إما فرحة أواعتذار أودعوات لوحدة الصفّ.. هكذا تفاعل نجوم سوريا مع سقوط الأسد؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً غير مسبوق من نجوم الفن السوري، الذين تراوحت ردود أفعالهم بين مشاعر الفرح والدهشة، وصولاً إلى تقديم الاعتذار والدعوة إلى الوحدة الوطنية والعمل من أجل إعادة إعمار البلاد.
وقد تصدرت المشهد منشورات الفنانين، ولم تخلُ المنصات من مقاطع فيديو وتدوينات مؤثرة عبّروا خلالها عن مواقفهم من هذا الحدث المفصلي، وأصبحت كلماتهم ومواقفهم محور نقاش واسع بين الجمهور.
شارك الفنان أيمن رضا صورة قديمة له التُقطت أمام نواعير مدينة حماة الأثرية، مرفقة بتعليق قال فيه: "مبروك سوريا". ولم تخل تعليقاته من طابع السخرية، حيث استعاد أسلوب شخصية "أبو ليلى" التي جسدها في مسلسل "أبو جانتي"، قائلاً: "حدا بيعرف وين هرب سمير...؟؟؟؟"، في إشارة قد تعكس التساؤلات حول مصير بشار الأسد.
A post shared by Aiman Reda (@aymanredaofficial)
أمل عرفة: صباح مختلف لدمشقاكتفت الفنانة أمل عرفة بتعبير موجز يلامس وجدان السوريين، حيث نشرت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي: "صباح مختلف لدمشق"، لتشير إلى شعورها بالتغيير الذي طرأ على العاصمة بعد دخول المعارضة السورية.
سامر المصري: عاشت سوريا حرةظهر النجم السوري سامر المصري في مقطع فيديو مؤثر عبر حسابه على إنستغرام، وكتب معلقاً: "عاشت سوريا حرة". وبدا المصري متأثراً حتى البكاء، معبّراً عن مشاعره بقوله: "استنيني يا أمي، أخيراً راح أجي أشوفك، 14 سنة يا أمي. مبروك يا سوريا، مبروك يا أهل سوريا، مبروك لكل شاب اغترب، مبروك لكل طفل، مبروك لكل بيت في سوريا. الرحمة للشهداء اللي ضحوا من أجل سوريا".
View this post on InstagramA post shared by سامر المصري - Samer Al Masri (@sameralmasri)
أصالة نصري: مبروك سوريا حرّهفي منشور يحمل طابع الامتنان، كتبت المطربة أصالة نصري عبر منصة إكس: "الحمد لله الّذي أحيانا لنرى يوم كبير يوم عظيم يوم تاريخه سيكون للتاريخ عنوان سوريا حرّه سوريا حلوه سوريا طيبه".
وأضافت: "سوريا تستحق أن ترتاح بعد كل هذا الجهاد مبروك سوريا حرّه ورح أكتب وأكتب وأكتب كلمات يمكن مو مربوطه ببعضها بس أحرفها باينه والفخر باين والأمل باين وهالفرح تعبنا له وبنستحقه".
أيمن زيدان: كم كنت واهماًفي لحظة مراجعة ذاتية، كتب الفنان أيمن زيدان عبر حساباته على مواقع التواصل: "أقولها بالفم الملآن، كم كنت واهماً.. ربما كنا أسرى لثقافة الخوف.. أو ربما خشينا من التغيير لأننا كنا نتصور أن ذلك سيقود إلى الدم والفوضى". وأردف قائلاً: "لكن ها نحن ندخل مرحلة جديدة برجال أدهشنا نبلهم في نشر ثقافة التسامح والرغبة في إعادة لحمة الشعب السوري.. شكراً لأنني أحس أنني شيّعت خوفي وأوهامي".
واختتم زيدان منشوره باعتراف واعتذار صريحين: "بشجاعة أعتذر مما كنت أراه وأفكر فيه"، ليترك أثراً قوياً في نفوس متابعيه.
مكسيم خليل: افرحي يا سوريا عدت حرةعبّر الممثل مكسيم خليل عن فرحته الغامرة من خلال منشور على منصة إكس، حيث قال: "افرحي يا سوريا عدتِ حرة". ولم يتوقف عند ذلك، فقد نشر لاحقاً تعليقاً أكثر حدة قال فيه: "كان أسدا علينا، هرب محتفظا بحق الرد، أسد العروبة هرب، بن حافظ هرب كما هرب بن علي"، مشيراً إلى التشابه بين مصير بشار الأسد والرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.
