8 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 30 شهيدًا وجريحاً وتدمير للمنازل والمساجد في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 8 ديسمبر خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على المنازل والمساجد والمزارع والممتلكات، بمحافظات صعدة والحديدة وحجة.
ما أسفر عن 14 شهيدًا، و16 شهيداً، جلهم أطفال، ونساء، ودمار وخسائر وأضرار واسعة في الممتلكات، وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وترويع الأهالي، وموجة نزوح وتشرد، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وانتهاك للمقدسات وتمزيق وحرق المصاحف، ومشاهد ومآسي يندى لها جبين الإنسانية في اليمن.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
8 ديسمبر 2016..6 غارات عدوانية تستهدف منازل ومزارع آل مجدع بصعدة:
في الثامن من ديسمبر عام 2016م شهدت منطقة آل مجدع بمديرية باقم محافظة صعدة، جريمة حرب جديدة أضافها العدوان السعودي الأمريكي إلى سجل جرائمه بحق المدنيين الأبرياء في اليمن، استهدفت ست غارات جوية وحشية، بينها قصف بقنابل عنقودية محرمة دولياً، منازل ومزارع المواطنين؛ مما أسفر عن دمار هائل وتشريد عشرات العائلات.
وصف أحد الناجين من الغارات المشهد بأنه مروع، حيث تحولت منازلهم إلى أنقاض، ومزارعهم إلى أرض محروقة، وأضاف أن القصف العنيف تسبب في حالة من الرعب والفزع بين الأطفال والنساء، الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان.
في المزارع وجوار المنازل وعلى الطرقات وفي المراعي والجبال وتحت الأشجار وبين الثمار توزعت القنابل العنقودية، بأشكالها وألوانها المختلفة، محولة المنطقة إلى بركان نائم، ورقعة جغرافية مفخخة بالموت والإبادة، فحرمت الأهالي من ممتلكاتهم، وقيدت حركتهم، ووضعت أرواحهم وممتلكاتهم في قائمة الغدر بأي لحظة، وتكشف مساعي العدوان وأهدافه الإجرامية.
استهداف الأعيان المدينة جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك لكل القوانين والمواثيق الإنسانية الدولية، وتضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية، وتكشف وحشية العدوان وأهدافه الخبيثة في تدمير البنية التحتية ومقومات الحياة للشعب اليمني، تمهيداً لاحتلاله.
تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، مما زاد من معاناة السكان الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، من بدء العدوان والحصار المستمر، وتدعو العالم للتحرك الفوري ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، ووقف المأساة.
8 ديسمبر 2017..8 شهداء وعدد من الجرحى وحرق للقرآن وتدمير للمساجد بغارات العدوان على المدنيين بصعدة:
في منتصف ليلة الـ 8 ديسمبر 2017م، سطّرت آلة الحرب السعودية الأمريكية فصولاً جديدة من جرائم الحرب والإبادة في اليمن، مستهدفة قرية بني معاذ بمديرية سحار في محافظة صعدة، بغارات جوية وحشية استهدفت مسجد القرية ومنازل المواطنين، حوّلت حياة الأهالي السكينة إلى جحيم، وخلّفت وراءها مشهداً مروعاً من الدمار والخراب.
أسفرت عن استشهاد 8 بينهم أطفال ونساء، وعدد من الجرحى، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، ودمار واسع في الممتلكات، وإحراق وتمزق القرآن الكريم وسط دمار جدران وسقوف بيت الله، وترويع الأهالي.
كانت قرية بني معاذ قبل الغارة واحة سلام وهدوء، يسكنها أناس كرماء يمتهنون الزراعة وتربية المواشي، المسجد كان قلب القرية النابض، حيث يتجمع الأهالي لأداء الصلوات وقراءة القرآن، ولكن هذا المشهد الهادئ سرعان ما تحول إلى جحيم، عندما هطلت غارات العدوان على القرية وأهلها يغطون في نومهم العميق، وحولت المنطقة إلى مبعث للدخان والغبار وتصاعد الأرواح ورائحة البارود والموت، والدماء المسفوكة والأصوات الناحبة قهراَ وحزناً وآلماً.
هرع الأهالي إلى مكان الغارات لإغاثة الجرحى، فعاود الطيران بغارة وحشية استهدفتهم وحولتهم إلى جثث متفحمة فوق سيارات الإسعاف، وبعد مغادرة الطيران تكشف وجه المجزرة المروعة، التي حلت بأهالي المنطقة وهم نائمون في جريمة حرب، يندى لها جبين الإنسانية، وواحدة من آلاف الجرائم المستمرة بحق الشعب اليمني منذ 9 أعوام.
مشاهد الدمار والجثث الممزقة والأشلاء المبعثرة هنا وهناك، رأس بدون جثة وجثة متفحمة، وأخرى فاقدة المعالم، والدماء المسفوكة، والمصاحف الممزقة، والشظايا المدمرة والأثاث والممتلكات في أكوام مختلطة، بالدموع والآلام، تؤكد طبيعة العدوان الذي لا يرتدع عن إبادة الأرواح وإهلاك الحرث والنسل، وإبادة شعب، وطمس معالمه ومقدساته الدينية.
صفحات كتاب الله وآياته بين الدمار والخراب جزء من استهداف قداسة القرآن الكريم في نفوس الشعوب، ومهمة حاول اليهود في أكثر من دولة أوروبية حرق مصاحفه، وجس نبض الأمة، ليأتي العدوان بعد ذلك في استكمال المهمة وتنفيذها دون شاهد.
يقول أحد الأهالي من جوار الجثث والمصاحف بعد انتشالها ومحاولة ترتيبها: “أين العالم العربي والإسلامي، ها هو النظام السعودي يقتل الأطفال والنساء ويدمر المساجد ويحرق المصاحف، هل بقي فيكم غيرة على دين الله، وكتابه الكريم، ومحارمه؟ ماذا يمكن لكم أن تسمون هذه الجرائم، هذه بقية من جثة طفل رضيع، استشهد بغارات سعودية أمريكية، ما ذنب هذه الطفل وما ذنب أمه؟”.
تعتبر هذه الجريمة جزءًا من سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، فاستهداف المساجد والمدنيين هو جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، وتؤكد أن العدو لا يزال عازمًا على تدمير اليمن وشعبه، وتدعو كل أحرار اليمن لتوحيد الصفوف، ورفد الجبهات ومعسكرات التدريب بقوافل الرجال والمال حتى تحقيق النصر.
8 ديسمبر 2017..4 جرحى بغارات العدوان على منزل الشيخ أبو دنيا بمبين حجة:
وفي اليوم والعام ذاته، ارتكب طيران العدوان السعودي جريمة حرب بحق المدنيين، في محافظة حجة، مستهدفاً منزل الشيخ وليد أبو دنيا ومنزل أحمد محمد أبو دنيا بمنطقة الظفير مديرية مبين، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن 4 جرحى وتدمير المنازل وأضرار في الممتلكات، وتوريع الأهالي، وتشريد الناجين وجيرانهم من المنطقة خشية من غارات مماثلة في الأيام القادمة.
هنا جرحى نعم لكنهم نجوا من القتل في منزلهم بأعجوبة، وسط دمار كلي للمنزلين، والأضرار التي امتدت إلى المنازل المجاورة، وهرع المسعفون وسط أعمدة الدخان وألسنة النيران وأصوات الصراخ والبكاء لرفع الأنقاض وانتشال الجرحى، وإسعافهم، بقلوب متألمة من وحشية العدوان والإمعان في استهدافه للمدنيين، واستمرار ممارساته الإجرامية.
يقول أحد أقارب المستهدفين: “العدوان الغاشم قام بالاعتداء على منازل إخواني وقت الليل والناس نائمين، أطفال ونساء فجعوهم، ما في ذنب هؤلاء المدنيين، إذا فيهم رجالة يواجهون في الجبهات، ولكن هذه الجرائم لن تنال من مواقفنا، بل تدفعنا للوقوف مع أبناء شعبنا اليمني، ورفد الجبهات من اليوم وطالع بقوافل الرجال والمال، وأي حر شريف ضروري يتحرك الجبهات يدافع عن شرفه وأرضه وكرامته ووطنه”.
استهداف المدنيين والأعيان المدنية، جريمة حرب ومحاولة لتنفيذ إبادة جماعية عن سابق إصرار وترصد، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية، تتطلب تحركات أممية ودولية لوقف العدوان والحصار، وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة.
8 ديسمبر 2018..18 شهيداً وجريحاً جلهم أطفال ونساء بقصف غارات العدوان على منازل المواطنين بالحديدة:
وفي جريمة حرب جديدة للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، بحق الإنسانية في اليمن، استهدفت غاراته الوحشية وقصف مرتزقته، منازل المواطنين في منطقة الربصة مديرية الحالي، محافظة الحديدة، ما أسفر عن 6 شهداء جلهم أطفال، و12 جريحاً غالبيتهم نساء وأطفال، وتدمير المآوي وتشريد عشرات العوائل، وأضرار واسعة في ممتلكات الأهالي المجاورة، وموجة حزن وخوف ورعب خيمت على المنطقة، ومشاهد دموية مؤلمة، في مجزرة وحشية تهز ضمير العالم.
في هذا اليوم استباحوا أرواح الأطفال فقتلوهم ظلماً وعدواناً، باغتوهم بالغدر ليلاً وهم في منازلهم آمنون، حين دمروها بأسلحة أمريكا، وبعد الغارات هرع الأهالي إلى مكان الجريمة ليجدوا أمامهم ركاماً ودماراً تحته أجساد أطفال رضع وأمهاتهم، انتشلوا جثامين وأدت وأبديت دون رحمة ولا خوف من عقاب.
دموع الأهالي وبكاء المنقذين وصراخ النساء والأطفال أمام مشهدية الجريمة تقول: “أيها لأطفال الأبرياء ويا كل أطفال اليمن الشهداء غدراً وجبناً وعدواناً فلتخلدوا في منامكم.. لأن سبات العالم طويل”.
بعد مغادرة طيران العدوان سماء الحديدة، خلفت وراءها جثث الشهداء المقطعة ودمائهم المسفوكة، وجراحات نازفة، ودمار مهول، وهلع ورعب لا يمكن وصفة، وقيامة صغرى بحق مواطنين عزل، لم يكونوا يوماً يفكرون بما وجدوا أنفسهم فيه، فتضاعفت المعاناة، وهرع الناجون إلى جوار الجثث يبحثون عن ذويهم وأطفالهم، وإلى المستشفيات، كل واحد يتفقد ابنه وزوجته وابنته، وأخوه، وأمه والكل في ملحمة كربلائية حزينة تدمي القلوب.
للجريمة العدوانية في الربصة أكثر من وجه من المعاناة والتوحش والآلام، لم تقتصر على الأجساد والأرواح بل طالت الممتلكات والمشاعر والأفكار، والأوضاع المعيشية، أمام حياة لا مأوى فيها ولا معيل، ولا أمل في حياة مستقرة.
يقول أحد الناجين: “كنت في العمل وعندما رجعت وجدت أبي شهيداً وزوجتي، وطفلتي، وأمي وأخواتي الثنتين وأخي جرحى في العناية، الله يعلم كيف حالهم، هذا مكان والدي كان سامر مخزن، وهذا كان مكان أمي وزوجتي قصفوهم في البيت بغارات العدوان وقذائف المرتزقة، ما ذنبنا؟ مواطنين أبرياء بعد أحولنا، الله ينتقم من هؤلاء المجرمين، لا حول ولا قوة حسبنا الله ونعم الوكيل”.
بدورها تقول إحدى النازحات: “رجعنا إلى بيتنا قبل يومين كنا نازحين، وقالوا في وقف إطلاق النار بالحديدة، وأنا نائمة سمعت الغارات قلت هي فوقنا خرجت وشاهدت منزل جارنا مدمراً ما بقي منهم غير طفلة، ما ذنب هؤلاء الأبرياء، ما قدرت أرجع بيتي خائفة على أطفالي يقتلونهم”.
غارات العدوان على المدنيين والأعيان المدنية، وقتل الأطفال والنساء، وتدمير المنازل والممتلكات، وترويع الأهالي وتشريد عشرات الأسر من منازلها، جرائم حرب وإبادة جماعية، يهتز لها ضمير العالم، وهي صورة واحدة لبشاعة العدوان في يوم واحد، من مشهد طويل خلال 9 أعوام متواصلة، وتضع هذه التقارير وهذا التوثيق أمام محكمة الجنايات الدولية للقيام بمسؤوليتها وإرسال فرقاً دولية للتحقيق في مختلف جرائم الإبادة الجماعية ضد الإنسانية في اليمن، وملاحقة مرتكبيها، وتقديمهم للعدالة، والانتصار للإنسانية وقيمها ومواثيقها وقوانينها المنتهكة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: غارات العدوان على جریمة حرب فی الیمن ما ذنب
إقرأ أيضاً:
بعد 52 يوماً من العدوان على اليمن.. ترامب يعترف بشجاعة أنصار الله ويرفع الراية البيضاء
واشنطن تتكبد خسارة أكثر من ملياري دولار وإسقاط 7 طائرات مسيّرة وغرق مقاتلتين حربيتين إجبار 75% من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا على إعادة توجيه مساراتها السفير الأمريكي في تل أبيب : لا دخل لنا في إسرائيل محللون : انتصار صنعاء يُكريس اليمن لاعباً مؤثراً في الشرق الأوسط
الثورة / محمد شرف
“لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم بدءاً من اليوم، وإن لم تفعلوا، فستشهدون جحيماً لم تروا مثله من قبل”، هكذا خاطب الرئيس المهزوم ترامب أنصار الله، حينما أطلق حملته العسكرية ضد اليمن منتصف مارس الماضي .
وبعد نحو 52 يوماً من الصراع المرير مع الجيش اليمني، اضطر ترامب إلى القفز من سفينة المجرم نتنياهو والاعتراف بشجاعة أنصار الله، معلناً وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، ليؤكّد الاعتراف الأمريكي بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحملة الجوية الأمريكية، والتي تمثّلت في تقويض قدرات الجيش اليمني باعتبارها تهديداً لأمن البحر الأحمر وأمن إسرائيل.
لقد أدى الصمود اليمني والاستمرار في استهداف الأصول الأمريكية في الأسابيع الماضية إلى قلب الموازين، على نحو فرض إعادة النظر في الخطط المبنية على الرغبة في تحقيق إنجازات مستعجلة.
وإذ بات واضحاً أن أياً من الأهداف لم يتحقّق، وأن اليمن تكيّف مع الوضعية الحالية، وأن على إدارة ترمب، في المقابل، تحمّل كلفة مادية ومعنوية ثبت أنها غير مستعدّة لدفعها، فقد دفعت كل هذه المعطيات أصحاب القرار الأمريكيين إلى إجراء اتصالات مع اليمن عبر الوسيط العماني، وعرض الموافقة على وقف إطلاق النار .
الخسائر الأمريكية
على مدى 52 يوما من العدوان على اليمن، تكبّدت الولايات المتحدة خسائر مادية كبيرة خلال هذه الحملة، رغم أن مدتها لم تصل إلى شهرين، وفق ما ذكره إعلام أمريكي.
فقد نقلت شبكة “إن بي سي” الإخبارية عن مسؤولين أمريكيين، أن الحرب على ما أسموهم بـ “الحوثيين” كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار منذ مارس.
وأفاد المسؤولون بأن الحرب كلفت الجيش الأمريكي آلاف القنابل والصواريخ، فضلا عن إسقاط 7 طائرات مسيّرة، وغرق مقاتلتين حربيتين.
ووفقا لوكالة الأناضول، فقد اعتبر المسؤولون أن الجهود في عهد ترامب ضد الجيش اليمني جاءت بتكلفة باهظة واستنزفت المخزونات الأمريكية.
وبخلاف الخسائر العسكرية، تعاني الولايات المتحدة من خسائر اقتصادية أخرى جراء عرقلة حركة الملاحة في البحر الأحمر، لكن لا تتوفر أرقام بشأن تلك الخسائر خلال الفترة منذ مارس الماضي.
فوفقا لمقال نُشر على الموقع الرسمي للبيت الأبيض بعنوان “الرئيس ترامب يتصدى للإرهاب ويحمي التجارة الدولية”، خلفت أعمال “قطع الطريق” بالبحر الأحمر خسائر مالية كبيرة، إذ أدت إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنويا قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60 %.
وأجبرت الهجمات “حوالي 75 % من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على إعادة توجيه مساراتها” حول قارة أفريقيا بدلا من عبور البحر الأحمر.
وأدى ذلك إلى إضافة نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة.
ووفقا لبيان البيت الأبيض، تسببت هذه الهجمات، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن، في زيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7 % عام 2024م.
وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، تحطمت مقاتلة من طراز F/A-18F Super Hornet في البحر الأحمر، في 6 مايو الجاري بعد فشل نظام التوقيف أثناء محاولة هبوط على متن الحاملة، وتمكن الطياران من القفز بالمظلات وتم إنقاذهما، لكنهما أصيبا بجروح طفيفة.
وقبل ذلك في 28 أبريل، سقطت مقاتلة أخرى من طراز F/A-18E في البحر أثناء مناورات لتجنب نيران محتملة من الجيش اليمني. وجراء ذلك، أُصيب أحد أفراد الطاقم بجروح.
استسلام أمريكي أمام صنعاء
لقد جاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، ليؤكّد الاعتراف الأمريكي بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحملة الجوية الأمريكية، والتي تمثّلت في تقويض قدرات الجيش اليمني باعتبارها تهديداً لأمن البحر الأحمر وأمن إسرائيل.
كما أكّد الإعلان استمرار الارتجال في اتخاذ القرار، من دون تنسيق مع الحلفاء البريطانيين والإسرائيليين، تماماً كما حصل حين الإعلان عن بدء الضربات الجوية في منتصف آذار الماضي، بعدما خُطّط لها على عجل ومن دون رؤية واضحة، وفق ما ظهر في دردشة كبار أعضاء الإدارة الأمريكية على تطبيق “سيغنال”.
وبحسب الأخبار اللبنانية؛ فقد اضطرت واشنطن إلى إجراء اتصالات مع اليمن عبر الوسيط العماني، وعرض الموافقة على وقف إطلاق النار، يعود إلى جملة من الأسباب، منها :
– التأكّد من أنْ لا إمكانية لتدمير قدرات اليمن العسكرية المحصّنة، أو التأثير على القرار السياسي اليمني في إسناد قطاع غزة، مهما طال أمد الضربات الجوية.
– الوصول إلى نتائج قاطعة بعدم القدرة على إنشاء تحالف عربي (مصر، السعودية والإمارات) يمكن استخدامه لغزو اليمن برياً، إذ تحوّلت الولايات المتحدة من دولة تبتز الأعداء والأصدقاء بواسطة إدارة النزاعات بين الأطراف المختلفة، إلى دولة تتعرّض للابتزاز لحاجتها إلى دول قرّرت أنه ليس من مصلحتها الانخراط في حرب تشنّها واشنطن نيابة عن إسرائيل.
– عدم جهوزية الفصائل المحلية للمرتزقة المُموّلة من السعودية والإمارات لفتح جبهات عسكرية برية ضد قوات صنعاء.
– ازدياد شعبية “أنصار الله” بفعل انخراطها في إسناد غزة، وتحوّلها إلى حالة ملهمة، ولا سيما بعد استهدافها الأصول الأمريكية في البحر الأحمر.
– نجاح اليمن في إسقاط 22 طائرة مُسيّرة من نوع “إم كيو 9” والتسبّب في سقوط ثلاث طائرات مقاتلة من نوع “إف 18”، فضلاً عن خشية المستوى العسكري الأمريكي من الإصابة المباشرة لإحدى حاملات الطائرات أو القطع المرافقة لها، وهي إمكانية واردة بقوة، وفق البيانات الرسمية وتصريحات الضباط، الأمر الذي يُنظر إليه في “القيادة المركزية الأمريكية” على أنه عار أبديّ للبحرية الأمريكية.
– تحوّل الخسائر المدنية اليمنية جراء القصف العشوائي إلى مادة في التجاذب الداخلي الأمريكي، واستغلالها من قبل خصوم ترامب.
فورين أفيرز: اتفاق يوثق موقف صنعاء
وتقول مجلة فورين أفيرز الأمريكية: بعد 7 أسابيع ونصف من الغارات الجوية المكثفة على أكثر من ألف هدف، انتهت حملة القصف التي شنتها الإدارة الأمريكية على ما أسمتهم بجماعة الحوثيين في اليمن فجأة كما بدأت، مع أن حركة “أنصار الله” لا تزال قادرة على فرض حصار بحري شامل بالبحر الأحمر والبحر العربي .
وأضافت “ورغم أن هجمات “الحوثيين” فعالة للغاية ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر، وخاصة ضد إسرائيل -كما أوضحت المجلة في تقرير مطول بقلم أبريل لونغلي آلي- فإن الاتفاق لا يقيد صراحة أعمال “الحوثيين” ضد أي دولة أخرى غير الولايات المتحدة”.
ومن اللافت للنظر والمثير للحيرة -حسب الصحيفة- غياب إسرائيل والسفن المرتبطة بها عن الاتفاق، وأن إعلان البيت الأبيض جاء رغم أن موقف حركة أنصار الله لم يتغير جوهريا منذ أن بدأت إدارة ترامب حملتها الجوية المصعدة في 15 مارس.
إعلان
وعندما أطلقت واشنطن عملية “الراكب الخشن” -كما تسميها- لاستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، كانت قوات صنعاء تستهدف علنا إسرائيل والسفن المرتبطة بها لا السفن الأمريكية، وأشار الجيش اليمني إلى أنه سيواصل ذلك حتى تنهي إسرائيل حربها في غزة.
ومنذ بداية العدوان الأمريكي، أوضح قادة أنصار الله أنهم سيتوقفون عن مهاجمة السفن الأمريكية إذا أوقفت واشنطن القصف، ولكن هجماتهم على إسرائيل ستستمر، وبعد إعلان ترامب عن اتفاق السادس من مايو كرر المتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام هذا الموقف.
وبعبارة أخرى -كما تقول المجلة- فإنه بعد عملية عسكرية أمريكية كلفت أكثر من ملياري دولار، ويفترض أن لها تأثيرا بعيد الأمد على قدرات انصار الله العسكرية، لم يسهم وقف إطلاق النار إلا في ترسيخ موقف صنعاء الأصلي، مع وصفها الاتفاق بأنه “انتصار لليمن”، رغم ادعاء ترامب أن ما اسماهم بالحوثيين “استسلموا”، حسب المجلة .
ونبهت المجلة إلى أن وقف إطلاق النار وفر لإدارة ترامب، نهاية سريعة لحملة كانت تزداد صعوبة، لأن القصف لم يكن باهظ التكلفة فحسب، بل يثير مخاوف من احتمال انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب أخرى لا تنتهي في الشرق الأوسط، وهو مدعوم من جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، وأعضاء الإدارة الأكثر ميلا إلى الانعزالية الجديدة.
والواقع أن فشل الحملات الجوية الأمريكية، كان حقيقة معروفة منذ زمن، وتحدّثت عنه طويلاً الصحافة الأمريكية وحتى الإسرائيلية، كما سبق لترامب نفسه أن اعترف بامتلاك «أنصار الله» أسلحة متطورة، في حين أقرّ كثير من المسؤولين العسكريين الأمريكييين بصعوبة المواجهة مع الحركة وكلفتها العالية، وتأثيرها الاستراتيجي في القوة الأمريكية في العالم، وصورة الولايات المتحدة التي أهينت حاملات طائراتها وسلاحها الجوي في البحار والأجواء اليمنية.
العدو الإسرائيلي أصبح وحيدا
وبحسب صحافة العدو الإسرائيلي، فإن العدو فوجئ بإعلان ترامب الذي لم يُطلع الكيان مسبقاً على مجريات المفاوضات مع «أنصار الله»، في ما يمثّل دليلاً إضافياً على ضيقه برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الذي صار يتصرّف أخيراً كمن يوجّه الأوامر إلى الإدارة الأمريكية، ويرعى حملات ضدّ عدد من أركانها الذين يميلون إلى الوصول إلى اتفاقات تخفّف من حدّة الأزمات في الشرق الأوسط، بما في ذلك مع إيران، في حين أن المجرم نتنياهو يسعى مع بعض أنصاره داخل الإدارة الأمريكية إلى توريط الولايات المتحدة في حروب لا نهاية لها، تستنزف مواردها وتزيد العداء لها في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.
ودافع السفير الأمريكي لدى الكيان الإسرائيلي مايك هاكابي عن اتفاق بلاده مع صنعاء بشأن وقف اطلاق النار والذي تم التوصل إليه بوساطة عمانية .
وقال هاكابي في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، إن “الولايات المتحدة ليست مُلزمة بالحصول على إذن من إسرائيل لوضع ترتيبات تمنع قوات صنعاء من إطلاق النار على سفنها”.
وأضاف ان إجراءات بلاده ضد هجمات الجيش اليمني تعتمد على مدى إلحاقها الضرر بالمواطنين الأمريكيين وما عدا ذلك لا دخل لها بأحد في إشارة إلى إسرائيل.
وكان وزير خارجية العدو الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال في تصريحات سابقة إن واشنطن لم تبلغ بلاده مسبقا بالاتفاق مع الحوثيين في اليمن.
وأجمع خبراء ومحللين، على أن هذا يعد تحول من شأنه أن يؤدي إلى تكريس اليمن لاعباً مؤثراً في الشرق الأوسط، استطاع أن يستغلّ موقعه الجغرافي الذي يشمل ممرات مائية حساسة لسلاسل الإمداد العالمية، وتطوير قوته وحمايتها ومنع القوى المناوئة له من النيل منها.