كيف خطط نتنياهو لتحقيق وصية شارون في الجولان المحتل؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
واستغلت إسرائيل سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وفرحة السوريين بذلك فجر 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فتوغلت تحت جنح الظلام داخل مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وتناول برنامج "المرصد" في حلقته بتاريخ (2024/12/23) أبعاد التوغل الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل وتدمير القدرات العسكرية الإستراتيجية السورية وأهدافها البعيدة وتداعياتها المنتظرة والمواقف الدولية الرافضة لها.
ولا يمكن توقع ما ستقدم عليه إسرائيل في الفترة المقبلة لتغيير الخرائط والجغرافيا على أرض الواقع، خاصة أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يظل الأكثر تعلقا بفكرة تمدد إسرائيل، ولا يكاد يفوت فرصة لعرضها والتلويح بها تحت ذرائع شتى.
وبث برنامج المرصد تقريرا موسعا رصد فيه التحركات الإسرائيلية بدءا من اجتماع طارئ عقد قبل أيام قليلة من سقوط الأسد، وضم نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي وقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.
ووفق التقرير، فإن نتنياهو ينفذ وصية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون بعدم إعادة الجولان إلى سوريا، ويستعجل الأسابيع المتبقية لدخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2025.
إعلانووقّع ترامب في ولايته الرئاسية الأولى مرسوما رئاسيا عام 2019 اعترف فيه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، في حين أطلقت إسرائيل اسم "مرتفعات ترامب" على إحدى مستوطنات الجولان المحتل، وأقامت نصبا تذكاريا له تكريما لدوره التاريخي في توسعة حدود إسرائيل.
وكان نتنياهو قد أعلن بعد ساعات من سقوط الأسد انهيار اتفاقية فض الاشتباك التي وقّعت مع الجيش السوري في عام 1974، زاعما أن القوات الإسرائيلية ستبقى مؤقتا في المناطق التي توغلت فيها.
تحركات إسرائيل في سورياواستعرض التقرير التحركات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، إذ توغلت الدبابات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، وأطلقت طائراتها لتدمير القدرات العسكرية السورية.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلن نتنياهو من فوق جبل الشيخ السوري -الذي احتلته القوات الإسرائيلية- البقاء فيه إلى حين التوصل إلى ترتيب مختلف.
وكانت إحدى الوحدات العسكرية الإسرائيلية نفذت في عملية خاطفة إنزالا جويا فوق قمة جبل الشيخ الواقع على حدود لبنان وسوريا وفلسطين.
وضمنت إسرائيل باحتلالها جبل الشيخ السيطرة على أعلى قمة مراقبة إستراتيجية مطلة على كامل الحدود من حولها، بالتوازي مع توغل وحدات عسكرية متخصصة داخل البلدات السورية الحدودية.
ولم تتوقف التحركات الإسرائيلية عند هذا الحد فحسب، بل نفذ الطيران الإسرائيلي أكبر عملية قصف جوي في تاريخه دمر خلالها كل القدرات العسكرية الإستراتيجية للجيش السوري، في عملية استباقية شاركت فيها القوات البحرية الإسرائيلية.
بدورها، قدّمت حكومة تصريف الأعمال السورية أول شكوى رسمية للأمم المتحدة ضد إسرائيل، وطالبت باتخاذ إجراءات عاجلة تجبر تل أبيب على وقف هجماتها ضد الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها عند الحدود الجنوبية.
23/12/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، قادت البلاد إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين.
وقال لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا"، وذلك تعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها.
وأضاف أن "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، ووزير الخارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، بحسب ما ذكرت وكالة "الاناضول".
والاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبارهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.
ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بإيجابية مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان في كلمة بثها على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير".
وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكم فعليا هم مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما".
وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.
ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد".
وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.