مختصون لـعمان: البناء الأخضر ينشط الاقتصاد الدائري ويدعم الاستدامة البيئية
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
أكد مختصون في البناء الأخضر المستدام على أهميته في تنشيط عجلة الاقتصاد الدائري وإضافة قيمة مضافة للصناعات المحلية، من خلال إعادة استخدام المخلفات، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية ودعم الاستدامة البيئية.
وقالوا في استطلاع أجرته "عمان": إن البناء الأخضر المستدام يسهم في تقليل التكاليف على المدى الطويل، مؤكدين استخدام تقنيات البناء الأخضر تأتي في إطار جهود سلطنة عُمان نحو التنمية الحضرية المستدامة، وتعزيز الوعي.
مبادرة ناجحة
أكد المهندس سعد الحوسني مهندس تصميم المرادم الهندسية بشركة "بيئة" على توجه سلطنة عمان نحو تحقيق التنمية المستدامة في مجال إدارة المخلفات عبر دمج المواد المعاد تدويرها في مشاريع البنية الأساسية المتعلقة بالمرادم الهندسية مشيرا إلى أن عدد المرادم الهندسية قد بلغ 11 مردما مع خطط توسعات سنوية، مما سيوجد حاجة متزايدة للتربة اللازمة لبناء السدود وعادةً ما تعتمد هذه المشاريع على التربة المستخرجة من الموقع نفسه، إلا أن التحديات البيئية، مثل وجود مياه جوفية ضحلة كما في مشروع الخلية الثانية بمردم صحار الهندسي، تعرقل الحصول على التربة اللازمة، مما يستدعي الحاجة لشراء التربة الطبيعية، بناءً على ذلك، قام فريق تصميم المرادم الهندسية في شركة “بيئة” بدراسة خيار مبتكر يتمثل في استخدام مخلفات الهدم والبناء كمواد إنشائية في توسعة المرادم الهندسية.
وأشار الحوسني إلى نتائج الاختبارات التي أجريت على هذه المواد التي أكدت فعاليتها وجودتها من خلال امتلاكها خصائص تجعلها ملائمة للاستخدام في الردم، حيث وفرت معدلات ضغط مكافئة أو تفوق تلك التي تقدمها التربة الطبيعية. وأظهرت التحليلات باستخدام برامج متخصصة ثبات واستقرار السدود المبنية بهذه المواد. وقد تم بالفعل استخدام حوالي 65 ألف متر مكعب من مخلفات الهدم والبناء في بناء سدود خلية مردم صحار، وهو ما يعادل 50% من التربة المستخدمة للردم، ليصبح هذا المشروع الأول من نوعه في سلطنة عمان الذي اعتمد على المواد المعاد تدويرها، كما استخدمت كميات أخرى منها في بناء طبقات الحماية للسدود وقنوات تصريف المياه السطحية.
وأوضح الحوسني أنه على الرغم من التحديات التي تواجه استخدام مخلفات الهدم والبناء، مثل التفاوت في تركيبتها ووجود شوائب، ومحدودية مواقع إعادة التدوير، إلا أن هذه المبادرة قدمت فوائد ملموسة، من بين هذه الفوائد تقليل التكاليف بنسبة تتجاوز 80% مقارنة بشراء التربة، وتعزيز الاقتصاد الدائري من خلال إعادة استخدام المخلفات، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية ودعم الاستدامة البيئية.
وأشار الحوسني إلى أهمية هذه المبادرة كونها تتماشى مع استراتيجية "بيئة" و"رؤية عمان 2040"، حيث تكمن جهود الشركة نحو استرداد وإعادة تدوير الموارد، وتشجيع الاقتصاد الدائري، وتبني ممارسات مبتكرة ومستدامة لإدارة النفايات.
