الجزيرة:
2025-07-31@04:43:08 GMT

فرصة إسرائيل وقلقها من سوريا

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

فرصة إسرائيل وقلقها من سوريا

بعد سقوط النظام السوري وسيطرة هيئة تحرير الشام على مقاليد الحكم في دمشق، شعرت إسرائيل بأن في ذلك أهم تعويض لها عما جرى لمكانتها في أثناء حرب طوفان الأقصى. واعتبرت أن سقوط النظام وصَمْت المدافع في لبنان وفّر لها فرصة تاريخية ليس فقط لاحتلال مناطق حيوية في سوريا، ولا تدمير كل قدرات سوريا الإستراتيجية، وإنما لا يقل أهمية في نظرها سقوط محور المقاومة وطوق النار الإيراني.

ورأت في ذلك رفعا كبيرا لمكانتها الإستراتيجية في المنطقة ، حيث صارت لاعبا مهما في السياسة الداخلية السورية ضمن توازنات ليست إقليمية وحسب، وإنما كلاعب في تحالف الأقليات الذي عملت على مدى عقود، دون نجاح، لبلورته. وضمن هذه الرؤية اندفعت، في مخالفة صريحة لاتفاق فصل القوات الأممي المبرم منذ عام 1974، لاحتلال، ليس فقط جبل الشيخ السوري الإستراتيجي، وإنما احتلت كذلك شريطا عازلا بطول 80 كيلو مترا وعرض يصل إلى 20 كيلو مترا في بعض المقاطع.

ومن المؤكد أن الشريط الذي يمتد من هضبة الجولان إلى ريف درعا قرب الحدود الأردنية يضم عشرات القرى ويحوي مئات آلاف السكان. وإذا كان الحكم الجديد في دمشق منشغلا حتى الآن بترتيبات الاستقرار الداخلي فإن الحياة تحت حكم الاحتلال تخلق واقعا جديدا في نظر المواطنين السوريين هناك الذين باتوا على صدام مباشر مع القوات الإسرائيلية. وهذا ما حذر منه قادة إسرائيليون طالبوا بعدم الاستخفاف بالروح الوطنية السورية وعدم الركون إلى الهدوء القائم حاليا. وبالفعل بدأت في الأسبوع الأخير تظاهرات لمواطنين سوريين احتجاجا على احتلال الجيش لأراضيهم ومطالبته لهم بتسليم ما لديهم من أسلحة شخصية. وتتزايد التقديرات بأنها مسألة وقت قبل أن يتغير الواقع في المناطق المحتلة هذه من الهدوء إلى المقاومة. ونشرت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق تقدير موقف أشار فيه ضباط إلى أنها "مسألة وقت فقط قبل أن نتعرض هنا إلى صاروخ مضاد للدروع مفاجئ أو قذيفة هاون على قواتنا، فيقتل بضعة جنود لا سمح الله، وكل شيء حينها سيتغير. من الصعب الشرح للجنود معنى المهمة هنا. إذ لا يوجد هنا عدو ونحن لا نقوم بأي هجوم أو مهام عملياتية ذات قيمة طوال اليوم. فقد خرج المقاتلون عن روتين مكثف من القتال والمبادرة في جنوب لبنان ضد حزب الله وقبل ذلك في غزة حيال حماس، والآن هم ينظرون أساسا إلى فلاحين سوريين يفلحون أراضيهم ولا يرون أي عدو، وليس فقط عبر المناظير. هذا الحضور الصاخب لنا هنا، مع دبابات تجتاز قرى كل يوم، من شأنه أن يجتذب هنا خلايا ومجموعات مسلحة كأثر معاكس".

نتنياهو برفقة وزير دفاعه كاتس بجولة عند خطوط وقف إطلاق النار بالجولان السوري المحتل، عقب سقوط نظام الأسد
(مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي)

كذلك، ورغم مرور قرابة شهر على سقوط النظام واستغلال إسرائيل الفرصة لتدمير المطارات العسكرية والطائرات ومخازن الأسلحة ومعسكرات الجيش والخنادق والأنفاق والمصانع العسكرية وكذلك الموانئ وأسطول سوريا البحري فإنها لم تكتف حتى الآن. وفقط يوم الأحد 29 ديسمبر/كانون الأول أغارت على مستودعات أسلحة في عدرا مما أدى إلى تدمير المنشأة في المنطقة الصناعية واستشهاد ما لا يقل عن 11 سوريا. وهذه مجرد واحدة من غارات تكاد لا تتوقف حتى الآن على كل ما يمكن أن يفيد سوريا مستقبلا أو يساهم في تعزيز قدراتها الدفاعية. فقد سبقتها غارات متواصلة على المنافذ الحدودية، وعلى ميناء طرطوس بشكل فائق العنف دفع البعض للقول إن ذلك تجربة تفجير نووي صغير. وتتباهى إسرائيل وسلاحها الجوي، بأنها أفلحت خلال فترة قصيرة في تدمير واحدة من أهم القوات العسكرية في المنطقة وواحدة من أهم منظومات الدفاع الجوي في العالم.

ومن جهة أخرى، فإن قوات مشاة ومدرعات تابعة للجيش الإسرائيلي دخلت قبل يومين إلى عمق مدينة القنيطرة، وسيطرت على مواقع، وبدأت بالبحث عن أسلحة وذخائر. وهذا يعني أن إسرائيل لا تكتفي بما احتلته حتى الآن من الأراضي السورية وهي لا تزال تتطلع للتمدد في مناطق واسعة وعلى أمل الاقتراب أكثر من جبل الدروز حيث لديها مخططات مستقبلية بهذا الشأن. وهي تراهن على ما تعتبره شكوكا متبادلة بين الطوائف السورية بفعل تجربة الماضي وتنامي الخطر الداعشي.

إعلان

ونظرا لتجربة السوريين في هضبة الجولان لعام 1967 حيث تم طرد سكانها السوريين منها عدا 5 قرى درزيه وعلوية، يخشون أن يتم طردهم أيضا من المناطق المحتلة حديثا. ويدور الحديث حاليا عن عشرات القرى وتجاور مع مدن كبيرة. فضمن المناطق المحتلة توجد مثلا مدينة القنيطرة ووصل الاحتلال إلى مشارف مدينة قطنة القريبة من دمشق كما أنه يحتل العديد من قرى ريف درعا. ويوحي الجيش الإسرائيلي بأنه باحتلاله هذه المناطق الواسعة وتهديده لدمشق يحقق لإسرائيل غايات مختلفة. فهو من جهة يحمي المستوطنات في هضبة الجولان ومن جهة ثانية يستعد لمواجهة أية مخاطر تهدد الأردن من سوريا، والأهم أنه يراقب الوضع في دمشق على أمل امتلاك قدرات للتأثير في الوجهة المقبلة للأمور.

 

وتعتقد إسرائيل أن هيئة تحرير الشام ليست نظاما يمكن لها أن تركن إليه وهي تحذر أميركا وربما دولا عربية معتدلة من التشجيع على التعامل معه. وقد أعربت مرارا عن مواقف مشابهة ولكن أشدها صراحة كان موقف وزير الخارجية غدعون ساعر. ففي اجتماع سري للجنة الخارجية والأمن في الكنيست نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عنه قوله إن "الحكم لجديد في دمشق ليس سوى نسخة عن الحكم الذي كان قائما في إدلب، لا يضم كل القوى في سوريا. وحكومة الجولاني الجديدة تضم إسلاميين متطرفين. إنهم يسوّقون أنفسهم لدى الغرب كما لو أنهم معتدلون، ودول الغرب لها مصلحة في قبول هذا التوصيف. في نهاية المطاف هذه الدول تريد حكومة مقبولة في دمشق كي يستطيعوا إعادة اللاجئين إلى سوريا من بلادهم". ووصف ساعر الحكومة السورية الجديدة بأنها "عصابة إرهابية كانت في إدلب وسيطرت على العاصمة دمشق". ورفض فكرة تقبل العالم لهذه الحكومة لأنها في نظره تواجه مشكلات أهمها أنها ليست منتخبة ولا تمثل الشعب السوري وهي على صراع مع العلويين فضلا عن تهديدات أردوغان للأكراد بتصفية مناطق حكمهم الذاتي، و"تنكيل بالمسيحيين".

إعلان

ولا يروق الموقف الإسرائيلي هذا للأميركيين الذين يبدون تفهما أكبر للإسلاميين في هذه الظروف. وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" النقاب عن مناقشات بشأن سوريا بين إسرائيل وأميركا حول حكومة الجولاني. وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين طلبوا من إسرائيل أيضا منح الجولاني فرصة ومحاولة الحديث معه.

ساعر: حكومة دمشق نسخة من حكومة إدلب (أسوشيتد برس)

وكتب المعلق العسكري للصحيفة أن "لإسرائيل كل الأسباب في العالم لعمل هذا: من تقليص تهديدات محتملة في الحدود الشمالية – الشرقية، عبر تقييد النفوذ الخطير لتركيا على سوريا المستقبلية وحتى التأكد من أن إيران ستبقى خارج دوائر العمل في سوريا. السؤال هو كم سيكون الزعيم السوري الجديد مستعدا لمثل هذه الخطوة؟ على هذا توجد 3 أجوبة محتملة. الأول: أن يرفض بأدب. والمعاذير سيجدها بوفرة؛ من استمرار احتلال الجولان وحتى استمرار الحرب في غزة. الإمكانية الثانية هي أن يوافق. احتمال ذلك يبدو ضعيفا هذه اللحظة. الإمكانية الثالثة هي أن يوافق جزئيا، بمعنى أن يتسلى سرا مع الفكرة ويحاول أن يستخلص منها أقصى وأفضل ما يكون. مثلا، مساعدة إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة ضد من يمكن أن يهدد حكمه: إيران وفروعها من جهة، داعش وفروعها -الذين أعلنوا أن الجولاني خان طريق الإسلام- من الجهة الأخرى. الربح المتبادل هنا سيكون كبيرا؛ للجولاني هو كفيل بأن يطيل حياته، ولإسرائيل سيقلل آلام الرأس".

لكن تحليل إسرائيل للوضع في سوريا يتجه إلى منحى آخر. إسرائيل على قناعة بأن تركيا حلت مكان كل من روسيا وإيران على سدة النفوذ في دمشق وسوريا. وهي في التحليل الإسرائيلي تعتبر الرابح الأكبر من كل ما جرى في سوريا. ولكن المزعج في الأمر من وجهة نظرها هو أن تركيا أردوغان تتطلع للعب دور مهيمن انطلاقا من سوريا في المنطقة العربية وفي غير مصلحة إسرائيل. وكان من أول خطواته في هذا السياق مطالبتها إسرائيل بأخذ مصالحها بالاعتبار عند كل فعل لها في سوريا. وفاجأ هذا الطلب إسرائيل خصوصا أنه كان في السنوات الأخيرة مطلب روسيا. لكن إسرائيل تعاطت مع المطلب الروسي بتفهم خصوصا وأنها لم تتعامل مع الوجود الروسي بعداء وليس هذا هو الحال مع الموقف التركي. في كل حال من الجلي أن بوادر صدامات بين تركيا وإسرائيل في سوريا تظهر تحت الغمام. وهذا يتعلق أيضا بالوجود الأميركي ودعمه للقوات الكردية ومعارضة تركيا لذلك وسعيها لإزالة هذا الخطر.

إسرائيل ترى أن تركيا أردوغان تريد أن تلعب دورا مهيمنا انطلاقا من سوريا (وكالة الأناضول)

وأيا يكن الحال، ثمة في إسرائيل من يحذرون من الآن من فتح جبهة جديدة ضد القوات الإسرائيلية قريبا في الأراضي السورية المحتلة. وبين هؤلاء طبعا ساسة وعسكريون يرون النّهَم اليميني نحو إدامة الحرب وعدم التطلع نحو تحقيق السلام في أي اتجاه. صحيح أنه حتى الآن ليست هناك مشاهد مقاومة عُنفيه ولكن بوادر هذه المقاومة لن يطول غيابها وبعض القرى السورية رفضت جمع السلاح وتسليمه رغم إنذارات الجيش الإسرائيلي المتكررة لهم بتسليمه خلال 48 ساعة والتهديد باقتحام هذه القرى.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی المنطقة حتى الآن فی سوریا من سوریا فی دمشق من جهة

إقرأ أيضاً:

الضحاك: الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية وعرقلة جهود ترسيخ الاستقرار

نيويورك-سانا

أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك، أن سوريا تواجه تحديات خطيرة ومتعددة الأوجه تتطلب استمرار الانخراط الدولي الإيجابي وتقديم الدعم اللازم لتجاوزها، مشدداً على تمسك السوريين بوحدتهم الوطنية ورفضهم لأي محاولات لزرع الفتنة، كما جدد إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والمطالبة بوقفها.

وقال الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن حول “الحالة في الشرق الأوسط”: إن سوريا تواجه تحديات خطيرة وصعوبات مركبة متعددة الأوجه، يتطلب التغلب عليها وتجاوزها، بنجاح استمرار الانخراط الدولي الإيجابي وتقديم الدعم لسوريا والسوريين في هذه المرحلة المفصلية من حاضرهم ومستقبلهم، مشيراً إلى أنه خلال الفترة الماضية برزت جملة من تلك التحديات في صورٍ عدة، حيث استهدف تنظيم “داعش” الإرهابي يوم الأحد الـ 22 من حزيران بتفجيرٍ انتحاري إرهابي كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بدمشق، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات السوريين الأبرياء.

وأضاف الضحاك: إن هذا الهجوم الإرهابي الغادر لم يستهدف من كان في الكنيسة فحسب، بل استهدف كل السوريين ووحدتهم الوطنية، وقد عبر السوريون عن رفضهم وإدانتهم القاطعة له، وتمكّنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أفراد الخلية الإرهابية المنفذة وتقديمهم للقضاء، مجدداً موقف سوريا الرافض للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وعزمها على مكافحته، كما تدعو الدول الأعضاء إلى دعم جهودها في هذا المجال.

وأكد الضحاك، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تقوض الجهود الرامية للنهوض بسوريا وتحقيق آمال وتطلعات شعبها، مبيناً أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يواصل العمل لفرض واقع احتلاليٍ جديد؛ من خلال محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية، وإذكاء نار الفتنة وعرقلة الجهود الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار.

وجددت سوريا مطالبتها مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمانتها العامة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، ومنع تكرارها، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وسحب قواتها من الأماكن التي توغلت فيها على مدى الأشهر الماضية، وإنهاء احتلالها للجولان السوري وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 242، 338، 497.

وقال الضحاك: إن “الحكومة السورية وإذ تُعرب عن أسفها للأحداث الدامية المؤلمة التي شهدتها محافظة السويداء، فإنها ترفض وبشكلٍ قاطع محاولات كيان الاحتلال استغلال تلك الأحداث لشن أعمال العدوان، وتؤكد بلادي حزنها العميق وإدانتها الشديدة لجميع الانتهاكات الصادمة والجسيمة التي شهدتها محافظة السويداء، وتتقدم بأحر التعازي للعائلات التي فقدت أحبتها، وتنوّه بالجهود الحكومية التي تم القيام بها للتهدئة واحتواء العنف وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية”.

وأشار الضحاك إلى أن الحكومة السورية نجحت بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة في إجلاء موظفي الأمم المتحدة والرعايا الأجانب بشكل آمن، رغم البيئة الأمنية المتقلبة وعالية المخاطر جراء الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، مبيناً أن الحكومة منحت موافقات متعددة للوصول والتنقل بالسرعة الكلية، إضافة إلى إرسال عدة قوافل إنسانية عبر الهلال الأحمر العربي السوري، بالتعاون مع الشركاء الإنسانيين.

وشدد الضحاك على التزام الحكومة السورية بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، ودعم عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة التي يجريها الهلال الأحمر العربي السوري في محافظتي السويداء ودرعا، وإعادة تأهيل مرافق الخدمات العامة وخاصةً الكهرباء والمياه، وتوسيع نطاق وصول الشركاء الإنسانيين، رغم التهديدات الأمنية المستمرة، بما في ذلك اختطاف عاملٍ إنساني، واستهداف موظفين حكوميين بنيران القناصة.

وأشار الضحاك، إلى تعهد الحكومة السورية بملاحقة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات التي شهدتها محافظة السويداء، وقال: “لقد تابع السوريون جميعاً بقلق أحداث السويداء الأليمة، وأكدوا رفضهم التام لخطابات الكراهية والتحريض على العنف، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ لنشر الفتنة وشن الحملات المغرضة الموجهة ضد مختلف الأطراف، ومحاولات تفتيت البلاد وتهجير السكان وضرب السلم الأهلي واللُحمة الوطنية، مشددين على أن هذه المحاولات مآلها الفشل وأن سوريتهم تعلو فوق أي اعتبارٍ آخر”.

وفي سياقٍ متصل، أوضح مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن اللجنة الوطنية للتحقيق في “أحداث الساحل” أنجزت أعمالها، وسلمت تقريرها للسيد رئيس الجمهورية، وبينت خلال مؤتمر صحفي أنها أجرت مشاوراتٍ مركزة مع أصحاب المصلحة وعددٍ من الجهات الدولية وممثلي الأمم المتحدة، وعرضت أعداد ضحايا الأحداث وأعداد المتورطين المحتملين، داعيةً الجهات القضائية للعمل على ملاحقتهم وضمان مساءلتهم، كما قدمت توصيات مهمة من بينها: إطلاق برامج جبر الضرر للضحايا، وإيلاء الأولوية لمشاريع حوكمة مؤسسات الدولة، وتعزيز معايير احترام حقوق الإنسان، وإنشاء هيئة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان.

وفي سياق الشأن السوري أوضح الضحاك، أن اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب سلمت السيد رئيس الجمهورية النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت للمجلس، والذي حدد البنود والإجراءات والخطة الزمنية للعملية الانتخابية المتوقعة في أيلول القادم.

وبيّن مندوب سوريا، أنه رغم الزخم الدولي الدبلوماسي الإيجابي إزاء سوريا، وقرارات رفع العقوبات والتعاون السوري البنّاء والمتواصل مع مختلف وكالات المنظمات العاملة في سوريا، فإن الوضع الإنساني لا يزال متردياً ولا ينسجم مع آمال وتطلعات السوريين، مشيراً إلى أن نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لم تتجاوز الـ 13 بالمئة حتى تاريخه، كما يزداد الأمر سوءاً مع الآثار الخطيرة لتغير المناخ التي تشهدها البلاد، وخاصة مع موجة الجفاف الأسوأ منذ ثلاثة عقود، فضلاً عن حرائق الغابات الكارثية التي طالت مناطق الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، وتسببت بأضرارٍ بيئية ومادية جسيمة، ودمّرت مساحات شاسعة من الأراضي الحراجية والزراعية تزيد على 15 ألف هكتار.

ودعا الضحاك الدول الأعضاء، إلى تعزيز التضامن مع سوريا ودعم قطاع الدفاع المدني الحيوي للحد من أضرار الكوارث، ودعم العمل الإنساني والتنموي عموماً، والحلول المستدامة، وإعادة الإعمار، وبناء القدرات، مشدداً على ضرورة طي صفحة العقوبات بشكلٍ نهائي، إضافة إلى التنسيق التام مع الحكومة السورية والالتزام بسيادة البلاد ووحدة وسلامة أراضيها.

وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة: “لقد شكلت سوريا وما زالت، نسيجاً حياً من التنوع الخلاق، لا تعرفها طائفة ولا تُختزل بمكوّن دون غيره، ترقى بتنوع أبنائها وتعدد عقائدهم وثقافاتهم، فقبل مئة عام، نهض السوريون من مختلف المناطق السورية ومن جميع المكونات الوطنية؛ للذود عن وحدة بلادهم أرضاً وشعباً وضمان قرارها الوطني الحر، وقد تحققت آمالهم، فكانت سوريا من بين الأعضاء المؤسسين لمنظمتنا هذه في عام 1945”.

وأضاف الضحاك: واليوم، يبقى السوريون متمسكين بانتمائهم الوطني لسوريا الأم، ويرفضون العنف والإرهاب والتطرف وخطابات الكراهية والتفرقة، ويؤمنون بأن سوريا لن تكون إلا لجميع أبنائها، وأن مستقبلها سيصنع بأيدي جميع السوريين نساء ورجالاً، ومن أجل جميع السوريين دون استثناء، بعيداً عن أي إقصاء أو استقطاب أو استقواء أو تدخلات خارجية هدامة.

مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك 2025-07-29malekسابق الخطوط الجوية التركية تعلن استئناف رحلاتها إلى حلب بداية آب المقبلآخر الأخبار 2025-07-29الضحاك: الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية وعرقلة جهود ترسيخ الاستقرار 2025-07-28الخطوط الجوية التركية تعلن استئناف رحلاتها إلى حلب بداية آب المقبل 2025-07-28نائب وزير الاقتصاد يبحث مع غرفة تجارة ريف دمشق سبل تعزيز البيئة التجارية والاستثمارية 2025-07-28المراسلات الإدارية والقانونية والبروتوكولات الرسمية ضمن دورة تدريبية لوزارة التنمية الإدارية- فيديو 2025-07-28الهيئة العامة للمنافذ: منع استيراد 20 منتجاً حرصاً على دعم الإنتاج المحلي 2025-07-28السعودية وفرنسا تدعوان لإنهاء الحرب في غزة وتطبيق حل الدولتين 2025-07-28ترامب وستارمر يتفقان على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء المعاناة في غزة 2025-07-28السورية للبريد: مركز المؤسسة بالحجاز مستمر بتقديم الخدمات طيلة أيام الأسبوع 2025-07-28ورشة إدارة حالة الطفل: ضرورة وضع نظام إدارة حالة يضمن حصول الطفل على أفضل استجابة 2025-07-28مؤتمر صحفي خاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • السورية للشبكات تعيد تأهيل إنارة طريق مطار دمشق الدولي ومدينة المعارض الجديدة
  • رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان لـ سانا: التنسيق مستمر مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا
  • التربية السورية تستعد لإطلاق حملة إعلامية توعوية حول العودة إلى المدارس بالتعاون مع اليونيسيف
  • إعلام عبري: إسرائيل تمنح الوسطاء فرصة أخيرة لاتفاق في غزة
  • الضحاك: الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية وعرقلة جهود ترسيخ الاستقرار
  • حمزة: تلقينا حتى الآن تأكيدات بمشاركات دولية كبيرة إضافة إلى مشاركة فاعلة من المحافظات السورية والقطاعات الصناعية والزراعية والحرفية وهو ما يجعل من هذه الدورة منصة وطنية شاملة تعبر عن قدرات سوريا وتنوعها
  • حمزة: هذه الدورة تعكس إرادة الدولة السورية في العودة القوية إلى واجهة الاقتصاد الإقليمي والدولي
  • سوريا تعلن إحباط تهريب شحنة أسلحة إلى لبنان قرب الحدود (شاهد)
  • وزير الثقافة يبحث مع المفكر جورج صبرة دور الثقافة في بناء سوريا الجديدة