تعيش عائلات الأسرى الأوكرانيين حالة من القلق والترقب، وهم ينتظرون بفارغ الصبر عودة أحبائهم المحتجزين لدى الروس خلال الحرب الروسية الأوكرانية. وفي ظل هذه المعاناة، تنظم هذه العائلات مسيرات لتذكير العالم بمأساتهم، قائلة: "بينما تستعدون للاحتفال بعيد الميلاد نحن نعيش على أمل استعادة أحبائنا من الأسر".

اعلان

وتُرفع في هذه المسيرات لافتات تحمل رسائل قوية مثل: "العائلات تُقتل"، "بينما هم صامتون، نحن نصرخ من أجلهم"، "كل يوم في الأسر قد يكون الأخير"، و"قاتلوا من أجلهم كما قاتلوا من أجلنا"، وهي تعبيرات عن ألمٍ عميق وشعورٍ بالمسؤولية تجاه من ضحوا من أجل وطنهم.

ويشارك العديد من الأوكرانيين في هذه المسيرات، فهناك أطفال ينتظرون بفارغ الصبر عودة آبائهم، ونساء يأملن في عودة أزواجهن. بالإضافة إلى ذلك، هناك أمهات لم يتلقين أي خبر عن أولادهن منذ أشهر، بل وربما سنوات، مما يزيد من معاناتهن وقلقهن.

لافتة مكتوب عليها في انتظار حفيدي للعودة من الأسر خلال تجمع لدعم أسرى الحرب الأوكرانيين في كييف 22 كانون الأول ديسمبر 2024The Association of "Azovstal" Defenders' Families

كما يمكن رؤية الأجداد الذين شاركوا في هذه المسيرات، حيث كتبوا على لافتاتهم كلمات تحمل ألمًا عميقًا وأملًا متواصلًا، مثل: "أنتظر حفيدي وإخوته في السلاح" و "أحلم أن أعيش حتى اللحظة التي يعود فيها حفيدي إلى الوطن". وتعكس هذه الكلمات معاناة الأجيال المختلفة، التي تحمل في قلبها انتظارًا مريرًا وصبرًا لا ينتهي.

تجمع في كييف لدعم الأسرى الأوكرانيين 22 كانون الأول ديسمبر 2024The Association of "Azovstal" Defenders' Familiesعيد ميلاد بعيد عن الأحباء

ويمر العيد الثالث على بعض العائلات الأوكرانية بدون أحبائهم، الذين يقبعون في الأسر لدى القوات الروسية.

وفي مايو 2022، استسلم حوالي 2500 جندي أوكراني للقوات الروسية بناءً على أوامر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أثناء حصار مصنع أزوفستال للصلب. ولا يزال أكثر من 1300 جندي أوكراني محتجزين لدى القوات الروسية.

وقال ممثلو رابطة أسر المدافعين عن آزوفستال في تصريحاتهم لليورونيوز إن أفضل هدية يمكن أن يتلقوها في عيد الميلاد هي رؤية أحبائهم على قيد الحياة وعودتهم إلى ديارهم. وبينما يزداد القلق لدى أقارب الأسرى الأوكرانيين، لا تزال حال الصحة والظروف التي يواجهها أسرهم مجهولة.

أمهات الأسرى الأوكرانيين خلال تجمع في كييف 22 كانون الأول ديسمبر 2024The Association of "Azovstal" Defenders' Families

وأعلن مكتب المدعي العام الأوكراني أن تسعة من كل عشرة أسرى أوكرانيين يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي، والعنف الجنسي، والأحكام غير القانونية.

وأفاد المدعون العامون الأوكرانيون بأنه تم توثيق 177 حالة مؤكدة لإعدام أسرى أوكرانيين على مدار ما يقارب الثلاث سنوات من الحرب الروسية الأوكرانية، منهم 109 حالات وقعت هذا العام فقط.

Relatedمسؤول أمريكي: مقتل مئات الجنود الكوريين الشماليين أثناء مشاركتهم في الحرب إلى جانب روسيازيارة مثيرة لمسؤول أوروبي إلى موسكو.. فيتسو يناقش مع بوتين إمداد الغاز الروسي وأزمة أوكرانياصواريخ روسيا الباليستية تشعل كييف وتسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة

وفيما يتعلق بالرصد الدولي، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها قامت بزيارة حوالي 3500 أسير في كل من أوكرانيا وروسيا. ومع ذلك، اعترفت اللجنة بأنها لم تتمكن من الوصول إلى جميع أسرى الحرب بشكل كامل حتى الآن.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن قصف مصفاة نفط استراتيجية في قلب روستوف الروسية هل أرسل بوتين نجله للقتال في أوكرانيا؟ إليكم الحقيقة كاملة أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في موسكو فولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينعيد الميلادأسرىالحرب في أوكرانيا مظاهراتاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. إسرائيل تحدّث خطتها الأمنية في غزة وكاتس يتوعد الحوثيين: "سنلاحق قادتهم في كل مكان باليمن" يعرض الآن Next جنود مصريون في القرن الإفريقي.. ما أسباب مشاركة القاهرة في بعثة حفظ السلام في الصومال؟ يعرض الآن Next حريق في برج إيفل.. إجلاء السياح وإغلاق المعلم الشهير مؤقتًا يعرض الآن Next بين عواصف الشتاء وغارات إسرائيل.. نازحون فلسطينيون يكافحون من أجل البقاء في خيام مهترئة في النصيرات يعرض الآن Next سفينة شحن روسية تحمل شحنات أسلحة إلى سوريا تغرق في البحر الأبيض المتوسط اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادسوريابشار الأسددونالد ترامبإسرائيلروسياشرطةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني هيئة تحرير الشام غزةحريقأوروباالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: عيد الميلاد سوريا بشار الأسد دونالد ترامب إسرائيل روسيا عيد الميلاد سوريا بشار الأسد دونالد ترامب إسرائيل روسيا فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين عيد الميلاد أسرى الحرب في أوكرانيا مظاهرات عيد الميلاد سوريا بشار الأسد دونالد ترامب إسرائيل روسيا شرطة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هيئة تحرير الشام غزة حريق أوروبا الأسرى الأوکرانیین یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

عودة الجيش الأحمر

هل تكرهون الحروب مثلما تكرهون رجال السياسة الذين يعطون الضوء الأخضر باندلاعها، أو بالأحرى يفعلون ما بوسعهم فـي كثير من الأحيان كي تستعر نيرانها؟ هل ثمة بينكم من يشعر بالأسف على هذا المسار الذي يسلكه عالمنا، والذي يبدو «فـي العمق» وكأنه تطبيق حرفـي للكثير من خطابات بعض القادة العسكريين، الذين ينظرون إلى العالم من خلال فوهة المدافع، لا أكثر؟ إن كنتم كذلك فعلا، فما عليكم إلا أن تقرأوا كتاب «مغامرات فـي الجيش الأحمر» للكاتب التشيكي ياروسلاف هاسيك، الذي أعادت نشره مؤخرا دار «لا باكونيير» الفرنسية مع رسوم للمؤلف.

كتاب طريف ومفـيد وصغير الحجم، ينتهي فـي جلسة واحدة (88 صفحة)، على الرغم من أنه قد يبدو للوهلة الأولى وكأنه صار جزءا من تاريخ إنسانية مضى، وبدءا من عنوانه الذي يستعيد «الجيش الأحمر» الذي لم يعد موجودا عمليا. لكن وكما يقال، لا حاضر أو مستقبل من دون تاريخ. فمن لا يعرف الماضي، قد لا يجد حاضرا أمامه. أضف إلى ذلك كلّه، أنه كتاب يبدو، عمليا، بمثابة «تخطيط أولي» لرواية الكاتب الشهيرة «الجندي الطيب شفـيك وما جرى له فـي الحرب العالمية الأولى» (التي لا بدّ وأن قرأتموها فـي ترجمتها العربية). بيد أن «الزمان» و«المكان»، هنا، يختلفان قليلا، إذ يروي هاسيك ذكرياته الشخصية فـي الجيش الأحمر، خلال الحرب الأهلية (الروسية) العام 1918، وهو فـي «بوغولما» (التي تقع اليوم فـي تتارستان شرق روسيا) حيث كان يتواجه مع القوزاق.

كان ياروسلاف هاسيك (1883-1923)، الصحفـي الساخر من براغ، شاربًا كبيرًا (كالكثير من التشيكيين) ومتحدثا دائما فـي الملاهي الليلية، ومُجنّدًا فـي البداية فـي الجيش النمساوي. إلا أنه انضم لاحقا إلى البلاشفة عام 1918. أي انضم إلى جيش تروتسكي. لكن ما إن وصل إلى سيمبيرك حتى عُيّن حاكمًا عسكريًّا لمدينة بوغولما فـي أكتوبر 1918. وكانت أولى كلماته السؤال التالي: «هل أنت متأكد أن المدينة فـي أيدينا»؟ لا نعلم. أين تقع هذه المدينة؟ «ألا تعتقد حقًا أن لديّ ما أفعله سوى البحث عن مكان مثل بوغولما»؟ يجيب رئيس السوفـييت العسكري الثوري لـ«مجموعة الضفة اليسرى». جملة تحدد نبرة هذه الذكريات، مثلما تحدّد الفوضى التي سادت روسيا بعد عام من الثورة. لم يكن هاسيك ينتمي إلى شاعرية «الحرس الأبيض» المأساوية مثلما نجدها عند ميخائيل بولغاكوف (كما فـي روايته المدهشة «المعلم ومرغريتا» وغيرها بالطبع)، ولا إلى تلك الواقعية الباروكية التي عرفناها فـي رواية اسحق بابل «الفرسان الحمر». كلّ ما يفعله هنا، يقتصر على المحن التي تُروى كقصص الثكنات. لذا يبدو الأمر لا يُقاوم فـي معرفة ماذا كان يدور هناك بين العسكر.

نعود فـي كتابه هذا لنجد تلك النبرة التي عرفناها فـي مغامرات «الجندي الشجاع شفـيك...»، تلك النبرة التي تناساها العالم، للأسف، وهو يحتفل مؤخرا بذكرى إحياء الحرب العالمية الأولى. المأساة موجودة، لكنها مخفـية فـي حكايات هزلية. فـي إحدى المرات، حُكم عليه بالإعدام من قِبَل محكمة ثورية، بناءً على برقية من خصمه يتهمه فـيها بالخيانة. حكمٌ واجب النفاذ فورًا. لم يعرض رئيس المحكمة سوى إحضار السماور وفنجان شاي قبل الشروع فـي العمل. انتهز المحكوم عليه الفرصة لطلب جلسة استماع مع كاتب البرقية، فقد اعتُبرت غير ضرورية. سُمع الرجل وقال: «يا رفاقي، البرقية، كنتُ ثملًا عندما أرسلتها». وانقلبت الأدوار. اتُهم كاتب البرقية بدوره. ليلة من المداولات مع رئيس المحكمة. فـي النهاية، لم يُطلق النار على أحد؛ وُجّه تحذير للسكير المتهم. أشار هاسيك: «خلال مداولاتنا، كان الشخص المعني، من جانبه، نائمًا نومًا عميقًا».

هكذا تفشل الطموحات الشخصية! يُسخر من الشكوك العسكرية وصراعات السلطة فـي سلسلة من التقلبات الطريفة. إنها أيضًا وسيلة للتعبير عن مخاوف السكان المدنيين المتضررين من الحرب. ربما يعود ذلك إلى صياغة معينة، مثل اليوم الذي يستعد فـيه هاسيك، بصفته الحاكم الجديد لبوغولما، لاستقبال سلاح الفرسان البطل والبارع من «فوج تفـير الثوري». أرسل أمر استيلاء إلى «رئيسة دير السيدة العذراء مريم»: «ضعي خمسين راهبة عذراء فورًا تحت تصرف فوج فرسان بتروغراد. يُرجى إرسال العذارى مباشرةً إلى الثكنات». ساد الذعر الدير والمدينة، واستنفرت الكنيسة الأرثوذكسية، وخرجت المواكب والتجمعات مع هتافات «المسيح حي، المسيح يحكم، المسيح منتصر!». سألته رئيسة الدير أخيرًا: «بحق الله، ماذا سنفعل هناك؟... لا تُدمر روحك»! فأجاب الحشد: «سنغسل الأرضيات وننظف الثكنات بأكملها حتى يشعر فوج فرسان بتروغراد بالراحة هناك. هيا بنا»! وتبعه الجميع. لاحقًا، أعطته «راهبة شابة وجميلة» أيقونة صغيرة لشكره...

وراء هذه الحكايات المتفرقة -التي قد تبدو عادية من حيث الظاهر، لكنها الحاملة فـي طياتها كل «فوضى الثورة»- نرى عنف السلطة السوفـييتية وتعسفها فـي إرساء دعائمها، ووحشية الأوامر وظلمها. وهكذا، أمرت هذه البرقية الصادرة من «الجبهة الشرقية السوفـييتية الثورية»، عندما خُطط لإخلاء المدينة، بتدمير كل ما خلفها وانتظار النجدة. يكتب هاسيك: «سقطت البرقية من يدي».

عاد ياروسلاف هاسيك إلى براغ عام 1920. كان يومها فرانتز كافكا قد أصدر «طبيب الريف»، بينما «رمى» هاسيك فـي حانات براغ (كما فـي قرى تشيكيا) تلك الشخصية الساخرة والساحرة: الجندي شفـيك، وهي الشخصية التي لم تتوقف لغاية اليوم، وبعد مرور أكثر من قرن، عن إثارة القراء فـي مختلف أرجاء العالم. بدأ بنشر مذكراته فـي الصحافة التشيكية العام 1921. ليستأنف كتابة مغامرات «الجندي الشجاع شفـيك» (كان من المقرر نشر ستة مجلدات، لكن لم يصدر منها سوى ثلاثة)، وتبنّى الناس شخصيته المناهضة للبطل، وازدادت شعبيته. فما فعله هاسيك مع بطله الفريد هذا، ليس سردًا دقيقًا لانهيار إمبراطورية، بل كما تمنى لورانس داريل، عملٌ من أعمال العرافة. بثقةٍ هادئة، نجح هاسيك فـي نقل تاريخ الحرب خارج نطاق 1914-1918، وجعله يخدم مصالحه. إن رؤية الكائنات والأشياء التي ينسبها إلى الجندي الشجاع، هذا الساذج الماكر، تُزعزع الصور المألوفة للنساء والرجال الذين يلتقيهم، كما نحن، بالطبع.

فـي أي حال، وبسبب إدمانه الكحول ونكساته الشخصية، تُوفـي هاسيك عن عمر يناهز 39 عامًا، فـي يناير 1923، وحيدًا وفقيرًا، تاركا وراءه تحفة أدبية، لن ينساها العالم أبدا.

مقالات مشابهة

  • برلين: الهجمات الروسية على أوكرانيا «إرهاب ضد المدنيين»
  • الدفاع الروسية تعلن إعادة مجموعة من أسراها وتسليم أخرى من الأسرى الأوكرانيين
  • روسيا أنجزت تبادل الدفعة الثانية من أسرى الحرب مع أوكرانيا
  • عودة الجيش الأحمر
  • كاتبة إسرائيلية: نعيش ضغوطا نفسية هائلة بسبب الحرب
  • السياحة والآثار: تفويج 28 رحلة جوية تحمل على متنها 2200 حاج حتى الآن
  • حربٌ تدور في واشنطن
  • القاهرة الإخبارية تكشف عن أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
  • أوكرانيا تشن هجوم بالمسيرات على العاصمة الروسية
  • روته يخيّر أوروبا: إما الاستثمار في الدفاع الآن أو البدء في تعلم اللغة الروسية لاحقًا