تتسارع التطورات في أوكرانيا علي مختلف الأصعدة، من تزداد الضغوط الداخلية في ألمانيا بشأن كيفية تقديم الدعم لكييف، إلى الاتحاد الأوروبي خطوات إضافية لدعم الاقتصاد الأوكراني، وصولًا إلى المباحثات المرتقبة حول انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

رفض شولتز إرسال صواريخ لأوكرانيا

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، رفض المستشار الألماني، أولاف شولتز، طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بإرسال صواريخ كروز «طوروس» الألمانية إلى كييف، مبررًا موقفه بأن هذه الأسلحة، التي يصل مداها إلى 300 ميل، قد تؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا، وقد تجر ألمانيا إلى مزيد من التدخل المباشر في الحرب.

ومن جهته، أشار زعيم المعارضة الألمانية والمتصدر في السباق ليصبح مستشار ألمانيا القادم، فريدريش ميرز، إلى أن هذا القرار من شأنه أن يترك أوكرانيا تقاتل «بيد واحدة مقيدة خلف ظهرها»، مضيفًا إلى أن هذه الأسلحة ضرورية للجيش الأوكراني لتمكينه من ضرب القواعد العسكرية الروسية، دون استهداف المدنيين أو البنية التحتية.

وأكد «ميرز» أنه في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، سيعمل على عكس قرار شولتز بشأن صواريخ «طوروس»، وفقًا لوكالة «رويترز».

وذلك خلال زيارة «ميرز» إلى كييف، اليوم الإثنين، حيث انتقد رفض المستشار «شولتز» وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إرسال أسلحة طويلة المدى قادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية إلى أوكرانيا.

الاتحاد الأوروبي يوافق على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا

ومن ناحية أخري، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على دفع 4.2 مليار يورو جديدة ضمن منشأة الدعم المالي لأوكرانيا، بهدف هذه الحزمة إلى مساعدة كييف في مواجهة الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الحرب، منها انخفاض الصادرات وإغلاق العديد من الشركات، ومن المتوقع أن يتم تسليم هذه الأموال في أقرب وقت.

وتعد هذه المساعدات جزءًا من إجمالي قرض قدره 47.3 مليار يورو الذي تم الاتفاق عليه في مجموعة السبع الكبرى، ويشمل هذا التمويل الأصول الروسية المجمدة في الدول الغربية نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا.

زيلينسكي وبايدن والناتو

كما أعلن الرئيس الأوكراني «زيلينسكي» عن خطط لمناقشة عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي «الناتو» مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مؤكدًا أن هذه المناقشة ستتم في الأيام القادمة، وفقًا لصحيفة «الجارديان».

ومن جهة أخرى، تواصل روسيا معارضتها القوية لفكرة انضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، حيث ترى أن ذلك يشكل تهديدًا أمنيًا غير مقبول.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا بايدن ألمانيا الإتحاد الأوروبي

إقرأ أيضاً:

قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض

قال قادة أوروبيون يوم أمس السبت إن مسار السلام في أوكرانيا لا يمكن تقريره دون مشاركة كييف و"دون وقف لإطلاق النار أو تقليص للعمليات العدائية"، في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي رفضه التخلي عن أراض أوكرانية، ودعا إلى ضرورة إشراك بلاده في أي تسوية للحرب مع روسيا.

وأصدر قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بيانا مشتركا يؤكد "التزامهم بالمبدأ الذي ينص على أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة"، وأن "خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق المفاوضات".

وفي وقت سابق السبت نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعات في العاصمة البريطانية لندن شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوكرانيون أحرزت تقدما كبيرا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

خطة روسية

ونقل الموقع الأميركي عن مصادر قولها إن الاجتماع يهدف لمحاولة التوصل إلى مواقف مشتركة قبيل اجتماع متوقع الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الواقعة في أقصى الشمال الغربي للقارة الأميركية والقريبة من روسيا.

وفي السياق نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين غربيين قولهم إن مسؤولين أميركيين أَطلعوا زعماء أوروبيين ومسؤولين أوكرانيين على خطة عرضها بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية كبيرة من كييف.

الخطة التي قدمها بوتين إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في اجتماع بموسكو الأربعاء تتطلب من أوكرانيا التنازل عن إقليم دونباس، الذي تسيطر روسيا على معظمه وكذلك عن شبه جزيرة القرم.

كما تنص الخطة على تجميد خطوط المعركة الحالية، لكن التفاصيل الأخرى للاقتراح لا تزال غير واضحة. وبحسب "سي إن إن" فقد أثارت الخطة حفيظة مسؤولين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه محاولة من بوتين لتجنب العقوبات التي هدد ترامب بفرضها.

مقترح أوروبي

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولين أوروبيين قدموا اقتراحا مضادا يتضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، وأن يكون أي تبادل للأراضي متبادلا مع ضمانات أمنية حازمة.

إعلان

ونقلت الصحيفة عن مفاوض أوروبي قوله "لا يمكن بدء أي عملية بالتنازل عن أراض في خضم القتال".

ومن جهته أكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحا مضادا في الاجتماع لكنه أحجم عن ذكر أي تفاصيل.

وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014.

كما تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.

فلوديمير زيلينسكي رفض المقترح الروسي بالتخلي عن أراض أوكرانية (وكالة الأناضول)رفض أوكراني

وأمس السبت أجرى زيلينسكي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعرب خلالها عن امتنانه لدعم لندن المتواصل لكييف.

وأكد الجانبان خطورة خطة موسكو الرامية للاستيلاء على أجزاء واسعة من شرق أوكرانيا في أي اتفاق سلام.

وشدد زيلنسكي على حاجة بلاده إلى سلام حقيقي ومستدام، مؤكدا مواصلة العمل من أجل دبلوماسية بناءة وحلول فعالة.

من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "لا يمكن تقرير مستقبل أوكرانيا دون الأوكرانيين"، وإن دول أوروبا "ستكون جزءا من الحل لأن الأمر يتعلق بأمنها".

وقال زيلينسكي إن "الأوكرانيين لن يسلموا أرضهم للمحتلين"، وإن أي حلول دون بلاده "ستكون ضد السلام". وأكد استعداده للعمل مع ترامب وجميع الشركاء من أجل سلام حقيقي وطويل الأمد.

وأكد زيلينسكي أن بلاده لا تلمس أي تحوّلات في الموقف الروسي، وأن "الروس غير راغبين في وقف القتال، ويستمرون في دعم الحرب".

وبعد الاتصال أعلنت بريطانيا أن وزير خارجيتها ديفيد لامي وجيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي سينظمان اجتماعا لمستشاري الأمن القومي الأوروبيين والأميركيين السبت "لمناقشة التقدم الذي يتعين تحقيقه لإرساء سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.

من جهته أكد الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "مستقبل أوكرانيا" لا يمكن أن يُقرر "بدون الأوكرانيين". وكتب على منصة إكس "الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه".

وأودت الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسّببت بدمار كبير، لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين المطالب الأوكرانية وتلك الروسية. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، فيما تتقدّم قوّاتها ميدانيا.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: لا دلائل على استعداد روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • مستشار بالمركز الوطني الأوكراني: لن نمنح روسيا أي جزء من أراضينا
  • الاتحاد الأوروبي: سنقدم المزيد من المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا
  • وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يتباحثون حول الملف الأوكراني قبل لقاء ترامب وبوتين
  • روسيا تكشف تطوير أنظمة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى خلال فترة وقف نشرها
  • كاتبة إسرائيلية: قرار ألمانيا بحظر إرسال أسلحة لنا زلزال كبير
  • الأمين العام للناتو: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستمر
  • إعلام: «تحالف الراغبين» لا يريد إرسال قوات إلى أوكرانيا
  • قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض
  • زيلينسكي: نحن جميعا بحاجة لنهاية حقيقية للحرب وأسس أمنية متينة لأوكرانيا