وفي دعوة صريحة للحفاظ على مؤسسات الدولة، دعا خليل السوريين إلى حماية ممتلكاتهم العامة والخاصة، قائلاً إن هذه الممتلكات ملك للشعب السوري، مشدداً على ضرورة صونها كجزء من مكتسبات الوطن.
بشار إسماعيل: السقوط السريع للنظام "الجبان"عبر الفنان بشار إسماعيل عن موقفه الحاد تجاه سقوط النظام السوري، معتبراً أن سرعة انهياره دليل على كره كافة أطياف الشعب له. وقال في منشور عبر صفحته على فيسبوك: "أكبر دليل على كره وحقد كل مكونات الشعب له، ولكن الخوف كان مسيطرا على الجميع فالسجون، والتعذيب منعت البشر من البوح بمكنوناتها". وجاءت كلماته كإدانة صريحة للنظام الذي كتم أصوات الناس، وفق وصفه.
السقوط السريع للنظام الجبان هو أكبر دليل على كره وحقد كل مكونات الشعب له ولكن الخوف كان مسيطرا على الجميع فالسجون والتعذيب منعت البشر من البوح بمكنوناتها ...
Posted by بشار اسماعيل on Saturday, December 7, 2024رشا شربتجي: مرحلة عمل وسلامشاركت المخرجة رشا شربتجي متابعيها عبر إنستغرام بصورة غرافيك لخريطة سوريا، وعلّقت عليها بالقول: "يا رب تكون المرحلة القادمة مرحلة عمل وسلام ومحبة، وتنصف هالشعب يلي داق كل أنواع المرار والوجع لمدة 14 سنة".
وأكملت شربتجي دعوتها بالأمل في مستقبل أفضل، حيث كتبت: "بلدنا بحاجة ناس تحبها وتساعدنا لنكسر الخوف يلي جواتنا، يارب يكون القادم عادل ومعتدل ومحب ويرسم خريطة سوريا الجميلة اللي منتمناها، ومنتمنى نكمل فيها".
يارب تكون المرحلة القادمة مرحلة عمل وسلام ومحبة وتنصف هالشعب يلي داق كل أنواع المرار والوجع لمدة 14 سنة، بلدنا بحاجة ناس...
Posted by رشا شربتجي - Rasha Shurbatji on Saturday, December 7, 2024عبد الحكيم قطيفان: سوريا ولدت من جديدنشر الممثل عبد الحكيم قطيفان مقطع فيديو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وصف فيه الحدث بأنه "ولادة جديدة لسوريا العظيمة". وعلّق قائلاً: "اليوم ولدت سوريا العظيمة من جديد. مبارك هذه اللحظة التاريخية العظيمة".
وخلال حديثه في الفيديو، أشار قطيفان إلى أن 25 مليون سوري عاشوا سنوات طويلة من الانتظار لهذا اليوم، مضيفاً: "الرحمة للشهداء والخلاص للمعتقلين، هذا المجرم هرب. لو كان لديه ذرة ضمير لقتل نفسه. صباحكم حرية وكرامة"، معبّراً عن فرحته بما وصفه بالتحرر من سنوات القهر والمعاناة.
عبرت المغنية فايا يونان عن أملها في وحدة السوريين وتكاتفهم، اذ نشرت عبر خاصية الستوري في إنستغرام: "وحدة السوريين وكلمة: سوريا للكل، كأنه حلم وان شاء الله يا رب يتحقق، قلناها دائماً سوريا ما بتكمل إلا بكل أولادها".
وأضافت في رسالتها: "السوريين تعبوا وتلفوا وسوريا محتاجة التغيير لا بد من التغيير"، مشددة على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لبناء مستقبل أفضل لسوريا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سوريا: مواطنون غاضبون يهاجمون سفارة إيران في دمشق سوريا ونهاية عهد عائلة الأسد في حكم امتد لـ50 عاما.. بشار يسقط ويسلم السلطة بعد 11 يوما من دون قتال ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراع في سوريا سوريابشار الأسدفنانونوسائل التواصل الاجتماعي معارضةدمشقالمصدر: euronews
كلمات دلالية: بشار الأسد الحرب في سوريا إيران روسيا دمشق دونالد ترامب بشار الأسد الحرب في سوريا إيران روسيا دمشق دونالد ترامب سوريا بشار الأسد فنانون وسائل التواصل الاجتماعي معارضة دمشق بشار الأسد الحرب في سوريا إيران روسيا دمشق دونالد ترامب سوريا فرنسا مظاهرات الجيش السوري داعش عيد الميلاد التواصل الاجتماعی مواقع التواصل یعرض الآن Next بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
فرحة بنت رضا!
1-«فرحة»:
أخي القارئ، أتحسب أن هذا اسمها؟ لا يا صاحبي، ليس ذاك اسمها، ولن أفصح عنه. لقد أحببتها حبًّا جمًّا، حبًّا فريدًا لا يضاهيه شيء؛ فقد كانت ذات ملامح آسرة وروح وضّاءة، لا تلقاني إلا وابتسامة بهية تشرق على محياها. نشأت في كنف أسرة متواضعة، لأب يعيل جمعًا من الأبناء، وكانت هي واسطة عقدهم، فلم تنل حظوة الابن الأكبر ولا تدليل آخر العنقود، فغدت شبه منسية، وكأنها طيف لا وجود له، إذ كان الاهتمام والحنان شحيحين.
ومع هذا، عاشت طفولتها قانعة هانئة. ترعرعت وبلغت أوان الزواج، وما إن طرق أول خاطب باب أبيها، حتى وافق عليه الأب دون إبطاء أو تمحيص. فكان نصيبها من الزواج لا يختلف كثيرًا عن حالها في بيت أبيها؛ فالزوج قليل ذات اليد، يمتهن حرفة بسيطة لا تكاد تسد رمق العيش، ويعيبه بعض الطيش وقلة الاتزان، وشيء من الدهاء. ومع ذلك، رضيت به، بل وأحبّته بكل ما فيه من نقائص، فقد كان الرضا قرين دربها على الدوام. عاشت مع زوجها خير زوجة صالحة، واجتهدت في تحمّل أعباء الحياة، وذلك بالكد في بعض الأعمال التي تدر دخلًا يسيرًا، لتساهم في مواجهة نوائب الدهر.
وما إن وضعت مولودها الأول، حتى قضى نحبه، ولم يكد يبلغ بضعة أشهر، فحمدت الله ورضيت واحتسبت. ثم رزقها الله ذرية صالحة من البنين والبنات، أثقلت كاهلها بأعباء جسام من تربية وتعليم وإنفاق. كنت أحبها كأمي، وكانت بحق جديرة بهذا الحب. فقد علمتني أمي الكثير بطريقة مباشرة، وهي أيضًا علمتني الكثير، ولكن بطريقة غير مباشرة، وذلك بمجرد تأمل أحوالها وأفعالها.
فقد تعلمت منها كيف يكون العطاء حتى وأنت لا تملك الكثير، وكيف أن العطاء المعنوي أجدى وأنفع من العطاء المادي؛ فابتسامة وبشاشة عند اللقاء، ودعوة صادقة من القلب، وحب حقيقي لا زيف فيه ولا مراء، هو بحق عطاء جزيل. وتعلمت منها أيضًا كيف يكون جمال الروح سببًا لجمال الحياة، حتى وإن ضاقت بنا السبل، وكيف يكون حسن المعشر ورقي التعامل ديدن ذوي الأصل الكريم.
أما أهم درس تلقيته منها، فهو كيف يكون الرضا أسلوب حياة، وكيف يكون حمد الله تطبيقًا عمليًّا فعليًّا، لا قولًا لفظيًّا فحسب، حتى ولو أطبقت عليك الدنيا بأسرها.أذكر يومًا، وأنا صبي، أن ذهبت جدتي لزيارتها في المستشفى، حيث كان ابنها البكر يعالج من مرض عضال قلما يشفى منه أحد.
وحين عادت جدتي إلى المنزل، كانت متبرمة جدًا، يظهر الغيظ على ملامحها، فظننا أن ذلك من جراء حزنها على ابن جارتها المريض، لكنها تحدثت إلينا قائلة: «ذهبت لزيارتها لأطمئن على ابنها، وحين دخلت عليها، استقبلتني هاشة باشة، ووجهها مضيء وكأنها في ليلة عرس، وليست على شفا مأتم لفلذة كبدها. فالابن يحتضر، ويملأ الغرفة صراخا من شدة الألم، ولا يبدو أن هناك أثرًا لذلك على ملامحها».
وبعد هنيهة، إذا بصوت أذان العصر يرتفع، فاستأذنت مني لتتوضأ وتصلي الفرض في وقته الأول. وبالفعل، تركتني مع الابن المحتضر وذهبت للصلاة، والدهشة تملؤني. كيف لها أن تترك ابنها على هذا الوضع وتذهب للصلاة؟ فالأم منا إذا اشتكى ولدها من ألم، فإن عقلها يذهب وتنسى الدنيا بما فيها، فما بال هذه المرأة؟ أما أنا، فلم أندهش مما روته جدتي، وحدّثت نفسي قائلًا: «عجبًا لجدتي! أتلوم المرأة على أنها رضيت بقضاء الله، وصبرت واحتسبت، وتركت الأسباب ولجأت إلى رب الأسباب!».
2- «براءة»:
مع الفجر، كنت دائمًا أنتظر قدومه... كان يحضر لينثر البهجة في الأرجاء، بصوته العذب، وضحكاته الرنانة، وروح الدعابة التي يمتلكها، وكأنما يحمل مفتاح الفرح أينما حلّ.
كان صبيًا صغيرًا يعمل مساعدًا لصاحب عربة الفول: يغسل الأطباق، ويقدم الطعام للزبائن.
كنت أراقبه في صمت، يملؤني العجب من تصرفاته وسلوكياته، وأسأل نفسي: من أين له بكل هذه السعادة والرضا، رغم بؤسه وفقره، ورغم أن قسوة الحاجة قد دفعته إلى العمل وتحمّل المسؤولية مبكرًا جدًا؟
لم تكن معاناته تقتصر على الفقر فحسب؛ فقد كان وجهه يحمل آثار حريق قديم، شوّه ملامحه، ومع ذلك، كان يُقبل على الحياة بقلب مفعم بالسرور والرضا!
تُرى، ما السر؟ هل لأن الطفولة ما زالت تحجب عنه قسوة الواقع، فيعيش سعيدًا بجهله بمرارة الحياة؟ (لا أدري!) أم تراه يمتلك دماغًا يفرز هرمونات السعادة بقدر يفوق سائر الناس؟ (لا أدري!)
أم أن فطرته السليمة، ونفسه المتوكلة على خالقها، هما ما يغذيان قلبه بالأمل، ويجعلان عينيه لا ترى إلا أن الغد أجمل مما مضى؟ (حقًا لا أدري!)
3- «لحاف»:
كان شابًا يافعًا، بهي الطلعة، دمث الأخلاق، مهذبًا محبوبًا من الجميع. لكنه كان يتيم الأم، بلا إخوة يشاركونه درب الحياة، أما والده، فكان رجلاً رقيق القلب، عوّضه بحنانه عن يتمه ووحدته، وكان ذا مال وفير وحال ميسور.
شاءت الأقدار أن يُبتلى هذا الشاب بمرض عضال لا يُرتجى منه شفاء. غير أن والده أصر على علاجه، مرددًا بثقة: «سأداويك حتى لو أنفقت كل ما أملك».
وبالفعل، بدأ الأب رحلة العلاج، يجوب المستشفيات وينفق ماله بلا تردد، حتى أفنى ثروته حبًا بابنه ورغبة في شفائه. لكن إرادة الله كانت فوق كل شيء؛ فلم يُكتب للشاب الشفاء، ورحل والده عن الدنيا، تاركًا ابنه مريضًا، وحيدًا، بلا سند ولا مال.
ومع ذلك، عاش الشاب سنوات طويلة، حاملًا مرضه برضا عجيب، مستسلمًا لقضاء الله وقدره بطمأنينة نادرة. وكنت كلما التقيته، أراه يُقبل عليّ بوجه بشوش وروح مضيئة، فأشعر بجمال روحه، وقوة الرضا التي تغلف قلبه كحُلة لا تُثقلها الأحزان. ومن عجائب الأقدار أن اسمه كان له نصيب من معناه؛ إذ كان مشتقًا من كلمة «الصبر»، وكأنما اسمه قد خطّ له قدره منذ البداية.
4-«بؤس»:
في روايته الرائعة «شجرة البؤس»، يسرد طه حسين قصة رجلٍ تزوج بامرأة دميمة، نزولاً عند رغبة أبيه.
ورغم قلة حظها من الجمال، عاش معها أيامًا ملؤها الرضا والسعادة، مكتفيًا بحبها الصادق وطاعتها له.
غير أن القدر شاء أن يرزقهما بطفلة فائقة الحسن، تفيض جمالًا وروعة، فغمره الفرح وأخذه الزهو بابنته البديعة.
عندها، وللمرة الأولى، التفت إلى قبح زوجته، وأخذ يقارن بين جمال ابنته وقبح أمها.
بل بلغ به الأمر أن أصبح يعاير زوجته بدمامتها، ويُظهر لها ندمه على هذا الزواج الذي ارتضاه يومًا.
هكذا، انقلب حاله؛ بعدما كان يعيش في نعيم الرضا، غرق في مستنقع السخط والبؤس، وتحولت حياته إلى مرارة لا تطاق.