اكتشافات المقابر القديمة بالقرم تسلط الضوء على حياة السكيثيين القدماء
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
روسيا – عثر علماء الآثار على أوعية ومنتجات من البرونز والفضة وقطع معدنية ثمينة أثناء حفريات أجريت في إحدى مقابر السكيثيين في شبه جزيرة القرم.
وقال يوري زايتسيف، مدير المتحف التاريخي والمعماري “نابولي السكيثية” في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية إن العلماء يعتقدون أن هذا الأمر سيسلط الضوء على حياة السكيثيين القدماء.
يذكر أنه تم اكتشاف مقبرة بيريفالنوي (كوتشوك يانكوي) في منطقة سيمفيروبول بالصدفة عام 1988 في ميدان تدريب عسكري أثناء أعمال البناء، ويعود تاريخها إلى الربع الثالث من القرنين الثالث والرابع الميلادي. وتمت دراستها من قبل بعثة قسم آثار القرم التابع لمعهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية أعوام 1988-1990. ومنذ ذلك الحين لم تجر هناك أي حفريات.
وأشار عالم الآثار إلى أن أعمال التنقيب التي أجريت في هذا الموسم اكتشفت خلالها أمفورات وأطباق حمراء مزججة ومصنوعات برونزية وفضية وقطع معدنية ثمينة، مما يدل على رفاهية السكان، وقلة الفقراء آنذاك، وعاش السكيثيون حياة حضارية طبيعية تماما لا تختلف عن حياة سكان مملكة البوسفور ومدينة خيرسونيس، وكان لديهم كل ما يمتلكه الناس في تلك المنطقة الغنية.
من المفترض أن السكان السكيثيين الذين أنشأوا مستوطنات على سفوح جبال منطقة سيمفيروبول الحالية، دفنوا في تلك المقبرة أقاربهم وذويهم. ويبدو أنهم اضطروا إلى مغادرة أماكن إقامتهم السابقة نتيجة غزو القبائل السارماتية أو قبائل أخرى أو نتيجة تدمير عاصمة السكيثيين نابولي السكيثية التي كانت موجودة داخل حدود سيمفيروبول الحالية.
وأصبح من الواضح أن السكان كانوا يعملون في تربية الماشية، ويمارسون الرعي في هضاب جبال القرم، ويعملون أيضا في زراعة الحبوب.
يذكر أن المقبرة المكتشفة هي حسب عالم الآثار، أول مقبرة تعود إلى أواخر العصر الروماني في شبه جزيرة القرم، وتبلغ مساحتها حوالي 3 آلاف متر مربع. وتم حتى الآن فحص 18 قبرا حجريا، فضلا عن عدد من القبور الترابية.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دعاء المرور على المقابر للرجال والنساء .. وارد في السنة النبوية
ندب الشرع الشريف إلى ترديد دعاء المرور على المقابر، والدعاء للأموات، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10].
كما ورد عن دعاء المرور على المقابر في السنة النبوية المطهرة، ما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى على جنازة قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ» رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، والحاكم.
وقد أجمع العلماء على أن الدعاء ينفع الموتى ويصل إليهم ثوابه، ينظر: "الأذكار" للإمام النووي (ص: 164، ط. دار الفكر)، و"عمدة القاري" للإمام العيني (3/ 119، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"شرح متن الرسالة" للإمام زروق (1/ 434، ط. دار الكتب العلمية).
ومن السنة أن الإنسان إذا أتى قبورًا أو مرَّ عليها أن يُسلِّم على أهلها؛ لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى المقبرة، فقال: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» رواه مسلم، فدلَّ هذا الحديث على استحباب التسليم على أهل القبور.
ويعتبر هذا الاستحباب ليس خاصًّا بالزائر وحسب، بل إنه يشمل المار بالمقابر أيضًا، فيستحب له أن يسلم ويقول الدعاء السابق، وأن يدعو لهم بما يريد.
الدعاء للميتوأمر الدعاء للموتى عند المرور بمقابرهم واسع، فكما يجوز بالوارد المأثور يجوز أيضًا بشيء آخر غيره، فقد جاء عن الحسن البصري قوله: "مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ، وَالْعِظَامِ النَّخِرَةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيَا وَهِيَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ، أَدْخِلْ عَلَيْهَا رَوْحًا مِنْ عِنْدِكَ وَسَلَامًا) اسْتَغْفَرَ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ مَاتَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ " رواه ابن أبي شيبة في "المصنف".
كما يجوز لمن يمر بالمقابر قراءة "الفاتحة"، أو "قل هو الله أحد" إحدى عشرة مرة، بل ورد عن السلف أن ذلك سبب لمغفرة ذنوب للقائل بعدد من في الجبانة.
فعن أم عفيف النهدية رضي الله عنها قالت: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بايع النساء، فأخذ عليهن ألا تُحَدِّثْنَ الرَّجُل إلا مَحْرَمًا، وأَمَرَنَا أن نقرأ على مَيِّتِنا بفاتحةِ الكتاب" رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحديث أم شريك رضي الله عنها قالت: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" رواه ابن ماجه.
ويُسن أن يقول المارُّ بالمقابر: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ"، وأن يدعو لهم بما يشاء من الرحمة والمغفرة وغير ذلك، وكذا يجوز له قراءة سورة الفاتحة، أو "قل هو الله أحد"، وهبة ثواب ذلك لمن في المقبرة، إذ الأمر في هذا واسع، ويستوي في ذلك الرجال والنساء.