محمد نبيل يكتب: ضي ورامبو وسنو وايت .. مصر تنير مهرجان البحر الأحمر
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
لم يراوغ المخرج يسري نصر الله، حينما أعرب عن سعادته بتسليم جائزة تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام تحديدا، وسط حالة الإنتعاشة التي تحيط بالسينما المصرية على كافة المستويات، وبالنظر لما تم انجازه خلال 2024، سواء على مستوى المشاركة في المهرجانات، وحصد الجوائز، أو جني إيرادات كبيرة في شباك التذاكر المصري أو في السوق الخليجي، سوف ندرك أننا نسير بخطى سينمائية ثابتة وواثقة، نحو مزيد من الأمل في غد أفضل وأكثر اشراقا.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن يؤكد انطوان خليفة مدير البرامج العربية والكلاسيكية بمهرجان البحر الأحمر السينمائي عن تميز السينما المصرية هذا العام، بل أنه لم يترك فرصة سانحة إلا وتحدث عن فخر المهرجان السعودي باحتضان المواهب والأفلام المصرية على أرض جدة، والدور التي دائما ما تلعبه في ثراء جدول المهرجان وتميزه.
وقد انعكس هذا الأمر على تواجد يتخطى التمثيل المشرف لمصر في فعليات "البحر الأحمر السينمائي الدولي" سواء بتكريم منى زكي في حفل الإفتتاح، والتي وجهت تحية خاصة للفن المصري والحضارية الفرعونية في مستهل كلمتها، أو اقامة جلسة حوارية للمخرج محمد سامي، باعتباره أحد رواد الدراما التلفزيونية في العقد الأخير، أو ترميم عدد من الكلاسيكيات، وافتتاح المهرجان بفيلم "ضي.. سيرة أهل الضي" للمخرج كريم الشناوي، أو المشاركة في المسابقة الرسمية واقتناص جوائز مستحقة.
"ضي.. سيرة أهل الضي"
تعاون سينمائي جديد يجمع المؤلف هيثم دبور بالمخرج كريم الشناوي بعد تقديم فيلمها الأول "عيار ناري"، ولكنها هذه المرة تجربة أكثر شجاعة ونضجا، تحمسا لإنتاجها معا تجنبها ظاهريا للمعاير الجذابة الحاكمة لشباك التذاكر، بطل القصة هو طفل ألبينو "عدو الشمس" من أقصى جنوب مصر، لا يتم الإعتماد فيها على أسماء براقة في التوزيع، ولكنها حكاية ملهمة تعطي لفيلم طريق مزيدا من التحديات، والتشكك والأمل، والصدق في قدرة انجاز المهمة التي تدنو من المستحيل.
الفيلم يتماس مع غيره من الأفلام المصرية الطويلة المشاركة في مسابقة مهرجان البحر الأحمر "رامبو" وسنو وايت" في توفير قدر وافر من المساحة للحكي عن المهمشين، الباحثين عن اعتراف مجتمعي حقيقي بعيدا عن نظرات التعاطف والرأفة، مع توجيه "ضي" تحية هي الأبرز في السينما المصرية للملك محمد منير، سواء في استخدام أغانيه على امتداد الشريط السينمائي، وجعلها جزء لا غنى عنه في القصة، أو ظهوره الساحر مع "بدر" بطل الحكاية ومنحه القدرة والاستطاعه على الحلم من جديد.
البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"
لم تكن رحلة صناع فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" المخرج خالد منصور والمنتجة رشا حسني أقل روعة من بطله حسن "عصام عمر"، سنوات أمضاها الثنائي في البحث عن دعم وإيمان بالمشروع، حتى العودة بالسينما المصرية إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في قسم افاق اكسترا، ثم العرض بمسابقة مهرجان البحر الأحمر واقتناص جائزة لجنة التحكيم الخاصة في العرض العربي الأول، صحيح ان الفيلم استقرق ما يقرب من 7 سنوات من الكتابة حتى التنفيذ، ولكنها تجربة جديرة بالسرد يمكن أن تعطي لشباب السينمائيين دليلا عن كيفية العمل على مشروع فيلم صعب، وصلا إلى الشاشة.
شاب بسيط مسالم، يعمل حارس أمن، تزين كلمة القاهرة بذلة عمله الزرقاء، يتفادي الإحتكاك بـ كارم، جاره قوي البنيه، لكنه يتورط في أزمة تعصف بحياته بعدما هجم كلبه "رامبو" على كارم "أحمد بهاء" غليظ الطباع، وهنا يتم وضع رأس الكلب رامبو مقابل عودة ربما مؤقته لحسن إلى حياته بشكلها الطبيعي، تدور رحلة من التخبط في شوارع العاصمة، ورحلة أخرى داخل بطلنا من الخوف والفزع إلى التحلى بقدر أكبر من الشجاعة والمواجهة على كافة المستويات.
"سنو وايت"
استحقت الدكتورة مريم شريف بطلة فيلم "سنو وايت" التتويج بجائزة أفضل ممثلة، بعد المنافسة الشرسة ضمن مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والتي نالت تقديرا لافتا عن شخصية إيمان من حضور المهرجان ورئيس لجنة التحكيم المخرج الكبير سبايك لي، بعد تألقها في تقديم تمثيل رائع لـ قصار القامة هو الأقوى في السينما المصرية، والأكثر إيلاما وإلهاما لما تعاني منه يوميا، بداية من الوصول لعملها، وحتى رغبتها في الحب، التقدير، دون العزف على أوتار استجداء التعاطف المبالغ فيه أو استدراج المشاعر.
في فيلمها الأول قدمت المخرجة تغريد أبو الحسن حكاية تتسم بالجرأة، الصدق والشجاعة، والتمكن من إدارة أغلب الممثلين، مع الخروج لشوارع القاهرة والتصوير في أرجاء العاصمة المزدحمة، بعيدا عن النمطية في تقديم المهمشين من قصار القامة على الشاشة، وهو ما شكل التحدي الأكبر الذي يغلفالفيلم وحياتهم في البحث عن أبسط حقيقهم منطقية وطبيعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جدة مهرجان البحر الأحمر السينمائي فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو فيلم ضي فيلم سنو وايت المزيد مهرجان البحر الأحمر البحث عن
إقرأ أيضاً:
100 جناح و80 عارضاً.. سوق الإعلام العربي ينبض في مهرجان قرطاج
وسط أجواء احتفالية وتوهج فني، افتُتحت مساء الاثنين 23 يونيو 2025 فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في المسرح الروماني بقرطاج، بالعاصمة التونسية، بحضور رسمي وثقافي وإعلامي واسع يمثل مختلف أقطار العالم العربي.
وشارك في حفل الافتتاح وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، أمينة الصرارفي، إلى جانب رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، محمد بن فهد الحارثي، وعدد من سفراء الدول العربية لدى تونس، وممثلين عن الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية، إلى جانب وجوه فنية وإعلامية مرموقة من مختلف أنحاء المنطقة.
وأحيا النجم التونسي صابر الرباعي حفل الافتتاح، مقدّمًا باقة من أشهر أغانيه التي تفاعل معها الحاضرون، قبل أن يفاجئ الجمهور بأداء مؤثر لأغنية من التراث الفلسطيني، في تحية رمزية نالت إعجابًا كبيرًا وسط تصفيق حار ووقوف من الحضور دعمًا لفلسطين.
وتميّزت السهرة الافتتاحية بتكريم كوكبة من الشخصيات الإعلامية والفنية العربية، اعترافًا بإسهاماتهم في تطوير المشهد السمعي البصري العربي. ومن بين المكرّمين: الإعلامية التونسية دنيا الشاوش، الفنان المصري حمادة هلال، الممثلة المصرية مي عمر، الممثلة اللبنانية جوليا قصار، الإعلامية الجزائرية رانيا سيروتي، المخرجة الأردنية رانيا إسماعيل، الإعلامية اليمنية سونيا المريسي، الفنان الصومالي عبد الرشيد محي كالموي.
منصات تكنولوجية وسوق برامج في قلب الحدث
ضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان، افتُتح معرض للتكنولوجيا والتجهيزات الإعلامية الحديثة، بالإضافة إلى سوق للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، شهدت مشاركة نحو 80 عارضًا من مختلف الدول، توزّعوا على أكثر من 100 جناح، ما وفر أرضية غنية لتبادل الخبرات وعقد الشراكات بين المؤسسات الإعلامية.
حضور نوعي ورسالة وحدوية
يحمل مهرجان هذا العام، الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU)، أهمية رمزية خاصة، باعتباره مناسبة لتعزيز التكامل الإعلامي العربي في ظل التحديات السياسية والتكنولوجية المتسارعة التي تواجه المنطقة.
وأكد الحضور الرسمي في كلماته الافتتاحية على ضرورة ترسيخ التعاون الإعلامي وتطوير المحتوى العربي المشترك، بما يخدم قضايا الشعوب ويعزز الهوية الثقافية في مواجهة الاستلاب الرقمي والتغريب الإعلامي.
هذا ويعد المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون من أبرز الفعاليات الإعلامية في العالم العربي وينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية التابع لجامعة الدول العربية ويقع مقره في تونس العاصمة.
وانطلقت أولى دوراته في سبعينيات القرن الماضي بهدف تعزيز التعاون الإعلامي العربي وتكريم التميز في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني كما يوفر منصة لتبادل التجارب والأفكار بين المؤسسات الإعلامية والعاملين في مجالي الإذاعة والتلفزيون.
وتشمل فعاليات المهرجان مسابقات مهنية تمنح خلالها جوائز للأعمال الدرامية والوثائقية والبرامج الإخبارية والثقافية بالإضافة إلى عروض إنتاجية وبرمجية من مختلف المحطات العربية، كما يضم معرضاً للتكنولوجيا الإعلامية يعرض أحدث معدات البث والإنتاج والتقنيات الرقمية وسوقاً للبرامج الإذاعية والتلفزيونية تسهم في تبادل المحتوى بين المحطات.
ويتضمن المهرجان ندوات فكرية ومهنية تناقش أبرز التحديات والفرص في المشهد الإعلامي العربي، ويعتبر المهرجان فرصة سنوية لإعادة تقييم الخطاب الإعلامي العربي وطرح قضايا الساعة المتعلقة بحرية التعبير وتحديات الإعلام العمومي في مواجهة المنصات الرقمية ومكانة الإنتاج العربي في المنافسة الإقليمية والعالمية.