لم يراوغ المخرج يسري نصر الله، حينما أعرب عن سعادته بتسليم جائزة تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام تحديدا، وسط حالة الإنتعاشة التي تحيط بالسينما المصرية على كافة المستويات، وبالنظر لما تم انجازه خلال 2024، سواء على مستوى المشاركة في المهرجانات، وحصد الجوائز، أو جني إيرادات كبيرة في شباك التذاكر المصري أو في السوق الخليجي، سوف ندرك أننا نسير بخطى سينمائية ثابتة وواثقة، نحو مزيد من الأمل في غد أفضل وأكثر اشراقا.



ولم يكن من قبيل المصادفة أن يؤكد انطوان خليفة مدير البرامج العربية والكلاسيكية بمهرجان البحر الأحمر السينمائي عن تميز السينما المصرية هذا العام، بل أنه لم يترك فرصة سانحة إلا وتحدث عن فخر المهرجان السعودي باحتضان المواهب والأفلام المصرية على أرض جدة، والدور التي دائما ما تلعبه في ثراء جدول المهرجان وتميزه.

وقد انعكس هذا الأمر على تواجد يتخطى التمثيل المشرف لمصر في فعليات "البحر الأحمر السينمائي الدولي" سواء بتكريم منى زكي في حفل الإفتتاح، والتي وجهت تحية خاصة للفن المصري والحضارية الفرعونية في مستهل كلمتها، أو اقامة جلسة حوارية للمخرج محمد سامي، باعتباره أحد رواد الدراما التلفزيونية في العقد الأخير، أو ترميم عدد من الكلاسيكيات، وافتتاح المهرجان بفيلم "ضي.. سيرة أهل الضي" للمخرج كريم الشناوي، أو المشاركة في المسابقة الرسمية واقتناص جوائز مستحقة.



"ضي.. سيرة أهل الضي"
تعاون سينمائي جديد يجمع المؤلف هيثم دبور بالمخرج كريم الشناوي بعد تقديم فيلمها الأول "عيار ناري"، ولكنها هذه المرة تجربة أكثر شجاعة ونضجا، تحمسا لإنتاجها معا تجنبها ظاهريا للمعاير الجذابة الحاكمة لشباك التذاكر، بطل القصة هو طفل ألبينو "عدو الشمس" من أقصى جنوب مصر، لا يتم الإعتماد فيها على أسماء براقة في التوزيع، ولكنها حكاية ملهمة تعطي لفيلم طريق مزيدا من التحديات، والتشكك والأمل، والصدق في قدرة انجاز المهمة التي تدنو من المستحيل.

الفيلم يتماس مع غيره من الأفلام المصرية الطويلة المشاركة في مسابقة مهرجان البحر الأحمر "رامبو" وسنو وايت" في توفير قدر وافر من المساحة للحكي عن المهمشين، الباحثين عن اعتراف مجتمعي حقيقي بعيدا عن نظرات التعاطف والرأفة، مع توجيه "ضي" تحية هي الأبرز في السينما المصرية للملك محمد منير، سواء في استخدام أغانيه على امتداد الشريط السينمائي، وجعلها جزء لا غنى عنه في القصة، أو ظهوره الساحر مع "بدر" بطل الحكاية ومنحه القدرة والاستطاعه على الحلم من جديد.



البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"
لم تكن رحلة صناع فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" المخرج خالد منصور والمنتجة رشا حسني أقل روعة من بطله حسن "عصام عمر"، سنوات أمضاها الثنائي في البحث عن دعم وإيمان بالمشروع، حتى العودة بالسينما المصرية إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في قسم افاق اكسترا، ثم العرض بمسابقة مهرجان البحر الأحمر واقتناص جائزة لجنة التحكيم الخاصة في العرض العربي الأول، صحيح ان الفيلم استقرق ما يقرب من 7 سنوات من الكتابة حتى التنفيذ، ولكنها تجربة جديرة بالسرد يمكن أن تعطي لشباب السينمائيين دليلا عن كيفية العمل على مشروع فيلم صعب، وصلا إلى الشاشة.

شاب بسيط مسالم، يعمل حارس أمن، تزين كلمة القاهرة بذلة عمله الزرقاء، يتفادي الإحتكاك بـ كارم، جاره قوي البنيه، لكنه يتورط في أزمة تعصف بحياته بعدما هجم كلبه "رامبو" على كارم "أحمد بهاء" غليظ الطباع، وهنا يتم وضع رأس الكلب رامبو مقابل عودة ربما مؤقته لحسن إلى حياته بشكلها الطبيعي، تدور رحلة من التخبط في شوارع العاصمة، ورحلة أخرى داخل بطلنا من الخوف والفزع إلى التحلى بقدر أكبر من الشجاعة والمواجهة على كافة المستويات.


"سنو وايت"
استحقت الدكتورة مريم شريف بطلة فيلم "سنو وايت" التتويج بجائزة أفضل ممثلة، بعد المنافسة الشرسة ضمن مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والتي نالت تقديرا لافتا عن شخصية إيمان من حضور المهرجان ورئيس لجنة التحكيم المخرج الكبير سبايك لي، بعد تألقها في تقديم تمثيل رائع لـ قصار القامة هو الأقوى في السينما المصرية، والأكثر إيلاما وإلهاما لما تعاني منه يوميا، بداية من الوصول لعملها، وحتى رغبتها في الحب، التقدير، دون العزف على أوتار استجداء التعاطف المبالغ فيه أو استدراج المشاعر.

في فيلمها الأول قدمت المخرجة تغريد أبو الحسن حكاية تتسم بالجرأة، الصدق والشجاعة، والتمكن من إدارة أغلب الممثلين، مع الخروج لشوارع القاهرة والتصوير في أرجاء العاصمة المزدحمة، بعيدا عن النمطية في تقديم المهمشين من قصار القامة على الشاشة، وهو ما شكل التحدي الأكبر الذي يغلفالفيلم وحياتهم في البحث عن أبسط حقيقهم منطقية وطبيعية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جدة مهرجان البحر الأحمر السينمائي فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو فيلم ضي فيلم سنو وايت المزيد مهرجان البحر الأحمر البحث عن

إقرأ أيضاً:

الأردن تؤكد: مهرجان جرش في موعده يوم23 تموز المقبل

يونيو 19, 2025آخر تحديث: يونيو 19, 2025

المستقلة/- أكد المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي أن المهرجان بنسخته التاسعة والثلاثين في موعده لهذا العام وينطلق في 23 من الشهر المقبل ويستمر حتى الثاني من شهر آب وهناك قدرة على التكيف مع أي تغيرات وحفل الافتتاح سيكون باللغة العربية الفصحى.

وأضاف سماوي اثناء جلسة حوارية في صالون أمانة عمان الثقافي الذي ينسقه ويديره محمد الزيود وتنظمه دائرة المرافق والبرامج الثقافية في الأمانة أن شعلة الأردن الثقافية التي يمثلها مهرجان جرش لن تنطفئ وقدر الأردن أن يكون في هذا الوسط الملتهب، لكن بفضل حكمة القيادة الهاشمية وحب الأردنيين لوطنهم وتعامل الأردن بحكمة كبيرة على امتداد 39 عام مع كل الأحداث جعلت منه قادرا على الاستمرار في كل أنشطته الثقافية، مؤكدا امنياته للإقليم بالهدوء والأمن والاستقرار، خاصة للأشقاء في فلسطين وغزة وبذات الوقت السعي إلى المحافظة على استقرار الأردن وأمنه والاحتفال به وبجميع مناسباته.

وبين أن ما يميز مهرجان جرش هذا العام مشاركة أكثر من 37 دولة عربية وأوروبية في فعالياته المختلفة بفرق مختلفة جاءت هذه المشاركات نتيجة تراكمات ثقافية وفنية للمهرجان عبر تاريخه الطويل منذ انطلاقه عام 1981، مشيرا إلى أهمية المهرجان والحراك الثقافي الوطني في الترويج السياحي للأردن وعلى سبيل المثال وصل عدد مرتادي مهرجان جرش في عام 2023 نحو 700 ألف شخص.

وأشار إلى أن مسارح جرش جميعها ستكون حافلة بالفعاليات ومركز الحسين الثقافي في أمانة عمان والمركز الثقافي الملكي ومؤسسة شومان وكافة المؤسسات الشريكة على امتداد الأردن، لافتا إلى أن تفاصيل برنامج المهرجان جاهزة بشكل كامل ويتضمن فعاليات جديدة ومشاركات أكثر من 140 شاعر عربي وأردني ومشاركة فنانين عرب كبار ومثقفين أردنيين وعرب، كما يتضمن برنامج المهرجان المؤتمر الفلسفي الثاني وسمبوزيوم للخط العربي بمشاركة اقليمية وعربية عالية المستوى وتعاون مع اتحاد الكتاب ورابطة الكتاب، إضافة إلى التعاون مع بلدية جرش.

ولفت سماوي إلى أن يميز المهرجان أيضا لهذا العام البعد الشبابي وقد خصص لهذه الغاية مسرح “ارتيمس” والمسرح الشمالي للفعاليات الشبابية التي تشارك فيه 10 جامعات أردنية لتقديم الفلكلور الأردني بنماذج الطلبة.

ونوه إلى أن المسرح الشمالي يستضيف العديد من الفرق المستقلة والمطربين الأردنيين الشباب الذين لهم عدد كبير من المتابعين على السوشال ميديا، إضافة إلى مشاركة فرقة “هارموني” المصرية وهي فرقة قدمت أغنية بمناسبة عيد استقلال الأردن، كما يشارك في المهرجان مشروع بشائر وعبق اللون الذي يهتم بفئة فاقدي البصر وأجنحة لزها والنزلاء وغيرها.

وحول الأمور التنظيمية أكد سماوي وجود فكرة لإلغاء “الباجات” مع حضور إعلامي محلي وعربي واسع، مشيرا إلى أن دور الإعلام مهم في نقل صورة الأردن من خلال مهرجان جرش.

وحول الظروف المحيطة بالإقليم قال سماوي:”لا أحد يزاود على الأردن بحب غزة وأهلها ومواقف جلالة الملك لصالح فلسطين وغزة وأهلها، ومهرجان العام الماضي كان ريعه لصالح أهل غزة، لأنه كان مهرجان تضامني مع غزة”.

وردا على استفسارات الحضور حول عقد المؤتمرات الصحفية مع الفنانين العرب أكد أنه سيكون هناك مؤتمرات صحفية للفنانين العرب لأنها تخدم ترويج الأردن اقليميا ودوليا.

مقالات مشابهة

  • في مهرجان فرق الأقاليم.. عرض "سترة" لقومية سوهاج معالجة درامية لقضايا الأغتراب الإنساني وسط تعقيدات الواقع
  • "سينما 30" و"الإسكافي ملكا" الليلة بروض الفرج والسامر ضمن فعاليات مهرجان فرق الأقاليم المسرحية
  • سوق البحر الأحمر يعلن عن تمديد فترة التقديم للمشاريع السينمائية قيد التطوير أو الإنتاج
  • شعلته لن تنطفئ.. مهرجان جرش سيقام في موعده
  • جائزتان لفيلم سامية بمهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب
  • قومية الغربية تعرض الطريق في افتتاح مهرجان فرق الأقاليم المسرحية الـ47
  • الأردن تؤكد: مهرجان جرش في موعده يوم23 تموز المقبل
  • مصرع شخص وإصابة 6 آخرين في حادث تصادم مروع بطريق سفاجا - الغردقة
  • مصرع شخص وإصابة 6 آخرين في تصادم بطريق سفاجا الغردقة
  • جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني