بطريركية السريان الكاثوليك: نأمل أن تحمل المرحلة الجديدة في سوريا راية الحرّية
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
أشارت أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، في بيان، الى أنه "بعد التغيير الذي طال الحكم في سوريا اعتباراً من الثامن من كانون الأول الجاري، وبعد أن تواصل صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، مع أصحاب السيادة مطارنة الأبرشيات السريانية الكاثوليكية الأربع في سوريا، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والمؤمنين، يتابع غبطته عن كثب ما آلت إليه الأوضاع في سوريا العزيزة، بعد أن عانى الشعب السوري من الحرب التي اضطُرَّ لتحمُّل أوزارها زهاء ثلاثة عشر عاماً.
أضافت البطريركية في بيانها: "يتطلّع غبطته إلى قيام حكومة انتقالية تؤمّن عملية انتقال هادئة للحكم، وتحمي السوريين من الانتقام والتشفّي، إذ يكفي ما عاناه هذا الشعب الأبيّ طوال السنوات الماضية، مع ضرورة أن تلتزم الحكومة الانتقالية بمعايير الشفافية والمسامحة والعدالة بين جميع المواطنين. ويدعو غبطته إلى احترام التعدّدية الإثنية والدينية وإعطاء الحقوق لكلّ المكوّنات، لا سيّما وأنّ الشعب السوري يتألّف من عدّة إثنيات وقوميات، لكلٍّ منها هويّته الاجتماعية والدينية والثقافية، وعاداته وتقاليده ولغته، ومعاً تُشكِّل الشعبَ السوري الواحد التائق إلى إعادة بناء دولة سورية رائدة وحرّة، ما يدفع للتحذير من أيّة مغامرة تهدف إلى تغيير ديمغرافي أو ديني، مؤكّداً المطالبة بالحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها ومقدّراتها الطبيعية والصناعية والاقتصادية".
وتابعت: "يشدّد غبطته على أنّ المسيحيين بمختلف مذاهبهم هم مكوِّن أصيل ومؤسِّس في سوريا، من هنا ضرورة صون حرّيتهم وحرّية المكوّنات كافّةً في ممارسة شعائرهم الدينية، وفي التعليم، وسائر الحرّيات التي تكفلها الشرعات والمواثيق العالمية، وفي طليعتها شرعة حقوق الإنسان التي صانت حرّية الدين والضمير لجميع المواطنين، وقبول الرأي الآخر، وكذلك أهمّية الحفاظ على النظام الخاصّ بأحوالهم الشخصية وإدارة أوقافهم. ويرفع غبطته الصلاة إلى الله كي يمنح الحكمة والتبصُّر للمسؤولين في إدارة شؤون البلاد، ليتجنّبوا فخاخ أعداء الوطن، ويرصّوا الصفوف بين الموطنين، فيتجمهر الجميع معاً للإنطلاق إلى بناء سوريا الغد، بشراً وحجراً، حتّى يُصار إلى إجراء انتخابات حرّة وديمقراطية ونزيهة، ليتمكّن الشعب من التعبير عن تطلّعاته نحو مستقبل مُشرِق للسلطة والنظام السياسي في البلاد".
وأعلنت أن البطريرك "يتوجّه بقلبه الأبوي إلى رعاة كنيستنا السريانية الكاثوليكية وأبنائها وبناتها المنتشرين في مختلف المحافظات السورية، في أبرشياتنا الأربع: في دمشق وريفها، وحمص وحماة والنبك، وحلب وتوابعها، والحسكة والقامشلي وسائر الجزيرة، بأساقفتها الأجلاء، وكهنتها الأفاضل، وشمامستها، ومؤمنيها، مشجّعاً إيّاهم على التسلُّح بفضائل الإيمان والرجاء والمحبّة، كي يتابعوا شهادتهم الأمينة للرب يسوع، الراعي الصالح، والتزامهم الكنسي، واثقين بوعد الرب لهم: "ثقوا أنا هو، لا تخافوا" (مر 6: 50)، "في العالم سيكون لكم ضيق، لكن تشجّعوا فأنا قد غلبتُ العالم" (يو 16: 33). فالتغيير الحاصل لا بدّ أن يحمل الخير والاستقرار لوطننا الحبيب، إذ بعد كلّ مخاض وألم ولادة جديدة تحمل نور الرجاء بغدٍ أفضل لبلدنا، ممّا يشجّع المهاجرين والنازحين على العودة إلى أرضهم الأمّ، ليساهموا بإعادة الإعمار وبناء وطن حرّ وديمقراطي وتعدّدي".
وختمت البطريركية: "يتضرّع غبطته إلى إله السلام وسيّد الأمان، مع اقتراب الاحتفال بعيد ميلاده طفلاً في مذود بيت لحم، وبقدوم العام الجديد، أن يحفظ سوريا وشعبها والكنيسة والمؤمنين فيها، بدوام السلام والطمأنينة والاستقرار: "ليُعطِكُم السلامَ ربُّ السلامِ نفسه في كلّ حين وفي كلّ حال! ليكن الرب معكم أجمعين!" (2تس 3: 16)".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مسار ومحطات الخط الرابع للمترو.. شريان نقل جديد يربط أكتوبر بالقاهرة الجديدة
في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في إنشاء وسائل النقل الجماعي الأخضر المستدام والصديق للبيئة، تعمل وزارة النقل على تنفيذ مشروع الخط الرابع للمترو باعتباره أحد أهم مشروعات الربط الحديثة بين غرب وشرق القاهرة، ومكملاً لمخطط تطوير منظومة النقل الحضري في مصر، بما يعزز من توفير بدائل نقل آمنة ونظيفة وتخفض من الاعتماد على السيارات الخاصة.
تمتد المرحلة الأولى الجاري تنفيذها حالياً بطول 19 كيلومتراً تشمل 17 محطة، منها 16 محطة نفقية ومحطة واحدة سطحية، بدءاً من غرب الطريق الدائري على حدود مدينة السادس من أكتوبر مروراً بمحطة المتحف المصري الكبير ثم ميدان الرماية وشارع الهرم وصولاً إلى محطة الجيزة حيث يتقاطع الخط مع الخط الثاني للمترو، ثم يتجه المسار لاحقاً للتقاطع مع الخط الأول عند محطة الملك الصالح قبل أن تنتهي المرحلة في محطة الفسطاط، ويأتي تنفيذ هذه الأعمال على يد مجموعة من كبريات شركات المقاولات الوطنية وهي المقاولون العرب وأوراسكوم للإنشاءات وكونكورد وبتروجيت وحسن علام للإنشاءات.
يشهد المشروع حالياً تقدماً ملحوظاً في تنفيذ الأعمال الإنشائية داخل المحطات، إلى جانب استمرار أعمال الحفر النفقي لنفقي المترو في الاتجاهين باستخدام أربع ماكينات حفر نفقي، بواقع ماكينتين لكل اتجاه، بما يعكس حجم العمل المتسارع لإنجاز المرحلة ضمن الجدول الزمني المحدد.
المرحلة الثانية من الفسطاط إلى القاهرة الجديدةتتواصل الدراسات الخاصة بتنفيذ المرحلة الثانية من الخط الممتدة بطول 26.9 كيلومتراً وتشمل 21 محطة منها 6 محطات علوية و15 محطة نفقية، ويمتد المسار ليتقاطع مع الخط السادس عند محطة السيدة عائشة، ثم يمر عبر طريق النصر ومدينة نصر في شارع أنور المفتي ليتبادل الخدمة مع مونوريل شرق النيل في محطة الطيران، قبل أن يتجه إلى شارع حافظ إبراهيم ومحور شينزو آبي ثم شوارع أحمد الزمر والميثاق، ليتحول إلى مسار سطحي أعلى كوبري ماجد الفطيم حتى الطريق الدائري، ثم يتخذ مساراً علوياً أمام أكاديمية الشرطة عبر محور السادات ومحور مصطفى كامل وصولاً إلى ورشة العمرة شمال تقاطع الطريق الدائري مع طريق القاهرة السويس.
تخضع المرحلة الثالثة للدراسة حالياً بطول 16.3 كيلومتراً وتشمل 10 محطات، وتهدف إلى خدمة المناطق ذات الكثافة السكانية المتزايدة على هذا الامتداد إلى جانب تحقيق التكامل مع مونوريل غرب النيل عند محطة الحصري، وبما يسهم في تعزيز الترابط بين شبكات النقل الحديثة في غرب القاهرة.
المرحلة الرابعة من القاهرة الجديدة إلى مطار العاصمةتشمل المرحلة الرابعة المقترحة امتداداً إضافياً بطول 38.7 كيلومتراً يتضمن 8 محطات حتى العاصمة الإدارية الجديدة، مع تحقيق تبادل الخدمة مع القطار الكهربائي الخفيف في محطة مطار العاصمة، ما يوفر محور نقل استراتيجي يربط القاهرة الجديدة بالعاصمة الإدارية عبر خط مترو عالي الكفاءة.
يمثل مشروع الخط الرابع للمترو أحد أهم محاور الربط بين مدينتي السادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة ضمن شبكة مترو الأنفاق، حيث يخدم مناطق شديدة الكثافة السكانية مثل الهرم وفيصل والعمرانية والجيزة ومدينة نصر وجامعة الأزهر والقاهرة الجديدة، مما يعزز من تقليل الازدحام وتوفير وسيلة نقل موثوقة ومستدامة.
الطاقة الاستيعابية المتوقعةتشير التقديرات إلى أن الخط الرابع بعد اكتمال مراحله المختلفة سيكون قادراً على نقل ما يقرب من 1.5 مليون راكب يومياً، وهو ما يعكس حجم الدور المستقبلي لهذا المشروع في دعم حركة النقل داخل القاهرة الكبرى وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين.