عربي21:
2025-06-01@07:47:47 GMT

ناشونال إنترست: لماذا تنهار الجيوش القوية ظاهريا؟

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

ناشونال إنترست: لماذا تنهار الجيوش القوية ظاهريا؟

سلطت مجلة "ناشونال إنترست" الضوء على أسباب انهيار الجيوش القوية ظاهريا، مستشهدا بتفكك الجيش السوري المفاجئ أمام هجوم المعارضة، وموضحا أن هذا الانهيار يرتبط بعوامل مثل الفساد والإقصاء العرقي والاعتماد على الدعم الخارجي.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بحلول 2017، وبعد ست سنوات من الحرب، كانت نظما بشار الأسد قد استقر في وضع طبيعي جديد، لم يكن هذا الوضع الطبيعي هو الذي كان يتمتع به آل الأسد قبل الربيع العربي، ولكن بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله - وللغرابة، الولايات المتحدة التي كانت تهاجم تنظيم الدولة - نجحت قوات الأسد في دحر المعارضة، ومع مرور السنوات، أصبح نظامه يسيطر على ما يقرب من ثلثي سوريا.



وبدأ الأسد الآمن في السلطة بالسفر إلى الخارج، وبدا أن الجميع يتقبل أن الرجل الوحشي موجود ليبقى، وكان "التطبيع" هو كلمة السر بين دبلوماسيي الشرق الأوسط وحتى بين بعض الدبلوماسيين الغربيين، وفي أيلول/سبتمبر، عينت إيطاليا أول سفير لها في سوريا بعد 13 سنة من وقف العلاقات الدبلوماسية.



ولكن هذا الاستقرار تلاشى يوم السبت الماضي بعد هجوم مفاجئ استمر عشرة أيام من قبل هيئة تحرير الشام؛ حيث انهار جيش النظام، وتخلى جنوده عن مواقعهم وخلعوا زيهم العسكري، واستولى المتمردون على دمشق دون قتال، وهرب الأسد إلى موسكو.

ولفتت إلى أن الاستسلام المفاجئ وغير المتوقع لجيش النظام هو جزء من تاريخ طويل للجيوش القوية ظاهريا والهشة داخليا التي تنهار بسرعة أمام تقدم الثوار، فقد انهار الجيش الأفغاني في أفغانستان سنة 2021 في غضون أشهر مع صعود طالبان إلى السلطة، وقبل ذلك انهار الجيش العراقي مع استيلاء تنظيم الدولة على معظم أنحاء البلاد سنة 2014، وفي العام نفسه، استولى الحوثيون في اليمن على العاصمة صنعاء في غضون أيام فقط وسرعان ما أطاحوا بحكومة عبد ربه منصور هادي.

وحدثت نفس الظاهرة في جمهورية أفريقيا الوسطى سنة 2013، عندما أطاح ائتلاف سيليكا للمتمردين بالحكومة في غضون أشهر، واستولى على العاصمة بانغي دون مقاومة تذكر، وهرب رئيس البلاد المحاصر، فرانسوا بوزيزيه، إلى الكاميرون، وفي الجنوب في زائير، انهارت قوات موبوتو سيسي سيكو سنة 1997 عندما اجتاح تمرد من الشرق البلاد، ومع اقتراب المتمردين من قصره في الغابة، فر موبوتو إلى المغرب.

وأفادت المجلة أنه من المستحيل التنبؤ بتوقيت الانهيار؛ ولكن يمكن دائما فهرسة أسبابه؛ حيث تتكرر نفس العوامل التي تهدم الجيوش التي تحارب حركات التمرد.

وبحسب المجلة؛ العامل الأول هو الإقصاء العرقي، فغالبا ما تملأ الحكومات جيوشها بأبناء عرقهم، ورغم مزايا هذا النهج في "حماية الأنظمة من الانقلابات"، ولكن في الحروب الأهلية ذات البعد العرقي، غالبا ما تكون القوات الحكومية من مجموعة والمتمردون من مجموعة أخرى، وتؤدي هذه الممارسة حتما إلى استياء متزايد بين تلك المجموعات الأخرى المهمشة.

