أطلق الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، مشروع رقمنة أوراق الكاتب الكبير صلاح عيسى على موقع ذاكرة مصر المعاصرة عقب الإنتهاء منه، جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقيمت تحت عنوان "أوراق صلاح عيسى في ذاكرة مصر" بمكتبة الإسكندرية، بحضور سيد عبد العال رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشيوخ، وأحمد شعبان عضو مجلس الشيوخ، وضيف الشرف أمينة النقاش الكاتبة الصحفية وزوجة الكاتب الراحل.

 

وقدم الندوة الدكتور سامح فوزي كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية، والمشرف على مشروع ذاكرة مصر، مؤكدًا أن رقمنة أوراق الكاتب صلاح عيسي يمثل حدثًا هامًا في مسيرة مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، لأنه يُعد كاتبًا متميزًا من طراز رفيع، يمتلك الثقافة والوعي والعلم والمعرفة الموسوعية في الكتابة التاريخي التي أبدع فيها سواء من حيث اختيار الموضوعات، واللغة التي استخدمها، الأمر الذي يجعله نموذجًا في الكتابة التاريخية للجمهور، وهو المنهج الذي يتبعه مشروع ذاكرة مصر، سواء الموقع الإلكتروني أو المجلة الفصلية التي تحمل نفس الاسم.

 

وأضاف أن الاحتفاء بالثراء المعرفي الذي قدمه صلاح عيسى للمكتبة العربية، هو تقدير لمثقف مصري يساري اختار المعارضة من أرضية وطنية، ونال تقدير واحتفاء مؤسسات الدولة المصرية. 

 

عبر الدكتور أحمد زايد، عن سعادته باكتمال  مشروع رقمنة أوراق الكاتب الراحل صلاح عيسى، قائلاً "نحن نحتفي اليوم بواحد من أبناء مصر المخلصين الذين تركوا بصمات عميقة في تاريخ مصر المعاصر،  وإرثًا سوف يبقى دائماً في ذاكرة الوطن، مشيرًا إلى أن  أوراق صلاح عيسى سوف تزين مشروع ذاكرة مصر، وتصبح جزءًا من مكتبة الإسكندرية".
 

وأضاف "زايد" إن أسرة الكاتب الراحل أهدت وثائقه إلى المكتبة، وخلال الفترة الماضية بذلت إدارة المكتبة كل جهد ممكن لإنهاء المهمة، ونظرًا لضخامة أوراقه التي تصل إلى 92 ألف ورقة متنوعة بين الوثائق والكتب والصور، لذا تقرر وضعه في مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، وموقعه الذي أنشىء عام ٢٠٠٩ ويضم كثيرًا من المحتويات التي تحكي تاريخ مصر المعاصر.


وأكد "زايد" إن مسيرة صلاح عيسى تستحق التأمل لاستيفاء بعض المبادئ أولها الحلم والخروج عن المألوف فرغم أنه لم يدرس التاريخ إلا أنه أحبه وبرع فيه، والرسالة الثانية هي الدأب والكفاح فهو كان يعمل حتى آخر أيامه كما لو كان شابًا، والرسالة الثالثة هي ضرورة تغيير نظرتنا عن الريف فهو ليس المجتمع الخامل الهامشي، بل كل واحد  من سكانه له قصة كفاح، الرسالة الرابعة هى الاعتداد بالرأي، وأخيرًا رسالة هامة قدمها صلاح عيسى وهي الانفتاح الثقافي.


فيما وصف سيد عبد العال، الراحل صلاح عيسى بأنه مجدد في الفكر الاشتراكي ولم يكن أسيرًا لنموذج من نماذج الفكر التي شهدتها الدول الاشتراكية، وكان يؤمن بالديمقراطية والحرية فهو مبدع حتى في مواقفه السياسية ولم يكن مستسلما لفكرة أو وظيفة ولكنه كان يبدع بصورة دائمة، مؤكدًا أنه لو كان يعيش حتى اليوم لكان استمر على مبادئه في محاربة الصهيونية والاستعمار مع التشديد على فكرة الحفاظ على الدولة. 
 

ووجه أحمد شعبان، الشكر إلى المكتبة بإقامة الندوة وتكريم الكاتب الراحل والاهتمام بأرشيفه وأوراقه، والاهتمام بالكثير من الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر.


ومن جانبها أوضحت أمينة النقاش، إنها جمعت أوراق الكاتب الراحل عقب ثلاثة أشهر من وفاته وقدمتها إلى مكتبة الإسكندرية، وهي جهد لـ"عيسى" على امتداد ٤٢ عامًا، وهى عبارة عن التحقيقات والتحريات والمقالات التي نُشرت، والتي كانت في وزارة العدل والداخلية ولدى أشخاص كانوا ضمن قائمة المتهمين في قضايا التنظيمات الإسلامية واليسار المصري، من عشرينيات القرن الماضي وحتى الألفية الجديدة، وهي جزء هام من تاريخ الحركات السياسية في مصر، ممثلة فى التيارين الديني واليساري.
وأوضحت "النقاش" إنها في عام ٢٠١٨ عرضت على المسئولين في إدارة المكتبة هذه الوثائق الذين رحبوا بها واعتبروها كنزًا، وبعد تغير الإدارة التقيت بالدكتور أحمد زايد الذي وجه باستكمال المشروع، موجهة الشكر إلى كل العاملين على هذا المشروع، مؤكدة أن السيرة أطول من العمر وصلاح عيسى أسس مدرسة فريدة في الكتابة بتحويل وقائع التاريخ المصري إلى شئ محبب إلى القلب.


واختتمت النقاش حديثها بإنها كثيرًا ما كانت ترى أن صلاح عيسى لم يحصل على التكريم الذي يستحقه ولكن اليوم وبعد تكريم مكتبة الإسكندرية يكون قد حصل على ما يستحقه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية خلال الاحتفالية استكمال المشروع الدولة المصرى مدير مكتبة الاسكندرية أمينة النقاش مکتبة الإسکندریة مشروع ذاکرة مصر الکاتب الراحل أوراق الکاتب صلاح عیسى

إقرأ أيضاً:

تعيين الكاتب أحمد مراد عضوا بمجلس الشيوخ 2025

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بتعيين الكاتب والروائي أحمد مراد، عضوا بمجلس الشيوخ 2025، ضمن قائمة المعينين التي ضمت 100 عضو، من بينهم مجموعة من الشخصيات البارزة في مجالات الفن والإعلام والأدب.

وجاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتعيين الكاتب والروائي أحمد مراد عضوا بمجلس الشيوخ 2025، تقديرا لإسهاماته البارزة في مجال الأدب والفن خلال السنوات الأخيرة، وكان من أبرزهم فيلم الفيل الأزرق بطولة كريم عبد العزيز الذي حقق من خلاله نجاحا جماهيريا كبيرا.

ويشار إلى أن أحمد مراد بدأ مسيرته الأدبية عام 2007 من خلال روايته الأولى «فيرتيجو»، وهي رواية بوليسية تدور أحداثها في أوساط الطبقة الأرستقراطية المصرية، وتتناول موضوعات الفساد والسلطة والجريمة، ولقد حققت الرواية نجاحا جماهيريا كبيرا، إذ ترجمت إلى عدة لغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وفي عام 2012، تم معالجة الرواية دراميا تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني يحمل نفس الاسم، وقدمت هند صبري دور البطولة.

وكان أيضا من أبرز رواياته رواية «تراب الماس» عام 2010، تدور أحداثها حول الانتقام والخيانة والتعقيدات الأخلاقية المحيطة بالسعي لتحقيق العدالة، وحققت الرواية نجاحا كبيرا، وفي عام 2018 تم تحويلها إلى فيلم من إخراج مروان حامد، وشارك في البطولة الفيلم كل من آسر ياسين، ومنة شلبي، وماجد الكدواني، ومحمد ممدوح، وإياد نصار، وشيرين رضا.

اقرأ أيضاً«حقنة غير معقمة».. ميسرة تكشف تفاصيل تعرضها للتسمم أثناء إجرائها عملية تجميل

فيلم «فيها إيه يعني» يضع ماجد الكدواني في صدارة إيرادات الأفلام

انطلاق مهرجان أسوان «تعامد الشمس» وعروض مسرحية لشباب المخرجين

مقالات مشابهة

  • خالد عيسى: «القتال» شعارنا حتى حسم المهمة
  • من رأفت الهجان إلى أبطال أكتوبر.. ذاكرة صالح مرسي تُروى من جديد بمكتبة القاهره الكبرى الاربعاء
  • بعد تعيينه بمجلس الشيوخ.. أفلام في مسيرة الكاتب أحمد مراد
  • تعيين الكاتب أحمد مراد عضوا بمجلس الشيوخ 2025
  • تعليم الإسكندرية يناقش تنفيذ مشروع “مسار” بالمدارس
  • من هو المسؤول القطري الذي لعب دورا بارزا في إبرام اتفاق غزة؟
  • أهالي الإسكندرية والغردقة يشكرون الرئيس السيسي على جهود وقف إطلاق النار بغزة.. فيديو
  • لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وصولا إلى نوبل
  • عمرو دوارة .. ذاكرة المسرح المصرى
  • غدا.. الكاتب إيهاب الحضري يوقع الطبعة الثانية من «نساء وراء الجدران»