خبراء فرنسيون: يجب إكمال مهمّة القضاء على تنظيم حزب الله
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
من الصعب اليوم العثور على أسماء كبار القادة لحزب الله اللبناني من الذين ما زالوا على قيد الحياة. وفي حين واجه تنظيم القاعدة صعوبة في التعافي بعد مقتل أبومصعب الزرقاوي عام 2006، ولم يتعافَ تنظيم داعش أبداً بعد القضاء على أبوبكر البغدادي في عام 2019، يُشكك خبراء عسكريون غربيون في مدى انعكاس مصير هذه التنظيمات الإرهابية التي حاولت استعادة قوتها ونفوذها، على حالة حزب الله.
Cessez-le-feu au Liban : pourquoi le Hezbollah n’est pas vaincuhttps://t.co/K1oobFPfbw
par @Le_Figaro
ويُحذّر محللون استراتيجيون، من أنّه على الرغم من توجيه الجيش الإسرائيلي ضربات قاسية جداً لحزب الله، إلا أنّ هذه الميليشيا، وبدعم من إيران، لا تزال بعيدة عن القضاء عليها. وعدم إكمال هذه المهمّة يُمكن أن يجعلها تعود بشكل أقوى.
وحسب المحلل السياسي الفرنسي فريدريك بونس، فإنّه حتى مع ضعفه، ورغم تعرّضه في غضون شهرين، لأشدّ الضربات والهجمات تدميراً في تاريخه، وسحق زعيمه في مقرّه تحت الأرض، يظلّ حزب الله أحد أقوى الميليشيات المسلحة في العالم. وهو دوماً في الخدمة الحصرية لإيران، الراعي العسكري والمالي، ومُستعد لحرب شاملة ضد إسرائيل، بأوامر من طهران.
ولكنّ حزب الله مُحطّم معنوياً، كما يرى ديدييه ليروي، المتخصص في الحركات الإسلامية والباحث في المعهد العالي الملكي للدفاع في بروكسل. كما تمّ القضاء على خليفته المُعلن، هاشم صفي الدين، وكذلك على العشرات من كبار أعضاء الحركة.
ويؤكد ليروي، مؤلف دراسة حول التطور الإيديولوجي والبنيوي لحزب الله اللبناني، أنّ هذه المنظمة المسلحة، والتزاماً بِبُنيتها الهرمية، أنشأت ما يُشبه هيئة الأركان العامة حول نعيم قاسم، خليفة نصر الله. لكن لن يكون من السهل رؤية قادة بنوعية ومكانة الأمين العام السابق لدى أعضاء الحزب.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي هيوز مايوت، إنّ "الميليشيا اللبنانية تعرّضت لضربة قوية خلال أشهر من الحرب، عندما حققت إسرائيل أحد أهدافها الرئيسية بإزالة التهديد من حدودها. لكن في لعبة حسابات السياسة والإعلام، فإنّ حزب الله يُواصل حديثه عن النصر المزعوم وسط الأنقاض والتوابيت، رغم أنّ إسرائيل قطعت رأسه، زعيمه الرمزي حسن نصر الله، الذي تولى السلطة منذ أكثر من 30 عاماً، وهو ما يُمثّل أعظم إنجاز لجيشها".
Même affaibli, le Hezbollah reste l’une des plus puissantes milices armées du monde. Au service de l’Iran, son parrain militaire et financier. Prêt à la guerre totale contre Israël, sur ordre de Téhéran.
Le récit de @fre_pons pour le @Figaro_Histoire ➡️
https://t.co/1RRdzs5CUJ
وبالإضافة إلى قادته، فقد حزب الله أيضاً من قوته البشرية أكثر مما خسره في أيّ حرب أخرى. كان لدى الحزب ما بين 45 إلى 50 ألف مقاتل. ووفقاً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فقد حزب الله في حربه الأخيرة حوالي 4 آلاف مُقاتل، بينما قدّر معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب خسائر حزب الله بحوالي 2500 رجل.
ومهما كانت الأرقام، يؤكد العقيد ميشيل غويا، المؤرخ الفرنسي والمتخصص في تحليل المخاطر العسكرية، أنّ الخسائر أعلى بكثير مما كانت عليه خلال الحرب الإسرائيلية اللبنانية الأخيرة عام 2006، والتي خسر خلالها حزب الله ما بين 600 و800 مُقاتل بحسب تل أبيب.
ولكنّ هذه الخسائر لا تُمثّل في نهاية المطاف سوى 5 إلى 10% من قوات حزب الله. وعلى سبيل المُقارنة، فإنّه تمّ إضعاف حركة حماس كثيراً، حيث تبلغ نسبة خسائرها البشرية حوالي 65%. وعلاوة على ذلك، فإنّ حزب الله لن يُواجه بلا شك صعوبة في تجديد أعداده، إذ أنّ "الانخراط داخل حزب الله غالباً ما يكون شأناً عائلياً"، كما يحلل الخبير الاستراتيجي ديدييه ليروي بقوله "هناك الكثير من فرق إدارة الشباب، لذا لن يكون التجنيد مشكلة"، خاصة وأن الدمار الهائل الذي أحدثه القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وبيروت سيكون قوة دافعة للانتقام.
L’Iran imprime sa marque sur la recomposition du Hezbollahhttps://t.co/9hdzNcvuYo
— Le Figaro (@Le_Figaro) October 21, 2024 ترسانة كبيرةوقبل الحرب، كان لدى الميليشيا اللبنانية ما بين 120 ألف إلى 200 ألف قذيفة صاروخية، وفقاً لمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث أمريكي. وهذا المخزون الهائل، لم يستخدم حزب الله سوى جزء صغير منه ضدّ إسرائيل، نحو 15 ألفاً، بحسب تقديرات معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. بالإضافة إلى ذلك، "يُقدر أنّ الجيش الإسرائيلي دمّر نحو 75 ألف قذيفة" خلال عمليته البرية.
وبالتأكيد كانت الضربات الإسرائيلية عنيفة، ولكنّها ليست قاتلة بالنسبة لحزب الله، الذي ما زال يحتفظ بما يتراوح بين 30 و100 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك معظم أسلحته الأكثر تطوراً. وفي هذا الموضوع، نقل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن القائد السابق للبرنامج الصاروخي الإيراني حسن مقدم قوله: "في جنوب لبنان، المسافة التي تفصلنا عن تل أبيب وحيفا لا تتجاوز 150 كيلومتراً. لماذا نضرب إسرائيل بصواريخ باهظة الثمن يصل مداها إلى 2000 كيلومتر؟".
ولم تكن غالبية هذه الأسلحة بعيدة المدى، خاصة الصواريخ الباليستية، موجودة في جنوب لبنان، الذي دمّره الجيش الإسرائيلي إلى حدّ كبير. بل في شرق البلاد، في سهل البقاع ، المعقل الحقيقي لحزب الله. ويعتقد ميشيل غويا أنّ "جزءاً من الأسلحة قد يكون قد تم نقله أيضاً إلى سوريا، أو ربما إلى العراق".
كما ولا يزال من الممكن نقل الأسلحة من إيران للحزب عبر هذه البلدان. ورغم أنّه تمّ تدمير بعض طرق النقل المميزة من سوريا، وسيعمل الجيش اللبناني على مراقبة مطار وميناء بيروت عن كثب، إلا أنّ "حزب الله سيجد دائماً طريقة لتهريب الأسلحة، حتى لو كانت أكثر صعوبة"، كما يرى ديدييه ليروي.
«L’avenir du Hezbollah dépend désormais de la stabilité et de la pérennité de la République islamique d’Iran»https://t.co/jiXxmnZ2QO
— Frédéric Pons (@fre_pons) December 4, 2024 القضاء على حزب الله مؤجلوأدّى التدمير الدقيق للأنفاق في جنوب لبنان في البداية، إلى احتواء التهديد تحت الأرض الذي كان يُثقل كاهل القرى والقواعد العسكرية الإسرائيلية على الحدود. ومن خلال الهجوم على أجهزة النداء، تمّ تدمير وسائل الاتصال الخاصة بحزب الله وإخراج الكثير من قادته من التهديد.
ولكن إذا كانت الخسائر فادحة لحزب الله، فهي بالتأكيد غير مميتة. يرى هيوز مايوت أنّ الجيش الإسرائيلي أراد القضاء على الحزب باعتباره تهديداً، لكن بالكاد تمكّن من تطهير الحدود. لقد تسببت تل أبيب بالفعل في خسائر كبيرة له ولكنّها ليست حاسمة. ولذلك سوف تكون الميليشيا اللبنانية قادرة على الاستفادة من وقف إطلاق النار لإعادة التفكير في انتشارها وتكوين بنيتها التحتية. ويُمكن أن يحفزها ما حصل لتعود أقوى.
وفي هذا الصدد، يقول أيضاً العقيد الفرنسي غويا "كان الجيش الإسرائيلي يكتفي بِجزّ العشب، لكنّ العشب سينمو من جديد"، مُحذّراً "إذا قُمت بمهاجمة هذا النوع من المنظمات قليلاً، فإنّ ذلك يحفزها للنمو"، وبالتالي برأيه فإنّه "يجب القضاء عليها".
Les Libanais déplacés retournent chez eux après la trêve entre Israël et le Hezbollah
➡️ https://t.co/yatVybN4qk pic.twitter.com/oqliqLqXlx
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الجيش الإسرائيلي حزب الله إيران حزب الله إسرائيل وحزب الله إيران الجیش الإسرائیلی القضاء على جنوب لبنان لحزب الله حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
هكذا تدخل الأموال لـحزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدث
نشر معهد "ألما" الإسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن الجبهة بين لبنان وإسرائيل، مُتطرقاً إلى ما فعله "حزب الله" لبناء نفسه وقاعدته العسكرية والماليّة.التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إنه "من المقرر إجراء فحص جدي للواقع على الحدود الشمالية مع لبنان بعد مرور عام على وقف إطلاق النار"، وأضاف: "الرسالة المركزية التي تصلنا من الميدان واضحة وحادة وهي إنه بما أن دولة لبنان تتجنب تفكيك أسلحة حزب الله على نطاق واسع، فإن دولة إسرائيل تنتهج سياسة جزّ الأعشاب الضارة بشكل مستمر، وأحياناً اقتلاع البنية التحتية للإرهاب في لبنان. وهنا، يُطرح السؤال في كثير من الأحيان حول ما إذا كان لبنان غير قادر على التحرك أم لا يريد ذلك".
وتابع: "لا خلاف على أن التحدي كبير، نظراً للوضع الديموغرافي في لبنان، حيث تشير التقديرات إلى أن الشيعة (القاعدة الطبيعية لحزب الله) يشكلون ما يقرب من 50% من المواطنين، وهي الصورة التي تؤثر أيضاً على تركيبة الجيش اللبناني. في الواقع، تتجنب القوات المسلحة اللبنانية باستمرار دخول المناطق الخاصة كجزء من الجهود الرامية إلى نزع سلاح حزب الله، مما يسمح فعلياً لحزب الله بمواصلة استخدام الشعب اللبناني كدروع بشرية".
واستكمل: "رغم الصعوبة، لا يزال هناك الكثير مما يجب فعله يتجاوز الضربات الإسرائيلية. يتطلب الأمر عملاً مكثفاً، ويتطلب في المقام الأول تغييراً في نظرة المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا، المنخرطتين بالفعل في آلية تنفيذ وقف إطلاق النار. في الواقع، إننا بحاجة إلى تفاهم واضح مفاده أنه بدون سلسلة من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فإنَّ لبنان سوف يظل دولة فاشلة، كما سبق للسفير الأميركي توم باراك أن قال في وقتٍ سابق".
وتابع: "الأسوأ من ذلك هو أنه بدون معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة، لن نتمكن من إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله لإسرائيل، بل ولاستقرار المنطقة بأكملها. مع هذا، فإن هناك سلسلة أمور حرجة لا تتلقى الرد المناسب: المال وتمويل الإرهاب، إيران، والوهم الخطير في ما يتعلق بالجيش اللبناني".
وأعاد التقرير التذكير بما نشرته وزارة الخزانة الأميركية قبل فترةٍ قصيرة حينما قالت إنه "منذ كانون الثاني 2025، حوّلت إيران نحو مليار دولار إلى حزب الله"، وأضاف: "السؤال الرئيسي الذي يجب طرحه هو: كيف حدث ذلك في ظلّ رقابة المجتمع الدولي ونظام العقوبات على إيران؟ كيف يمكن لهذا المبلغ الضخم أن يتدفق إلى أيدي الحزب؟".
التقرير اعتبر أنّ "هذا التهريب لا يقلُّ خطورة عن تهريب الأسلحة على نطاق واسع"، موضحاً أن "الإجابة تكمنُ في الآليات التي تم التحذير منها في وقتٍ سابق ولم يتم فعل أي شيء لوقفها، وعلى سبيل المثال محلات الصرافة في بلدان أخرى التي تجري ترتيبات مع محلات الصرافة في لبنان"، وأضاف: "في تقديرنا، فإن الأموال تدخل لبنان أيضاً بالطريقة التقليدية القديمة عبر الرحلات الدبلوماسية الإيرانية إلى لبنان. كذلك، يُمكن تقدير أن الدبلوماسيين الإيرانيين يهبطون في بيروت بحقائب محملة بالنقود، وباستثناء حالة واحدة واستثنائية تم فيها تفتيش الحقائب، فإن هذا الطريق مفتوح تماماً".
واستكمل: "علاوة على ذلك، لا تزال المؤسسات المالية التابعة لحزب الله، مثل القرض الحسن تعمل في لبنان من دون أي عائق، وكذلك الحال بالنسبة لمصادر دخلها داخل لبنان، مثل محطات وقود الأمانة. وفعلياً، لقد تم تصنيف هذه المحطات إلى جانب القرض الحسن من قبل الولايات المتحدة ككيانين إرهابيين".
وتابع: "يبدو أن الأموال الإضافية تأتي من الشتات اللبناني، الذي يضخ رؤوس أموال ضخمة إلى البلاد؛ وهذا خط أنابيب تمويل ليس من السهل تتبعه لأن الغطاء يستخدم من قبل شركات خاصة والعديد من الشركات الوهمية. وإلى كل هذا، لا بد من إضافة الأعمال المتنوعة التي يقوم بها حزب الله في العديد من الأماكن حول العالم".
ورأى التقرير أن "وقف هذا التدفق من الأموال يتطلب عملاً استخباراتياً شاقاً وموارد هائلة"، موضحاً أن "الحرب على الإرهاب لا تنتهي فقط بالأعمال الحركية التي يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي؛ ويجب أن يتضمن ذلك قطع الشريان الاقتصادي الذي يغذي الوكيل الإيراني".
التقرير انتقل للحديث عن إيران، وقال: "إننا نُدرك أن الحل لن يتحقق طالما بقي النظام المتطرف هناك على حاله. لقد اتخذت الجمهورية الإسلامية قراراً استراتيجياً يبدو غير عقلاني في نظر الغرب: فعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الكارثي داخل إيران، وعلى الرغم من انهيار البنية التحتية المحلية، يواصل النظام استثمار موارد كبيرة في تنمية أسلحته بالوكالة والمشاريع النووية والصاروخية".
وتابع: "هكذا، تعمق التورط الإيراني في حزب الله اللبناني بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله، سواء من حيث الميزانيات، أو التوجيه، أو المشاركة في عمليات صنع القرار. وللإشارة، فإنه من الأمثلة على ذلك التصريحات الإيرانية التي هددت برد فعل من قبل حزب الله على الضربة التي استهدفت في 23 تشرين الثاني الماضي، والتي أدت إلى مقتل هيثم علي طباطبائي، رئيس أركان حزب الله".
واستكمل: "لقد ثبت خطأ التصور الغربي بأن العقوبات وحدها كفة الميزان، والسبب هو نشوء اقتصاد بديل. إن إيران تعاني من العقوبات، ولكنها لا تنهار، وذلك لأنها أنشأت نظاماً تجارياً يتجاوز العقوبات مع دول مثل روسيا والصين وفنزويلا وكوريا الشمالية. وما دام هذا المحور موجوداً، فإن إيران ستواصل تمويل الإرهاب على حساب رفاهية مواطنيها، وسيظل الاستقرار في الشرق الأوسط حلماً بعيد المنال".
مع هذا، يقولُ التقرير إن "حزب الله ليس مجرد جيش إرهابي وقاعدة إيرانية متقدمة؛ بل هو المزود الرئيسي للخدمات للشعب الشيعي اللبناني"، وأضاف: "حتى اليوم، في ظل ضعف حزب الله الاقتصادي، لا تزال خدماته المدنية فعّالة: المدارس، والحركة الكشفية، والعيادات، وتوزيع المواد الغذائية".
وتابع: "هذه المجموعات، التي هي قانونية تماماً في لبنان، هي الأساس لبناء مجتمع المقاومة من داخل الطائفة الشيعية في لبنان، وهذا ما ينتج الولاء وغرس قيم الثورة الإسلامية الإيرانية، ويسمح بتجنيد العملاء، ويخلق الشرعية لإخفاء الأسلحة داخل منازل المدنيين والاستخدام الجماعي للدروع البشرية"، على حد مزاعم التقرير.
وأكمل: "من المستحيل هزيمة حزب الله من دون تفكيك هذه المؤسسات وتشكيل حكومة بديلة فاعلة. يجب أن تكون الدولة اللبنانية قادرة على استبدال منظومة الخدمات التي يقدمها حزب الله للسكان. وفي الواقع، فإن هذا ليس بالأمر السهل، فلبنان مبني على تقسيم الموارد والسلطة بين الطوائف المختلفة".
إلى ذلك، تحدث التقرير عمّا أسماها "النقطة الأخيرة والأكثر حساسية تتعلق بالجيش اللبناني"، وتابع: "يرى المفهوم الغربي الأميركي أن الحل يكمن في إغداق الأموال على الجيش اللبناني: تحسين معداته، ورفع رواتبه، وبالتالي تحويله إلى قوة مضادة لحزب الله. في الواقع، فإن هذا افتراض عملي لم يتم فحصه بعمق من قبل".
وتابع: "علينا أن نسأل أنفسنا سؤالاً بسيطاً ليس له بحث مفتوح: ما هو تركيب الجيش اللبناني؟ كما ذكرنا فإن التقديرات تتحدث عن أن حوالي 50% منهم من المسلمين الشيعة. هل يرى هؤلاء العسكريون أنفسهم ملتزمين بنزع سلاح حزب الله، أم يرون فيه حامياً للطائفة الشيعية؟ كيف يُمكن لجندي في الجيش اللبناني أن يتصرّف ضدّ أخيه المنتمي لحزب الله؟".
وتابع التقرير زاعماً: "في غياب بديل سياسي واقتصادي أمام الشيعة، فإن احتمالات توجههم بأسلحتهم ضد إخوانهم ضئيلة. السيناريو الأخطر، بل الكابوس الذي يجب أن نأخذه في الاعتبار، هو النموذج العراقي، أي عندما يبتلع فيها حزب الله الجيش اللبناني من الداخل. وفي مثل هذا السيناريو، فإن ألوية بأكملها في الجيش اللبناني، المجهزة بأسلحة غربية متطورة، سوف تتلقى أوامرها العملياتية ليس من قائد الجيش في بيروت، بل من طهران. لقد حدث هذا في العراق، وحدث أيضاً في سوريا، عندما انضمت جماعات جهادية من المتمردين إلى الجيش السوري بكامل هيئتها، مع الحفاظ على ولائها للقادة المحليين".
واستكمل: "من حيث المبدأ، فإن مساعدة الجيش اللبناني ليست هدفاً معيباً في حد ذاته، خاصة في ظل حرص روسيا وإيران أيضاً على نقل المساعدات العسكرية إليه، ولكن هذه المساعدات يجب أن تكون مشروطة بمراقبة صارمة وفحص عميق للولاءات".
وتابع: "إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما هي المعدات العسكرية التي يحتاجها الجيش حقاً في مواجهة التهديدات التي تواجهه، والتي تأتي في المقام الأول من داخل لبنان. وفي كل الأحوال، لا يمكن الاستمرار في تمويل هيئة قد تتحول، بناء على الأوامر، إلى فرع آخر من فروع الحرس الثوري أو أي عدد من المنظمات الإرهابية".
وأكمل: "في نهاية الحرب العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله، قيل الكثير عن الفرصة الوحيدة المتاحة للبنان لإحداث التغيير والتحول من دولة فاشلة إلى دولة مزدهرة. بعد مرور عام على وقف إطلاق النار، فإن الاستنتاج واضح وهو أن إسرائيل تقوم بما هو مطلوب منها لتوفير الأمن لمواطنيها، ويجب أن تستمر في الحصول على الدعم لهذه الأعمال، لأنها تخدم أيضاً مستقبل لبنان وانفصاله عن قبضة إيران وحزب الله".
وختم: "لكن هذا لا يكفي، فلكي لا تُفوّت الفرصة التي أُتيحت العام الماضي، لا يزال هناك المزيد مما ينبغي فعله. إن المعركة من أجل مستقبل لبنان وأمنه على حدوده الشمالية تتطلب أكثر من مجرد القوة العسكرية. في الواقع، يتطلب الأمر عملاً من جانب الحكومة اللبنانية إلى جانب تصميم دولي لوقف خط أنابيب الأموال الإيرانية، وتفكيك البنية التحتية المدنية لحزب الله، والإشراف على مؤسسات الدولة اللبنانية بعيون مفتوحة". المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة تقرير إسرائيليّ عن "حزب الله": هكذا ينقل المسيّرات من أوروبا إلى لبنان Lebanon 24 تقرير إسرائيليّ عن "حزب الله": هكذا ينقل المسيّرات من أوروبا إلى لبنان