الجيش الإسرائيلي يدمر المنظومة الصحية في شمال غزة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب": قال الدفاع المدني في غزة اليوم أن الجيش الإسرائيلي دمر كل المنظومة الصحية في شمال القطاع، بعد اعتقاله مدير مستشفى كمال عدوان وأفرادا من طاقمه في إطار عملية عسكرية أخرجت آخر مرفق صحي رئيسي في المنطقة عن الخدمة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن المستشفى الواقع في بيت لاهيا خرج عن الخدمة، بعد ساعات من تأكيد الجيش بدء عملية عسكرية قال إنها تستهدف عناصر من حماس.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم إن "قوات الاحتلال اقتادت العشرات من أفراد طاقم مستشفى كمال عدوان بما في ذلك مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، إلى مركز للتحقيق".
وقال محمد سالم (كنية مستعارة خوفا من الملاحقة) إن الجيش "طلب خلع ملابس كل الشباب والسير مشيا الى خارج المستشفى والتوجه الى مدرسة الفاخورة التي حوّلها الجيش الى مركز عسكري ومركز للاعتقال والتحقيق" وأضاف "اخذوا عشرات الشباب وايضا اطباء ومرضى الى جهة مجهولة".
وتابع "كانوا يسألون عن عناصر المقاومة وحماس واسلحة، والاشخاص الذين يصورون القصف والدمار".
وأكّد الدفاع المدني اعتقال أبو صفية وعدد من العاملين في القطاع الصحي.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل "باعتقاله مدير مستشفى كمال عدوان والعشرات من الكوادر الطبية والفنية، واعتقال مدير الدفاع المدني في الشمال، دمّر الاحتلال كليا المنظومة الطبية والإنسانية... وأخرجها عن الخدمة في شمال القطاع".
وكان الدفاع المدني قال في بيان سابق إن الجيش الإسرائيلي "اعتقل أحمد حسن الكحلوت، مدير الدفاع المدني في محافظة شمال قطاع غزة" التي تضمّ بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا للاجئين.
ووضع ذلك في سياق "استمرار نهج الاحتلال التدميري لمنظومة العمل الإنساني والإغاثي في شمال القطاع".
وأفاد الجيش الإسرائيلي الجمعة بأنه بدأ العمل "في منطقة مستشفى كمال عدوان... بعد ورود معلومات استخباراتية مسبقة حول وجود مخربين وبنى تحتية إرهابية وتنفيذ أنشطة إرهابية هناك".
وسبق لإسرائيل ان اتهمت حماس مرارا منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل، باستخدام مرافق مدنية خصوصا المستشفيات، كمراكز للقيادة والعمليات. وتنفي حماس ذلك بشدّة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنّ العملية العسكرية قرب مستشفى كمال عدوان "أدّت إلى خروج آخر مرفق صحّي رئيسي في شمال غزة عن الخدمة".
وأضافت أنّ "التقارير الأولية تشير إلى أنّ بعض الأقسام الرئيسية احترقت ودُمّرت بشدّة خلال الغارة".
ونقلت وزارة الصحة التابعة لحماس عن أبو صفية قوله الجمعة إن الجيش "أحرق جميع أقسام العمليات في المستشفى"، وقواته "أخلت كامل الطاقم الطبي والنازحين واعتقلت عددا من أفراد الطاقم الطبي".
وقالت وزارة الصحة إن الجيش الإسرائيلي قام بـ"إجلاء قسري" لبعض المرضى من كمال عدوان إلى المستشفى الأندونيسي في شمال القطاع الليلة الماضية. وحذّرت من أن "الوضع في الأندونيسي مزر وصعب للغاية"، مضيفة "لا ماء ولا كهرباء ولا غطاء ولا طعام ولا مستلزمات".
وناشدت المؤسسات الدولية "ايجاد الحل للمرضى والمصابين الموجودين حاليا في المستشفى الأندونيسي".
وصباح اليوم، ذكر شهود أن أصوات الانفجارات لا تزال تسمع في المنطقة بين حين وآخر.
وقال عمّار البرش (50 عاما)، النازح إلى بيت لاهيا من جباليا، إن الجيش "يواصل اقتحام المستشفى والمنازل المحيطة، ونسمع إطلاق النار من مسيرات إسرائيلية وقصفا مدفعيا".
وأضاف أنه "دمّر عشرات المنازل والبنايات التجارية والسكنية في محيط مستشفى كمال عدوان، وقام اليوم باعتقال مئات المواطنين من بينهم عشرات من الأقارب والجيران".
- "جريمة حرب بشعة" -
ويأتي ذلك في وقت تشنّ القوات الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة في شمال قطاع غزة منذ السادس من أكتوبر الماضي ونفت حركة حماس الجمعة "نفيا قاطعا وجود أي مظهر عسكري أو تواجد لمقاومين في المستشفى، سواء من كتائب القسام أو أي فصيل آخر، فالمستشفى كان مفتوحا أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية".
واتهمت إسرائيل ب"تطبيق مخطط إبادة وتهجير قسري"، وطالبت الأمم المتحدة "بتشكيل لجنة تحقيق أممية للنظر في حجم الجريمة التي يرتكبها في شمال قطاع غزة".
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن العملية الإسرائيلية "أحدث مثال على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاك الصارخ لقواعد وأعراف القانون الدولي"، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "إرنا" الرسمية.
في غضون ذلك، تتواصل العمليات العسكرية في مناطق عدّة في قطاع غزة.
وأفاد الدفاع المدني عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل في ضربة طالت منزلا في وسط القطاع.
وتحدث مكتب الاتصال الحكومي التابع لحماس عن تعرّض بلدة بيت حانون لـ"هجوم مرعب من الاحتلال"، مضيفا "تلقينا نداءات استغاثة من عشرات المواطنين، ولا أحد يستطيع الوصول للجرحى".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مستشفى کمال عدوان الجیش الإسرائیلی فی شمال القطاع الدفاع المدنی وزارة الصحة عن الخدمة قطاع غزة إن الجیش
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. واشنطن تنشئ مركز قيادة لتنسيق المهام الأمنية
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس دخل حيز التنفيذ ظهر اليوم الجمعة، في خطوة وصفت بأنها بداية تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، ويتضمن إعادة الأسرى وإنهاء العمليات العسكرية المستمرة منذ شهور.
وجاء في البيان الرسمي أن قوات الجيش الإسرائيلي أعادت تموضعها على خطوط انتشار عملياتية جديدة داخل قطاع غزة، وفقًا لما ينص عليه الاتفاق.
وأوضح المتحدث العسكري أن الاتفاق يتضمن بقاء القوات الإسرائيلية في مواقع محددة داخل القطاع، محذرًا سكان غزة من الاقتراب إلى مواقع القوات أو المنطقة العازلة، ومؤكدًا أن أي تحرك في هذه المناطق قد يعرضهم للخطر.
ووفق التوجيهات الميدانية المعلنة:
يسمح بالانتقال بين جنوب القطاع وشماله عبر طريقي الرشيد وصلاح الدين فقط.
يمنع الاقتراب من مناطق بيت حانون، بيت لاهيا، والشجاعية في الشمال، وكذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا ومناطق تمركز القوات في خان يونس جنوبًا.
يحظر الصيد أو السباحة أو الغوص في المنطقة البحرية على طول شواطئ غزة في الوقت الحالي.
الاقتراب من الأراضي الإسرائيلية أو المنطقة العازلة ممنوع تمامًا حتى إشعار آخر.
مرحلة تبادل الأسرى
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الاتفاق ينص على أن تقوم حركة حماس بتسليم جميع الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة كحد أقصى. ومن المقرر أن تكتمل عملية التبادل بحلول يوم الاثنين عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا.
مصادقة الحكومة الإسرائيلية
صادقت الحكومة الإسرائيلية فجر اليوم على ما وصفته بالإطار العام لإنهاء الحرب في غزة، بما في ذلك آليات الانسحاب وتبادل الأسرى، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وذكرت مصادر رسمية أن الاتفاق يشمل بنودًا تتعلق بوقف متبادل لإطلاق النار وتحديد خطوط التماس والضمانات الدولية لتنفيذه.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الاتفاق يتضمن “ملحقًا سريًا” يتعلق بالمرحلة الثانية، والتي تشمل ترتيبات نزع السلاح وقضايا تتعلق بإعادة إعمار القطاع. وقد أبدت مصادر عسكرية إسرائيلية قلقًا من إمكانية تعثر هذه المرحلة، واصفة تفاصيلها بـ”الحرجة والمعقدة”.
يأتي تنفيذ وقف إطلاق النار في إطار خطة من 20 بندًا تم التفاوض حولها بمشاركة الولايات المتحدة، وبدعم من قطر ومصر. وتهدف الخطة إلى إنهاء الحرب، استعادة الأسرى، ووضع آليات لمراقبة أمنية طويلة المدى في القطاع، مع إشراف دولي مباشر على بعض مراحل التنفيذ.
واشنطن تنشئ مركز قيادة في إسرائيل لتنسيق المهام الأمنية في غزة
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيادة المركزية بإنشاء مركز قيادة في إسرائيل لتنسيق العمليات الأمنية المتعلقة بقطاع غزة. هذا المركز الجديد سيشرف عليه جنرال أمريكي رفيع المستوى ويضم مئات الجنود الأمريكيين، بهدف تنفيذ خطة ترامب المؤلفة من 20 بندًا لوقف الحرب بشكل كامل.
ويشمل دور المركز تنسيق عمل القوات الأجنبية المشاركة في المهام الأمنية داخل غزة، مع تأسيس قوة مهام مشتركة تضم إسرائيل، الولايات المتحدة، قطر، ومصر، تهدف إلى تحديد مواقع رفات المحتجزين الذين قتلوا وإعادة رفاتهم خلال فترة لا تتجاوز 72 ساعة.
وتشير تقارير إلى أن القوة المشتركة ستستخدم معدات ثقيلة للحفر أو هدم المباني للوصول إلى الجثامين، وستُفرض ردود أمريكية مباشرة في حال حدوث أي انتهاكات للاتفاق. كما سيتم تأسيس آلية خاصة لمناقشة قضايا نزع السلاح والتجريد العسكري في غزة.
وأكد مسؤول أمريكي أن حوالي 200 جندي أمريكي سيشاركون في قوة المهام المشتركة، لكنها لن تُنشر داخل القطاع مباشرة.