سوريا.. وغيومُ المستقبل "الجولاني"!! ( ٣ )
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
في المقال السابق طرحنا عدة أسئلة تنبُعُ مِن ضَبابيِّة الأجواء وغموض المواقف ليس في سوريا وحدها ولكن في الدول المَعنيِّة بالشأن السوري، وكان السؤال الأهم والذي مازال قائماً مَنْ سيحكم سوريا؟ فظهور "أحمد الشرع" المُلَقَّبْ بأبي (محمد الجولاني) ولعله الآن لا يميلُ إلى استعمال لقبه كإشارةٍ لإيصال فكرة مفادُها (لا تخْشونا فنحن لمْ نأتِ لمحاربة أحدٍ بل سنكونُ على دربِ مَن ساعدونا ويُحرِكونَنا نحو قبول الواقع ومسايرته).
واستكمالاً للأسئلة المُلِحَّة لاستيعاب ما حدث ومقدماته نجدُ أنفسَنا أمام الآتي:
١- كانت سوريا في قائمة "الربيع العربي" الهادفة إلى إسقاط الأنظمة العربية تمهيداً لتقسيم كل منها إلى دويلات، فلماذا لم يُسْقَط "بشار" كغيرهِ منذ عام٢٠١١؟
٢- هل كانت المعارضة للنظام السوري تُمثْلَها الأحزاب فقط أم كانت عِدة جماعاتٍ مُسَلَّحة وفصائل قِتالية مثل ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات الدفاع الشعبي الكردية (PYD) "وجبهة النُصْرَة " (هيئة تحرير الشام الآن) والتي أسَّسها "الجُولاني" بعد عودتهِ من العراق مبعوثاً من "أبي بكر البغدادي" وغيرها؟
٣ - مَنْ الذي صَنَع "داعش" وغَرَسَها في البلاد العربية لإسقاط جيوشِها؟
٢ - هل كان المطلوب مِن الجيش السوري أن يتلقَّى الضَربات من اتجاهاتٍ عديدة خارجية وداخلية ولا يُحرِّك ساكناً؟
٣ - ألم يَستخدم أعداء " الأسد" الحِيَل والذكاء الاصطناعي لإلصاق جرائمهم بالجيش والأجهزة الأمنية وإظهار بشاعةِ نظامه للعالم فيما يَبثُّه الإعلام المعادي له كما فعل (الإخوان ) بمصر عَقِبْ كل عملٍ إرهابيٍ لإشعال كراهية المواطنين للجيش والشرطة؟
(ليس دفاعاً عن نظام "الأسد" وتبرئتهِ مما ارتكبه كأي نظام استبدادي)
٥- ألم تُؤثِّر الحروب التي استمرت أكثر من ١٤سنة على كافة الأوضاع في سوريا سَلْباً واستنزاف مواردها وقدرتها العسكرية بدلاً من توجيهِها لتحرير الجُولان وإصلاح أوضاعها الاقتصادية؟
٦ - ألم يجد نظامُ " الأسد" نفسه منفرداً بعد أن تخلَّى عنه الجميع (أشِقَّاء وحُلَفاء) في مواجهة مؤامرة الربيع العربي؟
٧ - بعد احتلال إسرائيل أجزاءً أُخرى غير (الجولان) وتدميرِها٨٠ ٪ تقريباً مِن قُدرة سوريا العسكرية فهل لو (افترضنا) موالاة "الشرع" لأمريكا وليونته مع اسرائيل لنَيْل ثقة الجميع ومساعداتهم فهل هذا ستار (مؤقت) يُخّفي نِيَّته في استرداد الأراضي المُحتلَّة عندما يَمْلُك القُدرة والظروف المواتية؟
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً: