تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدولة العربية، في مقره بمنطقة جاردن سيتي بالقاهرة، ندوة فكرية تحت عنوان "حوار حول الفكرة المتوسطية في المشرق العربي"، تحدث فيها الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، والدكتور محمد كمال مدير معهد البحوث والدراسات العربيّة، وأستاذ العلوم السياسيّة في جامعة القاهرة وأدارتها الدكتورة أماني فؤاد أستاذة النقد الأدبي في معهد البحوث والدراسات العربية وأكاديمية الفنون .

 

وخلال الندوة تحدث عفيفي عن مفهوم الفكرة المتوسطية التي تعني الانتماء إلى عالم البحر المتوسط، موضحًا أنها تقوم على رابطة فكرية في الأساس، بالإضافة إلى أبعاد سياسية واقتصادية، ومرتكزات من التاريخ المشترك بين شعوب هذه المنطقة.

واستعرض عفيفي جذور النزعة المتوسطية في المشرق العربي، موضحا ما كان يعنيه البحر المتوسط في أذهان المفكرين في القرن التاسع عشر، مركّزًا على فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، التي شهدت ذروة صعود الفكرة المتوسطية كحركة فكرية في مصر ولبنان، وتداعياتها على الفكر السياسي في تلك الفترة.

كما أشار إلى دور القوى السياسية في مصر تجاه عودة الفكرة المتوسطية في التسعينيات، والتي تم تبنيها في سياق العلاقات بين الحكومات الفرنسية والمصرية لمواجهة "مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تم طرحه في العام 2004 ولاقى غضبا كبيرا من حكومات الدول العربية.

وأشار إلى أن هذا المفهوم شهد تحولًا كبيرًا حينما أصبح أيديولوجيا عقب الحرب العالمية الأولى، في فترة شهد فيها العالم دمارًا واسعًا واستنزافًا كبيرًا. ومن هنا، بدأت المتوسطية كحركة فكرية وأدبية، حيث انطلقت من فرنسا عبر مجلة "كراسات الجامعة" التي ركزت على الانتماء إلى عالم البحر المتوسط وتأثيره في الأدب والفكر حيث امتدت تأثيرات هذه الحركة إلى إسبانيا، ثم إلى تونس والجزائر، وعلى المستوى المصري كان طه حسين خير ممثل لهذه الفكرة في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر".

وأضاف الدكتور عفيفي أن النزعة المتوسطية في إيطاليا نمت مع صعود الفاشية الايطالية التي أتت بموسوليني الذي كان يطلق على  البحر المتوسط لفظ "بحرنا"، مستعيدًا تعبيرًا لاتينيًا قديمًا في إطار محاولاته إحياء مجد الإمبراطورية الرومانية وكان يطمح لجعل البحر المتوسط بحيرة رومانية .

وقال إنه في المقابل، شهدت مصر وبلاد المشرق، مثل لبنان وسوريا، صعودًا للأيديولوجيات والقوميات، مع انتشار الفكر الشيوعي وتأسيس جماعة الإخوان المسلمين. كما ظهرت في لبنان مجلة "فينيقية"، أغلب كتاباتها باللغة الفرنسية، وتناولت الانتماء إلى الماضي الفينيقي وعالم البحر المتوسط، مع رفضها لفكرة القومية العربية، حيث اتسمت نصوصها بجرأة واضحة.

ورغم أن النزعة المتوسطية نمت وتأججت على حساب القومية العربية لفترة، إلا أن الأخيرة استعادت مكانتها مع أحداث ثورة 1936 في فلسطين، التي شهدت تصاعدًا حادًا للصراع الأيديولوجي في المنطقة.

في السياق، أشار الدكتور محمد كمال إلى أن طه حسين عدَّل فكره تجاه المتوسطية بعد توليه عمادة معهد الدراسات والبحوث العربية عام 1961، وهي فترة تولى خلالها هذا المنصب لفترة قصيرة جدًا. وأوضح أن تراجع طه حسين عن تبني الفكرة المتوسطية جاء في سياق التحولات السياسية التي أعقبت نجاح ثورة 23 يوليو 1952.

فقد تبنى قادة الثورة فكر القومية العربية، ما أدى إلى تراجع الأفكار المتوسطية وغيرها من الأيديولوجيات الأخرى. وفي ظل هذا المناخ السياسي، اضطر طه حسين إلى تعديل موقفه من المتوسطية بشكل تكتيكي وسياسي يتناسب مع المرحلة.

وعلى الرغم من هذه التعديلات، ظل هذا الجيل من الرواد، مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، أوفياء لقوميتهم المصرية، محافظين على هويتهم الفكرية والثقافية حتى وفاتهم.

ومن جانبها، قالت الدكتورة أماني فؤاد بأنه قد تنامى ُبعدًا جديدًا إلى فهمنا بمساهمة الحضارة اليونانية الرومانية في تشكيل الحضارة الأوروبية. فبينما أشار مفكرون كطه حسين وسلامة موسى إلى أن هذه الحضارات القديمة كانت مصدرًا للإلهام للأدب والفلسفة الأوروبيين،و ترى الدكتورة فؤاد أن هذه الحضارات قدمت أيضًا أسسًا مهمة لحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وتقدير التنوع الثقافي.

وطرحت الدكتورة فؤاد سؤالًا: كيف يمكن تحويل هذه الأفكار النخبوية إلى سلوكيات وثقافة عامة؟ إن الانتقال من الفكر إلى السلوك يتطلب جهدًا مشتركًا من المثقفين، وصناع القرار، ووسائل الإعلام. يجب أن يتم ترجمة هذه الأفكار إلى برامج تعليمية، ومبادرات مجتمعية، وقوانين تحمي الحريات الأساسية.

تتجاوز أهمية هذه الأفكار حدود الجغرافيا الزمنية والمكانية. فالتأكيد على حقوق الإنسان، وحرية التعبير، والتسامح، هي قيم عالمية تسعى البشرية جمعاء لتحقيقها. إن فهم جذور هذه القيم في الحضارات القديمة يمكن أن يعزز من تقديرنا لها، ويشجعنا على العمل من أجل نشرها في جميع أنحاء العالم. فالحوار بين الحضارات، وتبادل المعارف، هو السبيل الأمثل لبناء عالم أكثر عدالة وسلامًا.

حضر اللقاء عدد من المثقفين والكتاب من بينهم؛ الناقد محمد عبدالباسط عيد،والشاعر أحمد الجعفري، والناقد سيد ضيف الله، والدكتور محمد الطناحي أستاذ التاريخ  في معهد البحوث والدراسات العربية، والكاتبة نهال القويسني.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: معهد البحوث والدراسات العربية جامعة الدول العربية الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ شعوب البحر المتوسط المتوسطية معهد البحوث والدراسات عالم البحر المتوسط الانتماء إلى المتوسطیة فی طه حسین

إقرأ أيضاً:

التعادل السلبي يحسم ديربي البحر المتوسط بين المصري والاتحاد السكندري في كأس عاصمة مصر

حسم التعادل السلبي مواجهة المصري والاتحاد السكندري في "ديربي البحر المتوسط"، في المباراة التي أقيمت على استاد السويس الجديد ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة كأس عاصمة مصر، في لقاء شهد إثارة كبيرة بسبب الأهداف الثلاثة الملغاة.

جاءت المباراة ذات طابع متوسط من حيث المستوى الفني، مع تفوق نسبي للمصري الذي نجح في الوصول لمرمى الاتحاد في أكثر من فرصة، إلا أن تألق محمود عبد الرحيم "جنش" حارس زعيم الثغر منع الفريق البورسعيدي من تسجيل أي أهداف خلال اللقاء.

بشرى لـ منتخب مصر .. الحرس الثوري يهدد مشاركة نجم إيران في مونديال أمريكابعد طلب عاجل من الزمالك .. تأجيل لقاء بلدية المحلة في كأس مصر3 أهداف ملغاة للمصري

شهدت المواجهة حالات جدلية عدة بعد إلغاء 3 أهداف لصالح المصري:

الدقيقة 29: إلغاء هدف لمنذر طمين بداعي التسلل.الدقيقة 51: إلغاء هدف لعبد الرحيم دغموم لنفس السبب.الدقيقة 68: إلغاء هدف ثالث لكريم بامبو بسبب التسلل أيضًا.

واحتسب حكم المباراة 6 دقائق وقتًا بدل ضائع ليُعلن بعدها نهاية اللقاء بالتعادل، ليحصل كل فريق على نقطة واحدة في بداية مشوارهما بالبطولة.

تشكيل النادي المصري

دخل المصري المباراة بالتشكيل التالي:

حراسة المرمى: عصام ثروتالدفاع: عبد الوهاب نادر – محمد هاشم – باهر المحمدي – أحمد أيمن منصورالوسط الدفاعي: بونور موجيشا – محمود حمادةالوسط الهجومي: عبد الرحيم دغموم – حسن علي – منذر طمينالهجوم: كينجسلي إيدو

البدلاء: محمود حمدي – كريم بامبو – أحمد القرموطي – محمد الشامي – عمر الساعي – زياد فرج – أحمد علي عامر – محمود أشرف – أحمد شرف.

أبطال كأس عاصمة مصرمودرن سبورت توّج بالنسخة الأولى من البطولة بعد الفوز على غزل المحلة.سيراميكا سيطر على البطولة بعد ذلك بتحقيق 3 ألقاب متتالية على حساب المصري وطلائع الجيش والبنك الأهلي.جوائز البطولةالبطل: 10 ملايين جنيهالوصيف: 4 ملايين جنيهالثالث: 2 مليون جنيهالرابع: 1.5 مليون جنيه

وتساهم الجوائز المرتفعة في إشعال المنافسة هذا الموسم بين الأندية الباحثة عن تحقيق اللقب.

طباعة شارك المصري البورسعيدي الاتحاد السكندري كأس عاصمة مصر

مقالات مشابهة

  • جورج خباز أفضل ممثل من مهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • التعادل السلبي يحسم ديربي البحر المتوسط بين المصري والاتحاد السكندري في كأس عاصمة مصر
  • مصر تدعو إلى إزالة العوائق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول البحر المتوسط
  • الركاب بأمان.. العثور على يخت إسرائيلي فُقد في المتوسط بعد عاصفة بايرون
  • عيد ميلاده.. قصة طقوس ماجد الكدواني فى هذا اليوم وتعرضه لحادث مؤلم
  • نائب وزير الخارجية يستقبل المفوضة الأوروبية لشؤون البحر الأبيض المتوسط
  • السيسي يستقبل حفتر.. حين تُعيد الجغرافيا تشكيل السياسة وتختبر القاهرة بوصلتها في الغرب
  • قنصل إيطاليا: الإسكندرية عروس البحر المتوسط عن جدارة
  • الساحل التونسي.. اكتشاف فيروس قا.تل يهدد مزارع القاروص بالبحر المتوسط
  • إطلاق شبكة متوسطية جديدة لمنظمات مسارات المشي