صحيفة البلاد:
2025-05-16@13:58:40 GMT

القراءة وتراكم المعرفة

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

القراءة وتراكم المعرفة

إذا كنت قد وصلت إلى قناعة بأهمية القراءة، ثم قررت القراءة لكنك سوف تؤجل البدء بها مدة من الزمن، فأنت على خطأ لعدة أسباب؛ منها أن قراءتك للكتب اليوم تختلف عنها بعد مدة، طالت أو قصرت.

فحينما تقرأ اليوم ولو صفحة واحدة، فإن معلومات هذه الصفحة سوف تلتقي وتتلاقح بمعلومات أخرى شفهية أو كتابية تكون لها محصلة معلوماتية جديدة، هي بدورها تلتقي وتتلاقح مع أخرى لتخرج بنتيجة تراكمية.

فإذا قرأت في موضوع ما كالاحتباس الحراري مثلًا، ثم استمعت إلى برنامج تلفازي يتحدث عن هذا الموضوع، أو حتى استمعت إلى خبر عنه، فإن استيعابك إياه وفهمك له يختلف عما إذا لم تكن قد اطلعت عليه سابقًا.

وقد أطلق الملياردير الأمريكي وارن بافت نصيحة قال فيها: اذهب إلى فراشك أكثر ذكاء كل يوم؛ بقدر ما يبدو الأمر بسيطًا فإنه يعمل على قوة الفائدة المركبة. وهنا يقصد بافت بالفوائد المركبة تلك التي تعتمدها البنوك في التعامل مع الإقراض والاقتراض وتتراكم وتتزايد بسرعة كبيرة حين تضاف الفوائد الناتجة منها إلى المبلغ الأصلي، خلاف ما يسمى بالفوائد البسيطة. ويضيف بافت: هذه هي الطريقة التي تتراكم بها المعرفة.

هذه الفكرة هي التي تدعو المقولة العربية الشهيرة “من استوى يوماه فهو مغبون” إلى تبنيها، وهي ذاتها التي تحدث عنها الكاتب الكبير ول ديورانت حين فسّر التقدم العلمي بأنه “لحظة وقوف الأقزام على أكتاف العمالقة” حين لا يبدأ العلماء من الصفر بل من حيث انتهى الآخرون، وهو أيضًا ما قاله الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل: إن النهضة الأوروبية قامت على نتاج الجهود الفكرية لأكثر من مئة مفكر.

وهنا يجدر بنا تأكيد أهمية الكتابة والتوثيق في عملية التراكم الثقافي من دون إغفال أهمية الثقافة الشفهية التي قد لا تصمد أمام عواصف الزمن في حال عدم توثيقها، كما حدث ويحدث في كثير من المجتمعات في الشرق والغرب.

وتعد التراكمية قدرًا للمعرفة، إن على الصعيد الفردي أو المجتمعي. فكما أن ثقافة ومعرفة أي مجتمع تتراكم وتتزايد مع الوقت مع توافر الشروط اللازمة، فإنها كذلك على الصعيد الفردي أيضًا حين يقرأ الواحد منا كتابًا بعد آخر وكأنه يضع طوبة فوق أخرى لكي يبني دماغه الذي يتحكم في تفكيره وقراراته وخياراته وتصرفاته. وهكذا فإن تأجيل القراءة يعني تأجيل عملية البناء التراكمي الضرورية للحاق بسباق الأمم في مختلف ميادين العلم والفكر والتقنية.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

