أكّد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، خلال كلمته بالندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، أهمية دور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري وحماية المجتمع من التحديات الفكرية الراهنة. وجاءت الندوة، التي عُقدت بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف تحت عنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، بحضور نخبة من علماء الدين والمفكرين والباحثين.

استهلَّ وزير الأوقاف كلمته بالإشادة بجهود دار الإفتاء المصرية في تنظيم هذه الفعالية الدولية، معربًا عن تهنئته لفضيلة مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد. وأشار الأزهري إلى أن الفتوى ليست مجرد نصوص دينية تُقرأ أو تُنقل، بل هي عملية تفاعل فكري عميق مع واقع الناس وقضاياهم، بهدف استنباط حلول متجددة تُلبي متطلبات العصر وتواكب تغيراته.

وأوضح الأزهري أنَّ تحقيق الأمن الفكري يتطلب فهماً دقيقاً للواقع الاجتماعي ومتغيراته، مشددًا على ضرورة أن يستلهم العلماء منهج السلف الصالح، الذين كان لهم باع طويل في التفاعل مع أحوال الناس وظروفهم. واستشهد بقول الإمام الشافعي: "ظللت عشرين سنة أطلب أيام الناس"، مؤكدًا أنَّ دراسة الواقع تُعدّ أساسًا لبناء فقه معاصر يُسهم في استقرار المجتمعات وحمايتها من الأفكار المنحرفة.

كما تناول الوزير الدور المحوري للمفتي في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تنتشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن هذه الوسائل أصبحت ساحة لترويج الفتاوى المضللة التي تهدد استقرار المجتمعات. 

ودعا إلى تطوير منظومة الإفتاء لتصبح أكثر ارتباطًا بالقضايا الحياتية، وتقديم حلول فكرية تسهم في تعزيز الأمن الفكري.

وأشار الدكتور الأزهري إلى الجهود المبتكرة لمركز "سلام" لمكافحة التطرف، الذي يتبع دار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أنه نموذج يحتذى به في تقديم حلول فكرية مبتكرة تتصدى للأفكار الهدامة.

 وأثنى على دور المركز في حماية الشباب من التأثير السلبي للأفكار المتطرفة وتوفير بيئة فكرية مستقرة تدعم تماسك المجتمع.

وفي ختام كلمته، دعا وزير الأوقاف إلى ضرورة وضع معايير وضوابط واضحة لتطوير منظومة الفتوى، بما يحقق الثقة في المؤسسات الدينية الرسمية ويواجه تحديات العصر الفكرية والاجتماعية. 

وأكد دعمه الكامل لجهود دار الإفتاء المصرية، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الندوة في صياغة توصيات جادة تُرسخ الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية وتدعم مواجهة التحديات الفكرية الحديثة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمن الفكري الأفكار المنحرفة وزير الأوقاف الندوة الدولية لدار الإفتاء المزيد الإفتاء المصریة وزیر الأوقاف الأمن الفکری

إقرأ أيضاً:

هل الدعاء بـربنا يكفينا شرك يعتبر ذنبًا؟.. أمين الفتوى يجيب

أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال سوسن من السويس تقول فيه: «قريب مش كويس معنا ويكره لنا الخير وكل ما أشوفه أقول في سري ربنا يكفينا شرك، هل علي ذنب؟»، موضحًا أن مثل هذه الصيغة لا ذنب فيها، لأنها تعني أن الإنسان يفوض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى ويطلب منه أن يبعد عنه الشر.

وأوضح أمين الفتوى، خلال لقاء تلفزيوني اليوم الأربعاء، أن المهم في هذه الصيغة ألا يقتصر الدعاء على شخص بعينه، بل يكون بصيغة عامة تشمل أي شر محتمل من أي شخص دون تحديد، لأن ما يظنه الإنسان أحيانًا قد لا يكون حقيقيًا وقد يكون مجرد ظن أو شك.

وأشار الدكتور شلبي إلى أن تحويل الدعاء إلى صيغة عامة يعني أن الإنسان يلجأ إلى الله عز وجل للحماية من الشر بشكل شامل، ولا يكون هذا ذمًا لأي شخص أو توجيه شر له، بل هو وسيلة للحماية والتوكل على الله، وهو أمر مشروع شرعًا.

وأكد أن الصيغة العامة للدعاء تساعد على تفادي أي خطأ في الظن، وتضمن أن يكون الإنسان متوكلًا على الله في حماية نفسه من أي سوء، مع التوجه بالدعاء بشكل صحيح يبعد عنه كل شر ويصرف عنه السوء بإذن الله تعالى.

«حسبان من السماء».. خالد الجندي يوضح معنى العذاب المُنَزَّل بحساب ولماذا لا يهلك الكون كلهبعد تصريحات الفنانة شمس .. الإفتاء توضح حكم إقامة المرأة مع طليقها في بيت واحد بعد الإنفصال

هل يجب الإلتزام بكل أفعال النبي ومالمقصود بالبدعة ؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية في حديث فقهي موسَّع رؤيتها لمعنى البدعة والتمييز بينها وبين ما يُعرَف بالسنة الحسنة، مؤكدة أن الخلاف بين العلماء في هذا الباب كان نابعًا من اختلافهم في تحديد نطاق المفهوم ومدلوله الشرعي.

وأشارت الإفتاء إلى أن طائفة من العلماء اتجهت إلى توسيع معنى البدعة، معتبرة أنها تشمل كل ما استجد بعد عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء تعلّق بالعبادات أو المعاملات، وبغض النظر عن كونه محمودًا أو مذمومًا، واستند أصحاب هذا الاتجاه إلى حديث من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وعدوا من أمثلة ذلك صلاة التراويح جماعة كما وصفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله نعمت البدعة هي، إضافة إلى ما استحدثه المسلمون بعد ذلك من مؤسسات خدمية وتعليمية تعود بالنفع على المجتمع.

 وقد تبنى هذا الاتجاه عدد من العلماء كالإمام الشافعي والعز بن عبد السلام والنووي وغيرهم، واعتبروا البدعة الحسنة مرادفة للسنة الحسنة التي يُقصد بها كل أمر مستحدث ينسجم مع مقاصد الشريعة.

طباعة شارك الدكتور محمود شلبي الإفتاء ربنا يكفينا شرك

مقالات مشابهة

  • ما حكم الزكاة على المال المدفوع مقدمًا لإيجار شقة؟.. الإفتاء توضح
  • مبادرات جديدة لتعزيز الأمن الفكري وتنمية الخطابة في الأحساء
  • هل يجوز للوالد كتابة كل ممتلكاته لبناته فقط دون إخوتهم؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل الدعاء بـربنا يكفينا شرك يعتبر ذنبًا؟.. أمين الفتوى يجيب
  • وزير الخارجية يبحث مع مدير عام «الفاو» تعزيز التعاون ودعم أمن الغذاء العالمي
  • دين الله وسط.. أمين الإفتاء يحذر من التشدد في إصدار الأحكام والفتاوى
  • أمين الإفتاء يحذر من مراهنات الألعاب الإلكترونية: يجب مراقبة الأبناء
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • حكم غلق العين في الصلاة من أجل الخشوع.. الإفتاء: يجوز في حالة واحدة
  • سبب إنشاء المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية