غلق 6 منشآت غذائية تدار بدون ترخيص في العبور
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرت إدارة مراقبة الأغذية بالقليوبية حملة تفتيشية على المنشآت الغذائية بالاشتراك مع مكتب مراقبة الأغذية بالعبور.
يأتي ذلك في إطار حرص مديرية الشئون الصحية بالقليوبية على مراقبة المنشآت الغذائية من أجل التأكد من وصول غذاء آمن للمستهلك، وبناءً على توجيهات الدكتور أسامة الشلقاني وكيل وزارة الصحة بالقليوبية.
واستهدفت الحملة التفتيشية المنشآت الغذائية بدائرة مدينة العبور والهايبرات والمطاعم العامة.
وأسفرت الحملة عن إعدام 60 كجم أغذية متنوعة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، كما جرى تحرير 6 محاضر للمنشآت الغذائية غير المستوفاة للشروط الصحية، وكذلك تحرير محاضر لمتداولي الأغذية دون شهادات صحية سارية.
كما جرى سحب عينات متنوعة من الأغذية عالية الخطورة المتداولة بالأسواق وذلك للفحص المعملي للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وغلق 6 منشآت غذائية تدار دون ترخيص من الجهات المختصة.
جاء ذلك تحت إشراف الدكتور أسامة أبو عامر المدير العام للطب الوقائي، الدكتور محمد علي مدير إدارة مراقبة الأغذية، ومحمد صبحي المراقب العام للأغذية بالقليوبية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مديرية الشئون الصحية وكيل وزارة الصحة بالقليوبية مراقبة الأغذية مدينة العبور منشات غذائية
إقرأ أيضاً:
الحج ودلالات العبور
زكريا الحسني
الحج ليس مجرد رحلة زمنية أو طقس شعائري، بل هو عبور عميق من ضيق النفس إلى سعة الروح، ومن فوضى الحياة إلى نظام الكون، ومن غفلة الأرض إلى يقظة السماء.
إنها رحلة الإنسان نحو الله، وموسم للقاء الخالق بعيدًا عن زخارف الهوية والانتماء والوظيفة. رحلة تتجلى فيها أعماق فلسفة التوحيد في أبهى صورها، وتظهر حقيقة الإنسان كما أرادها الله عبدًا تائبًا متجردًا عن الزخرفة، وعائدًا إلى أصله الأول.
يبدأ الحاج بخلع ثياب الدنيا ولبس ثوبي الإحرام في صورة تعلن عن التحرر من كل انتماء سوى لله، حيث لا فرق بين غني وفقير، ولا بين ملك وعامل، فالجميع في الإحرام سواء.
إنها لحظة تجرد يعلن فيها الإنسان أنه لا شيء سوى عبد لله، وهنا تظهر أولى تجليات فلسفة الحج: إسقاط الهوية السطحية ورجوع الجميع إلى جوهر النفس بلا إضافات.
يجمع الحج بين قدسية الزمان وعظمة المكان، فهو في أيام معدودات اختارها الله بعنايته، تظللها الليالي العشر، وفي مكان مشى فيه الأنبياء ودعوا عنده، وبكوا وسجدوا على ترابه.
الوقوف بعرفة ليس وقوف جسد؛ بل وقوف روح بين يدي الله. هو يوم تتنزل فيه الرحمات وتغفر فيه الذنوب، فالأرض تلتزم الصمت لتسمع الدعاء وتقول "آمين"، والسماء تلتقط.
السعي بين الصفا والمروة ليس ركضًا عشوائيًا؛ بل استحضار لقصة الأم العظيمة هاجر التي علمت البشرية معنى التوكل، وكيف يفتح الله الأبواب لمن طرقها بصدق.
من أعمق ما في الحج أنه يربي النفس على الطاعة قبل الفهم.
لماذا نرمي الحجارة لحجرٍ صلد؟
لماذا نطوف 7 أشواط حول أحجار لا تضر ولا تنفع؟
لماذا نقبّل الحجر الأسود؟
ليس المطلوب أن ندرك بعقولنا معنى كل فعل، بل نغوص في حالة التسليم للخالق العظيم العليم الحكيم، فهو وحده مَن يستطيع أن يعلمنا أن العبودية لا تقبل أسئلة متكررة؛ بل تتطلب التلبية، وهذا كل شيء.
في الحج تذوب الفروق وتُمحى المسافات وتختفي الأنا، فملايين الناس يلبّون بصوت واحد: "لبيك اللهم لبيك"، كأن الكون كله قد تحوّل إلى كائن واحد يقول لله: "ها أنا ذا".
الحج هو إعلان عالمي أن لا معبود بحق إلا الله، وأن ما سواه زائل. في هذه المناسك يتذوق القلب معنى الفناء في الله والرجوع إليه تعالى.
بعد أيام من التعب، من التضرع، من الدموع، من الطواف والسعي والوقوف والرمي، يخرج الحاج بروح جديدة نقية كأنه خُلِق من نور. لم يكن مسموحًا الرفث ولا الفسوق، هذا لأجل أن تتولد الروح ولادة جديدة، كاليوم الذي أنجبته أمه.
الحج ليس طقسًا فقط؛ بل فلسفة حُبٍ وتوحيد وارتقاء وتزكية. إنها ساعات لقيا الإنسان بذاته الحقيقية، ساعات إعادة ترتيب علاقته مع خالقه، وساعات لفهم طبيعته الحقيقية، وأنه آخر المطاف سيتجرد من كل شيء، باستثناء عنوان "العبودية" لله وحده.