لا تتسرع بالسؤال لأنك لم تفقد الوعى بعد، فلم تعلم له فقهًا أما اذا فقدت الوعى أو «طحت» فى الطريق ووجدت نفسك مغمىً عليك وقد يفيقك الناس أو لا يفيقك أحد وتبقى فترة من الزمن ملقى على الأرض ثم تفيق وحدك فستعرف وقتها قيمة هذا الوعى وقيمة أن تنتبه فى أوقات لا بد فيها من الانتباه.
وبطبيعة الحال هناك سؤال لا بد أن يثار: أليس هناك مرحلة وسط بين الوعى وبين اللاوعى؟ والأصل فى الحياة أن تكون واعيًا، فهذا هو الأساس وهناك تعمل مليارات الخلايا الحية على أن تبقيك كذلك واعيًا ثابتًا ويدعم ذلك نظام صارم من الأجهزة الأخرى الحركية والهضمية فضلًا عن أجهزة القلب والرئة فالوعى فينا غالى الثمن باهظ التكلفة وغياب الوعى مرفوض أساسًا وأسبابه مرفوضة أيضًا وخصوصًا أن كان بما حرم الله شرعًا ومرفوض علمًا ومحرم شرعًا لأنّ انتقاص مهمة العقل هى عيب فى الذات الإلهية التى وهبك العقل أما قيمة العقل فهى تحتاج إلى ألف مقال من الكلمات التى نتحدث بها والتى وهبنا الله إياها وأمرنا أن نحافظ عليها.
واللاوعى فهو ليس النوم أو الغفلة أو السنة التى تأخذ الناس وليس لله فيه حظ من سنة أو نوم، ففى النوم ما زالت حواس الانتباه تعمل وقد تستيقظ من النوم لأقل حركة تحدث بجوارك أو نداء خافت تقوم عليه مسرعًا أما عندما يغيب العقل فلا تملك من هذا شيئًا وقد يصيبك ضرر فلا تنتبه أو تموت فى حريق أو غريق ولو كان ذلك من خمر قليل أذهب العقل فغابت معه الحواس التى تعمل بكفاءة كاملة حتى أثناء نومك فماذا يحدث لو فقد الانسانُ وعيه؟ وقد يفقد الإنسان السيطرة على النفس أو الحواس أو السيطرة على الأشياء الخاصة مثل المثانة أو فتحة الشرج فيأتى بأفعال مثل أفعال الطفولة يخجل منها بعد ذلك.
هناك بعض الأسئلة الأخرى سنجيب عنها آن شاء الله بالتفصيل فى مقال آخر وهى هل هناك درجات لفقدان الوعي؟ وماذا عن فقده سواءًا بالتخدير أو من غيره؟ ولماذا يفقد الانسان الوعى من الأصل؟ وهل يستطيع العقل أن يمنع ذلك؟ وأخيرًا ما هو تأثير المخدرات فى ذلك؟ وهل منّا أحدٌ لم يتعرض للاغماء يومًا ما سواء شعر بذلك أو لم يشعر وهى التى يطلق عليها أيضًا «السنة» وأخيرًا وهل المخ يكون منتبهًا اثناء النوم؟
والعجيب أن الله نفى عن نفسه سبحانه ذلك كل هذا فقال عن نفسه فى كتابه الكريم وهى أيضًا أعظم آية فى القرآن: «اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
ويقول العارفون بالوعى دراية إنه الكفاية من ظلم الجباية يكون للعمر بداية منذ أيام الرعاية ويحقق لك كل غاية ويكون فى الخلق آية وفقدانه غواية وضلال من البداية حتى النهاية.
استشارى القلب – معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: استشارى القلب معهد القلب د طارق الخولي
إقرأ أيضاً:
نجاح جراحة دقيقة لإنقاذ مريض يعاني نزيف حاد بالمخ بمستشفى أجا المركزي
شهد قسم جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمستشفى أجا المركزي بالدقهلية إنجازًا طبيًا جديدًا، بعد نجاح الفريق الطبي في إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر 60 عامًا كان يعاني من نزيف تحت الأم الجافية ضاغط على الفص الأيمن من المخ. يأتى ذلك في إطار تعليمات الدكتور حمودة الجزار، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، بضرورة الارتقاء بالخدمات الطبية داخل مستشفيات المحافظة وتقديم أفضل رعاية ممكنة للحالات الحرجة.
كان المريض قد حضر إلى قسم الطوارئ يعاني من أعراض تشبه الجلطة على الجانب الأيسر من الجسم، وبالفحص والأشعة المقطعية تبيّن وجود نزيف ضاغط يستدعي تدخلاً جراحيًا عاجلًا.
وأوضحت الفحوصات أن المريض يعاني من تليف بالكبد وفرط نشاط بالطحال وتكسير مزمن بالصفائح الدموية وارتفاع شديد في معدلات السيولة بالدم، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم والتهاب مزمن بالشعب الهوائية، ما جعل حالته دقيقة للغاية وتحتاج إلى تجهيز خاص قبل إجراء العملية.
قام فريق التخدير بالإشراف الكامل على تجهيز المريض داخل غرفة العمليات، حيث استلزم الأمر إعطاء أكثر من 20 وحدة صفائح دموية و5 أكياس بلازما قبل وأثناء الجراحة لضبط معدلات السيولة والوصول إلى درجة أمان تسمح بإجراء الجراحة دون مخاطر.
تمت العملية تحت تأثير التخدير الكلي بنجاح، حيث جرى تفريغ النزيف ورفع الضغط عن المخ، وتحسنت استجابة الجانب الأيسر بعد الجراحة مباشرة. كما استعاد المريض وعيه الكامل بدرجة وعي 15/15، وتحسنت مؤشرات الصفائح الدموية لتصل إلى 88 ألفًا بعد العملية، وهو ما عكس نجاح الفريق الطبي في التعامل مع الحالة باحترافية عالية.
وأشار الدكتور السيد فاروق، وكيل المديرية للطب العلاجي، إلى أن ما تحقق داخل مستشفى أجا المركزي يعد إنجازًا طبيًا يُضاف إلى سجل النجاحات التي تشهدها مديرية الصحة بالدقهلية، مؤكدًا أن التنسيق بين أقسام الجراحة والتخدير والعناية المركزة كان مفتاح النجاح في هذه الحالة الدقيقة، التي تتطلب دقة متناهية في التعامل مع السيولة والصفائح الدموية.
وضم الفريق الطبي المنفذ للجراحة الدكتور محمود رمضان أبو ميه – استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بجامعة الأزهروالدكتور جمال ياسر – أخصائي التخدير والعناية المركزة الجراحية وإيمان النادي – تمريض العمليات و يوسف – فني التخدير.
وتوجّه الدكتور حمودة الجزار، وكيل الوزارة بالشكر للفريق الطبي بمستشفى أجا المركزي بقيادة الدكتور تامر السعيد على جهودهم المتميزة التي تعكس كفاءة الأطقم الطبية بالمستشفيات الحكومية، مؤكدًا استمرار الدعم الكامل لتطوير الخدمات الطبية وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لضمان سلامة المرضى وتقديم رعاية صحية متكاملة بمستشفيات المحافظة.