علامات تدل على إصابتك بالتهاب مزمن
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
يعد الإفراط في الأشياء الجيدة أمرا ضارا في كثير من جوانب الحياة، ولكن بشكل خاص ينطبق في حالة الالتهاب الذي هو وسيلة لمساعدة الجسم على محاربة العدوى. تتمثل مهمة جهاز المناعة في الدفاع عن أجسامنا ضد الالتهابات والأمراض وكل ما هو غريب. جهاز المناعة هو نظام يتكون من مجموعة خلايا وأنسجة وأعضاء تعمل معا.
الالتهاب هو استجابة الجهاز المناعي للمحفزات الضارة، مثل مسببات الأمراض، أو الخلايا التالفة، أو المركبات السامة، أو الإشعاع.
تشبه علامات الالتهاب ضوء محرك السيارة الموجود على لوحة القيادة. فهو يخبرك بأن هناك خطأ ما قد حدث. لكن رد فعلك يجب ألا يكون التخلص من الضوء الموجود على اللوحة، لأن هذه ليست المشكلة. بل عليك بدلا من ذلك أن تبحث عن السبب الذي أدى إلى إضاءة المصباح.
هناك نوعان من الالتهاب: الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن. والالتهاب الحاد هو الأكثر شيوعا بين الناس. وهو عبارة عن احمرار ودفء وتورم وألم حول الأنسجة والمفاصل ويحدث استجابة للإصابة، ويحدث عندما تجرح نفسك. عندما يتعرض الجسم للإصابة، يفرز جهاز المناعة خلايا الدم البيضاء لتحيط بالمنطقة وتحميها.
على النقيض من ذلك، عندما يرتفع الالتهاب إلى مستويات عالية للغاية ويستمر لفترة طويلة، ويستمر الجهاز المناعي في ضخ خلايا الدم البيضاء وإرسال الرسل الكيميائية التي تطيل العملية، يُعرف ذلك بالالتهاب المزمن.
إعلانيُقدر أن واحدا من بين كل 5 أشخاص في المملكة المتحدة وبنسبة متقاربة حول العالم يعانون من التهاب مزمن، ولكن ما الطرق للحد منه؟
علامات الالتهاب الحادهناك عدة أعراض تخبرك بأنك تعاني من الالتهابات، وهي:
ألم في المفاصل. تورم واحمرار المنطقة المصابة. الحمى والشعور بقشعريرة باردة. التعب وفقدان الطاقة. الصداع. فقدان الشهية. الالتهاب المزمنتستمر استجابة جهاز المناعة لديك في حالة الالتهاب المزمن، مما يترك جسمك في حالة تأهب مستمرة. بمرور الوقت، يحدث تدمير وتلف للأنسجة، ويرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الحالات الطبية المختلفة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي واضطرابات القلب والأوعية الدموية.
شاركت لوسيا ستانسبي أخصائية التغذية والدكتورة راشيل بينج ماديك استشارية أمراض الروماتيزم في مستشفى ليستر في المملكة المتحدة صحيفة تلغراف، طرق للحد الالتهاب المزمن.
صرحت لوسيا ستانسبي: "الالتهاب الحاد هو عملية تعافي تمكن الجسم من إصلاح أنسجته والقضاء على مسببات الأمراض".
سواء كنت مصابا بجرح صغير أو نزلة برد، فإن خلاياك تتصرف كما لو أنك تتعرض لهجوم، فيبدأ جهازك المناعي في العمل. الحمى والألم الموضعي والاحمرار والتورم هي علامات تدل على دفاع خلايا الدم البيضاء وهي عنصر حيوي في عملية الشفاء في الجسم.
بمجرد اكتمال هذه العملية، يجب أن يعود الجسم إلى حالته الطبيعية، ولكن عند الأشخاص المصابين في التهاب مزمن، تبقى أجسامهم في حالة تأهب قصوى والخلايا المناعية تعمل في نشاط. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الالتهاب المستمر في حال عدم وجود إصابة أو جسم غريب لمحاربته إلى إتلاف أنسجة وأجزاء سليمة في الجسم، الذي يقود بدوره إلى مجموعة من المضاعفات والحالات المرضية.
توضح ستانسبي: "يميل الالتهاب المزمن إلى أن يكون في مستوى منخفض لكنه ثابت وقد يستمر أحيانا لسنوات. فهو في الأساس محاولة الجسم لإصلاح أو محاربة شيء ما، دون التمكن من ذلك".
إعلانلحسن الحظ، يمكن أن تساعد التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة في تقليص هذا الضرر المحتمل.
ما العلامات التي تدل على أنك مصاب بالتهاب مزمن؟لا يعد الشعور بالتعب والصداع وتشوش الدماغ أمرا غريبا عند مقاومة إصابة أو مرض، ولكن في بعض الأحيان وخاصة عندما تتكرر هذه الأعراض بشكل مستمر تكون ناجمة عن التهاب، وهي مؤشر على أن جسمك يكافح للتغلب على مشكلة خفية.
تشمل العلامات التي تدل على وجود التهاب مزمن ما يلي:
الحمى التعرق الليلي التعب المستمر زيادة أو نقصان غير متوقع في الوزن مشاكل الجلد آلام المفاصل أو العضلات مشاكل الجهاز الهضمي المتكررة مثل الإسهال والإمساك والارتجاع الحمضيإن كونك عرضة للإصابة بالأمراض عامة يعد مؤشرا محتملا آخر على وجود التهاب. تقول ستانسبي: "إذا بدا أنك تصاب بكل أنواع الأمراض، فقد يكون ذلك لأن جسمك في حالة تأهب قصوى بالفعل وبالتالي فإن جهازك المناعي غير مستعد لمحاربة أي عدوى جديدة قد تصل. إذا كنت تصاب بنزلات البرد باستمرار، أو يبدو أنك لا تتعافى منها مطلقا، فقد يكون ذلك علامة على إصابتك بالتهاب مزمن".
ما الأسباب الرئيسية للإصابة بالالتهاب المزمن؟الأسباب الرئيسية للإصابة بالالتهاب هي العدوى والأمراض الالتهابية (عادة ما تكون مرض المناعة الذاتية)، والصدمات القصيرة المدى مثل الجروح والإصابات.
وكما توضح الدكتورة بينغ ماديك: "في بعض الأحيان لا يمكن القضاء على العدوى بصورة كاملة، ولكن الجهاز المناعي يعمل على احتواء العدوى. وينطبق هذا على حالات العدوى مثل السل أو فيروسات الهربس، حيث تكون العدوى كامنة في أجسامنا، إلا أنها يمكن أن تنشط وتؤدي إلى عودة الأعراض مرة أخرى".
تعد الإصابة بعدوى في المعدة (جرثومة أو بكتيريا) مثالا على الطريقة التي يترسخ بها الالتهاب المزمن في الجسم. تقول ستانسبي: "أثناء سفرك إلى الخارج، قد تصاب بعدوى في المعدة، وتؤدي إلى تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء (البكتيريا والفطريات المفيدة التي تعيش في الأمعاء) ونتيجة لذلك، يتراكم الالتهاب تدريجيا في الجسم. وإذا لم تعالج هذه الإصابة ستتفاقم، وقد تقود إلى مضاعفات أكثر خطورة متعلقة بالأمعاء".
إعلانكما أضافت "التوتر هو المحرك الرئيسي للالتهاب المزمن، وذلك لأنه يكون في الجسم حالة فرط في نشاط الكثير من المسارات مما يضعه في حالة استجابة تسمى الكر والفر، التي تؤدي في النهاية إلى حدوث الالتهاب".
تعتقد ستانسبي أيضا أن الالتهاب يمكن أن يكون ناتجا عن عوامل بيئية وعن التعرض للسموم. وتقول: "يمكن أن ينشأ هذا الالتهاب من التدخين. وإذا كنت تعيش في مدينة مزدحمة، فأنت تتعرض أيضا للسموم من الهواء الملوث. وحتى في منازلنا، يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة للعفن أو بعض المنتجات التي تستخدم في المنزل، بما في ذلك الشموع وأجهزة تنقية الهواء، إلى حدوث إصابة بالالتهاب المزمن أو تفاعلات التهابية".
هل يمكن أن يساعد تغيير نظامك الغذائي في تقليل الالتهاب؟هناك أدلة متزايدة على أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والدهنية والكربوهيدرات المكررة واللحوم الحمراء يرتبط بزيادة الالتهاب في الجسم وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
تقول الدكتورة بينغ ماديك: "يمكن أن يساعد تغيير النظام الغذائي الأشخاص المصابين بالتهاب مزمن ضعيف. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يكون النظام الغذائي وحده قادرا على كبح استجابة التهابية قوية".
عموما قد يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات الطازجة والمكسرات والبذور على تقليل الالتهاب.
أيضا ينصح بالحفاظ على صحة ونظافة الفم، فقد صرحت الدكتورة بينغ ماديك: "يُعتقد أن البكتيريا اللثوية Porphyromonas gingivalis، التي توجد في بعض أنواع أمراض اللثة، تعمل على تعزيز الأجسام المضادة التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب المفاصل الروماتويدي، لذلك فإن تنظيف الأسنان جيدا باستخدام الخيط مهم لأنه يمكن أن يحمي من بعض أمراض المناعة الذاتية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الالتهاب المزمن الالتهاب الحاد النظام الغذائی جهاز المناعة التهاب مزمن فی الجسم تدل على فی حالة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
التلاعب بالانتخابات…التحدي المزمن أمام الديمقراطية.
1 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة:
محمد حسن الساعدي
تعاني العملية الانتخابية في العراق من تحديات كبيرة، أبرزها التزوير المنظم الذي شوه إرادة الناخب وأفقد الانتخابات معناها الحقيقي، إذ تتنوع أساليب التزوير بين شراء الأصوات والتلاعب بالنتائج واستخدام بطاقات مزورة،والضغط على الناخبين،وكلها تتم في ظل ضعف الرقابة وتسييس مفوضية الانتخابات، إذ تسهم عمليات التلاعب وتفشي هذه الظاهرة غياب المحاسبة، وهيمنة الأحزاب المتنفذة، وضعف الوعي الانتخابي،ما يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس الطبقة السياسية الفاسدة. والنتيجة هي فقدان الثقة الشعبية بالعملية الديمقراطية، وارتفاع نسب العزوف عن التصويت.
لقد تطورت أساليب التزوير في العراق من التلاعب اليدوي البسيط إلى أنماط أكثر تعقيدًا، شملت عمليات تزوير في نتائج العد والفرزمن خلال تدخلات في مراكز العد أو التلاعب بالبرمجيات المرتبطة بنقل البيانات،وشراء الأصوات حيث يُستخدم المال السياسي لشراء ذمم الناخبين، خاصة في المناطق الفقيرة، بالاضافة الى البطاقات الانتخابية المزورة أو غير الفعالة،إذ يُبلّغ الكثير من المواطنين عن اختفاء بطاقاتهم أو استخدامها من قبل آخرين، والضغط على الناخبين سواء بالترهيب أو عبر استغلال النفوذ الحزبي في دوائر الدولة لتوجيه التصويت، وعمليات التلاعب بتوزيع المقاعد من خلال استخدام طرق حسابية غامضة وغير شفافة، ما يتيح لبعض القوى الحصول على تمثيل يفوق حجمها الفعلي.
يرتبط انتشار التزوير بعدة عوامل بنيوية، منها ضعف الرقابة القضائية المستقلة، وتسييس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات،وتغلغل الأحزاب في أجهزة الدولة، ما يسمح بالتلاعب في مفاصل الانتخابات،وغياب تطبيق القانون بحق المزورين، حيث نادرًا ما يُحاكم شخص بتهمة التزوير رغم كثرة الأدلة، بالاضافة الى الفراغ الثقافي والجهل الانتخابي في بعض المناطق، مما يجعل الناس عرضة للاستغلال.
أن استمرار التزوير في الانتخابات له تداعيات خطيرة على المستوى السياسي والاجتماعي،وهي انعدام الثقة بالعملية الديمقراطية، وارتفاع معدلات العزوف عن التصويت، وشرعنة تمثيل قوى لا تعكس إرادة الشعب الحقيقي،وإعادة إنتاج الفساد السياسي عبر بقاء نفس الطبقة الحاكمة، وتغذية الانقسامات الطائفية والعرقية، حيث تُستخدم الانتخابات وسيلة لتكريس المحاصصة.
تبقى عمليات التزوير في الانتخابات العراقية عقبة كبرى أمام التحول الديمقراطي الحقيقي،ما لم تتكاتف الجهود الرسمية والشعبية لتجفيف منابع التزوير، فإن العملية السياسية ستظل رهينة القوى المتنفذة،وسيبقى المواطن يعاني من غياب التمثيل الحقيقي وسوء الإدارة، لذلك فان مستقبل العراق الديمقراطي يتطلب شجاعة في مواجهة هذه الآفة، وإرادة سياسية حقيقية لإصلاح ما أفسده الفساد والمال السياسي.
لمعالجة هذا الواقع السياسي والانتخابي المتراجع لا بد من إصلاح جذري للمفوضية العليا للانتخابات واختيار أعضاء مستقلين حقًا،وتفعيل الرقابة المحلية والدولية على كل مراحل العملية الانتخابية، وتحديث النظام الانتخابي بما يضمن عدالة التمثيل ويغلق منافذ التزوير، وفرض عقوبات صارمة وفعلية على من يثبت تورطه في التزوير،و رفع الوعي الانتخابي لدى المواطنين من خلال حملات تثقيفية وتدريبية.
الحل يكمن في إصلاح المفوضية، تحديث النظام الانتخابي، فرض رقابة دولية ومحلية صارمة، ومعاقبة المزورين بجدية بدون هذه الإصلاحات، ستبقى الانتخابات أداة لتكريس النفوذ لا للتغيير الحقيقي، ولا يعطي فسحة وأمل للتغيير الذي يحمي مصالح البلاد العليا ولايهدد وجودها ويحمي القرار السياسي من التدخل والهيمنة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts