أثار قرار رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى- أعلى جهاز في سلطة الحوثيين – مهدي المشاط، بإسقاط عقوبة الإعدام بحق قاتل أدين بقتل المواطن من أبناء محافظة ذمار، سخطاً واسعاً بين أوساط اليمنيين.

 

وحسب المذكر الصادرة عن المشاط، في تاريخ 18 نوفمبر الماضي قضى بإسقاط عقوبة الإعدام بحق قاتل أدين بقتل المواطن "طارق بازل الخلقي"، إلى جانب دفع دية لأولياء الدم من الخزينة العامة للدولة.

 

ووفق الوثيقة الرسمية التي حملت رقم (36) لسنة 1446هـ، فإن قرار العفو شمل إسقاط عقوبة الإعدام الصادرة عن المحكمة الجزائية المتخصصة، والتي أيدتها محكمة الاستئناف وأقرتها المحكمة العليا، والاكتفاء بفترة السجن التي قضاها الجاني، إلى جانب دفع دية لأولياء الدم من الخزينة العامة للدولة.

 

وهو ما آثار سخط قبيلة عنس بمحافظة ذمار التي ينتمي إليها المجني عليه، وأصدرت –الثلاثاء الماضي- بيانًا يستنكرون فيه قرار العفو الخاص الصادر عن المشاط، والذي قضى بالإفراج عن المحكوم عليه إبراهيم حسين أحمد مطير، المتهم بقتل المجني عليه طارق بازل الخلقي عمدًا وعدوانًا.

 

وأعرب أبناء قبيلة عنس في بيانهم – نشر على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي- عن رفضهم القاطع للقرار باعتباره تجاوزًا خطيرًا لسلطة القضاء والقوانين النافذة، ويمثل سابقة تهدد الأمن والاستقرار المجتمعي، خاصة أن القضية قد استوفت كافة مراحل التقاضي.

 

 

وجدد أبناء القبيلة تمسكم بالحكم النهائي للقضاء، والذي ينص على "تنفيذ حكم القصاص بحق الجاني". محذرين من تداعيات القرار الذي قد يؤدي إلى إثارة الفتن والفوضى وزعزعة الأمن في محافظة ذمار.

 

وتوالت ردود فعل اليمنيين، قرار المشاط العفو عن القاتل بدون أي مسوغ قانوني أو مبرر والذي وصفوه بالغريب واعتبروه سابقة خطيرة وتجاوز لسلطة القضاء وانتهاكًا لحقوق أولياء الدم وخرقًا لقرارات القضاء.

 

وفي السياق قال السياسي اليمني المقيم في سويسرا، ياسر اليمني، "لا يحق لا لرئيس ولا لقاضي ولا حتى لرئيس القضاء الأعلى يعفي عن قاتل مجرم حكم عليه بالإعدام لقتله نفس بريئة، فقط من يحق له العفو أولياء الدم".

 

وأضاف اليماني "هذا لم يحصل على مر التاريخ أن تعفو عن قاتل وتتحولوا أنتم أولياء الدم، إلا إذا أولياء الدم تنازلوا علنا عن قاتل أبيهم أو أخوهم أو ابنهم".

 

وتابع " يا أخوتنا في حكومة صنعاء هذا ليس قانون وانما ظلم وتدخل في حدود الله وفي حقوق المظلومين".

 

 

الكاتب الصحفي الموالي للحوثيين محمد المقالح، قال "ليس من حق المشاط أن يعفي عن قاتل صدر عليه حكم الاعدام في قضية جنائية بحتة".

 

وأضاف "هذه هي القوانين التي سعوا إلى تغييرها باسم التغيير الجذري"، في إشارة إلى جماعة الحوثي وتعديلها قانون السلطة القضائية في وقت سابق.

 

 

الناشط مختار المريري، هو الآخر انتقد قرار المشاط وقال "لو كان إلهاً أو نبياً، لن يسقط العدالة ويضعها تحت قدمه، بهذا الشكل". متابعا "وبعد النظر في الدستور، ربما دستور العائلة".

 

الصحفي أحمد الصباحي كتب "الحوثي حامي القتلة، لا يكاد يمر يوم إلا وتقع مصيبة على إحدى قبائل اليمن بسبب ممارسات الجماعة الحوثية، وهذه المصائب لها ارتدادها الكبير عليهم، خصوصًا وأنهم يتجاهلون مطالب الناس ويمارسون العنصرية والدونية بحقهم".

