8 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 30 شهيدًا وجريحاً وتدمير للمنازل والمساجد في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 8 ديسمبر خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على المنازل والمساجد والمزارع والممتلكات، بمحافظات صعدة والحديدة وحجة.
ما أسفر عن 14 شهيدًا، و16 شهيداً، جلهم أطفال، ونساء، ودمار وخسائر وأضرار واسعة في الممتلكات، وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وترويع الأهالي، وموجة نزوح وتشرد، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وانتهاك للمقدسات وتمزيق وحرق المصاحف، ومشاهد ومآسي يندى لها جبين الإنسانية في اليمن.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
8 ديسمبر 2016..6 غارات عدوانية تستهدف منازل ومزارع آل مجدع بصعدة:
في الثامن من ديسمبر عام 2016م شهدت منطقة آل مجدع بمديرية باقم محافظة صعدة، جريمة حرب جديدة أضافها العدوان السعودي الأمريكي إلى سجل جرائمه بحق المدنيين الأبرياء في اليمن، استهدفت ست غارات جوية وحشية، بينها قصف بقنابل عنقودية محرمة دولياً، منازل ومزارع المواطنين؛ مما أسفر عن دمار هائل وتشريد عشرات العائلات.
وصف أحد الناجين من الغارات المشهد بأنه مروع، حيث تحولت منازلهم إلى أنقاض، ومزارعهم إلى أرض محروقة، وأضاف أن القصف العنيف تسبب في حالة من الرعب والفزع بين الأطفال والنساء، الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان.
في المزارع وجوار المنازل وعلى الطرقات وفي المراعي والجبال وتحت الأشجار وبين الثمار توزعت القنابل العنقودية، بأشكالها وألوانها المختلفة، محولة المنطقة إلى بركان نائم، ورقعة جغرافية مفخخة بالموت والإبادة، فحرمت الأهالي من ممتلكاتهم، وقيدت حركتهم، ووضعت أرواحهم وممتلكاتهم في قائمة الغدر بأي لحظة، وتكشف مساعي العدوان وأهدافه الإجرامية.
استهداف الأعيان المدينة جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك لكل القوانين والمواثيق الإنسانية الدولية، وتضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية، وتكشف وحشية العدوان وأهدافه الخبيثة في تدمير البنية التحتية ومقومات الحياة للشعب اليمني، تمهيداً لاحتلاله.
تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، مما زاد من معاناة السكان الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، من بدء العدوان والحصار المستمر، وتدعو العالم للتحرك الفوري ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، ووقف المأساة.
8 ديسمبر 2017..8 شهداء وعدد من الجرحى وحرق للقرآن وتدمير للمساجد بغارات العدوان على المدنيين بصعدة:
في منتصف ليلة الـ 8 ديسمبر 2017م، سطّرت آلة الحرب السعودية الأمريكية فصولاً جديدة من جرائم الحرب والإبادة في اليمن، مستهدفة قرية بني معاذ بمديرية سحار في محافظة صعدة، بغارات جوية وحشية استهدفت مسجد القرية ومنازل المواطنين، حوّلت حياة الأهالي السكينة إلى جحيم، وخلّفت وراءها مشهداً مروعاً من الدمار والخراب.
أسفرت عن استشهاد 8 بينهم أطفال ونساء، وعدد من الجرحى، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، ودمار واسع في الممتلكات، وإحراق وتمزق القرآن الكريم وسط دمار جدران وسقوف بيت الله، وترويع الأهالي.
كانت قرية بني معاذ قبل الغارة واحة سلام وهدوء، يسكنها أناس كرماء يمتهنون الزراعة وتربية المواشي، المسجد كان قلب القرية النابض، حيث يتجمع الأهالي لأداء الصلوات وقراءة القرآن، ولكن هذا المشهد الهادئ سرعان ما تحول إلى جحيم، عندما هطلت غارات العدوان على القرية وأهلها يغطون في نومهم العميق، وحولت المنطقة إلى مبعث للدخان والغبار وتصاعد الأرواح ورائحة البارود والموت، والدماء المسفوكة والأصوات الناحبة قهراَ وحزناً وآلماً.
هرع الأهالي إلى مكان الغارات لإغاثة الجرحى، فعاود الطيران بغارة وحشية استهدفتهم وحولتهم إلى جثث متفحمة فوق سيارات الإسعاف، وبعد مغادرة الطيران تكشف وجه المجزرة المروعة، التي حلت بأهالي المنطقة وهم نائمون في جريمة حرب، يندى لها جبين الإنسانية، وواحدة من آلاف الجرائم المستمرة بحق الشعب اليمني منذ 9 أعوام.
مشاهد الدمار والجثث الممزقة والأشلاء المبعثرة هنا وهناك، رأس بدون جثة وجثة متفحمة، وأخرى فاقدة المعالم، والدماء المسفوكة، والمصاحف الممزقة، والشظايا المدمرة والأثاث والممتلكات في أكوام مختلطة، بالدموع والآلام، تؤكد طبيعة العدوان الذي لا يرتدع عن إبادة الأرواح وإهلاك الحرث والنسل، وإبادة شعب، وطمس معالمه ومقدساته الدينية.
صفحات كتاب الله وآياته بين الدمار والخراب جزء من استهداف قداسة القرآن الكريم في نفوس الشعوب، ومهمة حاول اليهود في أكثر من دولة أوروبية حرق مصاحفه، وجس نبض الأمة، ليأتي العدوان بعد ذلك في استكمال المهمة وتنفيذها دون شاهد.
يقول أحد الأهالي من جوار الجثث والمصاحف بعد انتشالها ومحاولة ترتيبها: “أين العالم العربي والإسلامي، ها هو النظام السعودي يقتل الأطفال والنساء ويدمر المساجد ويحرق المصاحف، هل بقي فيكم غيرة على دين الله، وكتابه الكريم، ومحارمه؟ ماذا يمكن لكم أن تسمون هذه الجرائم، هذه بقية من جثة طفل رضيع، استشهد بغارات سعودية أمريكية، ما ذنب هذه الطفل وما ذنب أمه؟”.
تعتبر هذه الجريمة جزءًا من سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، فاستهداف المساجد والمدنيين هو جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، وتؤكد أن العدو لا يزال عازمًا على تدمير اليمن وشعبه، وتدعو كل أحرار اليمن لتوحيد الصفوف، ورفد الجبهات ومعسكرات التدريب بقوافل الرجال والمال حتى تحقيق النصر.
8 ديسمبر 2017..4 جرحى بغارات العدوان على منزل الشيخ أبو دنيا بمبين حجة:
وفي اليوم والعام ذاته، ارتكب طيران العدوان السعودي جريمة حرب بحق المدنيين، في محافظة حجة، مستهدفاً منزل الشيخ وليد أبو دنيا ومنزل أحمد محمد أبو دنيا بمنطقة الظفير مديرية مبين، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن 4 جرحى وتدمير المنازل وأضرار في الممتلكات، وتوريع الأهالي، وتشريد الناجين وجيرانهم من المنطقة خشية من غارات مماثلة في الأيام القادمة.
هنا جرحى نعم لكنهم نجوا من القتل في منزلهم بأعجوبة، وسط دمار كلي للمنزلين، والأضرار التي امتدت إلى المنازل المجاورة، وهرع المسعفون وسط أعمدة الدخان وألسنة النيران وأصوات الصراخ والبكاء لرفع الأنقاض وانتشال الجرحى، وإسعافهم، بقلوب متألمة من وحشية العدوان والإمعان في استهدافه للمدنيين، واستمرار ممارساته الإجرامية.
يقول أحد أقارب المستهدفين: “العدوان الغاشم قام بالاعتداء على منازل إخواني وقت الليل والناس نائمين، أطفال ونساء فجعوهم، ما في ذنب هؤلاء المدنيين، إذا فيهم رجالة يواجهون في الجبهات، ولكن هذه الجرائم لن تنال من مواقفنا، بل تدفعنا للوقوف مع أبناء شعبنا اليمني، ورفد الجبهات من اليوم وطالع بقوافل الرجال والمال، وأي حر شريف ضروري يتحرك الجبهات يدافع عن شرفه وأرضه وكرامته ووطنه”.
استهداف المدنيين والأعيان المدنية، جريمة حرب ومحاولة لتنفيذ إبادة جماعية عن سابق إصرار وترصد، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية، تتطلب تحركات أممية ودولية لوقف العدوان والحصار، وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة.
8 ديسمبر 2018..18 شهيداً وجريحاً جلهم أطفال ونساء بقصف غارات العدوان على منازل المواطنين بالحديدة:
وفي جريمة حرب جديدة للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، بحق الإنسانية في اليمن، استهدفت غاراته الوحشية وقصف مرتزقته، منازل المواطنين في منطقة الربصة مديرية الحالي، محافظة الحديدة، ما أسفر عن 6 شهداء جلهم أطفال، و12 جريحاً غالبيتهم نساء وأطفال، وتدمير المآوي وتشريد عشرات العوائل، وأضرار واسعة في ممتلكات الأهالي المجاورة، وموجة حزن وخوف ورعب خيمت على المنطقة، ومشاهد دموية مؤلمة، في مجزرة وحشية تهز ضمير العالم.
في هذا اليوم استباحوا أرواح الأطفال فقتلوهم ظلماً وعدواناً، باغتوهم بالغدر ليلاً وهم في منازلهم آمنون، حين دمروها بأسلحة أمريكا، وبعد الغارات هرع الأهالي إلى مكان الجريمة ليجدوا أمامهم ركاماً ودماراً تحته أجساد أطفال رضع وأمهاتهم، انتشلوا جثامين وأدت وأبديت دون رحمة ولا خوف من عقاب.
دموع الأهالي وبكاء المنقذين وصراخ النساء والأطفال أمام مشهدية الجريمة تقول: “أيها لأطفال الأبرياء ويا كل أطفال اليمن الشهداء غدراً وجبناً وعدواناً فلتخلدوا في منامكم.. لأن سبات العالم طويل”.
بعد مغادرة طيران العدوان سماء الحديدة، خلفت وراءها جثث الشهداء المقطعة ودمائهم المسفوكة، وجراحات نازفة، ودمار مهول، وهلع ورعب لا يمكن وصفة، وقيامة صغرى بحق مواطنين عزل، لم يكونوا يوماً يفكرون بما وجدوا أنفسهم فيه، فتضاعفت المعاناة، وهرع الناجون إلى جوار الجثث يبحثون عن ذويهم وأطفالهم، وإلى المستشفيات، كل واحد يتفقد ابنه وزوجته وابنته، وأخوه، وأمه والكل في ملحمة كربلائية حزينة تدمي القلوب.
للجريمة العدوانية في الربصة أكثر من وجه من المعاناة والتوحش والآلام، لم تقتصر على الأجساد والأرواح بل طالت الممتلكات والمشاعر والأفكار، والأوضاع المعيشية، أمام حياة لا مأوى فيها ولا معيل، ولا أمل في حياة مستقرة.
يقول أحد الناجين: “كنت في العمل وعندما رجعت وجدت أبي شهيداً وزوجتي، وطفلتي، وأمي وأخواتي الثنتين وأخي جرحى في العناية، الله يعلم كيف حالهم، هذا مكان والدي كان سامر مخزن، وهذا كان مكان أمي وزوجتي قصفوهم في البيت بغارات العدوان وقذائف المرتزقة، ما ذنبنا؟ مواطنين أبرياء بعد أحولنا، الله ينتقم من هؤلاء المجرمين، لا حول ولا قوة حسبنا الله ونعم الوكيل”.
بدورها تقول إحدى النازحات: “رجعنا إلى بيتنا قبل يومين كنا نازحين، وقالوا في وقف إطلاق النار بالحديدة، وأنا نائمة سمعت الغارات قلت هي فوقنا خرجت وشاهدت منزل جارنا مدمراً ما بقي منهم غير طفلة، ما ذنب هؤلاء الأبرياء، ما قدرت أرجع بيتي خائفة على أطفالي يقتلونهم”.
غارات العدوان على المدنيين والأعيان المدنية، وقتل الأطفال والنساء، وتدمير المنازل والممتلكات، وترويع الأهالي وتشريد عشرات الأسر من منازلها، جرائم حرب وإبادة جماعية، يهتز لها ضمير العالم، وهي صورة واحدة لبشاعة العدوان في يوم واحد، من مشهد طويل خلال 9 أعوام متواصلة، وتضع هذه التقارير وهذا التوثيق أمام محكمة الجنايات الدولية للقيام بمسؤوليتها وإرسال فرقاً دولية للتحقيق في مختلف جرائم الإبادة الجماعية ضد الإنسانية في اليمن، وملاحقة مرتكبيها، وتقديمهم للعدالة، والانتصار للإنسانية وقيمها ومواثيقها وقوانينها المنتهكة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: غارات العدوان على جریمة حرب فی الیمن ما ذنب
إقرأ أيضاً:
اليمن يوسع نطاق الردع.. بئر السبع في دائرة القصف
في جديد الإسناد العسكري، نفذت القوات المسلحة اليمنية اليوم عملية نوعية استهدفت موقعًا حساسًا للعدو الإسرائيلي في منطقة "بئر السبع" جنوبي فلسطين المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي من طراز "ذو الفقار".
وتمثل هذه العملية، التي وُصفت بالناجحة والدقيقة، مرحلة متقدمة من التصعيد اليمني ضد كيان العدو الإسرائيلي، كما أنها تثبت للجميع أن اليمن وفيٌّ بعَهده ووعده، ولن يتوقف عن إسناد غزة طالما استمر العدوان والحصار الصهيوني على القطاع.
وفي هذا الشأن، يؤكد الخبير العسكري العقيد أكرم كمال سيروي أن الضربات الصاروخية التي تنفذها القوات اليمنية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة تشكل تحولًا نوعيًا في معادلة الصراع، بعدما أظهرت عجزًا متزايدًا في منظومات الدفاع الجوي التابعة للعدو الإسرائيلي، رغم الدعم الأمريكي المتواصل.
وفي حديثه يرى سيروي أن استمرار الصواريخ اليمنية، بالتوازي مع الهجمات التي شهدها العدو الإسرائيلي مؤخرًا من إيران، ألحق خسائر مادية ومعنوية كبيرة في عمق الكيان، مؤكدًا أن هذه الصواريخ لم تعد حدثًا عابرًا، بل أصبحت واقعًا متكررًا يفرض تداعيات أمنية واقتصادية كبيرة.
ويشير إلى أن الأثر الكبير لا يقتصر على الخسائر المباشرة، وإنما يتمثل في ضرب ثقة المستوطنين الصهاينة بالأمن الداخلي، وانعدام القدرة على التنبؤ بمواقع سقوط الصواريخ أو توقيتها، وهو ما أسفر عن موجة هجرة عكسية غادر خلالها أكثر من 11 ألف مستوطن الأراضي المحتلة، بحسب مصادر غير رسمية.
وحول هذه الجزئية، يقول سيروي: "منظومات الدفاع الجوي التابعة للكيان، وفي مقدمتها القبة الحديدية، تعاني من استنزاف كبير وفقدان الفاعلية، خصوصًا أمام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الدقيقة"، مضيفًا: "ثغرات كبيرة ظهرت في أداء هذه المنظومات، ما أدى إلى وصول عدد من الصواريخ إلى أهدافها الحيوية، بما في ذلك محيط مطار اللد، حيث خلف أحد الصواريخ حفرة بعمق 25 مترًا".
وينوه إلى أن الكيان منهك على أكثر من جبهة، كونه يعيش حالة إرباك استراتيجي، مشيرًا إلى أن الحديث المتكرر عن "استراحة مؤقتة" في العدوان على غزة قد يرتبط جزئيًا بالحاجة إلى إعادة تزويد منظومات الدفاع الجوي التي استُنزفت خلال الأسابيع الأخيرة.
وخلص إلى أن عمليات الإسناد اليمني، إلى جانب صمود المقاومة الفلسطينية، تمثل رسالة استراتيجية مزدوجة بأن الرد على العدوان الإسرائيلي بات يأتي من أكثر من محور، وبوسائل أصبحت أكثر دقة وتأثيرًا، في ظل صمت دولي عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة.
ويأتي الهجوم الذي استهدف بئر السبع، وهي واحدة من أكثر المدن تحصينًا في الجنوب المحتل، بعد أيام من وقف العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما يشير إلى أن الجبهة اليمنية لا تزال فاعلة ومباغتة، وترتبط أولًا وأخيرًا بسقف العدوان على غزة، لا بتفاهمات خارجية.
وصاروخ "ذو الفقار" المستخدم في الهجوم هو سلاح باليستي بعيد المدى، معروف بدقته وقدرته التدميرية العالية، مما يجعل استهدافه لمواقع حساسة داخل كيان الاحتلال تحولًا نوعيًا في معادلة التهديد اليمني.
ويشدد الخبير العسكري العميد عمر معربوني على أن استمرار العمليات اليمنية الداعمة لغزة يسهم بشكل فعّال في إضعاف الكيان الصهيوني من عدة جوانب: أمنيًا، وعسكريًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا.
وفي حديثه يشير معربوني إلى أن البعد الهجومي الذي ظهر في اليمن كان لافتًا في هذه الجولة، موضحًا أن اليمن دخلت بشكل ميداني وواضح على خط الرد، بصواريخ ومسيّرات فرضت معادلة جديدة من جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويلفت إلى أن الردع اليمني ليس حالة رد فعل فقط، بل بات جزءًا عضويًا من معادلة أمنية إقليمية تعيد صياغة النفوذ والتوازنات، مشيرًا إلى أن الكيان المؤقت في مأزق وجودي يصعب الخروج منه.
وحول القدرات الدفاعية للكيان، ينقل معربوني عن تقارير استخباراتية وإعلامية تأكيدها وجود نقص حاد في الذخائر الاعتراضية ضمن القبة الحديدية ومقلاع داوود، نتيجة تعدد الجبهات والضربات من إيران واليمن ولبنان.
وعلى الرغم من التكتم الشديد في الأوساط الصهيونية حول الخسائر الناجمة عن الحرب وعجز حكومة العدو عن تأمين المستوطنات، تظهر الأهداف المقصوفة في العديد من المغتصبات الصهيونية حجم الأضرار المادية والمعنوية التي خلفتها تلك الضربات، والتي أدت إلى فقدان المغتصبين الصهاينة الثقة تماماً في مسؤوليهم.
ويقول معربوني: "ما لم يعلنه الاحتلال الإسرائيلي قالته مؤسسته العسكرية والأمنية: لا قدرة على حماية الجبهة الداخلية بعد الآن، لا ماليًا ولا لوجستيًا"، مؤكداً أن المستوطنين الصهاينة بدأوا يدفعون الثمن النفسي والسياسي.
أما عن الدور الأمريكي، فيرى معربوني أن "واشنطن ليست في وضع أفضل، فمصانعها تنتج ما بين 600 إلى 700 صاروخ اعتراضي سنوياً، وهي خاضت مواجهات موازية في اليمن، سوريا، لبنان، العراق، والبحر الأحمر"، لافتاً إلى أن هذا الاستنزاف الواسع لم يعد قابلاً للاستمرار في ظل تصاعد كلفة الحروب وتعدد الخصوم".
وينوه بأن المنطقة تسير نحو نهاية مرحلة وبداية أخرى، لافتاً إلى أن ما بعد معركة الردع الأخيرة ليس كما قبلها، مؤكداً أن الكيان الصهيوني لم يعد قادراً على فرض الشروط كما كان سابقاً، لا سيما وأن حليفته الاستراتيجية أمريكا أصبحت عاجزة عن توفير الحماية الكاملة لحلفائها في المنطقة.
المسيرة