خلّد التجمع الدولي لدعم العائلات ذات الأصل المغربي المطرودة من الجزائر، اليوم الأحد، مأساة طرد المغاربة من الجزائر سنة 1975، بناء القرار  الذي اتخذته السلطات الجزائرية بتهجيرهم قسرا صبيحة عيد الأضحى 1975، وهي المأساة التي لم يعترف بها النظام الجزائري إلى حد الآن، رغم مرور زهاء نصف قرن على هذه الواقعة البشعة والمأساوية.

وقال التجمع الدولي إنه « في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي، يحتفل بعيد الأضحى المبارك، عمدت الدولة الجزائرية، بشكل تعسفي وبدون سابق إنذار، على طرد ما يناهز45 ألف عائلة مغربية من الجزائر، وكلهم من المواطنات والمواطنين المغاربة، المقيمين بصفة شرعية فوق التراب الجزائري منذ عدة عقود، حيث أسس عدد كبير منهم أسرا مختلطة جزائرية مغربية، ومنهم من حمل السلاح خلال حرب التحرير في مواجهة الاستعمار الفرنسي، لتتم في الأخير مجازاتهم بهذه الطريقة التعسفية والمهينة ».

وأبرز في بلاغ صحافي أن « هاته العائلات التي عانت نفسيا وجسديا، وجدت نفسها في رمشة عين وفي ظل ظروف مناخية قاسية، خارج ديارها، وظلت دوما تعيش تحت وقع هذه الصدمة وهول الفاجعة، يضاف الى ذلك حرمتهم الدولة الجزائرية من كافة حقوقهم وممتلكاتهم، مع اقتياد الآلاف من النساء والرجال والأطفال والمسنين مجردين حتى من أغراضهم الشخصية في تجاه الحدود المغربية الجزائرية ».

وأشار إلى أنه بـ « الرغم من مرور هذه السنوات على هذه المأساة، فإن الضحايا وذو حقوقهم والأبناء والأحفاد وأنصار حقوق الإنسان، تمكنوا أن يقاوموا النسيان، وحولوا هذه الفاجعة الى ذاكرة حية، من خلال تسليط الضوء على أحداثها ووقائعها وانعكاساتها، واثارة الانتباه دوما إلى مسؤولية السلطات الجزائرية، والمطالبة بترتيب الآثار القانونية على هذه التصرفات اللا إنسانية، مع العمل المتواصل على رد الاعتبار للضحايا، وصيانة ذاكرتهم المشتركة ومقاومة النسيان والإهمال الذي يراهن عليه النظام الجزائري بهدف محو  أثار جريمته النكراء ».

وأوضح أنه لـ « إبقاء هذا الملف مفتوحا وطنيا ودوليا، لم يتوقف الضحايا وذوى الحقوق عند هذا الحد، بل قاموا بإطلاق مبادرات جماعية وفردية، وتوثيق شهاداتهم من خلال اصدار كتب وأفلام سينمائية.. حيث مكن ذلك من طرح هذا الملف على انظار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولجنة حماية حقوق العمال المهاجرين وجميع أفراد أسرهم. غير أن هذه الخطوات -على رغم من أهميتها- تظل غير كافية خاصة في ظل استمرار الدولة الجزائرية في التعتيم والتضليل على هذه الجريمة، ونكران حدوثها أصلا، وتزييف الحقائق بشأنها، على الرغم من أن السلطات الجزائرية تتحمل بمفردها كامل المسؤولة عن هذه المأساة »، وفق تعبيره.

وأكد التجمع الدولي أنه « يستحضر هذه الذكرى، وهو يجدد بهذه المناسبة الأليمة، استهجانه وادانته القوية لتصرفات السلطات الجزائرية التي خرقت بتصرفاتها المشينة كل المواثيق والأعراف الدولية وحسن الجوار ».

واعتبر في هذا الصدد أن « تطورات الأحداث منذ واقعة طرد المغاربة من الجزائر، وما نشهده الآن من تحرشات واستفززات النظام الجزائرى المتواصلة لبلادنا، منها التلويح بإشعال فتيل الحرب بين البلدين الشقيقين، يؤكد بالملموس  أن طرد السلطات الجزائرية للمواطنات والمواطنين المغاربة من الجزائر سنة 1975، تعسفيا لم يكن حدثا معزولا بل كان حلقة ضمن حلقات مسلسل تآمري متواصل للنظام الجزائرى ».

وأعلن التجمع الدولي لدعم العائلات المطرودة من  الجزائر – 1975 المنظمة الدولية غير الحكومية  الذي تأسس في 27 فبراير 2021، أنه « سيواصل الدفاع عن مصالح المطرودين من الجزائر أمام مختلف الهيئات خاصة الدولية ، وتيسير لم شمل العائلات المغربية مع تلك التي لازالت مستقرة بالجزائر، وذلك وفق ما يتضمنه ميثاق الأمم المتحدة و الإعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وآليات حقوق الإنسان ذات الصلة ».

وفي السياق نفسه، جدد التجمع الدولي تأكيده على أن « السلطة الجزائرية تتحمل لوحدها مسؤولية الطرد التعسفي الذي تعرضت له العائلات المغربية في شتاء 1975 بقرارها في دجنبر 1975 الذي نفذته قوات الأمن والمصالح التابعة للدولة الجزائرية التي لم تكلف نفسها الاعتراف لحد الآن بمسؤولياتها الحصرية عن هذه المأساة التي لها ارتباط وثيق بحقوق الإنسان ».

وقال إنه « انطلاقا من طبيعته الدولية، وبحكم مؤهلات أعضائه ومسانديه، فإن التجمع لن يتوانى عن القيام بمسؤولياته على تعبئة الرأي العام الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية من خلال مبادراته النوعية والمتجددة لإثارة انتباه المجتمع الدولي إلى مأساة المغاربة المطرودين من الجزائر سنة 1975، والضغط على السلطات الجزائرية بالخصوص للاعتراف بمسؤوليتها المباشرة والحصرية عن هذه المأساة ».

كلمات دلالية البوليساريو الجزائر المغاربة المطرودين المغرب

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: البوليساريو الجزائر المغرب السلطات الجزائریة التجمع الدولی حقوق الإنسان هذه المأساة من الجزائر على هذه

إقرأ أيضاً:

دخول كميات من غاز الطهي لغزة لأول مرة منذ حوالي سبعة أشهر

غزة - صفا

بدأ مساء اليوم الأحد ضخ كميات محدودة من غاز الطهي لقطاع غزة، وذلك لأول مرة منذ ما يزيد عن ستة أشهر.

وأكدت جمعيات توزيع الغاز في قطاع غزة، دخول عدد من شاحنات الغاز عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوبي قطاع غزة.

وأفاد عدد من موزعي الغاز لوكالة "صفا" أن الهيئة العامة للبترول أبلغتهم بضرورة جمع أسطوانات الغاز من المواطنين بأقصى سرعة، بسقف زمني أقصاه مساء اليوم.

وقال الموزع يوسف أبو سمرة "بناءً على تعليمات الهيئة سيكون سعر الأسطوانة للمواطن 60 شيقل، بمعدل 8 شيقل للكيلو الواحد".

وفجر يوم الجمعة، صادقت حكومة الاحتلال، على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، برعاية قطرية مصرية أمريكية، بما يشمل إدخال المساعدات دون شروط بمعدل 600 شاحنة يوميًا بما فيها غاز الطهي والوقود.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء يوم الثلاثاء، انتهاء الحرب في قطاع غزة.

ويعاني قطاع غزة أزمة حادة جراء انعدام غاز الطهي كليًا، بسبب إغلاق المعابر المستمر منذ مارس المنصرم.

وكانت سلطات الاحتلال قبل الحصار تسمح بإدخال 10 شاحنات يوميًا، عبر معبر كرم أبو سالم، محملة بالغاز بواقع 200 طن وهي أقل من نصف الكمية التي يحتاجها القطاع.

ولجأ الغزيون إلى استخدام النار عبر شراء ألواح الخشب سريعة الاحتراق، والتي لا تصمد نارها، بالإضافة لما تسببه النار من أزمات صحية وبيئية وأمراض في الجهاز التنفسي.

ومنذ حوالي سبعة أشهر  أغلقت "إسرائيل" معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية ما فاقم من معاناة الغزيين الذين أنهكتهم الإبادة الجماعية.

مقالات مشابهة

  • رياض محرز يودّع اللعب الدولي .. قائد الجزائر: مونديال 2026 آخر محطاتي مع الخضر
  • بدء ضخ كميات محدودة من غاز الطهي لغزة لأول مرة منذ حوالي سبعة أشهر
  • دخول كميات من غاز الطهي لغزة لأول مرة منذ حوالي سبعة أشهر
  • هكذا عبر المغاربة عن فرحتهم بوقف إطلاق النار وانتصار المقاومة بغزة
  • لميس الحديدي: مصر الرقم الصعب الذي أحبط مخطط التهجير في معادلة القضية الفلسطينية
  • التحفظ على جثامين ضحايا حادث الوفد القطري بمستشفى شرم الشيخ الدولي
  • مأساة ليلية في ميلانو.. حريق مروع يودي بحياة عائلة بأكملها
  • وزير العدل الفلسطيني: جهود مصر بقيادة الرئيس السيسي أوقفت الحرب على غزة.. ومنعت التهجير القسري
  • وزير العدل الفلسطيني: جهود مصر بقيادة الرئيس السيسي أوقفت حرب غزة ومنعت التهجير القسري
  • بعد توقف 11 عاماً.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر: اليمن على حافة الانهيار الاقتصادي