"روح الروح".. وداعٌ أخير لشيخ المأساة الفلسطينية خالد نبهان
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
تشتدُّ المأساة، وتسن الإبادة أنيابها كل يوم، أمام أمة وشعب لا ينكسر، يأخذ فيها الغصب المحتل كل جميل البسمات والأمان، حتى الدموع جفَّت في حريق هذه الحرب غير المكافئة. وباتت الرُّوح تشتاتق للروح، حتى قضى الله أمره فالتحق الحبيب بحفيدته التي كان كان يحضنها قبل أن يوريها التراب، فاليوم ارتقى اتقى شيخ المأساة الفلسطينية ورمز الصبر والصمود الشيخ خالد نبهان.
استُشهد الشيخ خالد نبهان، المعروف بلقب "أبو ضياء"، صباح اليوم إثر غارة إسرائيلية استهدفت مخيم النصيرات في قطاع غزة، لتكتب نهايته الحزينة التي تمثلت في سلسلة فقدٍ لا تنتهي. "روح الروح"، العبارة التي جعلته أيقونة إنسانية في قلوب الفلسطينيين والعالم، كانت آخر صرخة عشق أطلقها على جثمان حفيدته "ريم" أواخر العام الماضي، واليوم رحل ليكون شاهدًا جديدًا على مآسي هذا الشعب الصامد.
ظهر الشيخ خالد نبهان في نوفمبر الماضي محتضنًا حفيدته "ريم"، التي استشهدت بغارة إسرائيلية على النصيرات، في مشهد هز العالم أجمع. كلماته التي همس بها لجثمانها "روح الروح"، وسط دموع وحزن جعلته رمزا لمعاناة قطاع غزة تحت القصف المستمر.
لم يكن استشهاد "ريم" الحادثة الوحيدة التي مزقت قلب الشيخ، إذ فقد حفيده "طارق" في العدوان نفسه، ليصبح ألم الفقد مضاعفًا. اليوم، لم تمنح الحرب لهذا الجد فرصة البقاء، لتختطفه غارة إسرائيلية جديدة مع عشرات المدنيين، تاركة غزة تبكيه كما بكت حفيدته.
آخر كلماته: "نحن على العهد باقون يا بلادي"
قبل استشهاده بساعات، نشر "أبو ضياء" تدوينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كتب فيها: "نحن على العهد باقون يا بلادي". كلماته البسيطة لكنها عميقة المعنى، عكست روح الفلسطيني المتمسك بحقه في الحياة رغم القصف والموت. ومع أن العهد الذي كان ينادي به توقف اليوم بصمته الأبدي، إلا أن أثره ظل خالدًا.
فقدان أيقونة إنسانية في غزة
لم يكن الشيخ خالد نبهان مجرد جد مفجوع، بل تحول إلى رمز إنساني جسد الحزن الفلسطيني، والصبر على الألم. وفاته اليوم، جعلت قطاع غزة يخسر أحد أبرز وجوه الصمود الشعبي في مواجهة آلة الحرب. لحظة رحيله لم تكن فقط نهاية حكاية إنسان، بل فصل جديد في كتاب المأساة الإنسانية المستمرة في فلسطين.
مخيم النصيرات في مرمى النيران
الغارة التي أودت بحياة الشيخ نبهان كانت جزءًا من سلسلة هجمات عنيفة شنها جيش الاحتلال على مختلف مناطق قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 65 مدنيًا. هذا التصعيد الأخير يضيف صفحات جديدة إلى سجل الصراع الطويل، حيث تستمر العائلات الفلسطينية في دفع الثمن الأكبر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشيخ خالد نبهان روح الروح استشهاد غزة النصيرات المأساة الفلسطينية ريم الاحتلال الاسرائيلي الحرب على غزة فقدان الاحبة
إقرأ أيضاً:
عصام هلال: الجهود المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة رسالة دعم واضحة في مواجهة المأساة الإنسانية
أشاد النائب عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن ووكيل اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشيوخ، ، بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن الجهود المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة تأكيد لموقفها الثابت من القضية الفلسطينية، ورسالة واضحة على التزام مصر تجاه دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة المأساة الإنسانية الناتجة عن الحصار والعدوان.
وأوضح "هلال" في بيان له اليوم، أن مصر نجحت خلال الأيام الأخيرة في تنفيذ حملة كبيرة لإدخال 166 شاحنة مساعدات إنسانية، من خلال معبري كرم أبو سالم وزكيم، تضم مواد غذائية أساسية وأدوية ومستلزمات طبية، بجانب الاستعداد لإدخال 180 شاحنة جديدة إضافية من بينها 137 شاحنة دقيق وذلك في إطار تحرك منظم وسريع يعكس وعي الدولة بحجم الأزمة التي يعيشها سكان القطاع.
وأشار هلال إلى أن هذا التحرك يعكس ليس فقط البُعد الإنساني لموقف مصر، بل يؤكد أيضًا على دورها الإقليمي الفاعل، موضحًا أن ما تقوم به مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الهلال الأحمر المصري، من تنسيق ميداني ولوجستي، يعكس مدى الجدية والاحترافية في إدارة الملف الإغاثي.
وأدان الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن ، بأشد العبارات مصادقة الكنيست الإسرائيلي على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا صارخًا لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، وتُعد محاولة خطيرة لفرض أمر واقع باطل وغير مقبول.
وأكد هلال، أن استمرار هذه السياسات العدوانية سيزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة، ويقوض كل مساعي تحقيق السلام العادل، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الممارسات الأحادية والاستفزازية.
واختتم النائب عصام هلال بيانه بالإشارة إلى أن مصر، قيادة وشعبًا، لن تتخلى عن دورها التاريخي والإنساني في نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن تحركات مصر الميدانية والدبلوماسية ستظل نموذجًا للدعم الحقيقي في مواجهة معاناة الأبرياء.