بعد سقوط الأسد..سوريون في روسيا يخشون الكارثة
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
قالت جورجينا ديراتاني إنها في صدمة، منذ مغادرة الرئيس بشار الأسد سوريا، بعد دخول الفصائل المسلحة دمشق، وتضيف "الجميع يقول لي مبروك، مبروك، لكن بالنسبة لي هذه نهاية سوريا".
تعيش جورجينا وهي سورية مسيحية، 37 عاماً، في موسكو منذ 2002 بعد أن أمضت 15 عاماً أولى من حياتها في دمشق حيث كان والدها يوسف ديراتاني، طبيباً معروفاً.وتقول الطبيبة: "عشنا جميعنا معاً في سلام اليهود، والمسيحيون، والمسلمون، كلهم في الشارع نفسه، كان بلداً رائعاً وكنا نحترم كل الأديان"، قبل أن تنتقل إلى روسيا مع والدتها الروسية، بعد وفاة أبيها. وتتابع "كنت أهنئ أصدقائي بقدوم رمضان وهم يهنئونني بعيد الميلاد المجيد".
كان يعيش في روسيا، نحو 7000 سوري في 2017، بينهم 2000 تقدموا بطلبات للحصول على وضع لاجئ، وفقاً للسلطات الروسية التي لم تنشر أرقاماً رسمية جديدة.
وترى جورجينا أن صدمة انهيار النظام في غضون أيام قليلة في بداية ديسمبر (كانون الأول) أكبر لأن فصائل إسلاموية تسيطر على الوضع. وتقول جورجينا إنها "خائفة جداً" على المسيحيين في بلدها الأصلي، وأن "الإرهابي يبقى إرهابياً، أيا كانت المنظمة التي ينتمي إليها".
وتضيف جورجينا أن كنيسة بناها جدها المعماري أعلنت الأسبوع الماضي إلغاء قداسها الأسبوعي، دون تفسير، للمرة الأولى منذ سنوات. وتسأل "لماذا؟ لماذا فجأة؟".ويعيش ذات الشعور بالخوف، علي ابن اللاذقية غرب سوريا، والذي يعيش منذ عامين في موسكو.
ويقول المهندس، علوي، 33 عاماً، ويدرس للحصول على الدكتوراه: "الذين يحكمون اليوم في سوريا مدرجون على قائمة الإرهاب وهذا يشكل خطراً كبيراً على الأقليات السورية".
ورفض علي ذكر اللقب مشيراً إلى خطر تعريض والديه في سوريا للاضطهاد. ويضيف أن "الجميع خائفون في اللاذقية".
ويقول: "لقد هدموا تماثيل والد بشار الأسد، حافظ الأسد، ودمروا ضريحه. إنهم يحاولون تخويف الناس ويقولون إنهم لن يتوقفوا عند هذا الحد".
ويستشهد برواية لأقاربه في سوريا عن طالبين قُتلا "لأنهما علويان"، ومع ذلك، يقول علي إنه "يتفهم" شعور السوريين بالغضب.
وترى جورجينا أن السوريين "تعلموا التعايش في ظل القوانين السابقة". وتتساءل "ماذا نتوقع الآن؟ أفغانستان ثانية؟". وتضيف الشابة التي كانت تزور سوريا باستمرار "وداعاً للوطن إلى الأبد!".
من جانبه، يعرب علي عن أمله في أن يتولى المجتمع الدولي حماية الأقليات في سوريا وأن تمارس روسيا التي كانت لها علاقات مميزة مع دمشق منذ العهد السوفياتي، دوراً أيضاً.
ويقول علي بأسف: "لا يمكن لروسيا أن تتدخل دون أن يُطلب منها رسمياً المساعدة، ولا يوجد جاد في السلطة في سوريا في الوقت الحالي ليفعل ذلك".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد سوريا روسيا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الكونغرس يصوت اليوم لإلغاء عقوبات قيصر عن سوريا
يصوت الكونغرس الأميركي اليوم الأربعاء على الصيغة النهائية لملحق إلغاء "قانون قيصر"، ليصبح قانونا تُرفع بموجبه العقوبات الأميركية عن سوريا بشكل نهائي ودائم قبل عيد الميلاد.
جاء ذلك في مسودة وثيقة مُعدّة في إطار قانون تفويض الدفاع الوطني، وتطلب مراجعة دورية لأداء الحكومة السورية.
وأشارت مسودة وثيقة إلى أن إلغاء العقوبات يخضع لشروط معينة، منها أن يقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقريرا أوليا إلى لجان الكونغرس خلال 90 يوما، ثم تقارير كل 180 يوما لمدة 4 سنوات.
ونصت المسودة أن على سوريا أن تؤكد أنها تتخذ خطوات ملموسة في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وتحترم حقوق الأقليات، وتمتنع عن العمل العسكري الأحادي الجانب ضد دول الجوار، وتكافح غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتلاحق الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في عهد النظام المخلوع، وتكافح إنتاج المخدرات.
وذكرت أنه في حال عدم استيفاء هذه الشروط خلال فترتين متتاليتين من التقارير، يُمكن إعادة فرض العقوبات.
وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليق العقوبات المفروضة على سوريا ضمن قانون قيصر لمدة 180 يوما.
جرائم وعقوبات
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2019، أقر الكونغرس الأميركي قانون قيصر لمعاقبة أركان نظام الأسد على جرائم حرب ارتكبها بحق المدنيين في سوريا.
ومن شأن إلغاء القانون أن يمهد الطريق لعودة الاستثمارات والمساعدات الأجنبية لدعم الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، التي تأسست في مارس/آذار 2025.
وشكّلت العقوبات الأميركية عقبة كبيرة أمام انتعاش الاقتصاد السوري، ويُعتبر رفعها دليلا على نجاح الحكومة السورية الجديدة.
وفرض قانون قيصر لعام 2019 عقوبات واسعة النطاق على سوريا استهدفت أفرادا وشركات ومؤسسات مرتبطة بالأسد، الذي حكم سوريا بعد وفاة والده حافظ الأسد من عام 2000 حتى إطاحته في 2024.
إعلانوسُميت هذه العقوبات بالاسم الرمزي لمصور عسكري سوري سرب آلاف الصور المروعة التي توثق التعذيب وجرائم الحرب التي ارتكبتها حكومة الأسد.