أبوظبي (الاتحاد)
نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، الجلسة الحوارية «النساء يقدن الطريق نحو الاستدامة الطريق إلى مستقبل أكثر خضرة»، لتعزيز فهم أعمق لدور المرأة في تحقيق الاستدامة وأهمية دعم المساواة بين الجنسين في الجهود البيئية.
وأتاحت الجلسة للمشاركين التعرف على تجارب وحلول مبتكرة قدمتها النساء لدعم بعضهن، مما يسهم في توعية صانعي القرار والمختصين بضرورة تبني سياسات شاملة لتحقيق أهداف الاستدامة.

كما سلطت الجلسة الضوء على دور النساء في الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
وافتتح الجلسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والشيخة حصة بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وألكسندر شونفيلدر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، وعدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية بدولة الإمارات، ونخبة من القادة المعنيين بمجال الاستدامة والتغير المناخي والوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وممثلي المنظمات الدولية.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، خلال الكلمة الافتتاحية، أن تنظيم الجلسة الحوارية «النساء يقدن الطريق نحو الاستدامة الطريق إلى مستقبل أكثر خضرة»، يعكس الإيمان العميق بأن المرأة هي قائدة في بناء مستقبل مستدام لعالمنا. وتابع معاليه: «من خلال مناقشاتكم، ستتعزز لديكم قيمة احترام الأفكار المتبادلة، وستشكل الروابط التي تبنونها مع زملائكم المشاركين رسالة ثقة كبيرة بقدرتكم الجماعية على إحداث تغيير إيجابي في هذا العالم».
وأضاف معاليه: «إن الحوار الدولي والوعي العالمي والإنجاز البشري تشكل جوهر تقدمنا الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع التعرف على دولة الإمارات العربية المتحدة، سترون دولة ملتزمة بدورها في تعزيز السلام والتعاون الإقليمي والعالمي. وسترون مجتمعاً يتمتع بأسس متينة، ملتزماً بالسعي السلمي لإيجاد حلول للمشاكل والتحديات التي تواجه البشرية. وسوف ترون أيضاً دولة تؤمن إيماناً قوياً بأن تمكين المرأة أمر حيوي لمستقبل كوكبنا، دولة تدرك الحاجة الماسة لضمان حقوق المرأة وفرصها وتعليمها بما يتوافق مع أعلى المعايير والتوقعات».
وبين معاليه: «إن أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تستحق كل التقدير لجهودها في تمكين المرأة الإماراتية، وتعزيز التميز في جميع مساعيها. إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تشكل قوة رئيسية للتنمية والتقدم في بلادنا. إن طاقتها ورؤيتها وحكمتها والتزامها بالتنمية الشاملة والمستدامة مكنتنا جميعاً من تقدير دور المرأة كقائدة في مجتمعنا. ويشرفني ويسعدني أن أعبر عن فخرنا بقيادتها النشطة والحكيمة، وكذلك فخرنا بدعمها لتمكين النساء في البلاد والمنطقة والعالم».

وأردف معاليه: «لقد نجح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ببراعة، في إرساء وتنمية بيئة وطنية يمكن لشعب الإمارات، نساءً ورجالاً على حد سواء، أن ينجحوا فيها. وبفضل توجيهات سموه وقيادته، تحتاج بلادنا إلى المشاركة الفعالة من الجميع - كل امرأة وكل رجل. يجب أن تكون نساؤنا قادرات على تطوير وممارسة إمكاناتهن الكاملة».
وأوضح معاليه: «نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة ندرك تمام الإدراك أن دعم المرأة في هذا المسعى المهم هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كافة مؤسسات المجتمع، سواء في مجتمع الإمارات أو في المجتمعات الأخرى. وحلقة النقاش هذه تستجيب لهذه المسؤولية، ومشاركتكم فيها تؤكد دافعكم لاغتنام الفرصة وعزمكم على الريادة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع والعالم. وليس أي نوع من التنمية، بل التنمية المستدامة».
وأشار معاليه: «أتفق تماماً مع الوعود والآمال التي ينطوي عليها هذا النقاش الدولي - بأن طاقة النساء ومثاليتهن تشكلان قوتين مهمتين لتحويل عالمنا - وأن قدرات النساء وإصرارهن على المشاركة في تنمية المجتمع مصدر إلهام حقيقي - وأن الحوار والتعاون والنوايا الحسنة على المستوى الدولي يمثلون نهجاً فعالاً لمواجهة التحديات التي نواجهها في مجال التنمية المستدامة. كما أنني أتفق معكم أيضاً في أن تغير المناخ قد يكون أخطر مشكلة واجهتها البشرية حتى الآن. وأؤيد رأيكم بأن النساء سيساهمن في تعزيز الشعور بضرورة الإسراع في التعامل مع هذه المشكلة. لقد كانت النساء قوة إيجابية في بناء توافق مجتمعي حول أسباب تغير المناخ ومداه وسرعته، وما يتبعه من ظاهرة الاحتباس الحراري. وتؤدي النساء دوراً فعالاً في الدعوة إلى تحقيق توازن خلاق بين الحاجة إلى النمو الاقتصادي وتطلعات المجتمع من جهة، واحتياجات العالم الطبيعي من جهة أخرى. تنجح النساء في تطوير التعاون عبر الحدود وإقامة شراكات دولية توفر الأفكار والخبرات. وبطبيعة الحال، كانت النساء دائماً عوامل لتحقيق السلام والاستقرار في العالم. وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص، حيث تتسبب الحروب والصراعات في كوارث بيئية ذات أبعاد لا يمكن تصورها، وتعيق قدرتنا على مواجهة تغير المناخ».
واختتم معاليه: «أتقدم بالشكر إلى الاتحاد النسائي العام والسفارة الألمانية في أبوظبي على تنظيم حلقة النقاش هذه. وأتمنى لكم جميعاً كل التوفيق في دراسة وتعزيز الأدوار والمسؤوليات المهمة التي تقع على عاتق النساء في مجتمعاتنا. كما أشارككم قناعتكم بأن النساء هنّ الرائدات في مجال الاستدامة وبناء مستقبل أخضر. وسوف يتطلب تحقيق هذا المستقبل الشجاعة والمثابرة والذكاء والعمل الجاد. شكراً لكم على جهودكم في دفع النساء والرجال والمجتمع نحو تحقيق هذا الهدف المهم».
ومن جانبها، قالت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إن انعقاد هذه الجلسة الحوارية بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ما هو إلا تأكيد على حرص الاتحاد النسائي العام على تبادل الخبرات والاستفادة من أفضل الممارسات بين البلدين لمواجهة أزمة عالمية تؤرق الجميع، ولنتشارك معاً من أجل غد مستدام عبر إطلاق العنان لإمكانات المرأة في الاستدامة في كلا البلدين. وتوجهت بخالص الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه الجلسة الحوارية من كلا البلدين، والشكر موصول إلى أصحاب الخبرة والاختصاص الذين سيثرون الجلسة بمداخلاتهم. كما أتقدم لكم جميعاً بالشكر والتقدير على حضوركم ومشاركتكم التي تعكس التزامنا المشترك نحو تحقيق التنمية المستدامة.
وأضافت: «تناولت جلستنا موضوع بالغ الأهمية ألا وهو دور المرأة في مواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز الاستدامة البيئية. إن الطرح المستمر لمسألة دور المرأة وإدماج المساواة بين الجنسين في الاستدامة يأتي تأكيداً على مكانتها كشريك استراتيجي في صياغة مستقبل مستدام، فتمكين المرأة سينعكس إيجاباً على مجتمعاتها وعلى العالم من خلال بناء مجتمعات أكثر قدرة على التكيف والابتكار».

أخبار ذات صلة نهيان بن مبارك يفتتح معرض «الفورمولا» للفنانة سارة سكاي قمة «نحن نحمي» تطلق «دعوة أبوظبي للعمل»

