الثورة نت:
2025-06-06@22:07:44 GMT

تركيا.. بين الدورين الاستراتيجيّ والوظيفيّ

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

 

خاض حزب العدالة والتنمية محاولات مُضنية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبيّ حتى اكتشف أن لا مكان له فيه مهما قام بتلبية الطلبات التعجيزية للاتحاد، وأن السبب يعود ببساطة إلى أن الفهم الوظيفي لدور تركيا بالاعتماد على عضويّتها في حلف الناتو لا يستحق بعيون الغرب منح تركيا الميزات الناجمة عن عضوية الاتحاد الأوروبيّ، خصوصاً مع صعود اليمين المتطرف في أوروبا وسيادة الإسلاموفوبيا، ولذلك توجّهت تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية شرقاً منذ قرابة العقدين، وشهدت علاقتها بسورية قبل الربيع العربي تحسناً بلغ مراحل غير عادية.


نجح الغرب وعلى رأسه أمريكا باستمالة تركيا مجدداً نحو دور وظيفي من خلال إغراء الدعوة لقيادة الربيع العربي وادعاء الغرب بقبول الطموحات التركيّة نحو العثمانية الجديدة، بالاستناد إلى امتلاكها مكانة مميّزة في الإسلام السياسي العربي، خصوصاً في تنظيم الإخوان المسلمين، لكن هذا العرض الغربي لم يستمرّ طويلاً فسرعان ما سهل الغرب رعاية الدول الخليجية لاستعادة مصر وتونس من الحضن العثماني، وإطلاق اليد الإسرائيلية في السعي لاستئصال المكون الأبرز في الإسلام السياسي العربي الذي تمثله حركة حماس.
الحركة الغربية الأوروبية وخصوصاً الأمريكية في ملف رفع العقوبات عن سورية تحت الرعاية التركية، ووضع دفتر شروط مثقل بالطلبات يوحي بأن الغرب لم يغادر نظرته للدور الوظيفيّ لتركيا ورفضه السماح بتحوّلها إلى لاعب استراتيجي، وليس خافياً حجم التمسك الأمريكي بقوات سورية الديمقراطية وخصوصيّتها العسكرية والحفاظ على موارد ثروة خاصة بها من حساب الثروات السورية النفطية، وما يعنيه من رسالة تعطيل للتطلعات التركية بالتخلص من تهديد وجودي يتمثل في رفض تركيا نشوء كيان كرديّ معلن أو خفيّ على حدودها، وسرعان ما يتضح أن هذا الموقف الأمريكيّ لا ينفصل عن موقف إسرائيلي ينظر للدور الكردي بصفته محوراً رئيسياً في إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، وتأتي الحركة الإسرائيلية في الجغرافيا السورية لتمثل إحراجاً يصعب ابتلاعه على تركيا المتهمة أصلاً بالتخاذل في التعامل مع مشهد المذبحة المفتوحة بحق الفلسطينيّين في غزة.
عملياً تدرك تركيا أن تقسيم سورية وانتهاك سيادتها لصالح كيان الاحتلال استهداف مباشر لمفهوم الأمن القومي التركي، كما تدرك أن صمام الأمان لمنع هذا التدهور يتمثل بالعلاقة التركية الإيرانية، التي تمنع الفتن المذهبية في المنطقة، والتي تستطيع تشكيل ميزان قوى جديداً بوجه التغول الإسرائيلي، ولو بتقسيم وظيفي للأدوار في العلاقة بين المقاومات، حيث لإيران علاقات خاصة بمقاومة لبنان والعراق وبعض المقاومة الفلسطينية، وتحوز تركيا حضوراً فاعلاً في سورية ولها علاقة خاصة بالقوة الأهم في المقاومة الفلسطينية التي تمثلها حماس، بينما يبقى الأهم أن التعاون التركي الإيراني هو الذي أجهض مشروع قيام دولة كردية في شمال العراق بعد استفتاء الانفصال عام 2017 وأن التلاقي على وحدة كيانات المنطقة ورفض نشوء كيان كردي لا يزال مصلحة مشتركة تركيّة إيرانيّة.
تقف تركيا في منطقة حرجة اليوم، وقد خسرت الثقة في علاقتها مع إيران، وهي تكتشف أن الغرب يخدعها مرة أخرى ويتلاعب بها لصالح دور وظيفي لا دوراً استراتيجياً، لكن العلاقات الدوليّة لا تعرف المستحيل، فهل تعيد تركيا مجدداً تموضعها، كما فعلت يوم تأسيس مسار أستانة عندما كانت قد قرّرت المضي في خوض مواجهة مفتوحة مع روسيا قبل أن تكتشف أن الغرب ورّطها وتركها وحيدة؟
لا تبدو روسيا قد فقدت علاقتها بتركيا، خصوصاً أن الإشارات حول بقاء القواعد الروسية في سورية تتزايد، فهل نشهد عودة لمحور روسي إيراني في الوقت ذاته الذي تقف فيه تركيا في قلب حلف الأطلسي، لكنها تصبح مفاوضاً قوياً يستند إلى ظهير لا يمكن الاستهانة به، لكن أنقرة تعلم أن لذلك شرطاً هو استعادة الثقة، وربما تكون التسهيلات التي يمكن أن تمنحها تركيا لحركة حماس بالتعاون مع السلطات الجديدة في سورية، وعبر سورية، هي الجواب، وفيها إشارات تتلقاها إيران، ويتلقاها الغرب

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حاجة سورية في الـ90 تحقق حلم العمر بالحج

البلاد ــ منى
وسط أجواء من الخشوع والفرح، حققت حاجة سورية حلم حياتها بأداء مناسك الحج، بعد أن بلغت التسعين من عمرها، في أول زيارة لها إلى المملكة العربية السعودية، معبّرة عن بالغ سعادتها بهذه اللحظة التاريخية التي انتظرتها لعقود.
وقالت الحاجة السورية، إن هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها السعودية، وقد غمرها شعور بالفرح والامتنان فور وصولها، مضيفة:
“أنا سعيدة جداً بهذا المجيء، ونسأل الله أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها، وأن يحفظ قيادتها الرشيدة، ويبارك فيها”.
كما عبّرت الحاجة التسعينية عن شكرها العميق لحكومة المملكة على ما تقدمه من خدمات جليلة وتسهيلات متميزة لحجاج بيت الله الحرام، مؤكدة أن ما شاهدته من تنظيم ورعاية يعكس جهودًا كبيرة تبذلها السعودية لضمان أداء المناسك بأمن وطمأنينة وسلام.
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه المملكة تعزيز جهودها في خدمة ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم، وسط منظومة متكاملة من الخدمات الطبية والأمنية واللوجستية، بما يعكس رسالتها الريادية في خدمة الإسلام والمسلمين.
الحاجة التسعينية لم تكن الوحيدة التي أعربت عن امتنانها، إذ شاركها العديد من الحجاج مشاعر الشوق والإيمان، رافعين أكف الضراعة لله بأن يحفظ المملكة وقيادتها وشعبها على ما يقدمونه من أعمال عظيمة تُيسر للحجاج أداء مناسكهم بكل يُسر وسهولة.

مقالات مشابهة

  • حماس تنصب كمينا لقوة إسرائيلية خاصة شرق خان يونس
  • رئيس حماس: نحيي إخوان الصدق في اليمن الذين يواصلون إطلاق الصواريخ على كيان العدو رغم ما يتعرضون له
  • مباحثات سورية قطرية لدعم قطاع العمل وبناء القدرات
  • عاجل. نتانياهو يعلن إعادة جثتَي رهينتين احتجزتهما حماس إلى إسرائيل في عملية خاصة
  • الرئيس المشاط يجدّد تحذير المستثمرين في كيان العدو: من لا يهمه أسراه لن يهتم بخسائركم
  • في الصميم
  • المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي للإمارات تؤكد عمق التحالف الاستراتيجي بين البلدين
  • شهادات مزورة.. القبض على سيدة تدير كيان تعليمي بالقاهرة
  • متحدث الوزراء: توفير اللحوم بأسعار مناسبة وتعزيز المخزون الاستراتيجي
  • حاجة سورية في الـ90 تحقق حلم العمر بالحج