إدريس اليامي بطل تحدي القراءة

توج تحدي القراءة العربي، الطالب إدريس علي اليامي، بطلاً لدورته التاسعة على مستوى المملكة العربية السعودية، في ختام تصفيات سجلت أرقاماً غير مسبوقة في تاريخ المشاركة السعودية؛ حيث تنافس على المراكز الأولى مليون و820 ألفاً و21 طالباً وطالبة من 19 ألفاً و550 مدرسة، وتحت إشراف 24 ألفاً و989 مشرفاً ومشرفة.
وجرى تتويج الفائز خلال الحفل الختامي للدورة التاسعة الذي نظم في مدينة جدة بحضور أحمد محمد الكعبي، نائب القنصل العام لدولة الإمارات في جدة، ومنال بنت مبارك اللهيبي، المدير العام للتعليم في محافظة جدة، ومشاركة عدد من المسؤولين والقائمين على مبادرة تحدي القراءة العربي، وحشد من طلبة المملكة وذويهم.
وتم تكريم الطالب إدريس علي اليامي، من الصف الحادي عشر في مدرسة دار الأحفاد الأهلية التابعة لمنطقة نجران.
كما شهد الحفل تتويج مها سعيد الثبيتي، من منطقة الطائف بلقب «المشرفة المتميزة»، وابتدائية ابن خلدون - النفل، من منطقة الرياض بلقب «المدرسة المتميزة»، فيما ذهب المركز الأول في فئة أصحاب الهمم إلى الطالبة رفيف محمد السناني، من الصف الخامس في مدرسة مدينة طيبة للتربية الخاصة التابعة لمنطقة المدينة المنورة، من بين 105 طلاب وطالبات.
وتأهل إلى التصفيات النهائية على مستوى المملكة العربية السعودية 10 طلاب وطالبات، حيث ضمت قائمة العشرة الأوائل إضافة إلى الطالب إدريس علي اليامي.
وأكد الدكتور حسن بن محسن خرمي، وكيل وزارة التعليم للتعليم العام في المملكة العربية السعودية، أن وزارة التعليم تولي أهمية كبرى لترسيخ عادة القراءة وتعزيز مكانة اللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة، ضمن مساعيها المستمرة لتطوير العملية التربوية، ونشر الثقافة بين الطلاب والطالبات. وعبّر عن تقديره لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، مشيداً بدورها في إثراء المشهد الثقافي العربي وتحفيز الأجيال على القراءة والاعتزاز بلغة الضاد، من خلال مبادرة تحدي القراءة العربي التي سجلت منذ انطلاقتها في عام 2015 حضوراً لافتاً ونتائج ملهمة بمشاركة ملايين الطلبة.
أكد الدكتور فوزان الخالدي، مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أن مبادرة تحدي القراءة العربي أحدثت أثراً فارقاً في نشر ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة، وقدمت إسهاماً نوعياً في صون اللغة العربية وتشجيع الطلاب والطالبات على استخدامها في تعاملاتهم اليومية.
وأوضح أن مشاركة طلاب وطالبات السعودية شهدت زخماً غير مسبوق في الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي، عبر تسجيل أرقام قياسية جديدة، حيث ارتفع عدد المشاركين بنسبة تجاوزت 362% قياساً إلى الدورة الأولى التي شارك في تصفياتها 393 ألفاً و523 طالباً وطالبة من مدارس المملكة.(وام)

مقالات مشابهة

  • الإعلامي الفلسطيني عارف حجاوي: اللغة العربية الطريق الأصيل إلى عالم المعرفة
  • «هيئة المعرفة» توقف الرقابة المدرسية للعام المقبل 2025-2026
  • إدريس اليامي بطل تحدي القراءة
  • وزارة الثقافة توقع ثلاث اتفاقيات تعاون لتعزيز المشهد الثقافي في الدولة
  • حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة.. الإفتاء تجيب
  • محمد سلماوي : مهمة الأديب أن يعبر عن ضمير أمته ..والكتاب المطبوع يقدم المعرفة الكلية
  • رئيس جامعة عين شمس: لنا دور كبير في دعم التنمية والمشروعات القومية
  • الفضول.. دافعا للقراءة
  • «حصاد المعرفة العابرة» تحت الميكروسكوب
  • القراءة.. نهضة العقول وتقدم الشعوب