صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-21@13:24:12 GMT

في شهرها الخامس ضرورة وقف الحرب

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

في شهرها الخامس ضرورة وقف الحرب

في شهرها الخامس ضرورة وقف الحرب

تاج السر عثمان بابو

1

بعد أن أخرجت أثقالها من دمار وخراب، دخلت الحرب في السودان شهرها الخامس دون حسم لها من أحد الطرفين المتصارعين على السلطة والثروة بدعم محاور إقليمية ودولية، وأصبح واجباً وقف الحرب، ووضع حد لجرائمها، فقد ارتفع عدد القتلى لأكثر من 3900 شخص، وأكثر من 4 ملايين نازح حسب الأمم المتحدة، وتضرر المدنيون جراء القصف الجوي للأحياء السكنية، والنقص في الغذاء والدواء والوقود وانقطاع خدمات الماء والكهرباء لفترات طويلة، ونقص الدواء والعلاج، واحتلال الجنجويد لمنازل المواطنين وعرباتهم وممتلكاتهم وارتفاع تكلفة المواصلات والسلع الضرورية، وتدمير البنيات التحتية وقصف المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمصانع.

فضلاً عن حالات العنف الجنسي والاغتصاب، وتوقف العام الدراسي والعام والجامعي، وتدهور الأوضاع المعيشية والزيادات في الأسعار، وحرق الأسواق، وتدمير الإنتاج الزراعي حتى أصبحت البلاد مهددة بالمجاعة، فقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن السودان يواجه خطر الجوع لأكثر من 20,3 مليون شخص الذين يعانون من نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي الحاد، أي الجوع الشديد، فضلاً عن عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل، مع عدم صرف العاملين لمرتباتهم لمدة أربعة أشهر، وجرائم الجنجويد في الإبادة الجماعية في غرب دارفور.

إضافة لخطورة تمدد الحرب لبقية الأقاليم كما حدث في دارفور التي تكررت فيها المجازر والإبادة الجماعية، وكردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق، واتخاذها طابعاً عرقياً وإثنياً، مما يهدد وحدة البلاد، كما في دعوات الفلول لتسليح في الشرق، والدعوات للقبائل لدعم الجنجويد في دارفور، مما يهدد أمن البلدان المجاورة، مما يتطلب ضرورة وقف الحرب لا إطالة أمدها، لضمان وحدة وسلامة وسيادة البلاد.

2

القضية العاجلة أمام الحركة الجماهيرية وقف الحرب، ومحاسبة المسؤولين عنها وعدم الإفلات من العقاب الذي شجع على المزيد من ارتكاب الجرائم ،وخروج الجنجويد من منازل المواطنين، ومن الأحياء والمدن، ومراكز الخدمات الأساسية من مؤسسات تعليمية وعلاجية وخدمية، واتخاذ الناس دروعاً بشرية في الأحياء، مما أدى لقتلى وجرحى، كما في مطالب المتضررين بخروج الجنجويد من منازلهم ومن الأحياء السكنية ووقف قصف الجيش للمدنيين، وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، والإسراع في الترتيبات الأمنية لحل الجنجويد وجيوش الحركات والكيزان، وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

إضافة للجهود الإقليمية والدولية الداعية لوقف الحرب كما في منبر جدة، الاتحاد الافريقي و”الإيقاد”، التي تدعو لوقف دائم للحرب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والمشاركة مع أصحاب المصلحة المدنيين في عملية سياسية شاملة. إلخ.

3

بعد تجربة الحرب المريرة يجب الاستفادة من التجربة السابقة والتقييم الناقد لها، فلا يمكن تكرار الأخطاء التي قادت للأزمة والحرب، كما في حديث محمد الفكي سليمان لقناة الجزيرة الذي أشار إلى”أن الدعم السريع يجب أن يكون ضمن الجيش القادم”، مما يعيد إنتاج الحرب من جديد، فالدعم السريع بعد كل الجرائم التي ارتكبها مليشيا لا بد من حلها، مع كل مليشيات وجيوش والحركات و”الكيزان” وقيام الجيش القومي المهني الموحد.

كما لا يمكن معالجة الأوضاع بعد الحرب كما جاء في البيان الختامي للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بعد اجتماعها في أديس أبابا 14- 15 أغسطس 2023، الذي لم يخرج عن عموميات لا تخاطب جذور المشاكل، بل يسير في نفس النهج السياسي والاقتصادي الذي قادة للأزمة وأدى لانفجار الحرب، فالمطلوب بعد تجربة الحرب مخاطبة جذور المشاكل، والتوجه للتغيير الجذري الذي يضع حداً للحروب والانقلابات العسكرية واستدامة الديمقراطية والتنمية، وتعزيز السيادة والوطنية ووحدة البلاد، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، ووقف نهب ثروات البلاد، وتوجيهها لتنمية وتطوير البلاد، والحكم المدني الديمقراطي، وعقد المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وتجاوز الحلول التي تعيد الشراكة مع العسكر والجنجويد التي تقود للحرب وعدم الاستقرار الذي عانت منه البلاد.

alsirbabo@yahoo.co.uk

الوسوم#السودانيون_العالقون_بليبيا الحرب الحكم المدني الديمقراطي الخرطوم السودان تاج السر عثمان بابو قوى الحرية والتغيير كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب الخرطوم السودان قوى الحرية والتغيير كردفان وقف الحرب کما فی

إقرأ أيضاً:

انتحار وهروب من الخدمة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي "المصابين نفسيًا" إلى الحرب

الجيش، من جانبه، يرد على التساؤلات حول هذه الظاهرة بعبارات عامة وغامضة، واصفًا الحالات بأنها "معقدة" وغالبًا ما ينفي وجود مؤشرات مسبقة. اعلان

كشف تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأحد، عن أزمة متفاقمة داخل الجيش الإسرائيلي تتمثل في استدعاء جنود يعانون من اضطرابات نفسية حادة إلى صفوف الاحتياط، في محاولة لتعويض النقص في عدد المقاتلين، وهو ما أدى، وفق التقرير، إلى تصاعد مقلق في حالات الانتحار بين صفوفهم.

ووفق مصادر عسكرية نقلت عنها الصحيفة، فإن الجيش يتجنب إجراء فحص نفسي شامل للجنود، خشية أن يكشف ذلك عن حجم الأزمة، ويُظهر أن عدد الجنود القادرين فعليًا على الخدمة القتالية أقل بكثير مما هو معلن.

مصابون نفسيون في قلب المعركة

بحسب التقرير، يخدم حاليًا مئات الجنود المصنفين كمصابين نفسيًا ضمن وحدات الجيش، رغم أن بعضهم يحمل صفة "معاق دائم" نتيجة صدمات تعرضوا لها في جولات قتال سابقة.

ويشير التقرير إلى أن هذا القرار لا ينبع من الجاهزية، بل من الضغط الهائل على الموارد البشرية في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

وتُظهر بيانات هآرتس أن ما لا يقل عن 35 جنديًا انتحروا منذ بدء الحرب، بينهم 28 حالة في عام 2024 وحده، فيما وقع سبع حالات أخرى على الأقل منذ مطلع عام 2025. وتُقارن هذه الأرقام بمتوسط سنوي بلغ 12 حالة انتحار فقط خلال العقد الماضي.

Relatedمكتب نتنياهو: إسرائيل منفتحة على اتفاق يتضمن إنهاء القتال في غزةإطلاق صاروخين باتجاه غلاف غزة الجنوبي تزامنًا مع بدء الجيش الإسرائيلي عمليته الواسعة في القطاع

الجيش، من جانبه، يرد على التساؤلات حول هذه الظاهرة بعبارات عامة وغامضة، واصفًا الحالات بأنها "معقدة" وغالبًا ما ينفي وجود مؤشرات مسبقة.

البروفيسور إيال فروختر، رئيس المجلس الوطني للصدمات النفسية في إسرائيل، وصف هذه السياسات بأنها "خاطئة وخطيرة"، مشددًا على أن إعادة الجنود المصابين نفسيًا إلى جبهات القتال تزيد من احتمالية الانتكاس وتفاقم حالتهم، بل قد تؤدي إلى اضطرابات مزمنة يصعب علاجها لاحقًا.

وأضاف: "ما يبدو أنه قرار ميداني لتغطية النقص في الجنود، قد يتحول إلى عبء نفسي واجتماعي طويل الأمد".

مخاوف من الانتحار

وتعمّق الأزمة، بحسب مصدر في وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، بسبب انعدام التنسيق بين الوزارة والجيش، حيث لا تتوفر معلومات دقيقة أو محدثة حول الجنود المصابين نفسيًا. وأوضح المصدر أن الجيش غالبًا لا يكون على دراية بالحالات التي تخضع للعلاج النفسي لدى قسم التأهيل التابع للوزارة.

ووفق التقديرات، جرى استدعاء عشرات الآلاف من الجنود منذ اندلاع الحرب، من بينهم مئات، وربما آلاف، يعانون من صدمات نفسية بدرجات متفاوتة.

وقد قررت وزارة الأمن، مع بداية الحرب، تسجيل المصابين على أنهم "جرحى مؤقتون" لتسريع الإجراءات العلاجية، على أن يُعاد تقييمهم لاحقًا من خلال لجان طبية، لتحديد ما إذا كانوا يستحقون تصنيف "معاق دائم".

Relatedرئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نصدر عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء لجنود الاحتياط لنوسع العمليات بغزةالجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا إلى إنهاء الحرب على غزة

ويعالج قسم التأهيل التابع للوزارة نحو 78 ألف جريح من مختلف الحروب، من بينهم 26 ألفًا مصابون نفسيًا، أكثر من 17 ألفًا منهم من جرحى الحرب الحالية، ونحو 9000 مصنفون كضحايا صدمات نفسية.

من جهته، عبّر البروفيسور يوسي ليفي بليز، رئيس مركز أبحاث الانتحار في إسرائيل، عن قلقه العميق من الظروف التي تحيط بالجنود العائدين من القتال، خصوصًا في غزة.

اعلان

وقال: "التعرض لأحداث تهدد الحياة، فقدان الزملاء، وصدمات أخلاقية متكررة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى السلاح، جميعها عوامل تضاعف خطر الانتحار".

وأضاف: "الاستدعاء المتكرر لمن قاتلوا بالفعل لمرات عديدة يُعد مؤشّرًا مقلقًا".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • خارطة سيطرة الجيش في السودان
  • بعد معارك عنيفة مع “الدعم”.. الجيش السوداني: الخرطوم خالية من التمرد
  • شكوى إسرائيلية من نقص أفراد الجيش في غزة وعدم تأهيل المجندين الجدد
  • الجيش السوداني يرد على اتهامات قتل المدنيين في «الحمادي»
  • الجيش الإسرائيلي يعاقب 3 جنود رفضوا القتال في غزة
  • البرهان يعيّن كامل إدريس رئيسًا للحكومة وسط استمرار الحرب في السودان
  • فصل الجيش عن الحزب والحركة
  • وزير الدفاع السوري يمنح الجماعات المسلحة مهلة 10 أيام للاندماج في الجيش
  • انتحار وهروب من الخدمة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي "المصابين نفسيًا" إلى الحرب
  • الحرب على غزة تربك البنية النفسية لقوات الجيش الإسرائيلي