ففي زائير في أوائل التسعينيات، كان نصف جنرالات الجيش ينحدرون من مقاطعة موبوتو نفسها، وثلث هؤلاء كانوا من أبناء مجموعته العرقية الصغيرة نسبيا، وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، كانت إحدى المظالم الرئيسية للمتمردين هي أن الحكومة رفضت دمج بعض المجموعات العرقية في الجيش، وقد شعر الحوثيون في اليمن أن مخاوفهم تم تجاهلها في عهد هادي، وقبل ظهور تنظيم الدولة كان الجيش العراقي في عهد رئيس الوزراء نوري المالكي يهمش السنة، وفي الجيش الوطني، كان الطاجيك يمثلون أكثر من ثلثي القادة، رغم أنهم كانوا يشكلون ربع السكان فقط.

وفي سوريا، كان حوالي 70 بالمئة من جميع الجنود و80 بالمئة من جميع الضباط من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، رغم أن هذه الطائفة لا تشكل سوى 13 بالمئة من السكان، وكانت هيمنة العلويين شبه كاملة في الحرس الجمهوري، وهي مجموعة الحماية الخاصة التي كان يقودها أحد أشقاء الأسد.

وأضافت المجلة أن العامل الثاني هو الفساد، وهو عامل أساسي في تآكل الجيوش، فالحكومات الضعيفة لا تستطيع في كثير من الأحيان تحمل الرواتب اللازمة لشراء ولاء قواتها، لذا فهي تتسامح مع الكسب غير المشروع أو تشجعه عن غير قصد.

ففي الجيوش اليمنية والعراقية والأفغانية، لم تذهب الترقيات إلى الأكثر تأهيلا بل إلى أولئك الذين لديهم علاقات أو على استعداد لدفع رشوة، وكانت جداول الرواتب مليئة بآلاف "الجنود الوهميين"، وهي مناصب غير موجودة تم إنشاؤها للسماح للقادة باختلاس الرواتب، وفي أفغانستان، اشتبه في قيام ضباط فاسدين في القوات الجوية بتهريب الأفيون والأسلحة، وكان العديد من قادة الجيش الأفغاني من أمراء الحرب الذين كانوا متحالفين مع طالبان في السابق وكان ولاؤهم للبيع لمن يدفع أكثر.

وقد كان جيش النظام أيضا مليئا بالفساد، بدءا من جمع الرشاوى الصغيرة من سيارات المارة، إلى مؤسسة بمليارات الدولارات تنتج وتبيع الكبتاغون.

وقد أدى فساد الجيوش إلى تفاقم مشاكل السكان الذين يعتمد المتمردون على دعمهم، كما أنه جعل الجيوش أقل فعالية مع تحول الموارد بعيدا عن الاستثمار في الأسلحة والمعدات ورواتب الجنود، وكما قال مسؤول أفغاني حول انهيار الجيش الأفغاني: "لم يكن أحد يريد أن يموت من أجل أشخاص يسرقون البلاد"، وقد ثبتت صحة الأمر نفسه في سوريا؛ حيث لم يكن الوعد الذي قطعه الأسد في اللحظة الأخيرة بمنح الجنود السوريين زيادة في الرواتب بنسبة 50 بالمئة كافيا لإحياء الروح المعنوية.

وأشارت المجلة إلى أن العامل الأكثر تأثيرا وراء الانهيارات العسكرية الأخيرة هو فقدان الرعاة الأجانب، فعادة ما تحتاج الحكومات الضعيفة إلى المساعدة في الحفاظ على السيطرة على الأراضي، وعندما ينسحب الرعاة الخارجيون من المشهد يكون هذا هو المسمار الأخير في نعش تلك الحكومات.



فلم يكن من قبيل المصادفة أن ينهار جيش زائير بعد الحرب الباردة عندما لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى موبوتو، وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، وعندما كان الجيش اليمني على وشك الانهيار، رفضت الولايات المتحدة توسيع نطاق دعمها لمكافحة الإرهاب ليشمل محاربة الحوثيين. وبالمثل، في كل من العراق وأفغانستان، كان انسحاب القوات الأمريكية هو ما عجل بانهيار الجيش.

وقد كان السبب المباشر لانهيار الجيش السوري هو الانخفاض الحاد في الدعم الخارجي؛ فقد كانت روسيا مشغولة في أوكرانيا، ولم تكن قواتها الجوية قادرة على تكرار وابل الضربات الجوية التي أنقذت الأسد في 2015، أما حزب الله فكان يترنح من الضربات الإسرائيلية ضده في لبنان، ولم يعد قادرا على توفير المقاتلين الذي كان لديه من قبل، وكانت إيران أيضا تلعق جراحها من الضربات الإسرائيلية وسرعان ما سحبت قواتها العسكرية من سوريا.

وختمت المجلة التقرير بقولها إن جيوش الحكومات غالبا ما تكون نماذج مصغرة لأنظمتها، ومثلها مثل جيش النظام السوري، حيث كانت الدولة السورية هشة بسبب سنوات من الفساد والإقصاء، وبالكاد كان الدعم الخارجي يساندها، وإذا أعدنا النظر، فإن اللافت لم يكن سرعة سقوط النظام بل المدة التي تمكن فيها من الصمود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجيش المعارضة الأسد النظام الأسد المعارضة جيش النظام صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش النظام لم یکن

إقرأ أيضاً:

محاولة الدبيبة إحكام قبضته على طرابلس عمّقت الأزمة السياسية في ليبيا

نشرت مجلة "نيولاينز" تقريرا يُسلط الضوء على هشاشة الوضع السياسي والأمني في طرابلس عقب مقتل عبد الغني الككلي والانقسامات العميقة بين الفصائل المسلحة في العاصمة الليبية.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لا يستمد مشروعية استمراره في السلطة من قوة تحالفاته، بل من ضعف خصومه، محذرة من استمرار الجمود السياسي في ليبيا بسبب غياب إرادة دولية موحدة لحل الأزمة وهيمنة الميليشيات على مفاصل الحكم.

وأوضحت المجلة أن الدبيبة بدا في موقع المنتصر في 13 أيار/ مايو بعد اغتيال عبد الغني الككلي الملقب بـ"غنيوة"، أقوى قادة الميليشيات في طرابلس وأحد أعمدة سلطة حكومة الوحدة، بإطلاق نار خلال اجتماع مع مسؤولين حكوميين.

وانهارت قوات غنيوة سريعا عقب الاغتيال، ولاذ مساعدوه بالفرار، بينما بسطت وحدات موالية للدبيبة سيطرتها على مناطق نفوذه. بدا أن رئيس حكومة الوحدة حقق تقدمًا حاسمًا في ترسيخ حكمه، غير أن الأحداث انقلبت سريعًا، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة، ووجد الدبيبة نفسه أمام أضعف لحظات حكمه منذ استلام المنصب في 2012، وفقا للمجلة.

وأضافت أن طرابلس شهدت منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 سلسلة من التقلبات العنيفة، لكن انقلاب أيار/ مايو الجاري كان مفصليًا، إذ أطاح بتوازن هشّ قائم على وقف إطلاق نار سرعان ما أصبح مهددًا بالانهيار.

وحسب المجلة، تزعزعت مكانة الدبيبة، الذي حاول طويلاً تقديم نفسه كضامن للاستقرار، بعد أن تحوّلت المواجهات المسلحة إلى مشهد متكرر، ما شوّه صورته وأشعل ضده موجة غضب شعبي.



تحالف مصالح
تشير المجلة إلى أن غنيوة، الذي قُتل في 12 أيار/ مايو، كان من أبرز المستفيدين من حكم الدبيبة، بعدما تحوّل من قائد ميليشيا إلى قوة محورية في العاصمة.

وكان الدبيبة قد تولى رئاسة الحكومة في آذار/ مارس 2021 برعاية أممية لقيادة مرحلة انتقالية، لكن الانتخابات المقررة في كانون الأول/ ديسمبر من ذلك العام أُلغيت، فانقسم خصومه في الغرب، وتحالف بعضهم مع خليفة حفتر في الشرق، بينما تمكن من إحكام قبضته على طرابلس عبر استغلال المخاوف من سيطرة حفتر وشراء ولاءات الميليشيات، وكان غنيوة حجر الزاوية في هذه المعادلة، تضيف المجلة.

وبينت المجلة أن غنيوة وقادة ميليشيات حصلوا على تمويل ونفوذ غير مسبوق مقابل دعم الدبيبة، من خلال تعيينهم في مناصب وهمية لنهب أموال الدولة، بتنسيق مع إبراهيم الدبيبة، العقل المدبر للحكومة. ورغم التوترات بينهم، توافق حلفاء الدبيبة على الإبقاء على الحكومة لضمان استمرار تقاسم السلطة والثروة في طرابلس، مما سمح للدبيبة بادعاء تحقيق الاستقرار.

وأضافت أن نفوذ غنيوة تصاعد خلال الفترة الماضية، إلى درجة أن الدبيبة وحلفاءه لم يعودوا قادرين على السيطرة عليه. في آب/ أغسطس 2024، اعتمد إبراهيم دبيبة على قوة يقودها أحد مساعدي غنيوة للإطاحة بمحافظ البنك المركزي الذي شغل المنصب لفترة طويلة.

لكن هذه القوة احتكرت لاحقًا السيطرة على البنك المركزي وحمت المحافظ الجديد الذي أصبح تحت نفوذ غنيوة، وهو ما أثار استياء آل الدبيبة. كما طالب غنيوة بمنح أتباعه مناصب وزارية مهمة، مهددًا بدعم تشكيل حكومة جديدة.

في غضون ذلك، وسّع بشكل كبير حصّته من الغنائم من عمليات الاحتيال في قطاعات الأدوية والنفط والاتصالات.

اغتيال غنيوة
ومع تراجع علاقته بعائلة الدبيبة، أعاد غنيوة التواصل مع "قوة الردع الخاصة" بقيادة عبد الرؤوف كارة، التي تراجعت مكانتها لصالح قادة ميليشيات آخرين، وانتهى الصراع بتحالف هش بين غنيوة وكارة أواخر 2024، لحماية مصالحهما من تهديدات عائلة الدبيبة.

وأوضحت المجلّة أنه في نيسان/ أبريل، بدأت قوة مشتركة من مصراتة، مسقط رأس الدبيبة، بإرسال قوافل مسلّحة إلى طرابلس، وسط أنباء عن هجوم محتمل على قوة الردع الخاصة، رغم استبعاد كثيرين أن يكون الدبيبة راغبًا في إشعال فتيل الصراع.

وفي أيار/ مايو، تصاعد التوتر بعد قيام رجال غنيوة باختطاف اثنين من المسؤولين التنفيذيين في شركة الاتصالات الليبية القابضة، أعقبه تحرك قوافل عسكرية من مصراتة والزّاوية والزنتان.

وفي 12 أيار/ مايو، قُتل غنيوة داخل مقر اللواء 444 خلال اجتماع دُعي إليه، وتبع الحادثة سيطرة سريعة من اللواءين 444 و111 على معقله، وسط إشادة من الدبيبة بالحملة التي فككت قوات غنيوة دون أضرار كبيرة.



وضع هش في العاصمة
بيّنت المجلّة أن مهندسي العملية فوجئوا بسهولة التخلص من خصم بحجم غنيوة، فسارعوا إلى التحرك ضد قوة الردع الخاصة، بإصدار الدبيبة مراسيم لحل وحدات غنيوة وقوة الردع، واستهدف جهاز الأمن القضائي التابع لقوة الردع، والذي كان يقوده أسامة نجيم الذي يواجه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية. كما تم دمج وحدات أخرى ضمن وزارة الداخلية بقيادة عماد الطرابلسي المقرب من الدبيبة.

وتم استبدال مساعد غنيوة الذي كان يرأس جهاز الاستخبارات الداخلية، بشخص من الزنتان ومساعد من مصراتة، في رسالة واضحة على تركيز السلطة بيد أبناء المنطقتين.

ورغم إعلان الدبيبة انتصاره على "الميليشيات المارقة"، شهدت العاصمة انتهاكات وعمليات نهب من جهاز الأمن العام، ما أثار غضبًا شعبيًا ونسف رواية رئيس الحكومة بشأن الحفاظ على الاستقرار، وفقا للمجلة.

عسكريًا، تمكّنت قوة الردع من الدفاع عن قواعدها في جنوب طرابلس، لكنها فقدت مواقع مهمة في وسط المدينة، على غرار الميناء. ولم تنتقل السيطرة على جميع المناطق إلى القوات الموالية للدبيبة، إذ تدخّلت قوات محايدة من مصراتة للفصل بين الطرفين في نقاط حساسة، أبرزها محيط مصرف ليبيا المركزي.

وتابعت المجلة أن المعارك خلّفت صدمة سياسية في طرابلس، ووجّهت الغضب الشعبي نحو الدبيبة واللواء 444، الذي فقد صورته كقوة منضبطة. وبعد يومين من الهدنة، شهدت ساحة الشهداء احتجاجات تعكس استياءً مدنيًا من فشل الدولة وتغوّل الميليشيات.

حاول عدد من المتظاهرين اقتحام مقر رئاسة الوزراء، فقوبلوا بالرصاص الحي، وفي الأثناء قدم وزراء مقربون من قوة الردع استقالتهم من الحكومة، لكن لم تتبع ذلك استقالات أخرى.

واعتبرت المجلة أن قمع المحتجين شكّل تحولا في الأحداث وزاد من تأجيج التوتر، وأتاح للدبيبة تصوير الأمر كأنه مؤامرة، لتبدأ معركة سرديّات جديدة.



جمود الوضع السياسي
وحسب المجلة، تنبع قوة الدبيبة حاليا من تشرذم معارضيه وفقدانهم البوصلة، إذ فقد مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي مصداقيتهم. فعند اندلاع القتال، حاولت هذه الجهات استثمار السخط الشعبي لتشكيل حكومة جديدة، لكن خلافاتهم أجهضت المبادرة وزادت الشكوك في التغيير، وكشفت استغلال الحراك لأجندات ضيقة.

وقالت المجلة إن انتهازية الأطراف المناوئة لحكومة الوحدة منح الدبيبة ذريعة لرفض الاستقالة، وصوّر جهوده للبقاء في السلطة على أنها حملة لاستعادة هيبة الدولة وتفكيك الميليشيات.

وترى المجلة بأن التحديات أمام حكومة الدبيبة تتزايد مع تصاعد الحديث عن حكومة بديلة من المؤسسات القائمة شرق البلاد وخصوم حكومة الوحدة في الغرب، وسط انهيار التفاهم الهش بين فصائل طرابلس بعد اغتيال غنيوة.

وتضيف أن هذا المناخ يضعف فرص التفاوض على وقف إطلاق النار، ولا يبدو أن الهُدنة القائمة بدعم تركي كافية لتهدئة الوضع في ظل انعدام الثقة والتنافس المحتدم على السلطة، مما يجعل طرابلس قابلة للانفجار في أي لحظة.

ووفقا للمجلة، ينتقد خصوم الدبيبة تحركاته باعتبارها تصب في مصلحة حفتر، بينما يزعم الدبيبة أن تغيير الحكومة يفتح المجال لحلفاء حفتر للسيطرة على العاصمة.

وقد استغل حفتر هذه الصراعات لتوسيع نفوذه السياسي والمالي عبر السيطرة على عائدات النفط والبرلمان في الشرق، ومن المتوقع استمرار ذلك بسبب الانقسامات في طرابلس.

وتختم المجلة بأن قبضة الدبيبة الهشة على السلطة تعكس الركود في المشهد السياسي الليبي، ليس لأن الليبيين يفتقرون إلى الرغبة في الإصلاح، ولكن لأن الحوافز التي تدعم النظام الحالي لا تزال راسخة بعمق.

وترى أنه حتى لو ظهرت حكومة جديدة، فإنها سترث نفس الأسس المنهارة: هيكل أمني مجزأ، وإيرادات يحتكرها حفتر، ونموذج حكم يمنح نفوذ الميليشيات الأولوية على الشرعية المؤسسية.

مقالات مشابهة

  • هل تنهار حماس بعد اغتيال قادتها؟.. تحليل إسرائيلي يجيب
  • إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟
  • المجلات الثقافية.. بين الحبر والخوارزمية
  • "جيروزاليم بوست": حماس لن تنهار حتى بعد مقتل "السنوارين"
  • ريباكينا تحسم معركة «الضربات القوية»
  • فوق السلطة: لماذا طرد بشار الأسد مرافقه الشخصي في موسكو؟
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إيماناً بأن الجندية تمثل رسالةً سامية ومسؤوليةً وطنية كبرى، ولأن تصرفات أي عامل في القوات المسلحة تنعكس بالضرورة على الجيش بأكمله، كان من الضروري إعداد لائحة تتضمن الواجبات والمحظورات التي ترسم قواعد السلوك والانض
  • داعش يتبنى أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد منذ سقوط نظام الأسد
  • محاولة الدبيبة إحكام قبضته على طرابلس عمّقت الأزمة السياسية في ليبيا
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