 

وأضاف "قبل أيام، أصدر مهدي المشاط قرارًا بإعفاء القاتل الحوثي إبراهيم مطير، رغم صدور حكم بالإعدام بحقه بسبب قتل طارق الخلقي. أثار هذا القرار غضب مشائخ عنس في ذمار، الذين طالبوا بتحقيق عاجل في دوافعه وتنفيذ الحكم الشرعي".

 

وزاد "لا ننسَ أيضًا قضية الشيخ صادق أبو شعر الذي أُعدم في أحد شوارع صنعاء على يد عناصر حوثية، ولا تزال الجماعة تتستر على قاتليه. وهناك قضية أخرى مشابهة لشيخ من قبائل بني مطر يحاول الحوثي التستر على القاتل والقبائل ترفض ذلك".

 

 

الإعلامي محمد الضبياني غرد بالقول "في عرف الحوثي يتم مكافأة القاتل والمجرم ومنحه امتيازات وعفو وامتهان وإذلال لأهالي المقتول، بل ودفع دية قسرية من أموال الدولة ومقدرات اليمنيين".

 

واضاف "هذا هو الحوثي بمشروعه المصادم للفطرة والعدالة والإنسانية".

 

وقال "من خلال هذه المذكرة التي أرسلها المشاط قرر العفو عن قاتل أقرت كل المحاكم بإعدامه، في دين الحوثي وقانونه الخاطئ، يقول للجميع اقتل وليس لك سوى عفو ومكافأة مجانا".

 

 

في حين قال نايف عوض "من الآن وصاعداً إذا قُتل أحد اقرباءك فقبل أن تذهب للنيابات والمحاكم وتخسر كل ما فوقك وتحتك، عليك أن تذهب أولا إلى المشاط لتسأله هل سيعدم القاتل ام سيعفو عنه، لكي لا يذهب كل تعبك وخسارتك ادراج الرياح".

 

 

القيادي السابق فيما يسمى بالمقاومة الجنوبية عبدالفتاح جماجم يقول "أنا من الناس الذين يطالبون بدعم القضاء واحترامه، لكن كيف يُحترم القضاء إذا أصدر القاضي حكمًا بالإعدام على قاتل، ثم يأتي رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط بكل غرابة ليعفو عنه، ويدفع الدية من خزينة الدولة؟!

 

واعتبر ذلك مهزلة وعار على العدالة، واستهتار بحقوق الضحية وأهلها.

 

 

فيما رمزي خالد فاكتفى بالقول "تصرف فردي من المشاط"، مضيفا "مؤمنين باللّٰه لكن شرع اللّٰه هذا مش موجود عند أصحاب صعدة".


 

 

أما جبريل خولان فقال "أنا من انصار الله ومن محبي المشاط واحترمه كثيرا، لكن إن صحت هذه الورقة فوالله انها كارثة وهزلت، ولم نقدم آلاف الشهداء لأجل نظلم الناس"، حسب زعمه.

 

 

هاني الصالح اعتبر "إلغاء عقوبة إعدام صادرة من القضاء تجاوزًا خطيرًا، خاصة إذا كانت العقوبة تتعلق بحقوق خاصة وليست حقًا عامًا".

 

 

وأضاف "العفو عن مثل هذه الأحكام يتطلب مراعاة القانون وحقوق أولياء الدم، لأن احترام القضاء والعدالة لا يُقبل العبث بهما من أي سلطة".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء الحوثي القضاء حقوق أولیاء الدم عن قاتل قرار ا

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية وأحزاب يطالبون بوقف تدهور حقوق الإنسان بتونس ووضع حد للانقلاب

طالبت منظمة العفو الدولية، بوقف تدهور وضع حقوق الإنسان في تونس وبالتحرك السريع لحث السلطات التونسية على الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفيا، وإنهاء القمع المتصاعد لحقوق الإنسان ،دعوة تزامنت مع بيانات حزبية تونسية مشابهة وذلك بعد مرور أربعة أعوام على إجراءات سعيد الاستثنائية، والتي تعتبرها أغلب الأحزاب والمنظمات "انقلابا" على الديمقراطية والتي تم بمقتضاها حل البرلمان وتجميد أعماله وحل حكومة هشام المشيشي حينها وحل هيئات دستورية تلاها تعليق العمل بالدستور وصياغة آخر.

أوقفوا الانتهاكات
وفي رسالتها قالت العفو الدولية: "أنني أحثكم وحكومتكم على وقف هجومكم على حقوق الإنسان فورًا، والتعهد علنا باحترام سيادة القانون، والوفاء بالالتزامات تونس في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب".     

وأكدت المنظمة أن "البلاد تشهد أزمة حقوقية فمنذ استيلاء الرئيس سعيد على السلطة في 25 يوليو/تموز 2021، شنّت السلطات هجومًا متصاعدًا على سيادة القانون وحقوق الإنسان، مقوّضة بذلك الحق في حرية التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، فضلًا عن الحق في المحاكمة العادلة. بالإضافة إلى ذلك، داست السلطات على حقوق المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء".

ولفتت إلى أنه "خلال الأربع سنوات التي مرت منذ استحواذ سعيّد على السلطة في 25 تموز/ يوليو 2021، عكست السلطات مسار التقدم الذي أحرزته في مجال حقوق الإنسان في أعقاب ثورة 2011 فمنذ نهاية عام 2022، تعرَّض ما يزيد على 80 شخصا، من ضمنهم خصوم سياسيون وقضاة ومحامون وصحفيون ونقابيون ونشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان، للملاحقات القضائية الجائرة و للاحتجاز التعسفي لمجرد ممارستهم لحقوقهم، مثل الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها".

وأشارت إلى أن السلطات بتونس استحوذت على عدة إجراءات تقوّض استقلالية القضاء، مع فرض قيود متزايدة على الحيّز المدني.



قمع واستبداد
وقال حزب "العمل والإنجاز" إن البلاد تعيش في أزمة متعددة الأبعاد باتت تهدد المكتسبات الوطنية وتغذي الصراعات الداخلية وأنه وبعد مرور أربعة أعوام على الانقلاب تصحرت الحياة السياسية وتراجعت الحريات وتم تدجين القضاء".

وأشار الحزب إلى أن "حصيلة سنوات الانقلاب كارثية على جميع المستويات و وهو ما يتطلب وقفة وطنية جامعة للإنقاذ دون إقصاء عبر مبادرة سياسية جامعة".

بدوره قال حزب العمال اليساري، إنه وبعد مرور أربع سنوات من الانقلاب" استفحلت ظاهرة الفساد والرّشوة في كافّة المستويات، إضافة إلى التّدهور القيمي والأخلاقي وتصاعد خطاب الكراهيّة والتخوين والعنصريّة والشماتة علاوة على تحوّل الكذب والنفاق إلى العملة الأكثر رواجا في المجتمع لتشويه الغير والاعتداء على كرامة النّاس وأعراضهم ممّا عمق مظاهر الفرقة والتمزّق المجتمعي".

واعتبر الحزب أن حصيلة أربع سنوات من الانقلاب في المستوى الاقتصادي والاجتماعي هي تعمّق تبعية البلاد وتدهور معيشة الشعب، وأما سياسيا فلم تكن سوى تكريسا لمنظومة الحكم الفردي الاستبدادي، الفاشي والمعادي للحريات" مشددا، على أنه ومنذ اللحظة الأولى لإعلان ما جرى ليلة 25 يوليو/تموز2021 اعتبرها انقلابا وعودة بالبلاد إلى مربّع الدكتاتورية".

مقالات مشابهة

  • انهزام عالمنا غريب!
  • العفو الدولية: 36 امرأة علوية اختُطفن في سوريا خلال أشهر
  • جزائية الحوثيين تصدر حكما بإعدام شخصين بتهمة العمل مع تنظيم "القاعدة"
  • الجماهير اقتحمت الملعب.. الغاء مباراة المصري والترجي التونسي بسبب أحداث شغب
  • جريمة وحشية.. المجلس الوطني لـالمقاومة الإيرانية يندد بإعدام شخصين من مجاهدي خلق
  • علامات قصور القلب التي تظهر في كاحليك.. تعرف عليها
  • المشدد 10 سنوات لأفراد خلية زايد والتجمع لبث فيديوهات قديمة لإثارة السخط العام
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)
  • جوتيريش: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمى
  • العفو الدولية وأحزاب يطالبون بوقف تدهور حقوق الإنسان بتونس ووضع حد للانقلاب