تلقّاها بصدر رحب .. أشهر إهانات روسيا لبشار الأسد
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
سرايا - حفلت السنوات التي سبقت سقوط بشار الأسد، بعدد من الإهانات التي وجهتها روسيا له، وقام بتقبلها بكل أريحية، كما وصف، متنازلا عن سيادة البلاد، كمكافأة منه، لداعمه العسكري الذي ساعده بقتل السوريين وسفك دمائهم، وهو الحليف نفسه، الذي قرر إخلاءه وتهريبه، من القاعدة الروسية في الساعات الأخيرة قبل إعلان السقوط الرسمي.
وتلقى رئيس النظام السوري الفار بشار الأسد، والذي أعلن عن سقوطه وفراره إلى روسيا، في الثامن من الجاري، أكثر من إهانة من حليفه الروسي الذي قدم له الدعم العسكري، طيلة سنوات حربه ضد الثائرين عليه. وكانت هذه الإهانات التي تقبلها الأسد "بصدر رحب" ثمناً لاستقوائه وتسلّحه بالجيوش الأجنبية، لقتل شعبه، كما ذكر في أدبيات الثورة السورية الممتدة لسنوات خلت.
ويشار إلى أن البيان الذي نسب لبشار الأسد، في السادس عشر من الشهر الجاري، والذي تحدث فيه عن ظروف فراره من البلاد، نقل ما يمكن أن يكون آخر الإهانات المعروفة المسجلة، حيث صرّح بأن حليفه الروسي، هو الذي طلب "إخلاءه" من قاعدته العسكرية في حميميم اللاذقانية.
موسكو قررت إخلاءه وتأمين فراره
وورد في البيان المنسوب للأسد أن موسكو "طلبت من قيادة القاعدة، العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا، يوم الأحد 8 كانون الأول" بحسب البيان المذكور. أي أن جيش الأسد لم يطلب ذلك، ولا هو طلب ذلك، بل قوات أجنبية هي التي قررت نقله لتأمين فراره.
وأشهر الإهانات العلنية التي تلقاها الأسد، من حليفه الروسي، بصدر رحب، كان في منعه من التحرك والسير في بلاده، ذلك أن رئيس النظام تنازل عن سيادة البلاد، في مقابل حماية كرسيه، بحسب التعليقات والانتقادات التي انهالت على الأسد، عندما امتدّت يد عسكري روسي، لمنعه من اللحاق بالرئيس الروسي، بوتين، في مشهد "مخزٍ" كما قال عدد من المعارضين السوريين.
باستخدام اليد.. منعوه من السير على أرضه
وتعود أشهر الإهانات الروسية لبشار الأسد، إلى شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2017، عندما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بزيارة إلى قاعدته العسكرية في منطقة "حميميم" التابعة لمدينة "جبلة" اللاذقانية.
وبحسب فيديو حقق انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت، وحين كان بوتين يسير برفقة الأسد، سار الرئيس الروسي قبله بمسافة، بنية إلقاء كلمة بين عناصر الجيش الروسي، إلا أن بشار الأسد حاول اللحاق ببوتين، فقام عسكري روسي، بمنع الأسد من السير وراء بوتين، عبر وضع يده على مرفق الأسد، مانعاً إياه من التقدم، فقام الأسد بكل رضى، بهزّ رأسه موافقاً مستجيبا للمنع.
ومن الجدير بالذكر، أن أشهر الإهانات المشار إليها، لم تقتصر وحسب، على منعه، باستعمال اليد، من اللحاق ببوتين، إذ إن الأسد همّ باللحاق بالرئيس الروسي، لأنه لم يكن يعلم ما عليه فعله، في هذه الأثناء، حيث كان من الواضح أن الروس لم يخبروه بترتيبات الزيارة في الفعالية التي سيحييها بوتين، ولم يقوموا بإجراء أي بروتوكول معه كرئيس، لتحديد فقرات الفعالية، فهمّ باللحاق ببوتين، فمُنِعَ، وكان تقبّله لتلك الإهانة، واضحاً من خلال إيماءة رأسه للعسكري الروسي الذي منعه، مع ابتسامة رضى، حيث وقف الأسد مع بقية حراس الرئيس الروسي وجنوده، منتظرا فراغ بوتين من كلمته.
فوجئ بزيارة مسؤول روسي على باب قصره
في المقابل، ما وصف بتنازل رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، عن سيادة بلاده، في مقابل حمايته من السقوط، كان سببا بقبول أكثر من إهانة من حليفه الروسي، بحسب متابعين، فقد فوجئ الأسد، مرة، ومن على باب قصره، بزيارة مسؤول روسي رفيع، دون أن يعلمه أحد بذلك.
وتعود حادثة الإهانة المذكورة إلى تاريخ الثامن عشر من شهر يونيو/حزيران عام 2016، حيث نشر إعلام النظام صورا للأسد وهو يستقبل سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي في ذلك الوقت، وهو يرحب به قائلا: "أنا سعيد جداً بلقائكم. مفاجأة سارّة!".
إلا أن المفاجأة الحقيقية والمهينة أن الأسد لم يكن يعلم بهوية ضيفه الذي سيقوم بزيارته، فقال له وفي فيديو شهير: "لم أكن أعرف أنكم ستأتون شخصياً!" حيث أقر الأسد بأنه لم يتلق إخبارا من أحد بأن وزير الدفاع الروسي سيقوم بزيارة إلى البلاد، بل فوجئ به على باب قصره، وهذا هو سبب قول الأسد: "مفاجأة" وصفها بالسارة.
"منظر يدعو للشفقة" على الأسد
ويذكر أن مسلسل الإهانات التي تقبلها الأسد بصدر رحب من حليفه الروسي، تعود فصوله إلى أزمان مختلفة، أحدها يعود إلى العشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017، ففي ذلك اليوم، ظهر الأسد في "سوتشي" الروسية، والتقى فيها الرئيس الروسي.
وكان وحيداً من دون وجود أي مسؤول في نظامه، وقام الأسد خلالها باحتضان وعناق الرئيس الروسي، في صورة أثارت سخرية شديدة بسبب الوضعية "المذلة" التي ظهر فيها الأسد، حيث انحنى معانقاً الرئيس الروسي، بشكل يتجاوز الأعراف الدبلوماسية، حيث قام الرئيس الروسي باحتضانه لـ"يبدو في الصورة كأن الأب يحتضن ابنه المذعور ويهدّئ من روعه ويربت على ظهره. منظر يدعو للشفقة على الرئيس" بحسب ماورد في الصحافة العربية.
نقلوه بطائرة شحن إلى موسكو
ومن جملة الإهانات التي تقبلها الأسد، نقله إلى روسيا، بطائرة شحن روسية. حيث أشارت الأنباء في عام 2017، إلى أن بشار الأسد تم "شحنه" بطائرة شحن روسية، أقلعت من مطار القاعدة الجوية الروسية في "جبلة" الساحلية.
ومن الجدير بالذكر، أن خبر سفر الأسد إلى موسكو، بطائرة شحن، لم يقتصر على مصادر محلية أو عربية، فقط، بل نشرته في ذلك الوقت، وسائل إعلام روسية. وعزز ذلك، عدم قيام إعلام الأسد بنفي الخبر، وكذلك فعلت وسائل إعلام حليفه الروسي.إقرأ أيضاً : "لم يولد في أميركا ولن يصبح رئيساً" .. ترامب يرد على منتقدي نفوذ إيلون ماسكإقرأ أيضاً : البرغوثي ليس بينهم .. "إسرائيل" توافق على إطلاق سراح 200 فلسطيني من "السجن المؤبد"إقرأ أيضاً : ترامب: أنتظر لقاء بوتين .. يجب أن ننهي الحرب الفظيعة
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#قيادة#ترامب#اليوم#الصحافة#العمل#الدفاع#باب#الثاني#بوتين#رئيس#الرئيس#موسكو#شهر
طباعة المشاهدات: 1276
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-12-2024 11:23 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: روسيا رئيس موسكو قيادة العمل رئيس شهر الرئيس بوتين الرئيس الرئيس بوتين باب رئيس باب شهر الدفاع الدفاع باب شهر الثاني الرئيس الرئيس الرئيس الرئيس الصحافة روسيا قيادة ترامب اليوم الصحافة العمل الدفاع باب الثاني بوتين رئيس الرئيس موسكو شهر الإهانات التی الرئیس الروسی بطائرة شحن بشار الأسد فی ذلک
إقرأ أيضاً:
روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
وصل وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، إلى روسيا، الخميس، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
ما اللافت؟
تعتبر الزيارة إلى روسيا بعد أشهر فقط على سقوط نظام الأسد، أمرا لافتا، كون الأخير لاجئ في روسيا حاليا، وكانت موسكو حليفته في قمع المعارضة والثورة في سوريا على مدى عقد كامل قبل أن يصبح معارضو الأسد في السلطة اليوم.
ماذا تريد سوريا من موسكو؟
تريد سوريا "تصحيح العلاقة" مع موسكو في الوقت الحالي، كما تريد دعم روسيا في الوصول إلى "سوريا موحدة وقوية" وذلك وسط دعوات لتقسيم البلاد على شكل فيدرالية، إلى جانب نزاعات طائفية مع العلويين في الساحل، والدروز في الجنوب، والأكراد في شمال شرق البلاد.
انفتاح مبكر؟
بعد أشهر فقط على سقوط الأسد، وبالتحديد في نيسان/ أبريل الماضي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أن روسيا تحتفظ بوجود عسكري على الأراضي السورية، وأن حكومته تجري مفاوضات مع موسكو بهذا الشأن، مشيرًا إلى احتمالية تقديمها دعما عسكريا لدمشق.
وأكد في هذا السياق أن حكومته أبلغت موسكو بضرورة التزام الوجود العسكري الأجنبي بالقانون السوري، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحفظ سيادة البلاد وأمنها.
وأشار الرئيس السوري إلى أن موسكو كانت ولا تزال أحد أبرز مزوّدي الجيش السوري بالسلاح، فضلاً عن تقديمها الدعم الفني لمحطات الطاقة. وقال: "لدينا اتفاقيات في مجالي الغذاء والطاقة مع روسيا منذ سنوات، ويجب أخذ هذه المصالح بعين الاعتبار".
ماذا عن تسليم الأسد؟
بشأن الأسد، رفضت السلطات الروسية تسليم الأسد الذي قدم طلب لجوء إلى موسكو "لأسباب إنسانية".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين هو من قرر بصفة شخصية منح حق اللجوء الإنساني للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته.
متى بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا؟
بدأ الدعم السياسي لنظام الأسد منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة شعبية ضد نظام حزب البعث في عام 2011.
وكانت أولى الضربات العسكرية الروسية ضد المعارضة في سوريا في أيلول/ سبتمبر من عام 2015 بطلب من رئيس النظام المخلوع آنذاك بشار الأسد.
وافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة خارج البلاد.
وقال الائتلاف السوري المعارض آنذاك أن الضربات الروسية استهدفت المدنيين، وليس مقاتلين من تنظيم الدولة كما زعمت وزارة الدفاع الروسية.
لاحقا، بدأت روسيا بتعزيز حضورها العسكري في البلاد من ذلك الوقت عبر قواعد برية، وجوية، وبحرية.
ماذا حصل بعد سقوط الأسد؟
سحبت روسيا قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال الساحل لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين حميم الجوية، وطرطوس البحرية.
وبعد أيام من سقوط الأسد، أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية طائرتين على ما يبدو من طراز أنتونوف إيه.إن-124، وهي من بين أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة حميميم وكانت مقدمتاهما مفتوحتين استعدادا للتحميل.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية سورية على اتصال بالروس إن موسكو تسحب قواتها من الخطوط الأمامية وتسحب بعض المعدات الثقيلة وضباطا سوريين كبارا.
لاحقا، ذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن صور الأقمار الصناعية تظهر سحب روسيا أسطولها من قاعدة طرطوس البحرية.
وأظهرت الصور إخلاء روسيا ثلاث فرقاطات حربية وغواصة وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية.
ماذا قالوا؟
◼ قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن هناك فرص عديدة لسوريا موحدة وقوية، ونأمل أن تقف روسيا إلى جانبنا في هذا المسار.
◼ تابع الشيباني: اتفقنا مع وزير الخارجية الروسي على تشكيل لجنتين لإعادة النظر في جميع الاتفاقيات السابقة مع النظام البائد وإعادة تقييمها بما يصب في مصلحة شعبنا.
◼ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو مهتمة بالتعاون مع دمشق وتم مناقشة عمل السفارتين واتفقنا على تشكيل لجنة روسية سورية مشتركة للنظر في المسارات الاقتصادية متبادلة المنفعة.
◼ تابع لافروف بأن موسكو تعارض أن تتحول سوريا إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى.
ماذا عن إيران؟
وليست روسيا وحدها هي من دعم الأسد في وجه المعارضة المسلحة، حيث وقفت طهران بكامل ثقلها خلف الأسد بشكل رسمي، إلى جانب المليشيات الإيرانية المسلحة.
لكن إيران قالت إنها ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، واكتفت بتمني الخير لسوريا وشعبها في ظل الإدارة الجديدة.
وعليه لم تبد أيضا السلطات السورية الجديدة أي رغبة في علاقات سريعة مع إيران، على غرار ما تفعله مع موسكو.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات مقطوعة حاليا بين إيران وسوريا، و"لسنا على عجلة، لإقامة العلاقات".
وأوضح عراقجي، أنه في حين ترى الحكومة السورية، مدى قدرة العلاقات مع إيران، على مساعدة الشعب السوري، فنحن مستعدون للرد على طلبها.
والمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في حينه على احترام بلاده لخيار الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال بقائي إن "مواقف إيران تجاه سوريا واضحة، ومنذ بداية التطورات تم التأكيد على أن إيران تحترم خيار السوريين، وأي شيء يقرره الشعب السوري يجب أن تحترمه جميع دول المنطقة".
وشدد بقائي على ضرورة أن "تكون سوريا قادرة على تقرير مصيرها ومستقبلها دون التدخل المدمر للأطراف الإقليمية أو الدولية، وألا تصبح مكانا لتزايد الإرهاب والتطرف العنيف"، بحسب تعبيره.
ماذا ننتظر؟
ربما تنتقل العلاقات الروسية السورية إلى مستوى جديد إذا قرر الرئيس الشرع تلبية الدعوة الروسية وحضور "القمة العربية الروسية" في موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال لافروف إن موسكو تأمل حضور الشرع إلى القمة.