وتابعت نورة السويدي: «على مدار 53 عاماً من تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها الفائقة على قيادة التغيير الإيجابي في مختلف المجالات. هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة والجهود الدؤوبة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، حفظها الله ورعاها، حيث عملت سموها على تعزيز تمكين المرأة وترسيخ مكانتها كشريك فعال في التنمية المستدامة، تلك الجهود التي أتت ثمارها في المناصب القيادية التي تتولاها المرأة الإماراتية اليوم ضمن الملفات ذات العلاقة بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة للاستدامة البيئية ومواجهة تحديات التغير المناخي محلياً ودولياً».
وبينت السويدي: «بدورنا في الاتحاد النسائي العام، نستمد إلهامنا من الرؤية الثاقبة والتوجيهات الحكيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) حفظها الله ورعاها. فقد كان تمكين المرأة في المجال البيئي محوراً رئيسياً منذ تدشين النسخة الأولى للاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة عام 2002، وإلى وقتنا الحاضر ما زال الاتحاد النسائي العام يواصل إطلاق مبادرات مبتكرة لتعزيز جهود الدولة في إشراك المرأة للمساهمة بفاعلية في دعم الجهود الوطنية لترسيخ حماية البيئة والوصول لحلول مستدامة لصالح الأجيال القادمة، والذي ظهر جلياً مع إطلاق مبادرة التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين، التي جاءت تحت رعاية كريمة من سموها. كما امتد نطاق جهودنا خارج حدود الوطن، عبر إطلاق مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة الريفية في أفريقيا في مجال الزراعة، والتي تأتي في إطار شراكة استراتيجية دولية بين الاتحاد النسائي العام ووزارة الخارجية وأكاديمية محمد بن زايد للزراعة والبيئة وهيئة الأمم للمرأة وبدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وتنفيذ شركة ايليت اجرو القابضة؛ بهدف الحد من الآثار المترتبة عن التغيير المناخي، وتمكين النساء والفتيات في مجال الزراعة وآلياتها الملائمة لمواجهة تحديات تغير المناخ، وتوفير عائد اقتصادي لهن وتعزيز الأمن الغذائي».
إشراك المرأة في جميع القطاعات
أشارت سيبيله بفاف، القنصل العام بالقنصلية العامة لجمهورية ألمانيا الاتحادية بدبي، أن النساء، وخاصةً في المجتمعات الضعيفة، يتأثرن بشكل غير متناسب بتغير المناخ. ومع ذلك، أكدت أيضاً أن النساء يتمتعن بإمكانات هائلة كقائدات في مجال الاستدامة، من خلال اتخاذ قرارات رئيسية في الأسر والمجتمعات التي تؤثر على الممارسات المستدامة.
وأشادت القنصل العام بجهود ألمانيا في العمل المناخي، وخاصة مبادراتها في مجال الطاقة المتجددة، وسلطت الضوء على الشراكة القوية بين جهورية ألمانيا الاتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج للتعاون الدولي. وأكدت أهمية إشراك المرأة في جميع القطاعات لضمان حلول مناخية شاملة وعادلة، وذكرت نهج المساواة بين الجنسين في ألمانيا في سياسة المناخ كخطوة نحو تمكين المرأة من أجل مستقبل أكثر استدامة.
واختتمت بدعوة إلى العمل من أجل أن تقود المرأة بالقدوة في حياتها الشخصية والمهنية والمجتمعية، وإلهام الآخرين لتبني ممارسات مستدامة. وقد اعتُبر الحدث فرصة لتعزيز التعاون بين جمهورية ألمانيا الاتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تغير المناخ.
تجربة أفضل الممارسات البيئية في جمهورية ألمانيا الاتحادية
تخللت الجلسة الافتتاحية التي أدارتها سعاد السركال، مدير إدارة الاتصالات المؤسسية دائرة التنمية الاقتصادية، استعراض تجربة أفضل الممارسات البيئية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، قدمتها إستر داهمن، مؤسس «B Corp، التي أوضحت أن النساء في جمهورية ألمانيا الاتحادية تعتبر مهندسات لمستقبل أكثر استدامة، مما يثبت أنه عندما يتعلق الأمر بحماية كوكبنا، فإن النساء في المقدمة، واستعرضت خلال العرض نماذج نسائية رائدة في جمهورية ألمانيا الاتحادية كانت سباقة في إطلاق وقيادة مبادرات بيئية مستدامة وملهمة. ومن جانب آخر سلطت المهندسة فاطمة السويدي، مدير تطوير الأعمال والاستثمار بشركة مصدر الضوء على السياسات والاستراتيجيات للدولة، التي تؤكد ريادتها والتزامها بالاستدامة ومكانتها كقائدة في المنطقة، من بينها مبادرة الإمارات العربية المتحدة للصفر الصافي 2050، استراتيجية الطاقة 2050، المدن المستدامة، مثل: مدينة مصدر والمدينة المستدامة في دبي، والتي تدمج الطاقة المتجددة وإعادة تدوير المياه والحد من النفايات، كما استعرضت مشاريع الطاقة المتجددة وجهود الدولة في إدارة النفايات وإعادة التدوير والحد من استهلاك البلاستيك والحفاظ على المياه، وغيرها من المبادرات المؤسسية والمجتمعية.
دور المرأة في تشكيل مستقبل الاستدامة
تبع الجلسة الافتتاحية جلسة حوارية نقاشية أدارتها السيدة لطيفة المنصوري، اختصاصي التقييم البيئي ورئيس مجلس شباب هيئة البيئة أبوظبي، حاورت خلالها نخبة من السيدات من البلدين جمعت كلاً من سيبيله بفاف، القنصل العام جمهورية ألمانيا الاتحادية، والدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، والدكتورة العنود الحاج، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التنمية الخضراء والتغير المناخي في وزارة التغيُّر المناخي والبيئة، وإستر داهمن، مؤسس«B Corp »، وفاطمة السويدي، مدير تطوير الأعمال والاستثمار بشركة مصدر، حيث تم خلال الجلسة استعراض التجارب الشخصية، إضافة إلى دور المرأة في تشكيل مستقبل الاستدامة، وتقديم نصائح للنساء الأخريات اللواتي يتطلعن إلى المشاركة في الاستدامة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات نهيان بن مبارك الاتحاد النسائي العام ألمانيا الاستدامة القطاع الخاص دولة الإمارات العربیة المتحدة فی جمهوریة ألمانیا الاتحادیة الشیخة فاطمة بنت مبارک الاتحاد النسائی العام التنمیة المستدامة الجلسة الحواریة نهیان بن مبارک دور المرأة فی فی الاستدامة تمکین المرأة مستقبل أکثر تغیر المناخ بین الجنسین النساء فی أن النساء آل نهیان فی مجال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تعزز دورها في دعم الاستدامة والمرونة المناخية خلال الدورة الـ 7 للأمم المتحدة للبيئة

ترأست معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة وفد الدولة في أعمال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة من خلال مشاركات فاعلة عززت من خلالها الإمارات من دورها المحوري في دعم جهود الاستدامة والمرونة المناخية العالمية.

 

وعقدت أعمال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في المقر الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في العاصمة الكينية نيروبي خلال الفترة من 8 إلى 12 ديسمبر 2025 تحت شعار "تعزيز الحلول المستدامة لكوكب قادر على الصمود".

 

وخلال القائها البيان الوطني لدولة الإمارات، قالت معالي الدكتورة آمنة الضحاك: نحن فخورون في دولة الإمارات بتبني إرث تنموي رائد يرتكز على الاستدامة، بشكل يدعم الإنسان والطبيعة هذه الرؤية التي غرسها الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" تشكل الأساس لالتزام دولتنا الراسخ بالحفاظ على البيئة وتنميتها ونحن ندرك أن مواجهة تحديات المناخ العالمية لا تتطلب الطموح فحسب، بل تستدعي عملاً ملموساً واستثمارات ضخمة.

 

وأضافت معاليها: لهذا السبب تحديداً أطلقت الإمارات صندوق 'ألتيرا' للتمويل المناخي بقيمة 30 مليار دولار عام 2023، كخطوة حاسمة لسد فجوة تمويل المناخ العالمي وتسريع وتيرة التغيير الجذري". وقالت : يتجلى جهدنا أيضاً في ريادتنا للحلول القائمة على الطبيعة، مثل قيادتنا لـ 'تحالف القرم من أجل المناخ' بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا.

 

واختتمت معاليها: ندعو إلى تعزيز قدرة جمعية الأمم المتحدة للبيئة على معالجة هذه القضايا عبر رؤى علمية شاملة وقرارات متوازنة. فلنوحد جهودنا لنترك للأرض إرثاً يليق بأجيال المستقبل، ولتظل شعلة التعاون الدولي وقوداً دائماً لمسيرة الإنسانية نحو الاستدامة.

 

وضم وفد الدولة المشارك في الاجتماعات نخبة من القيادات والخبراء، حيث شارك في الفعاليات كل من سعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، والدكتورة العنود الحاج، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة، والمهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء وشؤون البيئة في الوزارة. كما حظي الوفد بدعم دبلوماسي رفيع، حيث رافقهم خلال الزيارة سعادة الدكتور سالم إبراهيم بن أحمد محمد النقبي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كينيا، الذي لعب دوراً محورياً في تسهيل مهام الوفد وتعزيز التواصل الدبلوماسي خلال الحدث.

 

وخلال "الاجتماع الخاص رفيع المستوى 2026: المياه في العمليات متعددة الأطراف"، أكدت دولة الإمارات التزامها الراسخ بتعزيز الأمن المائي العالمي والحلول المبتكرة لدعم استدامة الموارد المائية.

 

وفي معرض حديثها عن التطلعات لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2026، قالت معالي الضحاك: تساهم الإمارات بفاعلية في قيادة جهود الأمن المائي العالمي من خلال حلول أبرزها 'مبادرة محمد بن زايد للماء'، ونتطلع لاستقبال العالم العام المقبل في "مؤتمر الأمم المتحدة للمياه" الذي نستضيفه بالتعاون مع جمهورية السنغال.

 

وأشارت معاليها إلى أن التزام الإمارات بالأمن المائي يتجلى في تعهداتها المالية وإستراتيجياتها الوطنية، بما في ذلك تعهد بقيمة 150 مليون دولار لحلول ندرة المياه تم الإعلان عنه في COP28، وبرنامج "الأنهار النظيفة" الذي رصد ما يصل إلى 60 مليون دولار لمعالجة تحديات النفايات والمياه في إندونيسيا والفلبين والبرازيل. وعلى الصعيد المحلي، تقود "استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036" النهج الوطني الشامل.

 

وخلال الحدث رفيع المستوى حول التصديق العالمي على "تعديل كيغالي" أثناء انعقاد الجمعية، أكد سعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة الحاجة الملحة للخفض التدريجي لمركبات الهيدروفلوروكربون "HFCs" المسببة للاحتباس الحراري، مؤكداً دعم الإمارات لهذا الاتفاق العالمي.

 

وأبرز التركيز الاستراتيجي لدولة الإمارات على حماية البيئة، مستعرضاً جهود الدولة في تطبيق مستهدفات خفض الانبعاثات الكربونية عبر مختلف القطاعات للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050 وانطلاقاً من الحاجة الماسة للحد من الاحتباس الحراري، تعمل الدولة بنشاط على التخلص التدريجي من مركبات الهيدروفلوروكربون بحلول عام 2047 من خلال قوانين اتحادية تفرض إجراءات صارمة للإبلاغ والتصاريح للأنشطة المتعلقة بهذه المركبات. وحث سعادته جميع الدول على الانضمام لجهود الحد من تلك المركبات والمساهمة بفاعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

أخبار ذات صلة روسيا تتصدر بطولة العالم للملاكمة في دبي الشارقة يستعيد صدارة دوري السلة بـ «النقطة 17»

كما تناول سعادته، في حوار حول "أهمية دعم استقرار النظام المالي العالمي" نهج الإمارات الشامل الذي يدمج التخطيط الاقتصادي والبيئي والمالي مشيرا إلى أن نجاح الإمارات يكمن في خلق بيئة مرنة تدمج الاستدامة في التنظيم المالي، والتنمية الصناعية، واستراتيجيات الاستثمار، مما يخلق مسارات تحول واضحة للقطاعات عالية التأثير.

 

واستعرض النعيمي نهج 'الحوكمة الشاملة' الذي تتبناه الدولة لدمج السياسات المالية مع الأهداف المناخية، كاشفاً عن أرقام تعكس حجم الالتزام الوطني، حيث أشار إلى تعهد 'اتحاد مصارف الإمارات' بتخصيص أكثر من تريليون درهم للتمويل المستدام بحلول عام 2030.

 

كما شدد سعادته على ضرورة توحيد معايير التمويل المستدام عالمياً، مشيراً إلى انخراط المؤسسات المالية الإماراتية في مبادرات أممية كبرى مثل "مبادرة تمويل برنامج الأمم المتحدة للبيئة" و"التحالف المصرفي لصفر انبعاثات". كما دعا المجتمع الدولي إلى استثمار هذه الأطر لتمكين دول الجنوب العالمي من الوصول إلى التمويل المناخي، وتسريع وتيرة الاستثمار في المشاريع التي تضمن الأمن البيئي والاجتماعي العابر للحدود.

 

وخلال مشاركتها في جلسة الحوار الأولى للاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف التي حملت عنوان "حوار الاتفاقيات البيئية 1: من التوقيع إلى التنفيذ الفعلي؟"، استعرضت الدكتورة العنود الحاج، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، النموذج الإماراتي الرائد في دمج الالتزامات الدولية ضمن النسيج الوطني.

 

وأكدت سعادتها أن الدولة نجحت في مواءمة التزاماتها البيئية مع الرؤى الوطنية الكبرى مثل "نحن الإمارات 2031" و"استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050"، مدعومة بأنظمة بيانات وطنية موحدة ومنصات تمويل خضراء تضمن استدامة التنفيذ. كما أكدت على أن التنفيذ الفعال يتطلب إشراك كافة فئات المجتمع، مستشهدة بمبادرة "تعهد الشركات المسؤولة مناخياً" التي تضم مئات الشركات، والدور المحوري للشباب في صياغة السياسات عبر مجالس الشباب، مما يجعل جهود حماية البيئة جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التنمية للدولة.

 

وفي جلسة الحوار الثانية بعنوان "الوفاء بالوعد"، والتي ركزت على تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أكدت سعادتها أن الإمارات تنظر إلى العمل البيئي كمحرك للنمو الاقتصادي والاجتماعي، وليس مجرد التزام.

 

وسلطت الضوء على الحلول القطاعية التي تحقق فوائد مضاعفة، مثل مشاريع الطاقة المتجددة والنووية التي تخفض الانبعاثات وتخلق المزيد من الوظائف الخضراء، ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة، وهو ما يدعم التزام الدولة باتفاقيتي "بازل" و"ستوكهولم" ويعزز الاقتصاد الدائري.

 

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الإمارات تعيد تشكيل الحوافز الاقتصادية والأنظمة المالية لتوجيه رؤوس الأموال نحو المشاريع المستدامة، منتقلة بذلك من مرحلة إدارة الضرر البيئي إلى مرحلة الوقاية الفعالة منه، لضمان مستقبل مرن ومزدهر.

 

وخلال مشاركتها في نسخة 2025 من الاجتماع الوزاري لتحالف المناخ والهواء النظيف، رحبت سعادة العنود الحاج بالخطوات التي اتخذها برنامج الأمم المتحدة للبيئة لتفعيل القرار 6/10 بشأن تعزيز التعاون الإقليمي حول تلوث الهواء مؤكدة أن هذه المبادرات أدوات هامة لتسريع التعاون وتسهيل الوصول للخبرات العلمية. كما سلطت الضوء على استثمارات الإمارات لتحسين رصد جودة الهواء، بما في ذلك نشر محطات رصد متطورة، وقوائم جرد وطنية للملوثات، وإطلاق "الأجندة الوطنية لجودة الهواء 2031".

 

وفي سياق متصل، لعب وفد الدولة التفاوضي دوراً جوهرياً خلال الاجتماعات التحضيرية ولجنة المندوبين الدائمين التي سبقت انطلاق الفعاليات الرئيسية. وقد أدارت المهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء وشؤون البيئة في الوزارة، فريق التفاوض الوطني الذي تميز بكونه فريقاً إماراتياً خالصاً، جمع بين الشباب وخبرة المختصين.

 

واختتمت الجمعية أعمالها بالإعلان عن عقد الدورة الثامنة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة "UNEA-8" في ديسمبر 2027 تحت رئاسة جامايكا، لتواصل البناء على هذه المخرجات الطموحة.

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • اتحاد التايكواندو ينظم البطولة التنشيطية الثالثة وتصفيات منتخبي الشباب والرجال
  • الإمارات تعزز دورها في دعم الاستدامة والمرونة المناخية خلال الدورة الـ 7 للأمم المتحدة للبيئة
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح مواطنين في العين
  • نهيان بن مبارك يعزي في وفاة مهرة حمد سالم بن ركاض العامري وعتيق محمد زيتون المهيري بمنطقة العين
  • بمشاركة وزراء التخطيط والمالية والزراعة والعمل.. انطلاق فعاليات قمة المرأة المصرية لتمكين الشباب بمجالات "STEM"
  • قري عينا لقاء حواري يسلط الضوء على المنظومة التشريعية لتمكين المرأة في الداخلية
  • نهيان بن مبارك يشهد العرس الجماعي الثاني لـ«خليفة الإنسانية» في الشارقة
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح العامري والمزروعي في العين
  • مجلس سيدات أعمال الشارقة نموذج رائد لتمكين المرأة اقتصادياً
  • نيابةً عن رئيس الدولة.. نهيان بن مبارك يرأس وفد الإمارات في مؤتمر ومنتدى السلام والثقة 2025 بتركمانستان