يمن مونيتور:
2025-12-12@19:29:45 GMT

هُم العَدو والعُدوان

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

هُم العَدو والعُدوان

 

لها يُعدون، وبها يَعدون ويتوعدون، ومنها وإليها يفرون، هي بالنسبة لهم ضرورة ولازمة وجودية، مشروع بقاء، عليها يعيشون ويعتاشون.

مسيرة المسيّرات، والبنادق، والألغام، والوجود الفظ ،واللعنات الصارخة، جماعة تنتمي للجحيم، لا تستطيع العيش بدون الحرب، ولا يمكنها أن تقود إلا إلى المحارق، لا حياة يعد بها الحوثي، لا شيء سوى الموت والخراب واليأس القاتل الذي يدفع البؤساء المنسحقين صوب أكثر الخيارات بؤسًا وارتكاسًا.

يديرون الحياة بالحرب، كل شيء مكرس للقتال، الأمر لا يكلف رجل الكهف سوى خطبته الزاعقة كل خميس لمستمعين يجلسون قسراً خارج الحياة، يحدقون بسأم بارد نحو رجل يطل ممتقعًا من خلف الشاشة متبجحًا مهددًا العوالم بالفناء، ومستنفرًا الجميع للقتال في سبيل العدم. مشهد عبثي يذكرنا برواية 1984 لجورج أوريل وخطب الأخ الكبير من خلف الشاشة، كطقس تعذيبي ضمن وسائل الرعب المفروضة بانتظام صارم.

غزة لا تصلح لتبييض جرائم الحوثي ضد ضحاياه من اليمنيين الذين يعدونه “نسخة محلية من الكيان الصهيوني”، كما يقرر الزميل مصطفى ناجي في منشور سابق.

غزة لا تشبه الحوثي، وإنما تشبه ملايين اليمنيين الذين اقترف الحوثي بحقهم كل الفظاعات، وحاصر مدنهم وشردهم، وفجر منازلهم، واعتقل ذويهم، ودمر حياتهم.

غزة لا تنتمي للقتلة والسجانين، ولا تمنح الحوثي شهادة تفوق أخلاقي، ولا تقدم له ما يبرر وجوده، أو يسوغ بشاعاته، ولا تعطيه الحق في استدعاء تعاطف مناوئيه، ولا تسقط حقوق ضحاياه في الداخل، والذين لا تعنيهم هذه الحروب التى يطالبهم بدفع مقابلها من قضيتهم ومن موقفهم المناهض له.

لم تُحدث تدخلات الحوثي فرقًا في الحرب الإسرائيلية على غزة، وغاية ما يكسبه امتنان المخذول.

أتذكر صلف الحوثيين في ٢٠١١  في ساحة التغيير.. كانوا يتصرفون بعنجهية ويبدون صفاقة زائدة في التعامل مع الآخرين، يومها أشرت الى اندفاعهم لكي يكونوا المعادل لشرور الحكم الذاهب.

كانت  استجابة الحوثيين للصراع تجعلهم يبدون كما لو أنهم في مهمة البحث عن عدو يعوض خساراتهم ربما لأهم عدوين لدودين كانا يمثلان مكسبهم الأهم من الحرب.

وقلت إنهم لا يريدون أن يقال أنهم خسروا أعداءهم في هذه الثورة، أهم ركيزتين قامت عليها أسطورتهم.. هم يدركون قصدي تماماً! ولا يريدون أن يقال أن الثورة السلمية أضافت إلى خسرانهم سلبهم سطوة المحارب المتمنع بقوة السلاح، وأنهم باتوا يعيشون أزمة وجود وضياع هوية، وأنهم يتخبطون بحثاً عن ذاتهم المضاعة في ميداني الفعل الثوري و السياسي، وهما ميدانان غريبان عنهم، لم يختبراهما من قبل ولم يتدربوا على إحراز سبق فيهما، لهذا يذهبون بعيداً للإعلان عن أنفسهم بيأس بالطريقة العنيفة التي يحسنونها.

إن أسوأ ما يمكن أن يقال عن حماستهم للقتال، وبحثهم الأعمى عن الاعتراك والاشتباك مع هذا أو ذاك، ممن تتوافر فيه بعض موجبات الخصومة: “أنهم نبت الحرب، وأنها لم تعد وسيلة دفاع بالنسبة لهم، بل صارت حياة، ومشروع وجود. وأنهم خاضوا صراعاً مديداً ثم تركوه يقودهم، وأنهم قد أسسوا وجودهم على الحرب حتى غدوا أُسراها وصرعاها وأنهم ما عادوا يستطيعون العيش بدونها، فهي سوقتهم وعرفت بهم وأعلنت عنهم، حتى صارت هي القضية”.

هم مفتعلو حروب، لا يتخيلون بقاءهم  دون معركة.. نحن إزاء جماعة تعتمد العنف خيار وجود، وتخوض حروبها متخففة من كل التبعات.

يريدون اليوم تعويض خساراتهم باستدعاء إسرائيل لضرب بلاد مضروبة ومنكوبة بهم بغية استمالة السذج وانتزاع مواقف انكار تبرر عدوانهم لا أكثر.

هم آخر من يضعنا أمام امتحانات أخلاقية أو وطنية.. يحاربوننا ويستدعون معهم لحربنا كل عدو، نحن ضد إسرائيل من قبل أن يولدوا ، ونحن ضدهم قبل وبعد استدعاء اعتداءاتها، هم استباحوا بلادنا وأباحوها لكل طامع، وهم المتهم المدان، وهم العدو والعدوان..

 

نقلاً عن موقع برّان برس |

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحوثيون اليمن جمال أنعم كتابات

إقرأ أيضاً:

وزير النقل: الوحدة رقم 7 من مصنع الحديد والصلب بحلوان تم إنقاذها من البيع

أكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، أن الوحدة رقم 7 من مصنع الحديد والصلب بحلوان تم إنقاذها من البيع ويجب استغلالها، موضحًا أنهم سيأخذون خام الحديد الأصلي الموجود في الواحات لتشغيل الوحدة 7، مشيرًا إلى أن مناطق 15 مايو والمعصرة تضم عددًا كبيرًا من السكان، لذلك يجب كدولة إيجاد فرص عمل لهم في المصانع.

وقال الفريق كامل الوزير، خلال حلقة خاصة مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أثناء جولته لتفقد «مشروع الصناعة والنقل» بمدينة قفط بمحافظة قنا، إن مناطق 15 مايو وحلوان تحتوي على عقارات كثيرة، لذلك يجب خلق فرص عمل، مؤكدًا أنهم سيعيدون تقسيم حلوان لتوسيع المصانع وإيجاد وظائف جديدة.

وأضاف أن أي صناعة تحتاج إلى سوق لتسويق منتجاتها، مشيرًا إلى أن شركة النصر للسيارات كانت تنتج عربيات وأتوبيسات وجرارات صناعية وفجأة توقفت، موضحًا أنهم قدموا لها دفعة مقدمة لتستعيد نشاطها"وأخذنا 300 أتوبيس من النصر للسيارات خلال سنة". 

وأوضح أنهم بدأوا في تصنيع الأتوبيس السياحي والميني باص، مشيرًا إلى الازدحام على القطارات السريعة ووضع ميني باص بجوار مواقف الـRT، مع تكليف شركة النصر للسيارات بإنتاجه.

وأضاف أن الشركة ستتمكن خلال سنة من تصنيع ميني باص كهربائي، وأنها ستكون قادرة على إنتاجه بالكامل داخليًا.

 

وزير النقل: القطار السريع والطريق الصحراوي والصناعة محور الخطة العاجلة بالصعيد وزير الاتصالات والأكاديمية العسكرية يلتقون طلاب "الرواد الرقميون" لدعم جيل رقمي جديد وزير النقل: دخل الأسرة في «قفط» بقنا 14 ألف جنيه وزير النقل الأمريكي: حركة الطيران قد تتباطأ في هذه الحالة

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط: الرياض ترفض استنساخ نموذج الحوثي عبر تحركات الانتقالي في حضرموت.. عاجل
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • 300 أتوبيس من النصر للسيارات خلال سنة.. كامل الوزير يكشف مفاجأة
  • وزير النقل: الوحدة رقم 7 من مصنع الحديد والصلب بحلوان تم إنقاذها من البيع
  • كامل الوزير: حصلنا على 300 أتوبيس من النصر للسيارات خلال سنة
  • العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي
  • ماذا يقال عند رؤية الضباب؟
  • الحوثي - القاعدة- الإخوان.. ثلاثي شر يستهدف أمن واستقرار أبين
  • أحمديات: متحف الشمع بمترو الأنفاق
  • تسمم البحر والإنسان.. تحذير من مخاطر إغراق مليشيا الحوثي لسفينة ماجيك سيز