ماذا يحدث لو نمت والموبايل على المخدة .. تأثيرات غير متوقعة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
يضع الكثير من الأشخاص الهاتف المحمول فوق الوسادة أو أسفلها أثناء النوم للتمكن من سماع المنبه أو التصفح فور الاستيقاظ لذا يحرص كثيرون على توصيله بالشاحن وهذا يضاعف المخاطر الصحية.
ووفقا لما جاء في موقع digest.tz نعرض لكم أهم أضرار وضع الهاتف المحمول على الوسادة أو أسفلها أثناء النوم.
المخاطر الصحية
التعرض للإشعاعات الضارة
تصدر الهواتف المحمولة إشعاعات تردد لاسلكي منخفضة المستوى وفي حين تعتبر كمية الإشعاع المنبعثة من الهواتف المحمولة آمنة، فقد وجدت بعض الدراسات أن التعرض لإشعاع التردد اللاسلكي قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها برنامج علم السموم الوطني عام 2018 أن التعرض لإشعاع الترددات الراديوية من الهواتف المحمولة قد يسبب السرطان لدى الفئران ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج لدى البشر.
يمكن للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، بما في ذلك الهواتف الذكية، أن يتداخل مع إنتاج الجسم للميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم النوم.
إن استخدام الهواتف قبل النوم، بما في ذلك أثناء النوم بها تحت الوسائد، يمكن أن يعطل دورة النوم والاستيقاظ وقد يؤدي إلى سوء جودة النوم ويمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على مدة النوم وأنماط النوم بشكل عام، مما قد يؤدي إلى الحرمان من النوم ومشاكل صحية ذات صلة.
زيادة خطر الحوادث
قد يؤدي النوم مع وضع الهاتف تحت الوسادة إلى زيادة خطر وقوع الحوادث، خاصة إذا كان الهاتف متصلاً بالكهرباء ويشحن وقد يؤدي ارتفاع درجة حرارة الهاتف بسبب الاستخدام المطول أو الشحن إلى نشوب حرائق أو مخاطر أخرى تتعلق بالسلامة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي وضع الهاتف تحت الوسادة إلى زيادة خطر تنشيط التنبيهات أو الإشعارات أو المكالمات عن طريق الخطأ أثناء النوم، مما يؤدي إلى تعطيل النوم المريح ويؤدي إلى النعاس أثناء النهار.
التأثير على الصحة العقلية
وجدت المعاهد الوطنية للصحة أن جسمك ينتج المزيد من هرمون الكورتيزول أثناء النوم، وهو هرمون التوتر، و وهذا من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في استخدام الهاتف المحمول من شأنه أيضًا أن يضر بجسمك وعقلك.
إن العلاقة بين الحرمان من النوم وزيادة الوزن موثقة جيدًا فعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، ينتج جسمك المزيد من هرمون الغريلين، الذي يجعلك تشعر بالجوع كما يحتوي على كمية أقل من هرمون اللبتون، الذي يجعلك تشعر بالشبع ويمكن أن يؤدي هذا الخلل الهرموني إلى زيادة الوزن.
توصلت دراسة نشرتها جامعة تسوكوبا في اليابان إلى أن الأشخاص الذين ينامون وهم يضعون هواتفهم على وسائدهم هم أكثر عرضة للسمنة ويعتقد مؤلفو الدراسة أن الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف يمكن أن يتداخل مع النوم ويعطل إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون يساعد في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
عندما لا يحصل الأشخاص على قسط كافٍ من النوم، قد يكونون أكثر عرضة لتناول أطعمة غير صحية طوال اليوم لتعزيز مستويات الطاقة لديهم.
يمكن أن يكون لزيادة الوزن عواقب سلبية عديدة على صحتنا، فقد تزيد من خطر إصابتنا بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان كما يمكن أن تضعف جهاز المناعة لدينا، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
خطر الإصابة بالسرطان
أجرت المكتبة الوطنية للطب دراسة تسلط الضوء على العلاقة بين خطر الإصابة بالسرطان والهواتف المحمولة.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة لأكثر من عشر سنوات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
كما أجرت جامعة كاليفورنياـ بيركلي دراسة وجدت علاقة بين الاستخدام المفرط للهاتف وزيادة خطر الإصابة بأورام الدماغ الدبقية.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم لأكثر من أربع ساعات يوميًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بأورام الدماغ الدبقية مقارنة بمن يستخدمون هواتفهم لأقل من ساعة.
تقليل مخاطر الهاتف المحمول
أبقِ هاتفك خارج غرفة النوم ليلاً وهذا هو أهم شيء يمكنك القيام به لحماية نومك وصحتك وإذا كنت لا تستطيع تحمل البقاء بدون هاتفك ليلاً، فقم بتشغيل وضع الطيران حتى لا ينبعث منه ضوء أزرق.
استخدم تطبيقًا لتصفية الضوء الأزرق و هناك العديد من التطبيقات المتاحة التي يمكنها المساعدة في تقليل كمية الضوء الأزرق المنبعثة من شاشة هاتفك ويمكن أن تكون هذه التطبيقات مفيدة إذا كنت بحاجة إلى استخدام هاتفك في الليل.
يختار الأشخاص النوم مع هواتفهم تحت الوسادة لأسباب عديدة، ولكنها ليست فكرة جيدة أبدًا لأن هناك العديد من المخاطر المرتبطة بذلك، كما أثبتت دراسات متعددة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهاتف المحمول النوم بجانب الهاتف المزيد المزيد الهواتف المحمولة أثناء النوم خطر الإصابة زیادة خطر أکثر عرضة یؤدی إلى من النوم یمکن أن قد یؤدی
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث في الجانب الآخر من حدودنا الجنوبية؟
د. محمد بن عوض المشيخي **
اليمن السعيد الذي فارق السعادة والأمن والاستقرار منذ عقود طويلة بسبب الصراع على السُلطة، يدخُل مرحلة جديدة من الحروب العبثية التي انتقلت هذه الأيام مجددًا إلى محافظتي حضرموت والمهرة، والأخيرة على الحدود الجنوبية الغربية لسلطنة عُمان والتي ترتبط بحدود طولها 294 كيلومترًا.
الشرعية اليمنية المعترف بها دوليًا- والذي يمثلها المجلس الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي- انقلب عليها رفاق الأمس الذين هم أعضاء في المجلس الذي يُدير شؤون اليمن ويُمثِّلها في المحافل الدولية، والذي تشكَّل برعاية سعودية في الرياض قبل عدة سنوات. لكن دُعاة انفصال الجنوب عن الشمال والذين يروق لهم مجددًا تقسيم اليمن إلى كيانين سياسيين مستقلين، أصبحوا يتحدثون عن الانفصال وكأنه أمر أقرب للتحقُّق أكثر من أي وقت مضى. وبالفعل يعمل ما يُسمى "المجلس الانتقالي" بجهود مُضاعِفة لعودة دولة جنوب اليمن إلى الوجود، وقد عجَّل ذلك بالسيطرة الكاملة على ميناء نشطون وكذلك المطار في مدينة الغيضة، وتم استبدال العلم الرسمي اليمني بعلم آخر يتبع للحراك الجنوبي، إلى جانب التموضُع في منفذيْ شحن وصرفيت اللذين يربطان الجمهورية اليمنية مع سلطنة عُمان. ويبدو لي أنه لا يمكن أن يحصل ذلك دون تفاهمات إقليمية بين الدول الفاعلة في اليمن، وخاصة سلطنة عُمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
وهكذا كأنَّ قدر هذا الشعب الأصيل أن يعيش مآسٍ ونزاعات بين أطيافه المختلفة بلا نهاية، وذلك بسبب حفنة من أمراء الحروب الذين استباحوا مُقدَّرات وخيرات هذا الشعب بلا رحمة.
والحقيقة الغائبة عن البعض؛ أنه لا يمكن بأيِّ حال من الأحوال، أن تنعم الدول المجاورة لليمن بالأمن والاستقرار بوجود يمنٍ مُمزَق، يسوده الدمار والعنف والأُمِّية التي وصلت إلى 65% بين أبناء هذا البلد العربي الشقيق. اليمن هو الحديقة الخلفية لدول الخليج العربية، وأمن شبه الجزيرة العربية جزءٌ لا يتجزأ من التنمية وتطور شعوب المنطقة. والمملكة العربية السعودية الشقيقة- التي تربطها حدود برية مع اليمن تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر- تتجه الأنظار إليها في هذه الأيام للعمل مُجددًا مع سلطنة عُمان للحفاظ على وحدة التراب اليمني أولًا، ووقف نزيف الدم ثانيًا، والاستفادة من المبادرات العُمانية والمتمثلة في الهدن التي أرستها الدبلوماسية العُمانية بين الأطراف اليمنية خلال السنوات الماضية، وثالثًا تقديم المساعدات للشعب اليمني مباشرةً، وذلك من خلال تأسيس مشاريع تنموية عملاقة في قطاع الكهرباء؛ فكثير من المناطق اليمنية ترزح تحت الظلام الدامس، والأهم من ذلك كله بناء مدارس وجامعات وتحقيق التنمية للاقتصاد اليمني، وقبل ذلك كله تمكين الشعب اليمني من تقرير مصيره واختيار من يُدير هذا البلد بحكمةٍ بعيدًا عن الجنرالات والنافذين اجتماعيًا، الذين لا ينظرون إلّا لمصالحهم الشخصية وجمع الأموال.
إنَّ أكثر ما يحتاجه اليمن اليوم هو تنمية الإنسان اليمني وإيجاد فرص عمل للشباب وإعادة البسمة لوجوه المحرومين والناجين من جحيم الحروب والمؤامرات التي لا تنتهي، ومساعدته على تنمية واستخراج موارد بلاده الطبيعية من النفط والغاز والثروات الأخرى وما أكثرها؛ بدلا من ذهابها للأجانب وبعض القيادات المحلية التي اعتادت نهب المساعدات التي تأتي من الخارج، فيما يُحرَم منها فقراء اليمن طوال العقود الماضية.
لقد كانت لعُمان جهود خيرية في مساعدة الأشقاء في مختلف الميادين؛ منها تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في المحافظات اليمنية المجاورة لعُمان؛ وخاصة محافظات المهرة وحضرموت وسقطرى، وقد تمثَّل ذلك في تسيير القوافل المُحمَّلة بالمواد الغذائية إلى جانب الأدوية والمُستلزمات الطبية الضرورية، إضافة إلى رفد المراكز الصحية في تلك المحافظات بسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية والمشتقات النفطية لضمان استمرار عملها، ولا ريب أننا نطمح لمضاعفة هذه الجهود الخيِّرة في قادم الوقت.
إنَّ أسوأ سيناريو ينتظر هذا البلد الشقيق الآن هو شبح التقسيم إلى دولة في الشمال تتولاها جماعة أنصار الله (الحوثي) ودولة أخرى جنوبية برئاسة "المجلس الانتقالي"؛ فاليمن الذي تربطنا به أواصر المحبة الصادقة- انطلاقًا من أن العلاقات العُمانية اليمنية نسيج واحد من التاريخ والثقافة والنسب والمصير المشترك- يجب أن يظلَّ الاحترام المُتبادل وحُسن الجوار قائم فيما بينهما، مع بذل كل الجهود- إن لم يكن بذل المستحيل- للوقوف معه بكل الطرق، لضمان الوصول به إلى بر الأمان بغض النظر عن من هو في الحكم.
وفي الختام.. على جميع أهل الحِل والعقد أن يدركوا أن الاستيلاء على السُلطة في اليمن بالقوة دون انتخابات حُرة مصيره الفشل، ولعلنا نتذكر ما حصل للقادة والرؤساء طوال العقود الماضية من تصفية جسدية ومؤامرات بين رفاق الدرب؛ فاليمن يستحق من أبنائه المُخلِصِين الشروع في حوار جاد ومناقشة صادقة لتحقيق مستقبل مشرق لجميع أفراد الشعب بلا استثناء، وتصحيح المسار، وبناء شراكة وطنية، ولَمّ الشمل، ومداواة جراح الماضي، والعبور بهذا البلد إلى المستقبل الواعد الذي يسوده العدل والديمقراطية والمساواة بين الجميع، ويجب أن لا يكون لمن تلطَّخت أياديه بدماء الشعب مكان في حكم اليمن.. وآخر دعوانا عسى أن يعود اليمني سعيدًا يومًا ما بعد أن تُزاح عنه الغُمَّة.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر