عربي21:
2025-07-30@16:30:26 GMT

ناشونال إنترست: لماذا تنهار الجيوش القوية ظاهريا؟

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

ناشونال إنترست: لماذا تنهار الجيوش القوية ظاهريا؟

سلطت مجلة "ناشونال إنترست" الضوء على أسباب انهيار الجيوش القوية ظاهريا، مستشهدا بتفكك الجيش السوري المفاجئ أمام هجوم المعارضة، وموضحا أن هذا الانهيار يرتبط بعوامل مثل الفساد والإقصاء العرقي والاعتماد على الدعم الخارجي.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بحلول 2017، وبعد ست سنوات من الحرب، كانت نظما بشار الأسد قد استقر في وضع طبيعي جديد، لم يكن هذا الوضع الطبيعي هو الذي كان يتمتع به آل الأسد قبل الربيع العربي، ولكن بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله - وللغرابة، الولايات المتحدة التي كانت تهاجم تنظيم الدولة - نجحت قوات الأسد في دحر المعارضة، ومع مرور السنوات، أصبح نظامه يسيطر على ما يقرب من ثلثي سوريا.



وبدأ الأسد الآمن في السلطة بالسفر إلى الخارج، وبدا أن الجميع يتقبل أن الرجل الوحشي موجود ليبقى، وكان "التطبيع" هو كلمة السر بين دبلوماسيي الشرق الأوسط وحتى بين بعض الدبلوماسيين الغربيين، وفي أيلول/سبتمبر، عينت إيطاليا أول سفير لها في سوريا بعد 13 سنة من وقف العلاقات الدبلوماسية.



ولكن هذا الاستقرار تلاشى يوم السبت الماضي بعد هجوم مفاجئ استمر عشرة أيام من قبل هيئة تحرير الشام؛ حيث انهار جيش النظام، وتخلى جنوده عن مواقعهم وخلعوا زيهم العسكري، واستولى المتمردون على دمشق دون قتال، وهرب الأسد إلى موسكو.

ولفتت إلى أن الاستسلام المفاجئ وغير المتوقع لجيش النظام هو جزء من تاريخ طويل للجيوش القوية ظاهريا والهشة داخليا التي تنهار بسرعة أمام تقدم الثوار، فقد انهار الجيش الأفغاني في أفغانستان سنة 2021 في غضون أشهر مع صعود طالبان إلى السلطة، وقبل ذلك انهار الجيش العراقي مع استيلاء تنظيم الدولة على معظم أنحاء البلاد سنة 2014، وفي العام نفسه، استولى الحوثيون في اليمن على العاصمة صنعاء في غضون أيام فقط وسرعان ما أطاحوا بحكومة عبد ربه منصور هادي.

وحدثت نفس الظاهرة في جمهورية أفريقيا الوسطى سنة 2013، عندما أطاح ائتلاف سيليكا للمتمردين بالحكومة في غضون أشهر، واستولى على العاصمة بانغي دون مقاومة تذكر، وهرب رئيس البلاد المحاصر، فرانسوا بوزيزيه، إلى الكاميرون، وفي الجنوب في زائير، انهارت قوات موبوتو سيسي سيكو سنة 1997 عندما اجتاح تمرد من الشرق البلاد، ومع اقتراب المتمردين من قصره في الغابة، فر موبوتو إلى المغرب.

وأفادت المجلة أنه من المستحيل التنبؤ بتوقيت الانهيار؛ ولكن يمكن دائما فهرسة أسبابه؛ حيث تتكرر نفس العوامل التي تهدم الجيوش التي تحارب حركات التمرد.

وبحسب المجلة؛ العامل الأول هو الإقصاء العرقي، فغالبا ما تملأ الحكومات جيوشها بأبناء عرقهم، ورغم مزايا هذا النهج في "حماية الأنظمة من الانقلابات"، ولكن في الحروب الأهلية ذات البعد العرقي، غالبا ما تكون القوات الحكومية من مجموعة والمتمردون من مجموعة أخرى، وتؤدي هذه الممارسة حتما إلى استياء متزايد بين تلك المجموعات الأخرى المهمشة.

ففي زائير في أوائل التسعينيات، كان نصف جنرالات الجيش ينحدرون من مقاطعة موبوتو نفسها، وثلث هؤلاء كانوا من أبناء مجموعته العرقية الصغيرة نسبيا، وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، كانت إحدى المظالم الرئيسية للمتمردين هي أن الحكومة رفضت دمج بعض المجموعات العرقية في الجيش، وقد شعر الحوثيون في اليمن أن مخاوفهم تم تجاهلها في عهد هادي، وقبل ظهور تنظيم الدولة كان الجيش العراقي في عهد رئيس الوزراء نوري المالكي يهمش السنة، وفي الجيش الوطني، كان الطاجيك يمثلون أكثر من ثلثي القادة، رغم أنهم كانوا يشكلون ربع السكان فقط.

وفي سوريا، كان حوالي 70 بالمئة من جميع الجنود و80 بالمئة من جميع الضباط من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، رغم أن هذه الطائفة لا تشكل سوى 13 بالمئة من السكان، وكانت هيمنة العلويين شبه كاملة في الحرس الجمهوري، وهي مجموعة الحماية الخاصة التي كان يقودها أحد أشقاء الأسد.

وأضافت المجلة أن العامل الثاني هو الفساد، وهو عامل أساسي في تآكل الجيوش، فالحكومات الضعيفة لا تستطيع في كثير من الأحيان تحمل الرواتب اللازمة لشراء ولاء قواتها، لذا فهي تتسامح مع الكسب غير المشروع أو تشجعه عن غير قصد.

ففي الجيوش اليمنية والعراقية والأفغانية، لم تذهب الترقيات إلى الأكثر تأهيلا بل إلى أولئك الذين لديهم علاقات أو على استعداد لدفع رشوة، وكانت جداول الرواتب مليئة بآلاف "الجنود الوهميين"، وهي مناصب غير موجودة تم إنشاؤها للسماح للقادة باختلاس الرواتب، وفي أفغانستان، اشتبه في قيام ضباط فاسدين في القوات الجوية بتهريب الأفيون والأسلحة، وكان العديد من قادة الجيش الأفغاني من أمراء الحرب الذين كانوا متحالفين مع طالبان في السابق وكان ولاؤهم للبيع لمن يدفع أكثر.

وقد كان جيش النظام أيضا مليئا بالفساد، بدءا من جمع الرشاوى الصغيرة من سيارات المارة، إلى مؤسسة بمليارات الدولارات تنتج وتبيع الكبتاغون.

وقد أدى فساد الجيوش إلى تفاقم مشاكل السكان الذين يعتمد المتمردون على دعمهم، كما أنه جعل الجيوش أقل فعالية مع تحول الموارد بعيدا عن الاستثمار في الأسلحة والمعدات ورواتب الجنود، وكما قال مسؤول أفغاني حول انهيار الجيش الأفغاني: "لم يكن أحد يريد أن يموت من أجل أشخاص يسرقون البلاد"، وقد ثبتت صحة الأمر نفسه في سوريا؛ حيث لم يكن الوعد الذي قطعه الأسد في اللحظة الأخيرة بمنح الجنود السوريين زيادة في الرواتب بنسبة 50 بالمئة كافيا لإحياء الروح المعنوية.

وأشارت المجلة إلى أن العامل الأكثر تأثيرا وراء الانهيارات العسكرية الأخيرة هو فقدان الرعاة الأجانب، فعادة ما تحتاج الحكومات الضعيفة إلى المساعدة في الحفاظ على السيطرة على الأراضي، وعندما ينسحب الرعاة الخارجيون من المشهد يكون هذا هو المسمار الأخير في نعش تلك الحكومات.



فلم يكن من قبيل المصادفة أن ينهار جيش زائير بعد الحرب الباردة عندما لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى موبوتو، وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، وعندما كان الجيش اليمني على وشك الانهيار، رفضت الولايات المتحدة توسيع نطاق دعمها لمكافحة الإرهاب ليشمل محاربة الحوثيين. وبالمثل، في كل من العراق وأفغانستان، كان انسحاب القوات الأمريكية هو ما عجل بانهيار الجيش.

وقد كان السبب المباشر لانهيار الجيش السوري هو الانخفاض الحاد في الدعم الخارجي؛ فقد كانت روسيا مشغولة في أوكرانيا، ولم تكن قواتها الجوية قادرة على تكرار وابل الضربات الجوية التي أنقذت الأسد في 2015، أما حزب الله فكان يترنح من الضربات الإسرائيلية ضده في لبنان، ولم يعد قادرا على توفير المقاتلين الذي كان لديه من قبل، وكانت إيران أيضا تلعق جراحها من الضربات الإسرائيلية وسرعان ما سحبت قواتها العسكرية من سوريا.

وختمت المجلة التقرير بقولها إن جيوش الحكومات غالبا ما تكون نماذج مصغرة لأنظمتها، ومثلها مثل جيش النظام السوري، حيث كانت الدولة السورية هشة بسبب سنوات من الفساد والإقصاء، وبالكاد كان الدعم الخارجي يساندها، وإذا أعدنا النظر، فإن اللافت لم يكن سرعة سقوط النظام بل المدة التي تمكن فيها من الصمود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجيش المعارضة الأسد النظام الأسد المعارضة جيش النظام صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش النظام لم یکن

إقرأ أيضاً:

هآرتس: سياسة التجويع تنهار ونتنياهو يخضع للضغوط الأميركية والدولية

قالت صحيفة هآرتس إن صور حرب التجويع التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة، والتي وصلت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر شاشات "فوكس نيوز"، أجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التراجع عن هذه السياسة التي انتهجتها حكومته طوال الأشهر الماضية.

وفي مقال تناول وضع إسرائيل الحالي، قال المحلل العسكري البارز للصحيفة عاموس هرئيل إن نتنياهو رضخ للضغوط الأميركية والدولية، وفي مقدمتها الرئيس ترامب، الذي لم يعد قادرا على تجاهل صور الأطفال المجوعين، مما أدى إلى تحول حاد في السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة.

وأشار إلى أن الحكومة التي كانت تصر حتى وقت قريب على السيطرة الكاملة على المساعدات وتمنع إدخالها إلا عبر مراكز التوزيع العسكرية التي تشرف عليها، اضطرت مؤخرا لفتح ممرات إنسانية، والسماح بإسقاط مساعدات من الجو، وبدء تنسيق مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر الأردني والمصري.

ويؤكد هرئيل أن هذا الانقلاب في الموقف الإسرائيلي حتى وإن كان تكتيكيا، فإنه يعكس فشلا ذريعا في السياسة التي سوقتها إسرائيل طيلة الشهور الماضية باعتبارها أداة ضغط على حماس، لكنها انتهت بكارثة إنسانية هزت صورة إسرائيل عالميا ودفعت حتى أقرب حلفائها للتحرك.

وفي محاولته لتفسير موقف الرئيس الأميركي الذي ظل متماهيا مع السياسات الإسرائيلية، يقول هرئيل إن "ترامب بدا في الأيام الأخيرة مرتبكا وغير مترابط في موقفه من الحرب على غزة. فتارة يهدد حماس بقوله إن قادتها "يريدون الموت"، وتارة يطالب نتنياهو بوقف الكارثة الإنسانية في القطاع، إلا أنه لم يعد بمقدوره تجاهل الصور المروعة للأطفال الجياع في غزة".

ويقول "مع أن ترامب معروف بعدم صبره على التقارير الاستخباراتية، إلا أنه يتأثر بعمق بما يُعرض على شبكته المفضلة "فوكس نيوز". وحينما بثت الشبكة صورا قاسية من غزة، بدأ يتدخل بشكل مباشر، ووجه رسائل لنتنياهو تطالبه باتخاذ خطوات عاجلة".

تصريحات متناقضة

ويرى المحلل العسكري أن نتنياهو اعتقد، بعد انتهاء الدورة الصيفية للكنيست، أنه بات في مأمن من الضغوط الداخلية، وأن حكومته قد ضمنت استمرارها على الأقل حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، لكن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ولا سيما المجاعة التي بدأت تأخذ طابعا كارثيا، قلبت الطاولة عليه.

إعلان

ويوضح بالقول إن نتنياهو يصرح بأمور كثيرة ومتناقضة لمختلف الأطراف، فقد طمأن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بالانسحاب من الائتلاف احتجاجا على تسهيلات إسرائيلية في نقل المساعدات لغزة، بأن النصر العسكري قريب. في الوقت ذاته، منح عائلات الأسرى أملا مقيدا باحتمال التوصل إلى صفقة تشمل تحرير نصف الرهائن الأحياء (10 على الأقل) وبعض الجثث (قرابة 15).

