سجال طريف بين سوريين ومصريين بعد سقوط بشار الأسد
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
حصل سجال لطيف بين السوريين المقيمين في مصر والمصريين فبعد هروب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وسقوط نظامه احتفل السوريون في مصر وخرجوا إلى الشوارع تعبيرا عن فرحهم بسقوط نظام الأسد، وبدؤوا الحديث عن نيتهم بالعودة إلى وطنهم بعد سنوات من اللجوء.
ولكنهم وهم في عز فرحتهم لم ينسوا تقديم الشكر للشعب المصري لحسن استضافتهم خلال سنوات محنتهم ووعدوهم برد الجميل فور عودتهم إلى سوريا.
وعبر الكثيرون بطرق مختلفة عن شكرهم وامتنانهم للشعب المصري، وعبر مقاطع فيديو انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل بمقاطع قدم سوريون شكرهم لأهل مصر.
وكان من بين المقاطع التي انتشرت على منصات التواصل فيديو لشابة سورية مقيمة بمصر توجهت برسالة شكر للمصريين على ترحيبهم واحتضانهم للسوريين طوال هذه السنوات بعد سقوط نظام الأسد، وقالت الشابة السورية " أهل مصر غير، بتجوا لعنا آكلين شاربين نايمين بيوتنا مفتوحة إلكم ما بتدفعوا ولا ليرة، بس ردا للجميل اللي غرقتونا فيه 14 سنة".
وأضافت أنها ستطلق اسم "مصر" على أحد شوارع دمشق".
"سنسمي شارعًا في الشام باسم مصر وسنرد الجميل".. سورية مقيمة بمصر توجه رسالة شكر للمصريين على ترحيبهم واحتضانهم للسوريين طوال هذه السنوات بعد سقوط نظام الأسد pic.twitter.com/eGLn0yeVXq
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) December 8, 2024
إعلانوكتب سوري آخر في مصر عبر حسابه على الفيسبوك "سنكتب على الحدود مسموح دخول المصريين فقط".
وطلب شاب سوري من إخوته المصريين بفتح محلات كوشري في مدينته حلب، لأنه لا يوجد في مدينته مطعم يصنع الكوشري، وقال نفتخر فيكم إذا أتيتم إلينا، ومنحطكم بعيونا".
وتكفل الشاب بكافة المصاريف لمن يأتي من مصر.
"عاملتونا أحسن معاملة".. شاب سوري يشكر المصريين على الاستضافة ويدعوهم لزيارة حلب بعد تحريرها pic.twitter.com/nGwSEvseqA
— المصدر مصر – Elmasdar masr (@Masdar_Masr) December 4, 2024
" دخول مصر مش زي خروجها " بهذه العبارة رد المصريون على السوريين، إذ انتشر مقطع فيديو لفتاة مصرية ترفض خروج من وصفتهم بالإخوة من بلادها، وقالت "مفيش حاجة اسمها تمشوا، نحن بقينا أسرة مع بعضينا".
وأضافت الفتاة سنسمح لكم بفرصة تروحوا تسلموا على أهاليكم وترجعوا تاني، وتحتفلوا وترجعوا".
هذه البنت المصرية الأصيلة تمثلني وتمثل كل مصري…رسالة إلى كل سوري دخول مصر مش زي خروجها…مش حنسيبكم..اتعودنا عليكم..حبيناكم من زمان اصلا واتربينا على حبكم منذ نعومة اظافرنا لكن حبينكم أكثر وأكثر لما جيتو مصر…انتو في قلب كل مصري ومش حنستغني عنكم يا أهلنا وتاج راسنا..
روحوه كم… pic.twitter.com/9If53s0NkX
— محمد عبد الكريم (@moabdelkareem_1) December 8, 2024
وكتب آخر رسالة إلى كل سوري دخول مصر مش زي خروجها…مش حنسيبكم..اتعودنا عليكم..حبيناكم من زمان أصلا واتربينا على حبكم منذ نعومة أظافرنا لكن حبيناكم أكثر وأكثر لما جيتو مصر…إنتو في قلب كل مصري ومش حنستغني عنكم يا أهلنا وتاج راسنا.. روحوه كم يوم سوريا الحبيبة واوعوه تسيبونا..بنحبكم من كل قلبنا…"
@mohamed.aboeleneenانتهي زمن التوميه و رجعنا للطعمية #سوريا #حلب #دمشق#السوريين #foruyou #الشعب_الصيني_ماله_حل???????? #ابوالعينيين #٢٠٢٥
♬ original sound – ابو العينيين
إعلان
وانتشر فيديو آخر لشاب مصري وهو يوجه رسالة للسوريين، بالقول مفيش خروج، أو خدوني معاكم، ويختتم كلامه بالقول "يرضيكم نسيب مصر".
@sham202378حب المصريين للسوريين ٢ ❤️ #سوريا #مصر???????? #سوري_مصري #ترند_تيك_توك #اسكندريه
♬ الصوت الأصلي – ABU SHAM
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟
عثر الأهالي في مدينة معرة النعمان على مدافن رومانية وبيزنطية تعود لأكثر من 2000 عام، وذلك في الحيين الشمالي والجنوبي أثناء إزالة ركام القصف الجوي والمدفعي، وكانت المدينة قد تعرّضت لحملة قصف عنيفة عام 2019، انتهت بتهجير سكانها وتدمير معظم مبانيها، بما في ذلك المتحف الأثري الشهير الذي نُهب بالكامل من قِبل قوات النظام السابق.
بالقرب من المدينة تقع قرى أثرية مثل شنشراح وسرجيلا، وهي مدن رومانية قديمة كانت مقصدا للسياح قبل اندلاع الثورة. غير أن هذه المواقع تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مراكز عسكرية، وتعرضت لعمليات حفر وتخريب للبنى التحتية الأثرية، كما أصبحت ساحة قتال واسعة أدت إلى تدمير أجزاء منها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من غرناطة إلى تستور.. كيف أعاد الموريسكيون بناء حياتهم في شمال أفريقيا؟list 2 of 2فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينيةend of listيقول أحمد عنان، مسؤول في دائرة آثار إدلب، في حديث خاص لـ"الجزيرة نت"، إن سوريا تمتلك إرثا حضاريا يمتد لآلاف السنين، وكانت من أبرز مراكز الحضارة في العالم. لكن هذا التراث لم يسلم من التعديات، سواء من قِبل قوات النظام والمليشيات الموالية لها أو نتيجة الفوضى في بعض المناطق.
وأوضح عنان أن العديد من المواقع الأثرية تعرضت للتخريب والنهب، بالإضافة إلى التنقيب العشوائي واستخدام الحجارة الأثرية في البناء وتجريف المواقع لأغراض زراعية، ورغم الظروف الصعبة، واصلت دائرة آثار إدلب جهودها لحماية التراث، من خلال توثيق المواقع وتقييم الأضرار، والتنسيق مع الجهات المحلية لرصد المخالفات ضمن الحرم الأثري.
إعلانوأشار إلى توقيف عدد من المواطنين وكتابة تعهدات بحقهم بعد تعديات على مواقع أثرية، مؤكدا أن العمل يواجه صعوبات كبيرة، أبرزها نقص الكوادر ووسائل النقل بعد فصل معظم العاملين السابقين من قِبل النظام.
تزخر سوريا بعشرات المواقع الأثرية التي تعكس غناها الحضاري والتاريخي، وتعد من أبرز الكنوز الثقافية في العالم، ففي شمال البلاد، تنتشر المدن المنسية، وهي 7 باركات أثرية تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، خمس منها تقع في محافظة إدلب واثنتان في حلب.
كما تحتضن إدلب مدينة إبلا القديمة، ومتحف معرة النعمان، والجامع الكبير في معرة النعمان، ومتحف إدلب الوطني، إلى جانب معالم المدينة القديمة، وقلعة حارم، والشغر، وسرمدا. أما حلب، فتتميز بقلعتها الشهيرة ومتحفها العريق، إضافة إلى معبد عين دارة قرب عفرين.
وتضم دمشق القديمة معالم فريدة مثل قلعة دمشق، وأسواق الحميدية، وخان أسعد باشا، إلى جانب المدرسة الظاهرية ومتحف الطب. وفي حمص، تبرز قلعة الحصن إحدى أعظم الحصون الصليبية، إلى جانب مسجد خالد بن الوليد.
أما في قلب البادية السورية فتقع آثار تدمر الشهيرة، في حين تحفل محافظات حماة واللاذقية وطرطوس بكنوز مثل قلعة ومتحف مصياف، وأفاميا، وأوغاريت، وقلعة صلاح الدين، وقلعة المرقب، وجزيرة أرواد. كما تزخر المنطقة الجنوبية بمدن تاريخية كبرى مثل بصرى، وشهبا، وماري، ودورا أوروبوس، بينما تنتشر في الشرق قلعة جعبر وسور الرقة، فضلا عن عشرات التلال الأثرية المنتشرة في محافظة الحسكة، التي تعود إلى حضارات موغلة في القدم.
أشار عنان إلى أنه كانت هناك خطة موجودة قبل "التحرير" لإعادة تأهيل متحف إدلب، وتوثيق المواقع باستخدام نظام GIS، وتحديث قانون الآثار. لكن المعارك أعاقت التنفيذ. ومع تعيين وزير جديد للثقافة، وُضعت حماية الآثار ضمن الأولويات، وشاركت وفود من منظمات دولية في جهود الدعم، كما شاركت المديرية العامة للآثار في معارض دولية كإيطاليا.
إعلانودعت المديرية جميع الموظفين السابقين الراغبين بالعودة إلى العمل لترميم الكادر البشري. أما بخصوص القطع المسروقة، فأكد عنان أن سوريا عضو في اتفاقيات دولية تلزم الدول بإعادة الآثار المسروقة، وتعمل المديرية على توثيق المفقودات وتعميمها عبر الإنتربول.
ساهم الفقر والفراغ الأمني في انتشار التنقيب العشوائي وبيع القطع في السوق السوداء، ما جعل الآثار موردا ماليا لبعض الجماعات المسلحة.
في حديث للجزيرة نت، كشف الباحث ومدير مركز آثار إدلب أيمن النابو عن انتهاكات واسعة طالت المواقع الأثرية، متهما الأجهزة الأمنية والمليشيات بعمليات تهريب منظمة، ومشيرا إلى ضعف أداء المديرية العامة للآثار والمتاحف.
وأوضح أن حماية المواقع قبل الثورة كانت تعتمد على الأجهزة الأمنية وليس المؤسسات الثقافية، ما أدى إلى مركزية مفرطة وغياب الرؤية المهنية. وبعد الثورة، تحولت تلك الأجهزة إلى مليشيات تُعنى بتهريب الآثار تحت أنظار المديرية، التي فقدت صلاحياتها، باستثناء بعض مراكز المدن الكبرى حيث يمكن إثارة الإعلام.
وأشار النابو إلى أن المواقع ذات الشهرة العالمية فقط حظيت باهتمام رسمي، في حين تُركت آلاف المواقع، لا سيما الطينية أو العائدة لفترات الشرق القديم، عرضة للإهمال والنهب. وكشف عن سرقات طالت متاحف حماة وتدمر والرقة، حيث وصلت بعض القطع إلى إدلب ولبنان وحتى متاحف في تل أبيب.
وأكد أن تهريب كل قطعة يعني فقدان جزء من الهوية الوطنية، وأن التنقيبات العشوائية أفرزت مكتشفات مهمة لكنها نُهبت دون توثيق علمي.
وانتقد النابو منظمة اليونسكو التي تعاملت فقط مع النظام بوصفه "الجهة الشرعية"، متجاهلة الفرق العاملة في مناطق المعارضة، مؤكدا أن أغلب مشاريعها اتسمت بالفساد، خاصة تلك التي أشرفت عليها "الأمانة السورية للتنمية".
وختم النابو بالتعبير عن أمله في أن تخرج المديرية العامة للآثار من عباءة النظام السابق، وأن تتبنى رؤية قائمة على المهنية الثقافية والإدارية، لحماية التراث السوري بوصفه هوية وطنية وواجهة مشرفة لسوريا المستقبل.
جدير بالذكر أن هناك محاولات حكومية لتوثيق المواقع والقطع الأثرية رقميا باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والـGIS، بهدف الحفاظ على المعلومات في حال تعرضت المواقع للتدمير الكامل. هذه المبادرات ما زالت في بداياتها، لكنها تمثل أملا في الحفاظ على "الذاكرة الرقمية" للتراث السوري.