الثورة نت:
2025-08-01@00:12:27 GMT

تركيا.. بين الدورين الاستراتيجيّ والوظيفيّ

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

 

خاض حزب العدالة والتنمية محاولات مُضنية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبيّ حتى اكتشف أن لا مكان له فيه مهما قام بتلبية الطلبات التعجيزية للاتحاد، وأن السبب يعود ببساطة إلى أن الفهم الوظيفي لدور تركيا بالاعتماد على عضويّتها في حلف الناتو لا يستحق بعيون الغرب منح تركيا الميزات الناجمة عن عضوية الاتحاد الأوروبيّ، خصوصاً مع صعود اليمين المتطرف في أوروبا وسيادة الإسلاموفوبيا، ولذلك توجّهت تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية شرقاً منذ قرابة العقدين، وشهدت علاقتها بسورية قبل الربيع العربي تحسناً بلغ مراحل غير عادية.


نجح الغرب وعلى رأسه أمريكا باستمالة تركيا مجدداً نحو دور وظيفي من خلال إغراء الدعوة لقيادة الربيع العربي وادعاء الغرب بقبول الطموحات التركيّة نحو العثمانية الجديدة، بالاستناد إلى امتلاكها مكانة مميّزة في الإسلام السياسي العربي، خصوصاً في تنظيم الإخوان المسلمين، لكن هذا العرض الغربي لم يستمرّ طويلاً فسرعان ما سهل الغرب رعاية الدول الخليجية لاستعادة مصر وتونس من الحضن العثماني، وإطلاق اليد الإسرائيلية في السعي لاستئصال المكون الأبرز في الإسلام السياسي العربي الذي تمثله حركة حماس.
الحركة الغربية الأوروبية وخصوصاً الأمريكية في ملف رفع العقوبات عن سورية تحت الرعاية التركية، ووضع دفتر شروط مثقل بالطلبات يوحي بأن الغرب لم يغادر نظرته للدور الوظيفيّ لتركيا ورفضه السماح بتحوّلها إلى لاعب استراتيجي، وليس خافياً حجم التمسك الأمريكي بقوات سورية الديمقراطية وخصوصيّتها العسكرية والحفاظ على موارد ثروة خاصة بها من حساب الثروات السورية النفطية، وما يعنيه من رسالة تعطيل للتطلعات التركية بالتخلص من تهديد وجودي يتمثل في رفض تركيا نشوء كيان كرديّ معلن أو خفيّ على حدودها، وسرعان ما يتضح أن هذا الموقف الأمريكيّ لا ينفصل عن موقف إسرائيلي ينظر للدور الكردي بصفته محوراً رئيسياً في إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، وتأتي الحركة الإسرائيلية في الجغرافيا السورية لتمثل إحراجاً يصعب ابتلاعه على تركيا المتهمة أصلاً بالتخاذل في التعامل مع مشهد المذبحة المفتوحة بحق الفلسطينيّين في غزة.
عملياً تدرك تركيا أن تقسيم سورية وانتهاك سيادتها لصالح كيان الاحتلال استهداف مباشر لمفهوم الأمن القومي التركي، كما تدرك أن صمام الأمان لمنع هذا التدهور يتمثل بالعلاقة التركية الإيرانية، التي تمنع الفتن المذهبية في المنطقة، والتي تستطيع تشكيل ميزان قوى جديداً بوجه التغول الإسرائيلي، ولو بتقسيم وظيفي للأدوار في العلاقة بين المقاومات، حيث لإيران علاقات خاصة بمقاومة لبنان والعراق وبعض المقاومة الفلسطينية، وتحوز تركيا حضوراً فاعلاً في سورية ولها علاقة خاصة بالقوة الأهم في المقاومة الفلسطينية التي تمثلها حماس، بينما يبقى الأهم أن التعاون التركي الإيراني هو الذي أجهض مشروع قيام دولة كردية في شمال العراق بعد استفتاء الانفصال عام 2017 وأن التلاقي على وحدة كيانات المنطقة ورفض نشوء كيان كردي لا يزال مصلحة مشتركة تركيّة إيرانيّة.
تقف تركيا في منطقة حرجة اليوم، وقد خسرت الثقة في علاقتها مع إيران، وهي تكتشف أن الغرب يخدعها مرة أخرى ويتلاعب بها لصالح دور وظيفي لا دوراً استراتيجياً، لكن العلاقات الدوليّة لا تعرف المستحيل، فهل تعيد تركيا مجدداً تموضعها، كما فعلت يوم تأسيس مسار أستانة عندما كانت قد قرّرت المضي في خوض مواجهة مفتوحة مع روسيا قبل أن تكتشف أن الغرب ورّطها وتركها وحيدة؟
لا تبدو روسيا قد فقدت علاقتها بتركيا، خصوصاً أن الإشارات حول بقاء القواعد الروسية في سورية تتزايد، فهل نشهد عودة لمحور روسي إيراني في الوقت ذاته الذي تقف فيه تركيا في قلب حلف الأطلسي، لكنها تصبح مفاوضاً قوياً يستند إلى ظهير لا يمكن الاستهانة به، لكن أنقرة تعلم أن لذلك شرطاً هو استعادة الثقة، وربما تكون التسهيلات التي يمكن أن تمنحها تركيا لحركة حماس بالتعاون مع السلطات الجديدة في سورية، وعبر سورية، هي الجواب، وفيها إشارات تتلقاها إيران، ويتلقاها الغرب

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محافظ جنوب سيناء يحدد أراضٍ بديلة للعقود المتعارضة مع مخطط دهب الاستراتيجي

وافق اللواء دكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، على تحديد موقع بديل لقطع الأراضي التي تتعارض عقودها مع المخطط الاستراتيجي المعتمد لمدينة دهب. يأتي هذا القرار الحاسم بجوار مسجد الهدى، لضمان التوافق مع الرؤية العمرانية المستقبلية وتفادي أي تعارضات محتملة في الاستخدامات والأنشطة ضمن المخطط.


​توجيهات رئاسية لدفع التنمية المستدامة


​تأتي هذه الخطوة في إطار توجيهات  الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعظيم الاستفادة من الموارد وتحقيق تنمية مستدامة تراعي الأبعاد البيئية والسياحية. وقد سبق هذا القرار سلسلة من اللقاءات الجماهيرية بمختلف مدن المحافظة، وخاصة بمدينة دهب، بحضور المختصين والمسؤولين التنفيذيين.


​كما تبع ذلك زيارة لوفد رفيع من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي برئاسة المهندس ممدوح رسلان، رئيس مجلس إدارة الشركة، وجولة ميدانية موسعة قام بها اللواء دكتور خالد مبارك شملت محطة معالجة مياه الصرف الصحي وموقع الغابة الشجرية بمدينة دهب.
 

تعزيز التنمية البيئية والعمرانية
​أسفرت الزيارة واللقاءات عن عدد من النتائج المهمة التي تم التوافق عليها لدفع عجلة التنمية البيئية والعمرانية بمدينة دهب، أبرزها:
​تحديد الموقع البديل للأراضي: قام محافظ جنوب سيناء بتحديد الموقع البديل المناسب لقطع الأراضي المتعارضة مع مخطط المدينة بجوار مسجد الهدى، بما يضمن التوافق التام مع المخطط الاستراتيجي المعتمد لدهب.
​حلول تخطيطية جذرية: تم طرح حلول تخطيطية جذرية للتغلب على التحديات البيئية والعمرانية المرتبطة بتوسعات محطة المعالجة، مع اعتماد بدائل عملية تحقق الاستخدام الأمثل للأراضي دون الإضرار بالموارد البيئية أو بالنسيج الحضري للمدينة.
​تخصيص مساحات خضراء: تخصيص مساحات لإنشاء مسطحات خضراء صديقة للبيئة، لتكون متنفسًا طبيعيًا للمواطنين، خاصة في مناطق التجمعات السكنية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة ويعزز الجانب البيئي في التصميم العمراني للمدينة.

​التزام بتنفيذ المشروعات وتطوير البنية التحتية

​أكد المحافظ على استمرار التنسيق الكامل مع وزارة الإسكان والمرافق العامة والشركة القابضة للإسراع في تنفيذ المشروعات الجارية، وتحويل محطة المعالجة إلى منظومة تكنولوجية حديثة، تتوافق مع الاشتراطات البيئية والكود المصري، وتُعزز من الاستخدام الآمن للمياه المعالجة في مشروعات بيئية وسياحية مستدامة.
​واختتم اللواء دكتور خالد مبارك تصريحاته قائلاً: "ما تحقق اليوم في دهب هو خطوة ملموسة نحو تخطيط بيئي مستدام ومتكامل، يراعي احتياجات المواطن، ويحمي مواردنا، ويحقق التنمية التي نعمل من أجلها ضمن رؤية مصر 2030، كما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار البيئي والسياحي الرشيد."
​وشدد المحافظ على ضرورة تحويل هذه النتائج إلى إجراءات تنفيذية واضحة ومحددة بجدول زمني، بما يواكب الطموحات الوطنية، ويؤسس لنهج جديد في إدارة الموارد البيئية والعمرانية بمحافظة جنوب سيناء، مع وضع مصلحة المواطن والبيئة في مقدمة الأولويات.

طباعة شارك جنوب سيناء دهب مخطط الاستراتيجي بديلة

مقالات مشابهة

  • لبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل إلى إسرائيل
  • الداخلية تضبط كيان تعليمي وهمي ينصب على المواطنين
  • الكشف عن مغادرة 36 عائلة سورية لمخيم الهول (صور)
  • تركيا تستعد لتزويد سورية بالغاز  الأذربيجاني مع بداية أغسطس
  • لم نَعُدْ .. كما كُنّا
  • العمق الاستراتيجي بين السودان وسلطنة عمان
  • محافظ جنوب سيناء يحدد أراضٍ بديلة للعقود المتعارضة مع مخطط دهب الاستراتيجي
  • بقنابل أمريكية.. كيان العدو يمحو 3 أسر جديدة من السجل المدني في غزة
  • حين يُسجَن العربي لأنه ناصر فلسطين.. فهل الغرب حقّا أكثر وفاء؟
  • الداخلية تضبط كيان تعليمى وهمى بالقاهرة