ويبرز هرئيل تناقض وعود نتنياهو لشركائه في اليمين المتطرف بأن هذه التنازلات مؤقتة، وأنه قريبا، بعد "استرضاء ترامب"، سيعود لشن هجوم حاسم على حماس، ويقول "هل من الممكن أن تغرق إسرائيل غزة بالمساعدات من جهة، بينما تخطط لهجوم عسكري من جهة أخرى؟".

ويشير هرئيل إلى أن هذا التناقض يعكس هشاشة الموقف الإسرائيلي، حيث لا تزال الحكومة تتصرف كما لو أنها تتحكم في سير الأحداث، بينما الواقع الإقليمي والدولي يفرض عليها خطوات متسرعة.

كما يشير إلى الانهيار الدبلوماسي الذي تواجهه إسرائيل بعد إعلان بريطانيا وفرنسا نيتهما الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما يعتبره تغيرا نوعيا في المواقف الغربية بسبب تجاهل الحكومة الإسرائيلية للتحذيرات الدولية منذ أشهر من مجاعة وشيكة، وهو ما أكده حتى بعض الجنرالات المتقاعدين ووزراء في الحكومة.

هل تغيرت السياسية الإسرائيلية؟

ويحاول المحلل العسكري تحليل المشهد في الحكومة الإسرائيلية في ظل الوضع الحالي، فيتحدث عن موقف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الذي يقول إنه يدعم صفقة تبادل الأسرى ويؤمن بأن الجيش قادر على احتواء التهديد القادم من غزة دون سحق حماس كليا.

ويشير هرئيل إلى أن هناك من يعتقد في قيادة الجيش أن تجربة الجنوب اللبناني مع حزب الله -الذي لا يزال أقوى من حماس رغم هزيمته الأخيرة- يمكن تكرارها في غزة: تموضع عسكري، مع هجمات محددة، دون إدارة القطاع بالكامل.

وإذا لم يؤخذ برؤية الجيش، فإن زامير يُفضل -حسب هرئيل- اتباع إستراتيجية استنزاف لمحاصرة ربع مساحة القطاع، حيث تتركز القوة المتبقية لحماس. ويتحدث هرئيل عن تسريب متعمد مطلع الشهر حول نية الجيش استدعاء مقاتلي الاحتياط لـ74 يوما، كإشارة إلى التكلفة البشرية العالية لأي غزو بري شامل لغزة.

ويبرز هرئيل في المقابل التناقضات داخل هذه الحكومة والتي تعمق الأزمة داخلها، حيث تواصل أحزاب اليمين المتطرف داخل الحكومة، مثل تلك التي يقودها سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعديل أهداف الحرب وتوقيتاتها بما يخدم أجندات طويلة الأمد. ويعلق على ذلك بالقول "إنهم جاؤوا للتهجير والتوطين، وسيبقون للحرب الأبدية".

ويرى أن الحرب على غزة أصبحت غطاء لسياسات الضم في الضفة الغربية، وإعادة إطلاق خطط الانقلاب القضائي.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: سياسة التجويع تنهار ونتنياهو يخضع للضغوط الأميركية والدولية
  • ابنة لطفي لبيب تنهار من البكاء: بابا مشي ادعو له بالرحمة (خاص )
  • لا تتحدث مع أحد| فى 24 ساعة.. سارة خليفة مذيعة المخدرات تنهار بمحبسها
  • أوروبا تستعد للحرب: إعادة بناء البنية التحتية لتسريع حركة الجيوش
  • مجلة أمريكية: فيديو طاقم سفينة “إتيرنيتي C” يشعل ارتباكًا في واشنطن وتل أبيب
  • نيوزويك : مشاهد طاقم سفينة اتيرنيتي تصيب واشنطن وتل ابيب بالارباك
  • لوبوان: هل فرنسا سببٌ في الصراع بين كمبوديا وتايلند؟
  • بعد موجة الحرّ القوية.. إليكم حال الطقس خلال الأيام المقبلة
  • رولا سعد تنهار على الهواء بسبب طوني خليفة.. شاهد
  • فيروز تنهار بعد وفاة نجلها زياد الرحباني