذاعوا بيانا هزيلا في أخبار الخامسة مساء ضمن أخبار الأموات حيث قال المذيع:
(توفي إسماعيل الأزهري المعلم السابق)!…
وتجاهلوه في النشرة الرئيسة في الساعة الثالثة عصرا!.
حدث ذلك يوم 26 أغسطس 1969 ومايو يومها حمراء فاقع لونها تسوء الناظرين، وقد ورد عن طيب الذكر نميري رحمه الله أنه أبدى ندمه عن هذا التصرف الأرعن، وتهكم على التبرير الذي ظل الشيوعيين يرددونه عن البيان…
وتبين للناس سفه أحلامهم في ثورة اكتوبر 64 التي تداعى لها شعراءهم وتغنى المغنون:
أكتوبر واحد وعشرين
يا صحو الشعب الجبار
يا لهب الثورة العملاقة
يا ملهم غضب الثوار.
ووصل كذبهم حد أن جعلوا من ابن قرية القراصة احمد القرشي طه رحمه الله شهيدهم الأول!
فكتب شاعرهم:
وكان القرشي شهيدنا الأول
حلفنا نقاوم ليلنا وسرنا
للشمس النايره قطعنا بحور
حلفنا نموت او نلقي النور
وكان في الخطوه بنلقي شهيد.
لكنهم عندما رأوا الناس متحلقبن حول الراحل ابراهيم عبود في زنك الخضار هاتفين له ضيعناك وضعنا ياعبود تبينوا زيف أناشيدهم!
وظل ران العجول المشربة بها قلوبهم يغبش عليهم الرؤى ويفسد طواياهم، فجاءت مجزرة الجزيرة أبا، وودنوباوي، وقتلوا الامام الهادي المهدي، حيث بعث سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب رسالة من القاهرة فى 17 ابريل 1970 يقول فيها فرحا ومهنئا:
(ان تصاعد الصراع السياسى والطبقى فى بلادنا والذى اتخذ من مسرح الجزيرة ابا وودنوباوى مسرحا لها ليس أمرا عابرا، لأننا قد استقبلنا بالفعل نقطة تحول فى تطور الحركة الثورية السودانية، وفى اشكال الصراع السياسى وانه من المهم دراسة تلك ألأحداث بدقة من قبل كل منا فى حزبنا والحركة الديموقراطية والخروج باستنتاجات موضوعية ووضع التكتيكات السليمة لحركة الثورة فى بلادنا…
ويواصل عبد الخالق رسالته الشهيرة الداعمة لضرب الأبرياء فى الجزيرة ابا وود نوباوى فيقول فيها: (نستطيع أن نقول بأنه قد وجهت ضربة قاصمة للتنظيم المسلح الرجعى فى بلادنا وانزلت بجموع قوى اليمين فى بلادنا هزيمة ساحقة واضعفت من فعاليتها وقدرتها..
ويواصل قائلا: (ومن الخطأ اعتبار ان الهزيمة مؤثرة فى حدود اقصى اليمين أى حزب الأمة وحده…).
وهانحن اليوم نرى بعض ابناء وبنات قيادة حزب الأمة يوالون هذا الحزب ومافتئوا!…
إن طبع هذا الحزب الكذوب وتأريخه القبيح في القتل تفضحه حتى اشعارهم التي تتحدث عن سيف فدا مسلول يشقون به اعداءهم عرضا وطول كما كتب محجوب شريف في يافارسنا وحارسنا، وكذلك كتب كمال الجزولي محتفيا كذلك بمجزرة الجزيرة أبا:
أن نغرس في الصدر الخنجر
ان نطلق في الرأس رصاصة
أن نمسح حد السيف بحد اللحية..
أصبح أسهل من إلقاء تحية.
وبالأمس القريب كان الشعار الخاوي الذي أملاه ذات اليسار من خلال واجهاته الكذوب من تجمع مهنيين وقحت ولجان مقاومة بأن (تسقط بس)!، وعندما جقلبت الخيول نالوا (هم) الشكرة وأصبحوا الحماميد وانجعصوا في كراسي الحكم وقلبوا ظهر المجن للذين ساقوهم بالخلا فتناسوا قضاياهم بعد أن وضعوا يدهم في يد المتمرد حميدتي، وما كان فض الاعتصام إلا احداها…
ولم يقف الأمر على تبينهم لخطئ شعار ثورة السمبر، بل تبينوا خطأ مسماهم (قحت) ليبدلوه ب(تقدم)!، ومابينهم وبين التقدم بعد المشرقين!
تقدم التي انبري منها أحد قياداتها ممن كنت احسبه صاحب وعي سيجعله يوما يعتذر للناس وينأى بنفسه عن هؤلاء الطفابيع؛ إذا به ينبري ليعيب على صاحب الجنقوا مسامير الأرض انتقاده لقحط وتقزم مواقفها القبيحة وسفه أحلام قياداتها، وإذا به يجد ردا لايبقي ولايذر،
ذكر له فيه كل العبر،
وسارت به الركبان في البحر والبر،
فليت صاحبنا يدكر.
وإلا،
فسينتهي أمره في تأريخ السودان بكونه صاحب ثقافة اللساتك????
اعلموا ياهؤلاء بأن التأريخ لن يرحمكم، سيلعنكم هذا الشعب على مر التأريخ، بل سيلعنكم الأبناء والأحفاد على خيانة وصلت بكم حد الاستنكاف عن ادانة جرائم الاغتصابات والقتل والنهب الذي طال أهلكم في كل أرجاء السودان، واذا بكم بلا كرامة ولانخوة تتسابقون إلى مصافحة قائد المغتصبين والقتلة، ومنهم كثر ثبت بأنهم ليسوا سودانيين!
اختم بالقول بأن العجول التي يتم اشرابها في القلوب الجاحدة؛
لضرب من البلاغة تميزت به آي القرآن الكريم، وكم في هذا القرآن الذي لم تعترفوا ب(أهليته) ليكون مصدرا للتشريع من بلاغ.
أسأل الله أن لايحقق لكم غاية ولايرفع لكم راية.

عادل عسوم

adilassoom@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البحرين: قرار رفع العقوبات خطوة إيجابية في مسيرة بناء الدولة السورية الحديثة
  • الخدمة المدنية: الخميس المقبل إجازة رسمية بمناسبة العيد الوطني 22 مايو
  • الإعمار تعلن عن المشاريع التي ستفتتح قريباً ضمن حزمة فك الاختناقات
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • دعامي يحكي أنّ ظلمَ المليشيا بات أكثرُ فداحةً مِنْ ظلم الدولة التي قاتلها
  • أول خسارة له بالليغا في 2025.. ثلاثية تفسد ليلة تتويج برشلونة
  • الرئيس اللبناني للشعب: لانملك عصا سحرية ولدينا إصرارا على الإصلاح
  • عبدالعزيز الحلو في وجه الطاحونة التي لا ترحم
  • الرئيس تبون يأمر وزير العدل بإثراء مشروع قانون الحالة المدنية
  • تشيلسي.. «ثلاثية السيدات»