الوظيفة التالية للذكاء الاصطناعي.. إعداد الواجبات الدراسية الجامعية
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
هناك لحظات مع الذكاء الاصطناعي نشعر فيها وكأننا نتجاوز عتبة لا يمكن الرجوع عنها. أحدث مثال على ذلك يحدث في جامعة كاليفورنيا، حيث تطلب أستاذة من الذكاء الاصطناعي إنشاء كتاب مدرسي ومهام وموارد مساعد التدريس لفصلها، دراسة الأدب: العصور الوسطى إلى القرن السابع عشر.
تستخدم الأستاذة زرينكا ستاهولجاك أداة ذكاء اصطناعي تسمى Kudu، ابتكرها أستاذ الفيزياء والفلك في جامعة كاليفورنيا، ألكسندر كوسينكو، وطالب الدكتوراه السابق وارن إيسي.
تستمد Kudu من عروض PowerPoint ومقاطع فيديو YouTube وملاحظات الدورة والمواد الأخرى التي توفرها الأستاذة ستاهولجاك. وفقًا لجامعة كاليفورنيا، لا ينبغي أن يستغرق الأمر أكثر من 20 ساعة من وقت الأستاذ ويمكنهم تحرير المواد بعد ذلك. يتوفر الكتاب المدرسي الناتج رقميًا مقابل 25 دولارًا ويمكن طباعته أو استخدامه مع أجهزة قراءة صوتية. يستخدم Kudu أيضًا المواد المقدمة للرد على الاستفسارات المجهولة من الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه تحديد ما إذا كان أكثر من نصف محتوى الطالب تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
قالت ستاهولجاك في بيان: "عادةً ما أقضي المحاضرات في وضع المواد في سياقها واستخدام الصور المرئية لإظهار المحتوى. ولكن الآن كل ذلك موجود في الكتاب المدرسي الذي أنشأناه، ويمكنني بالفعل العمل مع الطلاب لقراءة المصادر الأولية وإرشادهم إلى ما يعنيه التحليل والتفكير النقدي. يسمح لنا بقضاء المزيد من الوقت في تدريس المهارات التحليلية الأساسية والتفكير النقدي ومهارات القراءة بطريقة متسقة - الأشياء التي يجيدها الأساتذة بشكل أفضل". تخطط لاستخدام Kudu لدورات أخرى في المستقبل. يتم اختبار الأداة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بالفعل هذا الفصل الدراسي في فصل تمهيدي لدرس التاريخ وستكون متاحة لدورة ستاهولجاك في عام 2025.
سيتعين علينا أن نرى مدى نجاح هذا، والأهم من ذلك، ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيظل أداة للمعلمين أو سيكون وسيلة "منخفضة التكلفة" لتحل محلهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.
من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.
أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟
بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.
أمجد الأمين (أبوظبي)