يشهد المشهد السياسي في الشرق الأوسط تطورات متسارعة على أكثر من جبهة، حيث تلوح في الأفق بوادر صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، فيما تتزايد الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان، ما يثير تساؤلات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

 

 

بوادر انفراجة في ملف تبادل الأسرى


من جانبه قال ثائر أبوعطيوى، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات بفلسطين، إن هناك مؤشرات إيجابية على قرب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، في ظل جهود مكثفة تبذلها الوساطة المصرية والقطرية مشيرًا إلى أنه لا تزال هناك فجوات في المفاوضات وأبرزها يتعلق بعدد المختطفين الذين سيطلق سراحهم.


أضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن  الوسطاء يحاولون إيجاد حلول لمطلب إسرائيل بالحصول على قائمة بأسماء المختطفين الأحياء، موضحًا  أن الاجتماعات المستمرة بين الأطراف المختلفة ساهمت في تقليص الفجوة بين المواقف، مع احتمال الإعلان عن هدنة إنسانية مؤقتة خلال الأيام المقبلة.

وبحسب أبوعطيوى، تسعى حماس إلى هدنة تبدأ لمدة أسبوع قابل للتمديد لفترة تصل إلى 60 يومًا، تشمل تقديم قائمة بأسماء وأعداد المحتجزين الإسرائيليين.

وأكد مدير مركز العرب بفلسطين، أن المفاوضات الحالية تسير وسط تفاؤل حذر، حيث أعلن قياديون من حركة حماس عن تقدم ملموس، فيما تستعد القيادة الإسرائيلية لجلسة أمنية برئاسة بنيامين نتنياهو لمناقشة الصفقة المرتقبة.

تحديات أمام اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

على صعيد آخر، أشار عمرو حسين، الباحث في الشؤون الدولية، إلى أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان يهدد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الغارات الإسرائيلية  تستهدف مناطق في صيدا وبعلبك وصور بحجة وجود مخازن صواريخ تابعة لحزب الله، ما أدى إلى استشهاد نحو 5000 مواطن لبناني منذ بداية الاشتباكات.

وأكد حسين أن الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي نددت بشدة بالتحركات الإسرائيلية، معتبرة تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق بيروت ليلة رأس السنة انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية.


اختتم الباحث في الشؤون الدولية، أن لبنان يواجه تحديات كبيرة في إعادة إعمار المناطق المتضررة، إذ يحتاج إلى 5 مليارات دولار للتغلب على آثار العدوان الإسرائيلي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: إسرائيل وحركة حماس إسرائيل وحماس اسرائيل حماس

إقرأ أيضاً:

هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من نفسها

بينما يحصد الجوع أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة كل يوم، وتستخدم الحكومة الإسرائيلية المساعدات الإنسانية إلى أداة ضغط "قاسية وخاطئة"، يترقب المراقبون بلهفة كيف سيتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع هذا الواقع، بحسب مقال في صحيفة هآرتس اليسارية.

ويتساءل مراسل الصحيفة في واشنطن، بن صامويلز، ما إذا كان ترامب سيستخدم نفوذه الهائل على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويضغط عليه ليسمح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وما إذا كان سيطالب إسرائيل صراحة -سواء بشكل غير رسمي عبر الصحافة، أو منصة "تروث سوشيال" التي يملكها، أو في إطار رسمي يليق برئيس أميركي- بالتوقف عن إعادة احتلال غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة إسرائيلية: هكذا تغذي المساعدات الإنسانية الحروبlist 2 of 2لوتان: الذكاء الاصطناعي الجديد لدى ترامب يطرح مشكلتين كبيرتينend of listفشل ترامب

ومع تفاقم الوضع الإنساني كل ثانية بالنسبة للمدنيين في غزة، ولما لا يقل عن 20 أسيرا إسرائيليا ما زالوا على قيد الحياة في قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "والذين استُخدمت قضيتهم مرارا وتكرارا كأداة للمساومة"، يرى كاتب المقال أن ترامب فشل في استخدام منصته الرئاسية لإحداث أي تغيير حقيقي على الأرض، سواء في تسريع تدفق المساعدات إلى غزة أو في منع إعادة احتلالها.

وكان ترامب قد اعترف مؤخرا بوجود مجاعة، وسمح لمبعوثه الخاص ستيفن ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، بزيارة مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة داخل غزة.

بن صامويلز: التسريبات الاستراتيجية والتقارير الإعلامية المبالغ فيها حول استياء واشنطن من الأفعال الإسرائيلية وضغوط وشيكة لا تتحقق أبدا، نمط مألوف نمط مألوف

بيد أن صامويلز يرى أن هذه الخطوات تعكس نمطا مألوفا منذ بدء الحرب، قائما على تسريبات إستراتيجية وتقارير إعلامية مبالغ فيها حول استياء واشنطن من الأفعال الإسرائيلية وضغوط وشيكة لا تتحقق أبدا، رغم أن المسؤولين الأميركيين يبدون غضبهم فقط حين تُخفى هوياتهم عندما يدلون بتصريحاتهم.

ويستعرض المقال سجل ترامب في القضايا المتعلقة بغزة، بدءا من مفاوضات وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني قبل توليه المنصب، مرورا بصفقة إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي إيدان ألكسندر، وصولا إلى تصريحاته الهجومية على إسرائيل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران.

إعلان

ويعتقد كاتب المقال أن ترامب يسعى لإثبات أنه قادر على إحداث تغيير ملموس إذا أراد ذلك، "لكن في الحقيقة، هو انتهازي ينسب النجاح لنفسه، ويلقي اللوم على الآخرين إذا فشل".

وفي ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، تُحمّل إدارة ترامب حركة حماس المسؤولية، متجاهلة تغيّر أهداف نتنياهو باستمرار، كما يقول صامويلز، مضيفا أن ترامب وصف مؤخرا الأزمة في غزة بأنها "مشكلة إسرائيلية"، مؤكدا أن قرار إعادة احتلال القطاع يعود بالكامل إلى نتنياهو، رغم الانتقادات المحلية والدولية الواسعة.

لا ثقة في جديته

كما يواصل الرئيس الأميركي الترويج لمؤسسة غزة الإنسانية وإقامة مواقع توزيع جديدة للمساعدات، رغم تحذيرات من أن هذه الآلية تعرّض حياة الفلسطينيين لمزيد من المخاطر.

وفي الوقت ذاته، ينقل عبء تحسين إيصال المساعدات إلى الدول العربية، ويعيد طرح فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين إلى مناطق مثل أرض الصومال.

ويشدد صامويلز في ختام مقاله إلى ضرورة التعامل مع التقارير حول قلق ترامب أو التحرك الأميركي المرتقب بكثير من الشك والريبة إلى أن تتخذ إدارة ترامب خطوات حقيقية وملموسة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وإنهاء الحرب، وإعادة جميع الأسرى.

مقالات مشابهة

  • إعلام فلسطيني: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة سيُعلنه ترامب يتضمن وقف اجتياح المدينة ودخول الجيش المصري
  • ما سبب التناقض الإيراني حيال ممر ترامب؟ خبراء يجيبون
  • الصادق: الورقة الأميركية مرآة حرفية لاتفاق وقف إطلاق النار
  • هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من نفسها
  • الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • رغم اتفاق وقف إطلاق النار .. جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان
  • FT: إيران وإسرائيل تواصلان تبادل الهجمات السيبرانية بعد وقف إطلاق النار
  • اشتباكات في "تل أبيب" وتهديدات يمينية للمتظاهرين.. والسبب صفقة غزة
  • اشتباكات في تل أبيب وتهديدات يمينية للمتظاهرين.. والسبب صفقة غزة
  • سقوط شهيد في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مركبة جنوب لبنان