التصعيد على الحدود اللبنانية السورية.. مفاوضات دولية جديدة لتثبيت الهدنة وتحديات تواجهها
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا في الآونة الأخيرة تطورات عسكرية وأمنية كبيرة، كان أبرزها الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق محورية بالقرب من الحدود بين البلدين، وقد أسفرت هذه الهجمات عن تأثيرات ملموسة على الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.
وفي هذا الصدد، وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، إن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، حيث تواصل المحادثات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك إمكانية حقيقية للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المعنية لوقف التصعيد العسكري، إلا أن عملية التوصل إلى هذا الاتفاق تتطلب التنسيق بين العديد من الأطراف الفاعلة.
وأشار الرقب، إلى أن تلعب كل من الولايات المتحدة وفرنسا دورا مهما في ملف المفاوضات، حيث يسعى كل منهما لتحقيق تهدئة شاملة في المنطقة. في الوقت نفسه، يشير المراقبون إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لن يوافق على التعديلات التي قدمها الجانب اللبناني في إطار هذه المفاوضات، إلا إذا تضمن الاتفاق عودة حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وضمان نشر قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني في تلك المنطقة.
التطورات العسكرية في لبنانأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهدافه لعدة محاور نقل تابعة لحزب الله بالقرب من الحدود بين سوريا ولبنان، مما تسبب في خروج معبر العريضة الحدودي من الخدمة، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية معبر جوسيه الحدودي في شرق لبنان، الذي يعتبر من النقاط الاستراتيجية في حركة النقل بين لبنان وسوريا.
وقد أثارت هذه الغارات ردود فعل محلية ودولية واسعة، حيث استهدفت إسرائيل محاور نقل تابعة لحزب الله في محاولة لتقويض قدراته العسكرية في المنطقة. في هذا السياق، شدد وزير النقل اللبناني علي حمية على أن الغارات استهدفت الجانب السوري من الحدود، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني على الحدود بين البلدين.
التطورات في سوريامن ناحية أخرى، استمرت التطورات في سوريا في التأثير على الوضع الإقليمي. فقد تجدد القتال في بعض المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، بعد فترة توقف استمرت لأربع سنوات. ويُعتقد أن التصعيد العسكري الحالي يخدم المصالح الإسرائيلية بشكل كبير، في وقت تسعى فيه الفصائل المسلحة السورية إلى التقدم نحو مناطق جديدة شمال سوريا، وفي مقدمتها محافظة حمص.
وتأتي التحركات العسكرية لهذه الفصائل في وقت حساس للغاية، حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
الهدنة في لبنانعلى الرغم من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبر الماضي، واستمرار تطبيقه منذ 28 من الشهر ذاته، فإن الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق ما زالت مستمرة، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 14 شخصا وإصابة 18 آخرين نتيجة الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت 140 خرقا منذ بدء سريان الهدنة.
كما أعلنت لجنة الإشراف الخماسية على وقف إطلاق النار عن عقد أول اجتماعاتها خلال الأسبوع الجاري، وضمّت اللجنة ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان، بالإضافة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" للإشراف على تطبيق الاتفاق.
المواقف الدوليةوتواصل الولايات المتحدة وفرنسا العمل على تسهيل المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، حيث تسعى واشنطن إلى وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. في المقابل، تعتبر الحكومة اللبنانية أن تعزيز دور القوات اللبنانية على الحدود مع سوريا يأتي في سياق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة بعد التقدم الذي أحرزته الفصائل المسلحة السورية في شمال البلاد.
ومن جهة أخرى، أشار المراقبون إلى أن الوضع السوري يعكس توجيه ضغوط إضافية على لبنان، خصوصا مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على مواقع استراتيجية في المنطقة، وبذلك يبدو أن الوضع الأمني في لبنان يتأثر بشكل مباشر بما يحدث في سوريا، حيث تساهم التطورات في سوريا في زيادة التوترات على الحدود اللبنانية-السورية.
وجدير بالذكر، أن المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا تشهد تطورات متسارعة ومعقدة، حيث يواجه لبنان ضغوطا على مختلف الأصعدة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، ومع استمرار التوترات العسكرية والتهديدات الإسرائيلية، تبقى الأنظار متوجهة إلى قدرة الأطراف الدولية والإقليمية على التوصل إلى حلول دائمة لوقف التصعيد وضمان استقرار المنطقة.
و تواجه جهود التهدئة في لبنان تحديات، حيث يتوقع أن يتم التحريض من قبل بعض الأطراف لعرقلة استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في حال لم يتم التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف المعنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا لبنان غزة الاحتلال وقف إطلاق النار الولايات المتحدة الأمريكية وقف التصعيد العسكري المزيد المزيد الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة وقف إطلاق النار فی المنطقة التوصل إلى على الحدود إلى اتفاق بین لبنان فی سوریا فی لبنان
إقرأ أيضاً:
علي لاريجاني يزور بغداد.. اتفاق أمني جديد يعزز التعاون بين إيران والعراق
بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، اليوم الإثنين، أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب، متوجهاً إلى العراق بهدف توقيع اتفاقية أمنية ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن وضبط الحدود بين البلدين.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ملفات إقليمية معقدة ورغبة طهران في توثيق علاقاتها مع بغداد على صعيد مكافحة التهديدات المشتركة.
وتشمل جولة لاريجاني أيضاً زيارة إلى لبنان، حيث يعتزم بحث الأوضاع الراهنة وتنمية العلاقات التجارية مع المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى مناقشة التطورات الأمنية في المنطقة.
وبحث لاريجاني مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية والسياسية.
ويعتبر علي لاريجاني من أبرز الشخصيات السياسية الإيرانية، شغل عدة مناصب رفيعة مثل رئاسة البرلمان الإيراني بين عامي 2008 و2020، ورئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، فضلاً عن عمله مستشاراً للمرشد الأعلى للشؤون الاستراتيجية، كما كان أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي في الفترة بين 2005 و2007 قبل أن يعود إلى المنصب مؤخراً.
وأكد لاريجاني خلال تصريحاته على أهمية أمن المواطنين الإيرانيين باعتباره محوراً أساسياً في العلاقات مع دول الجوار، مشدداً على ضرورة مراعاة أمن الدول المجاورة وعدم الإضرار بها.
وأضاف أن العراق يُعد “بلداً صديقاً وجاراً” تربطه بإيران علاقات تعاون وثيقة ومتينة.
وتأتي هذه الجولة في وقت تشهد المنطقة توترات أمنية متزايدة، حيث تسعى إيران لتعزيز تحالفاتها الإقليمية وتأمين حدودها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
إيران تكشف نتائج عملية استخباراتية ناجحة قبالة سواحل هرمزغان
أعلنت قوات حرس الحدود الإيرانية عن توقيف ناقلة نفط تحمل اسم “فونكس” وترفع علم دولة أجنبية، كانت على متنها أكثر من مليوني لتر من الديزل المهرب، وذلك على بعد 23 ميلاً من سواحل منطقة جبل مبارك بمحافظة هرمزغان.
وقال قائد حرس الحدود في الشرطة الإيرانية، أحمد علي غودرزي، إن العملية تمت بالتعاون بين قوات حرس الحدود في ميناء جاسك والقوات البحرية للجيش، بعد رصد مخطط لتهريب كميات كبيرة من الوقود خارج المياه الإقليمية.
وأضاف أن عملية التفتيش أسفرت عن ضبط 2 مليون و30 ألف و755 لتراً من الديزل، وتم اعتقال 17 شخصاً من جنسيات أجنبية مختلفة، حيث نُقلوا إلى ميناء جاسك للتحقيق معهم وإحالتهم للجهات القضائية المختصة.
وأوضح غودرزي أن القيمة المالية للشحنة المضبوطة تُقدر بنحو 759 مليار ريال، مشيراً إلى استمرار التنسيق بين حرس الحدود والقوات المسلحة على الحدود البرية والبحرية لمكافحة عمليات التهريب.