تقليل الانبعاثات
من جانبه أكد عبدالعزيز بن سعيد المقبالي مدير أول مشاريع بشركة الشرق الأوسط لكلسنة الطين على توجه الشركة نحو الاستثمار في البناء الأخضر المستدام عبر قيامها بإنتاج مواد إسمنتية تكميلية تدخل في صناعة خرسانات البناء تعطي الخراسنة الإسمنتية خواص فيزيائية تجعلها اكثر صلابة ومقاومة للأملاح والكلورايد ومقاومة في البيئات الحامضة التي تؤثر على العمر الافتراضي للخرسانة وسوف تبدأ الشركة بالإنتاج الفعلي في بداية الربع الأول من العام المقبل.
وأكد المقبالي على أن تبني الشركة لتقنيات البناء الحديثة الصديقة للبيئة في إنتاج خرسانات مصنعة بمواد عمانية بنسبة 100% تتميز بعمر افتراضي أكبر بالإضافة إلى إسهامها في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالخرسانة العادية حيث إن الانبعاثات الناتجة عن صناعة الإسمنت تُعد من أكبر المساهمين في انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم وتُقدَّر هذه الانبعاثات بنحو 7-8% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، وهو ما يجعل التحول في إنتاج خرسانات البناء الأخضر من الصناعات الواعدة الداعمة لتوجه سلطنة عمان في استدامة الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.
القيمة العقارية
وأشار المهندس فهد بن حمود المحروقي رئيس قسم الهندسة المدنية والإنشائية والتكييف بمكتب التصاميم الأولية في شركة تنمية نفط عمان إلى تأثير استخدام مبادئ البناء الأخضر على الأفراد والمؤسسات من خلال تنشيطها عجلة الاقتصاد وإضافة قيمة مضافة للصناعة العمانية وإسهامها المباشر بالحفاظ على الموارد البيئية وتنوعها والحفاظ على المصادر الطبيعية بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي المباشر على حياة الأفراد، سواء من ناحية صحتهم وجودة حياتهم أو من خلال توفير التكاليف على المدى البعيد، حيث تتضمن هذه التقنيات استخدام تصاميم تهدف إلى تقليل التأثيرات البيئية للإنشاءات وزيادة كفاءتها الطاقية، مما يؤثر إيجابا في تحسين نوعية الحياة في المباني وتحسين جودة الهواء المتمثلة في التهوية الطبيعية والتركز على استخدام الضوء الطبيعي وتحسين العزل الحراري باستخدام مواد طبيعية تحتفظ بالحرارة أو البرودة بشكل أفضل، مما يضمن راحة حرارية أكثر استقرارا داخل المبنى.
وحول القيمة العقارية للمباني في المستقبل نوه المحروقي إلى تعزيز تقنيات البناء الأخضر للقيمة العقارية للمشاريع الإنشائية بحيث تكون جاذبة أكثر للمستخدمين لكفاءتها في استهلاك الطاقة وكونها أكثر استدامة. هذا يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين والمشترين، مشيرا إلى أن الطلب على المباني المستدامة آخذ في الارتفاع والأفراد الذين يعيشون في المباني المستدامة قد يستفيدون من زيادة القيمة العقارية وجذب المستأجرين أو المشترين المهتمين بالقضايا البيئية والصحية والمستعدين لدفع مبالغ أكبر للاستئجار أو شراء الممتلكات الخضراء.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاقتصاد الدائری البناء الأخضر من خلال
إقرأ أيضاً:
مختصون لـ "اليوم": التجمعات العائلية "ضرورة نفسية" وليست ترفاً اجتماعياً
حذر مختصون في الشأن الاجتماعي والأسري والنفسي من خطورة تراجع ظاهرة التجمعات العائلية، مؤكدين أنها لم تعد ترفاً اجتماعياً أو مجرد عادة موروثة، بل تحولت إلى ضرورة ملحة وحاجة نفسية وتربوية ”حتمية“ في ظل ضغوط الحياة المعاصرة، معتبرين إياها خط الدفاع الأول لتعزيز الاستقرار النفسي، وترميم الفجوة بين الأجيال، وصناعة ذاكرة جمعية تحمي الهوية، داعين إلى استثمار التقنية لخدمة هذا التواصل لا لقطعه.عبدالله بورسيس
وأجمع المختصين في حديثهم لـ "اليوم" على أن اللقاءات الأسرية تمثل ”مناعة نفسية“ للأفراد، حيث وصف المستشار الأسري عبدالله بورسيس هذه الاجتماعات بأنها ركيزة أساسية لصلة الرحم التي حث عليها الدين الإسلامي، وتتجاوز مجرد اللقاء العابر إلى كونها منصة للتعارف العميق بين الأصهار والأنساب، وتجسيد حي لقيم التكافل والتعاضد عند الأزمات والمناسبات.
أخبار متعلقة قانونيون لـ "اليوم": حقوق الإنسان في المملكة نموذج متكامل لصون الكرامة وترسيخ العدالةمختصون لـ"اليوم": الشفافية والحوكمة خط الدفاع الأول في مواجهة الفسادمختصون لـ"اليوم": تمكين ذوي الإعاقة يقفز إلى 13.4% ويعكس جودة الحياة بالمملكةإرث الخبرات
وشدد بورسيس على الدور المحوري لهذه التجمعات في نقل ”إرث الخبرات“ من الأجداد والآباء إلى الأحفاد، مما يساهم في تشكيل وعي النشء وترسيخ هويتهم، داعياً الأسر إلى ابتكار حوافز ذكية تضمن استمرارية هذه اللقاءات وجذب الأبناء إليها، مع توظيف التقنية الحديثة كأداة مساندة لربط المغتربين والبعيدين عن محيطهم العائلي، وليس بديلاً عن التواصل المباشر.عدنان الدريويش
واعتبر المستشار الأسري والتربوي عدنان الدريويش، البيت العائلي الكبير بمثابة ”مدرسة تربوية مغلقة“ تُغرس فيها القيم عبر القدوة والمشاهدة لا عبر التلقين، مؤكداً أن الأسر التي تحافظ على دورية لقاءاتها تكون أقدر على تخريج جيل متزن نفسياً، مشبعاً بقيم العطاء والانتماء، ومحصناً ضد العزلة الاجتماعية.
صلة الرحم ترتبط بسعة الرزق
ونبه الدريويش إلى أن غياب هذه اللقاءات يُحدث ”شرخاً عاطفياً“ ويوسع الفجوة بين الأجيال، مما يفتح الباب لسوء الفهم وتراجع القيم المشتركة، مستشهداً بالأثر النبوي الذي يربط صلة الرحم بسعة الرزق وطول الأثر، كدلالة على البركة المادية والمعنوية التي تخلفها هذه الاجتماعات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التجمعات العائلية "ضرورة نفسية" وليست ترفاً اجتماعياً - تصوير: عمر الشمري
ومن منظور طبي ونفسي، أكد طبيب الأسرة الدكتور عبدالله الحمام، أن الاجتماع العائلي يعد ”استثماراً فيد عبدالله الحمامالصحة النفسية“، مشيراً إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت دوره الفعّال في خفض هرمونات التوتر وتعزيز الشعور بالأمان العاطفي، كون الفرد يتواجد في بيئة تتقبله بجميع حالاته، قبل نجاحاته وبعد إخفاقاته.
وأوضح الدكتور الحمام أن المواجهة المباشرة والابتسامة والأحاديث العفوية داخل المحيط العائلي كفيلة بإذابة جليد الخلافات المتراكمة وحل الإشكالات المعقدة بمرونة، واصفاً الذكريات التي تصنعها هذه اللقاءات من ضحكات ومواقف بأنها ”جذور نفسية“ تمنح الأبناء الثبات في مواجهة عواصف الحياة المستقبلية.