قال الباحث في شئون الأمن القومي الإسرائيلي، إيهود عيلام، إن "الأوضاع الحالية هي الأنسب لإقامة جمهورية إسرائيلية ثانية، لأنها تجد نفسها في وضع يتعيَّن عليها إعادة اختراع نفسها فيها حتى لا تتلاشى، وهي تحتاج لعلاقات مع دول أخرى، وبالتأكيد مع الولايات المتحدة".

وأوضح الباحث، عبر مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21 بأن "الأزمة الحالية في إسرائيل داخلية في الأساس، ولا يجب على الإسرائيليين أن يتفاوضوا مع العرب والدول الأخرى، بل في الأساس أن يتفاوضوا مع أنفسهم، من خلال وضع الأسس المطلوبة لهذه الجمهورية الثانية" مشيرا إلى أن  رغم محاولة مختلف الأوساط خفض مستوى اللهب في دولة الاحتلال، إلا أن الاضطرابات الراهنة لا تزال مقلقة، والضغط على الكوابح لم يعد".



وأردف: "لكن رغم كل الصعوبات الموجودة الآن، فمن الممكن أن يصل الاحتلال لأعمق نقطة في هذه الأزمة، وقد لا ينجو على أي حال منها، وسيخرج منها أضعف بكثير، ومثل هذا الضعف سيؤثر عليه لسنوات عديدة، ويؤدي لتدهور وضعه الأمني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة". 

وأضاف أن "أولى الأسس المطلوبة أن تنشئ إسرائيل مؤسسات جديدة، وتغير المؤسسات القائمة من أجل تعزيز نظامها السياسي، من خلال تعزيز الضوابط والتوازنات، وحصول الرئيس على مزيد من الصلاحيات، باستخدام حق النقض ضد بعض إجراءات الحكومة، وحتى لا يكون الرئيس قوياً للغاية، يمكن أن يبطل حق النقض هذا بأغلبية كبيرة من أعضاء الكنيست، ربما الثلثين، ويمكن أن يكون هناك مجال لتأسيس برلمان آخر، كنوع من مجلس النواب، وبقاء الكنيست كمجلس الشيوخ، ووضع دستور، رغم أنه ليس حلاً سحرياً". 

وأكد أن "ثاني الأسس المطلوبة تتعلق بتقسيم إسرائيل إلى كانتونات خطوة معقدة وصعبة للغاية، بسبب المصالح المشتركة للجميع مثل الأمن القومي، وصغر حجم الدولة، واندماج مختلف سكانها، وزيادة صلاحيات الهيئات المحلية، وثالثها إنشاء وضع قائم جديد يتعلق بالدين، بحيث تتفق اليهودية الدينية مع اليهودية العلمانية، بحيث يستطيع الأرثوذكس والرعايا المتدينين والتقليديين والعلمانيين واليهود الملحدين مع أتباع الديانات الأخرى، صياغة مفهوم جديد في هذا الصدد". 


وأوضح أن "الأساس الرابع يستدعي مواصلة تنمية العلاقات مع مختلف البلدان، بما فيها الصين، خاصة على المستوى الاقتصادي، مع بقاء العلاقة الأهم على المستوى الاستراتيجي العسكري مع الولايات المتحدة، بحيث تستثمر إسرائيل تعزيز علاقاتها مع الراعي الأمريكي، وهو أمر ليس من السهل القيام به في ظل التغيرات الداخلية الجارية، بما فيها ابتعاد الجالية اليهودية عنها".

وأضاف أن "الأساس الخامس يتطلب تفعيل مزيد من اتفاقيات السلام مع الدول العربية، رغم أن السلام مع مصر مازال باردا إلى حدّ ما، مع وجود مؤشرات إيجابية من سوق الطاقة التي قد تعمل على تدفئة علاقاتهما، مع استمرار هذا السلام "المصطنع" قد يستمر في التعثر إلى حد ما، لكنه مستمر لأكثر من أربعين عامًا، أطول مما سار عليه اليهود في الصحراء تائهين".

ويؤكد المتحدث نفسه، خلال المقال الذي ترجمه "عربي21"أنه "كذلك فإن السلام مع الأردن بارد مثل الصحراء ليلًا، لكن المفارقة أن السلام مع الإمارات العربية المتحدة، يؤتي ثمارًا كثيرة في المجال الاقتصادي، مما سيجعل من السلام الجديد القديم مع الدول العربية عنصرين أساسيين في السياسة الخارجية لجمهورية إسرائيل الثانية".

وأوضح أن "الأساس السادس يرتبط بضرورة حل الصراع مع الفلسطينيين، باعتباره المعضلة التاريخية، وسيكون من الخطأ تجاهل القضية الفلسطينية، ويجب على الجمهورية الإسرائيلية الثانية أن تواجه التحدي الفلسطيني، من خلال الاستثمار ببناء جسور صغيرة، وتعزيز أكبر قدر ممكن من العناصر التي ستساعد تؤدي في مرحلة ما لمفاوضات مع الفلسطينيين لإنهاء الصراع معهم، عبر توطيد التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية، بجانب ردع حماس، وبناء اقتصاد فلسطيني مستقل لا يعتمد على الاقتصاد الإسرائيلي، وتشجيع العناصر المعتدلة بين الفلسطينيين". 


وأشار أن "الأساس السابع يتعلق بإعداد جيش قوي، لأنه في ضوء الأزمة الحالية، والتحديات القائمة لفترة طويلة، سيكون هناك إصلاح هيكلي فيه مع إنشاء جيش الشعب" مذكرا أنه "في ضوء التحديات الداخلية، هناك مجال لتعزيز الشرطة بشكل كبير، وبناء مستشفيات جديدة، وتحسين المستشفيات القائمة، لأن آلاف الإسرائيليين يموتون، ويقتلون كل عام في الحرب البيولوجية الجارية في المستشفيات بسبب العدوى والبكتيريا من جميع الأنواع، والخلاصة هي إعادة بناء المشروع الصهيوني من خلال إقامة جمهورية إسرائيلية ثانية".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسس السبعة  تكشف أن دولة الاحتلال سقطت في نقاط ضعف خلال الفترة الماضية، ولم تتمكن من الخروج منها، وهي اليوم أمام أزمة خطيرة، مما يزيد من المشاكل والعيوب التي تزعجها منذ سنوات عديدة، وساهمت باشتعال الأزمة الحالية، وتفاقمها، مما يعبّد الطريق أمامها لتأسيس مملكة إسرائيل الثانية، بعد أن تم تأسيس المملكة الأولى في 1948، مع أن البعض ذكر أن المملكة الثانية تأسست عقب صدمة حرب 1973، وآخرون ذكروا أنها تأسست عقب الانقلاب الانتخابي في 1977.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الأمن القومي الولايات المتحدة الصين مصر الإمارات مصر الولايات المتحدة الصين الأمن القومي الإمارات صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلام مع من خلال

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: في الرياض صنعوا السلام وفي غزة ذُبحوا

شدد الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جماعية في قطاع غزة، بعد قصف مراكز طبية، واصفا ما حدث بأنه مقدمة لعملية إبادة، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية.

وقال ليفي في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، "قُتل أمس في غزة قرابة 100 شخص، جميعهم أبرياء، باستثناء كونهم فلسطينيين من سكان غزة، وقد قُتلوا على يد الجنود الإسرائيليين"، مضيفا أن "هذه مجرد مقبلات للعملية التي يطمح إليها جيشهم، ونحن نصمت".

وهاجم ليفي في مقاله الذي حمل عنوان "عربات الإبادة الجماعية تسخن المحركات"،  الصمت  حيال المجازر التي تُرتكب في غزة، قائلا "لا أحد خرج ضد ذلك أمس… في الرياض صنعوا السلام، وفي غزة ذُبحوا"، موضحا أن مشاهد جثامين الأطفال في جباليا تتناقض بشدة مع مشاهد المصافحات السياسية في العاصمة السعودية الرياض.


وفي وقت سابق الخميس، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، استشهاد 13 فلسطينيا وإصابة آخرين، بقصف إسرائيلي استهدف عيادة ومصلى "التوبة" في مخيم جباليا شمالي القطاع، بينما ذكرت مصادر طبية لقناة "الجزيرة" أن عدد الشهداء وصل إلى 102.

وأشار الكاتب الإسرائيلي  إلى أن الفلسطينيين "قُتلوا في قصف المستشفى، باستخدام تسع قنابل خارقة، فقط في محاولة لتصفية محمد السنوار، وكل ذلك من أجل عنوان رئيسي في صحيفة ’يديعوت أحرونوت‘"، واصفا ذلك بأنه "واحدة من أخطر جرائم الحرب".

ولفت إلى أن "كل شيء أصبح طبيعيا ومبررا ومشروعا، حتى استهداف وحدة العلاج المكثف في مستشفى خانيونس الأوروبي"، مؤكدا أن "لا شيء يبرر قصفا عديم التمييز لمستشفى، حتى لو اختبأت تحته القيادة الجوية لحماس، أو السنوار نفسه".

وانتقد ليفي بشدة تجاهل الطبقة السياسية في دولة الاحتلال لما يجري في قطاع غزة من مجازر، مشددا على أن "أي زعيم إسرائيلي لم ينبس ببنت شفة، ولا حتى ’أمل اليسار‘ يئير غولان، الذي يدعو فقط إلى إنهاء الحرب من أجل استعادة المخطوفين".

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أن  "ما حدث أول أمس في غزة هو المقدمة لما سيحدث في الأشهر القادمة إذا لم يقم أحد بوقف إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الحملة التي يقودها دونالد ترامب في الخليج تمضي قدما، بينما المسدس الذي يوقف إسرائيل لم يُعثر عليه بعد".

وختم ليفي مقاله بالقول إن "المشاهد من هناك مرة أخرى أحرقت الروح، مرة أخرى عربات الجثث، وأكياس الأطفال البيضاء، مرة أخرى بكاء الآباء الممزق على بناتهم وأبنائهم"، مؤكدا أن "كل ما يحدث في غزة لم يعد له أي تبرير، لأن إسرائيل ليس لديها هدف ولا خطة".


وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.

وتقول منظمات إغاثة، إن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءا في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وقد وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" القطاع بأنه مقبرة جماعية للفلسطينيين، في حين شددت منظمة العفو الدولية أن الحصار الإسرائيلي الشامل يعد جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: السلام الدائم والعادل سيظل بعيد المنال دون إقامة دولة فلسطينية
  • ديوان الخدمة المدنية يحتفل بتخريج الدفعة الثانية من برنامج "باحث"
  • الرئيس الفلسطيني يدعو خلال القمة العربية ببغداد لتبني خطة عربية لإنهاء الحرب في غزة
  • الرئيس المصري: إسرائيل تعمل على تحويل قطاع غزة لمكان غير قابل للعيش.. فيديو
  • كاتب إسرائيلي يدعو المعارضة الإسرائيلية لـ إسقاط نتنياهو
  • كاتب إسرائيلي يدعو إلى إسقاط نتنياهو
  • كاتب إسرائيلي: في الرياض صنعوا السلام وفي غزة ذُبحوا
  • من أمام مجلس الأمن.. دولة إسلامية جديدة تعترف بـ”الحوثي” كممثل شرعي لليمن
  • «المصرية للاتصالات» تعلن تفاصيل تأسيس شركة جديدة في دولة الإمارات العربية
  • الذهب ينتعش قليلاً في انتظار مؤشرات أميركية جديدة