أعلن حزب البعث الإثنين دعمه “لمرحلة انتقالية” في سوريا، بعدما أنهى هروب الرئيس بشار الاسد أكثر من نصف قرن من إمساكه بالسلطة.

وقال الأمين العام للحزب إبراهيم الحديد في بيان “سنبقى داعمين لمرحلة انتقالية في سوريا هادفة للدفاع عن وحدة البلاد أرضا وشعبا ومؤسسات ومقدرات”. وكان الحزب فاز في تموز/يوليو بغالبية مقاعد مجلس الشعب.

المصدر أ ف ب الوسومحزب البعث سوريا

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: حزب البعث سوريا

إقرأ أيضاً:

ملف البعث.. عقبة دستورية وأزمة توافق في زمن الانتخابات

9 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: في مشهد العراق السياسي المتشابك، يعود ملف حزب البعث المنحل إلى الواجهة مجدداً، ليكشف مدى هشاشة آليات الدولة في احتواء تراث النظام السابق وإدارته برغم السنوات الطوال على السقوط، فالحديث عن حظر البعث ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو معركة رمزية تستحضر نزاعاً بين الرغبة في حماية الدولة من عودة ماضي استبدادي، وبين ضرورة بناء مؤسسات سياسية حديثة تحترم مبادئ الديمقراطية والحقوق المدنية.

ويمكن قراءة تصريحات رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي في هذا السياق على أنها رسالة مزدوجة: من جهة، تأكيد على تمسكه بخطابه الأمني والسياسي الذي يستمد شرعيته من تجربة ما بعد 2003، ومن جهة أخرى تحرك استراتيجي سياسي يستهدف تثبيت قواعد نفوذه قبيل الانتخابات المقبلة.

والمالكي هنا لا يكتفي بإدانة الحزب فقط، بل يربط ذلك بشكل مباشر بضرورة استمرار «الهيئة الوطنية للمساءلة والعدالة» كأداة تنفيذية قادرة على فرض الحظر السياسي .

وعلى مستوى أعمق، تعكس هذه القضية تحديات العراق الكبرى في الانتقال من واقع ما بعد الاستبداد إلى دولة القانون والمؤسسات، حيث تبقى الفجوة بين الحاجات الأمنية والسياسية والحقوقية واسعة جداً. فالقانون الذي يحظر حزب البعث ورموزه هو في الأصل نص دستوري له مدلولات تاريخية تستند إلى تجارب قمعية لا يمكن تجاهلها، لكنه في الوقت ذاته يشكل عقبة أمام المصالحة الوطنية بحسب اراء القوى السنية.

ويبدو أن استمرار العمل بقوانين العدالة الانتقالية القديمة، التي ظلت رهن التأثيرات السياسية، يثير غضب المكون السني الذي يرى انه تحول الى انتقام بدلا من تعزيز بيئة سياسية مستقرة، الأمر الذي يثير انتقادات دستوريين وخبراء حقوقيين.

وتتبنى الكثير من القوى السنية فكرة ان الهيئة المعنية بالمساءلة تحولت إلى سلاح بيد الفواعل السياسية، يُستخدم لتصفية حسابات داخلية بدل أن تكون جسر عبور نحو دولة مدنية حقيقية. وهذا لا يعكس فقط ضعف مؤسسات الدولة، بل يكرس واقعاً من الانقسام والتوتر السياسي الذي قد يعيد إنتاج الصراعات القديمة.

وبينما تسعى الحكومة الحالية إلى إنهاء عمل الهيئة، تواجه عراقيل دستورية وسياسية تعكس عدم توافق القوى الكبرى على صيغة نهائية لمعالجة ملف البعث، ما يعكس هشاشة منظومة التوافق السياسي في العراق.

وهذا التعثر يعزز من احتمالات استمرار الصراعات حول هذا الملف في المستقبل القريب، خاصة مع اقتراب الانتخابات، حيث يتحول ملف البعث إلى ورقة ضغط سياسية يستخدمها كل طرف لخدمة أجندته الخاصة.

وفي ضوء ذلك، يبدو أن العراق ما زال في مفترق طرق بين خيارين متضادين: إما التمسك بقوانين انتقالية تشكل أداة استبعاد وانتقام سياسي، أو فتح باب مراجعة شاملة للملفات التاريخية في إطار حوار وطني يهدف إلى تأسيس توافق سياسي حقيقي يضمن المشاركة الشاملة ويعزز الاستقرار. وفي غياب هذا التوافق، ستظل مسألة البعث تشكل فتيل توترات سياسية قابلة للاشتعال في أي لحظة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • فاو تطلق مرحلة جديدة لدعم الزراعة في سوريا
  • لابيد يقول إن احتلال غزة يعني موت الأسرى وانهيار اقتصاد إسرائيل
  • مصطفى بكري: اجتماع الرئيس السيسي بالقيادات الإعلامية يؤسس لمرحلة جديدة من دعم حرية الرأي
  • الجغبير: حملة “صنع في الأردن” تدخل مرحلة جديدة تضع المنتج الوطني في الواجهة وتكرّم قصص النجاح “فيديو”
  • 200 صفقة وزوار بالآلاف.. “موتوريكس” يضع سوريا على خارطة معارض السيارات
  • حملة “النظافة ثقافة” تنطلق على امتداد سوريا بالتنسيق بين جهات حكومية وأهلية
  • تنظيف محيط قصر الثقافة بحمص ضمن مبادرة “سوريا بيتنا الكبير”
  • ملف البعث.. عقبة دستورية وأزمة توافق في زمن الانتخابات
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: هذا المؤتمر شكّل محاولة لعرض طروحات تتعارض مع اتفاق 10 آذار سواء بالدعوة إلى تشكيل “نواة جيش وطني جديد” أو إعادة النظر في الإعلان الدستوري أو تعديل التقسيمات الإدارية رغم أن الاتفاق نص بوضوح على دمج
  • مدة انتقالية وحالات طرد فورية..كل ما تريد معرفته عن قانون الإيجار القديم