في الوقت الذي يشهد فيه الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال بدايات تصدعات لافتة، ويواجه رئيسه بنيامين نتنياهو تحديات جديدة وخطيرة، تظهر المعارضة فاقدة القدرة على أن تكون البديل لحكمه، رغم أنها حصلت على كل الشروط للنجاح، لكنها ما زالت لا تجد ذلك السياسي القادر على إسقاط نتنياهو، وتغيير المعادلة السياسية، في ضوء الخلافات الداخلية بينها.



رونين تسور خبير الشؤون الحزبية في القناة 12، ذكر أن "الخطاب الأخير لزعيم المعارضة يائير لابيد أمام الكنيست، كرر فيه كثيرا كلمة "نحن الأغلبية"، فيما انفجر بيني غانتس بغضب قبل وصوله إلى استوديوهات نشرات الأخبار، لكنه اعتذر على الفور، وعاد إلى رشده، أما أفيغدور ليبرمان، فإن روتينه اليومي بات كتابة تغريداته الدرامية، لاسيما تكرار دعواته لضرب إيران واليمن، ثم يذهب لممارسة عادته المفضلة في لعب التنس".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المعارضة الإسرائيلية التي سقط أمامها رئيس الحكومة بسبب فشله الذريع في كارثة هجوم حماس في السابع من أكتوبر، أعادت زمام الأمور اليه من جديد، وكأنها لا تستطيع أن تحظى بمجموعة صغيرة جدا من أعضائها في الكنيست ممن يبصقون الدماء في وجه الحكومة التي دأبت على تشغيل آلة الكراهية والتحريض ضد الإسرائيليين أنفسهم".



وأوضح أنه "في بعض الأحيان يكون محزنا رؤية عدد من أعضاء الكنيست من غير قادة المعارضة، يقفون بمفردهم أمام حشد الغوغاء الوحشيين العنيفين من أنصار الحكومة، ويشاركون في المظاهرات والاحتجاجات في الكنيست والمحاكم وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، ويلقنون دروسا لقادة المعارضة، الذين بات شغلهم الشاغل فقط إحصاء أعداد القتلى من الجنود يوميا، فيما يقود نتنياهو أوركسترا التحريض ضد المطالب العادلة بمثوله أمام لجنة تحقيق حكومية لمعرفة ما حصل في كارثة أكتوبر".

وأشار إلى أن "هذه التطورات المتلاحقة تشهدها دولة الاحتلال فيما يكرّس لابيد وقته خلال أشهر الحرب لكتابة كتاب عن "الحرب والحلم"، ودخل غانتس الحكومة، ثم اختفى في أنفاق مجلس الوزراء، وأضاف ليبرمان أصدقاء وهميين من الائتلاف إلى الاحتجاج، حتى اتضح أنه وحاشيته منشغلين بالأحلام، أـما غدعون ساعر وزئيف إلكين فقد انشقا فعليا عن المعارضة بسبب احتضان نتنياهو الدافئ لهما، وقد حان الوقت للتحقق من أي مشروع قانون أو مبادرة عامة جلبها قادة المعارضة لحياة الإسرائيليين باستثناء الشعارات الفارغة".

وأضاف أن "الوحيد الذي ينقذ الآن كرامة المعارضة الإسرائيلية هو يائير غولان، الزعيم الجديد لحزب الديمقراطيين، الحاضر في النشاط الميداني للاحتجاجات، ويظهر الاجتهاد والشجاعة في الوقوف بحزم ضد الحملة الشيطانية لحكومة نتنياهو، وتتزايد شعبيته تدريجيا في استطلاعات الرأي، حتى أصبح بالفعل على مسافة قريبة من لابيد".

واستدرك بالقول إن "المعارضة الحالية بقيادة الثلاثي لابيد وغانتس وليبرمان فقدت ثقة الإسرائيليين بأن تكون المستقبل، بل إن الأسوأ من ذلك أنها باتت عائقا أمام عدد من الأفراد والمنظمات التي تمتلك القدرة والرغبة والطاقة والحنكة لبناء الحزب الحاكم الذي سيصمد أمام نتنياهو، الذي يستخدم عددا من الوسائل والأساليب العنيفة المروعة، ويغطي على سرقة الضرائب لطبقة من الفاسدين المتميزين".



وأكد أن "قادة المعارضة فشلوا أن يمثلوا باقي الإسرائيليين تمثيلا حقيقيا صادقا، لاسيما أولئك الذين يدفعون مبالغ ضخمة للتسوق، ويقفون ساعات في الاختناقات المرورية، ويعانون صعوبة وقت للحصول على موعد مع الطبيب، وينتظرون سبع ساعات لإجراء فحص الدم في غرفة الطوارئ، ويستقبل أطفالهم معلمين غير مدربين لنظام تعليمي انهار بسبب لامبالاة الحكومة وعدم اهتمامها".

وأشار إلى أن "الغريب أنه لا يوجد أحد في المعارضة يحاول تجنيد هؤلاء الإسرائيليين المطحونين، حيث كشفت استطلاعات الرأي أن كتاب لابيد لم يقنع الجمهور بأنه المناسب لهذه الفترة، ولا الحنكة السياسية لغانتس، ولا الفكاهة المبتذلة لليبرمان، كلها غير قادرة الآن على منافسة نتنياهو، والنتيجة أن الإسرائيليين باتوا يائسين من "ثلاثي المعارضة"، ممن تركوا الساحات والطرقات، وأفسحوا المجال لنتنياهو لقيادة الدولة إلى انتخابات مبكرة في أيار/ مايو أو أيلول/ سبتمبر المقبلين، بعد القضاء على التهديد الإيراني، والتطبيع مع السعودية، كما يأمل".

وختم بالقول إن "المعارضة الإسرائيلية يجب عليها أن تفسح المجال فورا لقوى جديدة، قادة جدد، طاقة جديدة، من خلال إقامة تحالف بين الصهيونية العلمانية والصهيونية الدينية بقيادة غادي آيزنكوت ونفتالي بينيت ويائير غولان، وهم القادرون على قيادة الدولة إلى مكان مسؤول يخدم جميع الإسرائيليين، ممن يدفعون الضرائب، ويشاركون في عبء الخدمة العسكرية، ومن يرفض لا يحصل على شيكل واحد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو المعارضة نتنياهو الاحتلال المعارضة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قادة المعارضة

إقرأ أيضاً:

ما الذي دفع نتنياهو للتراجع عن حضور قمة شرم الشيخ؟

تراجع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المشاركة في "قمة شرم الشيخ للسلام"، التي تستضيفها مصر الاثنين، رغم تأكيدات رسمية سابقة من القاهرة وتل أبيب بمشاركته إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من القادة الدوليين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مكتب رئيس الوزراء أبلغ الجانب المصري بعدم قدرة نتنياهو على السفر إلى شرم الشيخ، بعد أن كانت الاستعدادات جارية لاستقباله ضمن الوفود المشاركة في القمة التي تبحث سبل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وكان مكتب بنيامين نتنياهو، قد أعلن الاثنين، أن الأخير لن يشارك في "قمة شرم الشيخ للسلام" بحجة "عيد العُرش" اليهودي، مؤكدا في بيان أن نتنياهو "تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب للمشاركة في مؤتمر يُعقد اليوم في مصر".


وأشار إلى أن نتنياهو شكر ترامب على دعوته "لكنه أوضح أنه لن يتمكن من المشاركة بسبب اقتراب العيد "العُرش".

السر وراء عدم الحضور
وذكرت تقارير إسرائيلية، من بينها صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن القرار المفاجئ جاء بعد جدل داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية ومعارضة من بعض الدول المشاركة في القمة وعلى رأسها تركيا، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى إبلاغ القاهرة بعدم الحضور.

في المقابل، أعلنت الرئاسة المصرية أن غياب نتنياهو يعود إلى "الاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية"، مشيرة إلى أن مشاركته كانت مقررة بعد مشاورات جرت بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أثناء زيارة الأخير لإسرائيل بحضور نتنياهو.

الأسباب المعلنةوأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان رسمي أن نتنياهو تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشاركة في القمة التي تعقد في شرم الشيخ، لكنه "لن يتمكن من الحضور نظرًا لتزامنها مع عيد العُرش اليهودي"، الذي بدأ في السادس من أكتوبر/تشرين الأول ويستمر أسبوعًا.

وأضاف البيان أن نتنياهو "شكر الرئيس ترامب على دعوته وعلى جهوده لتعزيز السلام في المنطقة"، لكنه فضّل البقاء في إسرائيل للمشاركة في طقوس العيد، وهو أحد أهم المناسبات الدينية اليهودية المرتبطة بذكرى إقامة اليهود في الصحراء تحت المظلات والخيام.

غير أن تقارير إسرائيلية أخرى ربطت القرار بعوامل سياسية، مشيرة إلى أن بعض الدول المشاركة، بينها دول عربية، أبدت تحفظًا على حضور نتنياهو بسبب الانتقادات الواسعة التي تواجهها حكومته بعد حرب غزة الأخيرة، كما أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن اتصالات سابقة بين السيسي ونتنياهو تمت بحضور ترامب داخل مبنى الكنيست، وتم خلالها الاتفاق مبدئيًا على المشاركة قبل أن يتم التراجع عنها في اللحظة الأخيرة.


تعقد قمة شرم الشيخ للسلام الاثنين في شرم الشيخ بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، من بينهم يتقدمهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ورئيس وزراء بريطانيا والرئيس الفرنسي إلى جانب الرئيس التركي

وتركز القمة على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد اتفاق تم التوصل إليه برعاية أمريكية ومصرية وقطرية وتركية، دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضي، وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة وعددهم عشرون، بينما بدأت إسرائيل الإفراج عن نحو ألفي أسير فلسطيني، من بينهم محكومون بالسجن المؤبد.

ويعد مؤتمر شرم الشيخ أول قمة دولية بهذا المستوى تعقد بعد وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ويأمل المنظمون أن تفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من التهدئة، وتثبيت ترتيبات ما بعد الحرب بمشاركة الأطراف الإقليمية الفاعلة.

مقالات مشابهة

  • الحكومة الفرنسية الجديدة أمام اختبار حجب الثقة وماكرون يتهم المعارضة
  • إعلام إسرائيلي: بدء تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر
  • ما الذي دفع نتنياهو للتراجع عن حضور قمة شرم الشيخ؟
  • أحمد موسى: ترامب طلب من الرئيس الإسرائيلي العفو عن نتنياهو في قضايا الفساد
  • بسبب نتنياهو وزعيم المعارضة.. ترامب: تأخرت عن الذهاب إلى مصر
  • بينهم السنوار وهنية.. نتنياهو: كل قادة هجوم 7 أكتوبر قتلوا
  • والدة قتيل إسرائيلي في هجوم أكتوبر تنتحر بعد يومين من انتحار أحد الناجين
  • مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة: الشارع الإسرائيلي لا يطيق نتنياهو
  • مكتب نتنياهو: لن يحضر أي مسؤول إسرائيلي قمة شرم الشيخ
  • عاجل | متظاهرون يهتفون ضد نتنياهو أثناء كلمة ويتكوف في ميدان الأسرى الإسرائيليين وسط تل أبيب