الأسبوع:
2025-10-13@02:29:57 GMT

ختان الإناث جريمة ضد الإنسانية

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

ختان الإناث جريمة ضد الإنسانية

«بالطو أبيض ضد ختان الإناث».. ليس مجرد شعار أوكلمات تجلب العطف والشفقة، بل هو صوت الحق والضمير من جانب الأطباء والمجتمع المدني، وكل من يحمل راية الإنسانية ضد هذه الجريمة المتكاملة الأركان، التي تعصف بحقوق الفتيات بأسم العادات والتقاليد المهينة للأدمية، والمذلة لأي فتاه تتعرض لها، ختان الإناث تلك الجريمة المستترة داخل غطاء التقاليد.

ختان الإناث، أو كما يعرف علميا بتشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية، لا يعتبر فقط تعدياً جسدياً بل يحمل معه إعتداء نفسي، وقتل للبرائة الطفولة، وأبشع ذكري ممكن أن تتعرض لها أي فتاه، وجاء إعلان وزارة الصحة والسكان لبدء فعاليات مؤتمر «بالطو أبيض ضد ختان الإناث» بمثابة تأكيد لجهود الدولة للتصدي لهذه الممارسات والإنتهاكات المباشرة التي تتعرض لها الفتيات وتعصف بحقوق الإنسانية بأكملها، ويجسد المؤتمر أيضا رؤية الدولة لخلق بيئة آمنة لجميع الفتيات في مصر، ويظهر رؤية الوطن والقيادة السياسية حماية وصون حقوق الفتيات والاعتزاز بالمرأة المصرية وجعل كرامتها في الصدارة، من أجل مستقبل مشرق وآمن لكل فتاه في مصر.

ويستهدف المؤتمر التأكيد علي الرفض الطبي الكامل لختان الإناث، كما يؤكد علي العقوبات القانونية المشددة ضد من يشارك في هذة الجريمة سواء كان طبيبا أو أفراد، ضرورة التوعية المستدامة خاصة داخل المناطق الريفية والمجتمعات التي تنتشر فيها هذة العادة الأثمة.

من أين جاءت ظاهرة ختان الإناث..

أصل هذة الفكرة، هو ممارسة قديمة تعود جذورها إلي آلاف السنين، ويرتبط تاريخها عبر الهجرات والتبادل الثقافي خاصة في مناطق أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا، ومع الوقت أصبحت عادة إجتماعية تمارس في غياب المعتقدات الأصيلة التي بررت ودعمت وجود تلك الظاهرة العنيفة.

وانتشر أيضا في بعض المجتمعات الإفريقية كجزء من العادات القبليه والطقوس الدينيه وفي أيضا المجتمعات القديمة، أرتبط ختان الإناث بفكره ( الطهارة، والنقاء ) وفي بعض الثقافات الأخري ارتبط ختان الإناث بمكانة إجتماعية مرموقة وكانوا يتصورون أنها تكون أكثر قبولاً للزواج، وأيضا استخدمت التفسيرات المغلوطة لتبرير ختان الإناث علي أنه واجب ديني رغم أن المؤسسات الدينية الكبري تؤكد علي عدم وجود أي نصوص دينية تدعو لذلك، وأيضا ساهم الإستعمار والتداخل الثقافي والإقتصادي بين الشعوب في إنتشار ختان الإناث، وفي بعض المناطق أعتبر ختان الإناث وسيلة لتميز المجتمعات المحلية عن الثقافات الأجنبية.

وعن أسباب إستمرار الظاهرة.. ترجع للعادات والتقاليد، والخوف من كسر التقاليد والعادات، جعل العديد من المجتمعات تتمسك بهذه الظاهرة مع الجهل والضغوط الإجتماعية ساهمت في إنتشار هذه الجريمة.

فرغم القوانين، والعقوبات المشددة، مازال الطريق طويلاً للقضاء علي هذه العادة، النجاح يعتمد علي تضافر جميع الجهات المعنية ( الحكومة والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني وتوعية الأسر بكافة أشكال التوعية ) بأن هذا الطريق ليس طريقاً للطهارة كما يعتقده البعض ولا طريق لنجاة الفتاه، بل هو إعتداء جسيم في حق الفتاه جسدياً ونفسياً، ويعرضها لصدمات نفسية وأيضا مشاكل جسدية، أنها ليست مسألة تقاليد بل قضية ضمير ومسؤولية، وعلينا جميعا أن نصغي لصرخات من تعرضن لهذا الجرم البين، وأن نكون صوتا لمن لا صوت لهم، فلنحمل علي عاتقنا جميعاً راية التغيير، ونغرس في قلوبنا الرحمة، علينا أن نعيد تعريف موروثتنا بما يليق بإنسانيتنا.

وفي الختام.. إلى كل أب وأم علينا جميعا أن نتذكر أننا الحصن الأول لبناتنا، ومن واجبنا حمايتهن وصون النفس والجسد والروح لهن، فلا نكون سبب في زرع ندوب داخل قلوبهن وحياتهن، ويجب علينا أن نحميهم بكل مانملك بالحب والحنان والرعاية والإهتمام بالإستماع والإنصات لكل مشكلة أو ألم يعصف بهن، ولنكن الدرع الواقي والقلب الحنون والسند الحقيقي، نزرع فيهن حب الحياء نشغل أوقاتهن بكل ثمين وغالي، نجعلهم محصنين بالقرب من الله تبارك وتعالي، والإيمان الحقيقي الذي يجعلهن في حصن منيع، فلنكن صوتاً للعقل والرحمة، فالحب والعطف والرعاية هما الإرث الحقيقي معهن الذي يبقي داخل قلوبهن للأبد، فنتكاتف جميعاً لنتصدي لكل من يسلب الفرد حقه في الحياة الكريمة والأمان الجسدي.

اللهم احمي من العادات الغاشمة، التي تنال من اجسادهن، وأرواحهن، واجعل لهن حصنا من الأهل اللذين يدركون قيمة الرحمة وواجب الرعاية للأبناء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ختان الاناث ختان الإناث

إقرأ أيضاً:

التطبيع والحرب الناعمة .. أخطر أهداف العدو الإسرائيلي لاختراق المجتمعات العربية

في أكثر المراحل خطورة على الأمة والعدو الصهيوني يشن أقذر وأبشع عدوان بربري همجي على أبناء غزة ، شن العدو هجوماً لا يقل خطورة عن الحرب العسكرية ، من بوابة التطبيع التي فتحت الأنظمة العربية له الأبواب ، في اللحظة التي كان يُنتظر فيها أن تنهض الأمة بوعيها، وتستعيد شبابها من براثن التشتت، كانت أياد المطبعين تحفر في جدران هويتها من الداخل بأدوات لا تُحدث صوتًا، لكنها تُصيب القلب مباشرة، إنه مخطط يسير بعيداً عن مسار احتلالٍ عسكري، وعن دبابات صهيونية تعبر الحدود،  إنه مخطط من نوع آخر، صامت، وخفي ،هدفه أن يتحوّل الشاب العربي والمسلم من حامل رسالةٍ إلى مستهلكٍ فارغ، ومن مُدافع عن قضيته إلى كارهٍ لها، بل وربما ساخرٍ منها.

يمانيون / تقرير / خاص

 

بدأ المخطط من كيان العدو ، حيث كانت مراكز التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلية، ومراكز الفكر التابعة للمؤسسة العسكرية والاستخباراتية، قد وضعت منذ سنوات طويلة أهدافًا تتجاوز الجغرافيا، الهدف لم يكن فقط السيطرة على الأرض، بل السيطرة على الوعي، والسيطرة على من يكون الإنسان المسلم في داخله.

 

بوابة الدخول

حين بدأ قطار التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي في التسارع، لم يكن الحديث يدور فقط عن اتفاقيات أمنية أو مصالح اقتصادية. كانت هناك طبقات أعمق، تُحاك بصمت، بوابة التطبيع الثقافي والفكري كانت الأهم، بوابات مفتوحة للزيارات المتبادلة، وللبرامج الشبابية، وللتبادل الأكاديمي والفني، والأخطر من ذلك، لمنصات الترفيه والتواصل التي تحرّك المزاج الشعبي بصمت.

في الوقت الذي كانت فيه منصات للعدو الإسرائيلي تُموّل محتوىً ترفيهيًا موجّهًا بلغات عربية وبلهجات محلية، كانت شركات إنتاج في دول عربية متماهية تفتح المجال لنمط جديد من الأعمال الدرامية والمهرجانات التي تُقدَّم على أنها حرية وتطور، لكنها في حقيقتها تشوّه الفطرة، وتطبع مع كل ما يتعارض مع القيم الإسلامية.

 

خريطة التأثير .. الشباب أولاً

لم يكن اختيار فئة الشباب عشوائيًا، بل إن كل الدراسات الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي كانت ترى في وعي الشباب العربي تهديدًا طويل الأمد، لا بد من تفكيكه، كانت الخطة، ببساطة، أفراغهم من إيمانهم، ومنحهم بديلًا تافهًا يُشغلهم عن قضاياهم الكبرى.

بدأت أدوات هذا المخطط الصهيوني الخبيث تتسرّب عبر وسائل عدّة، منها الترفيه المُفرط،  حيث تم إنتاج وتسويق محتوى يُقدّم نماذج حياة خالية من أي قيمة دينية، يُروّج للعلاقات المفتوحة، والاستهلاك العبثي، والعلاقات المحرمة .

ودعمت مؤسسات الاستهداف الثقافي الصهيونية، خوارزميات المنصات الرقمية حسابات معيّنة تُقدّم الحياة الحديثة بأسلوب ساخر من الدين أو خالٍ تمامًا من أي التزام، مع تغييب الرموز التي تربط الشاب بهويته، وكذلك برامج التبادل والأنشطة الشبابية، التي نظّمتها مؤسسات دولية لكنها على ارتباط مباشر بشركات أمنية أو استخباراتية إسرائيلية، تحت ستار السلام والحوار.

 

عندما تُفرغ القيم .. يُملأ الفراغ بالرذيلة

ما يحدث اليوم في بعض العواصم العربية من انفلاتٍ أخلاقي وتحت شعارات الحرية الشخصية والانفتاح، ليس مجرد نتيجة عفوية، بل يُنظر إليه باعتباره جزءًا من الهندسة الاجتماعية الجديدة التي تسعى إلى إعادة تعريف الإنسان المسلم، وتحويله من شخص يحمل رسالة وقضية، إلى شخص لا يعرف من هو أصلًا.

فتحت أبواب الرذيلة على مصراعيها في بعض دول التطبيع، واحتُفي بها على أنها تحرر من القيود، ولم يكن الأمر نابعًا من حاجة داخلية للمجتمعات، بل كانت هناك موجات مُمنهجة من الدعاية والتأثير الناعم، مُموَّلة ومدعومة من منصات معروفة بتعاونها مع مراكز التأثير الإسرائيلية والغربية.

 

التشاحن الرقمي .. والتفكك الداخلي

وفي مشهد موازٍ، تُرك الفضاء الرقمي العربي ليغرق في مستنقع من الكراهية، والتخوين، والسجالات التافهة، وكل يوم يُصعّد الخلاف بين طائفة وأخرى، بين بلد وآخر، بين تيار وآخر، حتى صار الانقسام حالة دائمة.

وهنا، يدخل العدو الإسرائيلي ليستفيد من هذا الصدع، فبينما ينشغل الشباب العربي بشتم بعضهم البعض على تويتر و تيك توك، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل هذه النزاعات، وتوظيفها في مزيد من التفتيت الاجتماعي، وتمييع القضايا الكبرى، وعلى رأسها قضية فلسطين.

 

المعضلة الأخطر .. تفريغ الأمة من أبنائها الحقيقيين

يبدو أن ما يُراد لنا ليس فقط فقدان الأرض أو السيادة، بل فقدان أنفسنا، أن ننشأ جيلًا لا يعرف لماذا وُجد، ولا يؤمن بشيء يستحق التضحية، ولا يرى في أمته أي قيمة، ولا يجد في نفسه أي انتماء، جيلٌ يرى القضية الفلسطينية شيئًا من الماضي، والصراع مع العدو ضربًا من الرجعية، والدين مجرد طقوس قديمة لا تناسب العصر، هذه هي النتيجة المرجوة من ذلك المخطط الكبير، جيلٌ بلا إيمان، بلا هوية، بلا قضية.

 

كيف نكسر الحصار الناعم؟

النجاة لا تكون بالهروب من الواقع، بل بفهمه ومواجهته، نحتاج إلى وعي إيماني، يفهم التحديات الرقمية والثقافية الجديدة، ويُعيد بناء الجدار القيمي من الداخل، نحتاج إلى مؤسسات إعلامية تُخاطب الشباب بلغة القرآن، وتقدّم محتوى قويًا وجذّابًا ومتماسكًا، مبني على أسس إيمانية وفق المنهج القرآني، الذي يقدمه أعلام الهدى، من أولياء الله، الدعاة الى الإيمان والوعي الاجتماعي وحماية  هذا الجيل من التأثيرات التي تستهدفه ، والأخذ بيديه ليكون جيل يُدرك أنه مستهدف، ويعرف أن المعركة اليوم ليست بالسلاح فقط، بل في كل ما يُشاهد، ويُشارك،

 

خطاب التحصين وموقف القيادة

من أبرز العناوين التي أكد عليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، في ظل المشهد العربي و الإقليمي  الخطير ، هو عنوان ’’التحصين الاجتماعي’’ الذي اعتبره خط دفاع أمام الحرب الناعمة التي تستهدف الهوية الإيمانية، ودعوته المستمرة إلى مقاومة كل أشكال الانحراف تحت مسمى الانفتاح، التي تعتبر مدخلاً لتفكيك الهوية الدينية من الداخل .

والسيد القائد حفظه الله هو القائد الوحيد الذي حذر من خطورة هذه المعركة وأنواعها ، في سياقها التثقيفي والإفسادي  الذي يستهدف فكر الإنسان، مفاهيمه، وطهره، وعفافه وأخلاقه وقيمه، كما بيّن أن وسائل الحرب الناعمة كثيرة، ودعاتها كثر، وأنها تعمل لإبعاد الأمة عن هويتها الدينية، منبهاً إلى خطورة عدم الانتباه، وعواقب الاستهانة بمخاطر الحرب الناعمة، لأن الأعداء يُحوّلون أدواتهم عندما تفشل الوسائل العسكرية إلى أدوات ناعمة وثقافية، لأنها جزء من استراتيجية العدوان الكلية التي تستهدف الأمة من الجبهات كلها،  الفكرية، الثقافية، الإعلامية، الاجتماعية، لذا فإن المواجهة لا تنتهي بالسلاح فقط

 

خاتمة

العدو لا يخشى من شبابٍ يُغرقون أنفسهم في الترفيه واللهو والجدالات التافهة، العدو يخشى من شابٍ واحدٍ يعرف من هو، ويعرف ربّه، وقضيته، ويعرف كيف يردُّ كيدهم بخطوة وعي واحدة.

مقالات مشابهة

  • التمكين المجتمعي – مركز الملكة رانيا لتمكين المجتمعات نموذجاً
  • جريمة بين جدران الحب.. كيف تحولت زوجة إلى قاتلة في بحر البقر
  • التطبيع والحرب الناعمة .. أخطر أهداف العدو الإسرائيلي لاختراق المجتمعات العربية
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟
  • «الأونروا»: نلعب دورًا أساسيًا في توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية
  • القبض على 4 متهمين بينهم الزوجة فى جريمة قتل شخص بمينا البصل بالإسكندرية
  • ميقاتي: تحية للدكتورة لينا الطبال التي عبرت عن تضامننا جميعاً مع أهل فلسطين
  • العراق والسويد يتفقان على مكافحة الجريمة العابرة للحدود وتبادل المتهمين
  • إيداع منفذ جريمة ذبـ.ـح صبي داخل سوبر ماركت بالمهندسين مستشفى العباسية