يمانيون:
2025-12-13@12:10:43 GMT

سوريا ما بعد الأسد

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

سوريا ما بعد الأسد

مقالات

بقلم/ عبد الفتاح البنوس

بخطوات متسارعة أحكمت الجماعات التكفيرية الإرهابية قبضتها على العاصمة السورية دمشق بعد مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد لها صوب العاصمة الروسية موسكو التي يبدو أنها ستكون مقر الإقامة الدائمة للأخير، الخارجية الروسية وفي أول تعليق لها أشارت إلى أن ( الأسد قرر ترك منصبه وغادر البلاد نتيجة مفاوضاته مع عدد من المشاركين في النزاع المسلح )، وبغض النظر عن سيناريوهات مغادرة الأسد وتسليم الجيش والحكومة للجماعات الإرهابية ؛ فإن المهم اليوم هو الحديث عن مستقبل سوريا، وطبيعة النظام الذي سيدير هذا البلد العربي الذي كان يمثل منارة للقومية العربية، وملاذا آمنا للعقول العربية النيرة النظيفة الخالية من مظاهر التدجين والأدلجة والتي أنتجت طيلة السنوات الماضية عدداً من النخب السمجة والساذجة والسطحية في فكرها وثقافتها وتفكيرها ومواقفها وتوجهاتها المثيرة للإشمئزاز.


لقد سقط نظام الأسد ولم يعد يجدي نفعا الخوض في تفاصيل ومعمعات كيف تم ذلك، نحن اليوم أمام واقع جديد يحتم علينا أن نكون أكثر وعيا وإدراكا لما يدور حولنا وما الذي يعتمل للمنطقة من مخططات تهدف في المقام الأول لخدمة كيان العدو الصهيوني، فالمسألة لا ولن تقتصر على إسقاط النظام السوري المنهك المثخن بالجراح الذي وجد نفسه أمام خيار الرحيل وترك البلاد لمجاميع إرهابية مسلحة تدعي الانتماء لسوريا العروبة والقومية، مجاميع من جنسيات مختلفة تم تدريبها وتأهيلها لإدارة سوريا الجديدة، نعم سوريا الجديدة التي ستكون خنجرا مسموما في جسد الأمة العربية في ظل تصريحات قيادة هذه الجماعات المسلحة بإستعدادها للانفتاح على العالم بما في ذلك إسرائيل بإستثناء إيران وحزب الله، وعقب سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مركز البحوث العلمية والمربع الأمني الذي يضم مباني المخابرات والجمارك في العاصمة دمشق والذي جاء متزامنا مع إعلان إذاعة جيش العدو الصهيوني بأن حكومة النتن ياهو قررت احتلال منطقة جبل الشيخ السورية وإنشاء منطقة عازلة، بالإضافة إلى ما أوردته القناة 12 العبرية بشأن توغل القوات الإسرائيلية إلى عمق 14 كلم داخل الأراضي السورية .
كل هذه المعطيات تشير وبكل وضوح إلى أن هذا الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وتركيا والسعودية والإمارات هم من يرسمون اليوم المشهد السوري من خلال تلكم الجماعات الإرهابية المسلحة التي باتت تدير شؤون الحكم في سوريا، وأن هذه الدول تعمل جاهدة على ( فرمتة ) سوريا ومسخ هويتها العربية، والزج بها نحو مستنقع العمالة والخيانة والتطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وإستخدامها كنسق أمني دفاعي عنه، من خلال محاصرتها لحزب الله وتضييق الخناق على مجاهديه، والتحالف مع الكيان الصهيوني للقضاء عليه، في سياق مخطط قذر يستهدف حركات المقاومة الإسلامية المناهضة لمشروع الهيمنة والغطرسة الأمريكي الصهيوني .
لذا لا نستغرب إن سمعنا عن إعلان هذه العناصر الإجرامية الإعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها، وفتح سفارة لها في دمشق وسفارة باسم سوريا في تل أبيب، كل شيء وارد، وخيوط المؤامرة تشير إلى أن المنطقة مقبلة على شتاء قارس جدا، شتاء يحمل معه الكثير من المتغيرات التي ستلقي بظلالها السلبية على مجمل الأوضاع العامة في المنطقة بأكملها، فهذه العناصر الإجرامية تعمل لحساب الصهيونية العالمية، وتحركاتها ومواقفها تصب في خدمتها، وهي في حقيقة الأمر لا تقل تصهينا عن الصهاينة أنفسهم، والأيام المقبلة ستكشف للجميع حجم المؤامرة وأبعادها الشيطانية الشريرة الخبيثة التي يراد لها أن تدخل حيز التنفيذ في المنطقة .
وفي الأخير لا بد من الإشارة إلى جزئية هامة في ما يتعلق بالمستجدات التي طرأت على المشهد السوري، والمتعلقة بمشاعر الفرح والإبتهاج التي طغت على الكثير من أبناء جلدتنا في سياق تعليقاتهم على ما حصل ويحصل في سوريا، والتلويح بإمكانية استنساخ ذلك في اليمن، ولهؤلاء أقول لهم ناصحا : اخجلوا على أنفسكم ولو لمرة واحدة في حياتكم، لقد صرتم بمواقفكم المخزية مجلبة للعار، ومضربا للمثل في الوضاعة والانحطاط، ما حصل في سوريا عار عليكم قبل غيركم، لن يجدي تقسيم سوريا أي نفع لكم، ولن تحصدوا من وراء اصطفافكم خلف الجماعات الإرهابية غير الخزي والذل والمهانة ، أما اليمن فكونوا على ثقة بأن الله يحرسه ويحميه بسواعد أبطاله الميامين، وما حصل في سوريا عصي عليه أن يتحقق في اليمن، وقد جربتم في الحوبان وحصدتم ثمار تجربتكم الحمقاء، تكرار ما حصل بسوريا في اليمن غير وارد، ومن أراد أن يجرب حظه فليجرب، لكن عليه أن يجهز كفنه على كتفه، فالمسألة ليست سهلة لهذا الحد، الأرض اليمنية، أرض طاهرة لا قبول بتدنيسها من قبل شذاذ الآفاق، ومنزوعي الرجولة، اليمن كان وما يزال وسيظل مقبرة للغزاة وكل من يقف معهم ويساندهم، المكتب السياسي لأنصار الله وضع النقاط على الحروف في بيانه الصادر بشأن الأحداث في سوريا، والكرة اليوم في ملعب هذه الجماعات التي بإمكانها تصحيح الصورة المرسومة عنها، والتعاطي مع الواقع الجديد بمسؤولية بعيدا عن المغامرات والممارسات الرعناء والمواقف غير المسؤولة .

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سوریا ما حصل

إقرأ أيضاً:

بيان جديد لمبعوث ترامب: الجماعات المسلحة تهدد العراق

حثّ المبعوث الأمريكي الخاص إلى العراق، مارك سافايا، بغداد على كبح جماح الجماعات المسلحة غير الحكومية، محذرًا من أن العراق سيواجه، في حال عدم القيام بذلك، خطر "التفكك والتدهور" بعد أكثر من عقدين على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

سافايا، رجل الأعمال الأمريكي الذي عُيّن في منصبه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي من قبل الرئيس دونالد ترامب، قال عبر منصة "إكس": "بعد 23 عامًا من سقوط الدكتاتورية، يقف العراق مجددًا عند لحظة حاسمة، وأُتيحت فرصة تاريخية لإعادة بناء مؤسساته وتأمين مستقبل مزدهر".

Twenty-three years after the fall of the dictatorship, Iraq stands once again at a decisive moment. The country was given a historic opportunity to rebuild its institutions and secure a prosperous future. Yet, no nation can succeed while armed groups compete with the state and… pic.twitter.com/RpNZyRorqr — Mark Savaya (@Mark_Savaya) December 11, 2025
وأضاف: "مع ذلك، لا يمكن لأي دولة أن تنجح في ظل وجود جماعات مسلحة تنافس الدولة وتقوض سلطتها، لقد أضعف هذا الانقسام مكانة العراق الدولية، وخنق اقتصاده، وقلّل من قدرته على حماية مصالحه الوطنية". 

ووفق تقرير لشبكة "سي أن أن"، فأن سافايا على يبدو كان يشير في المقام الأول إلى المليشيات المدعومة من إيران في العراق، رغم أنه لم يذكر إيران تحديدًا، والتي تعد جماعات شبه عسكرية قوية، ذات أغلبية شيعية، متحالفة مع نظام طهران، والتي يندمج العديد منها في جهاز الأمن العراقي الرسمي من خلال قوات "الحشد الشعبي"،كما وتلعب هذه الفصائل أدوارًا محورية في السياسة والاقتصاد والأمن العراقي.

وقال سافايا: "بينما يحتفل العراق بالذكرى السنوية الثامنة لانتصاره على داعش، ويُنهي بنجاح الانتخابات البرلمانية، تقع المسؤولية كاملةً على عاتق القادة السياسيين والدينيين في البلاد"، محذرًا من أن القرارات التي سيتخذها القادة العراقيون في الفترة المقبلة، قائلًا: "ستحدد ما إذا كان العراق سيتقدم نحو السيادة والقوة، أم سينزلق مجددًا إلى التشرذم والتدهور".

ورغم ما تضمنته تصريحاته من تحذيرات، أشاد سافايا بجهود الحكومة العراقية على مدى السنوات الثلاث الماضية للحفاظ على الاستقرار من خلال ما وصفه بـ"نهج واقعي ومتوازن جنّب البلاد الصراعات الإقليمية"، لكنه استدرك قائلا: من أن هذا التقدم "يجب ألا يُعرقل"، مؤكدًا أن الاستقرار يتطلب "قيادة مسؤولة، ووحدة هدف، والتزامًا راسخًا بتعزيز الدولة ومؤسساتها".

وذكر: "الخيار الموحد والعقلاني سيرسل إشارة واضحة لا لبس فيها إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مفادها أن العراق مستعد لتبوّء مكانته اللائقة كدولة مستقرة ومحترمة في الشرق الأوسط الجديد"، وأضاف: "البديل واضح بنفس القدر: تدهور اقتصادي، واضطراب سياسي، وعزلة دولية".

وقال سافايا إن إدارة ترامب "على أتم الاستعداد" لمساعدة العراق من خلال ما وصفه بـ"اللحظة المحورية"، وأضاف أن فريقه ملتزم بالعمل عن كثب مع القادة العراقيين "للمساعدة في بناء دولة قوية، ومستقبل مستقر، وعراق ذي سيادة قادر على رسم مصيره في الشرق الأوسط الجديد".

وبالتزامن مع تصريحات مارك سافايا، كشف القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق، جوشوا هاريس، عن إبلاغ مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، بضرورة حماية البنية التحتية من هجمات المليشيات. 

في لقائه مع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ناقش القائم بالأعمال هاريس المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة والعراق، بما في ذلك الحاجة الملحّة للحفاظ على سيادة العراق وحماية البنية التحتية الحيوية من هجمات الميليشيات المرتبطة بإيران. https://t.co/3E5dBASsci — U.S. Embassy Baghdad (@USEmbBaghdad) December 11, 2025
وقالت السفارة الأميركية في منشور على منصة "إكس" إن: "القائم بالأعمال جوشوا هاريس ناقش المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة والعراق، ‏في لقائه مع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، بما في ذلك الحاجة الملحّة للحفاظ على سيادة العراق وحماية البنية التحتية الحيوية من هجمات المليشيات المرتبطة بإيران".

وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز ، عن تسعة مسؤولين أمريكيين قولهم إن واشنطن "تشعر أن بغداد لا تقوم بما يكفي لمعالجة مسألة الفصائل الموالية لإيران، وإن الوقت قد حان لرفع مستوى الضغط الدبلوماسي والاقتصادي بما يضمن حماية مصالح الشركات الأمريكية".

مقالات مشابهة

  • بيان جديد لمبعوث ترامب: الجماعات المسلحة تهدد العراق
  • سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • نجل مفتي سوريا السابق يكشف تفاصيل اعتقال والده.. ماحقيقة إعدامه؟
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • سوريا تُحبط عملية تهريب مخدرات كبيرة.. قادمة من لبنان
  • مصرف سوريا المركزي: لدينا خطة للاندماج في النظام العالمي فور إنهاء قانون قيصر
  • إسرائيل تتغير جذرياً على يد الجماعات الدينية
  • سوريا ترخص أول منظمة معنية بالإرث اليهودي.. ومساع لإعادة الممتلكات المصادرة
  • جغرافيا ملتهبة.. محطات التحول بين سوريا وإسرائيل بعد سقوط الأسد