يشكو البعض من ضيق الرزق وعدم شعورهم بالبركة في دخلهم رغم العمل والاجتهاد، في هذا السياق، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر بثها المباشر على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، مضمونه: "أعمل ولا أشعر بالبركة في راتبي، فهل عملي حرام؟ وماذا أفعل لتحل البركة إن كان عملي حلالاً؟".

رد دار الإفتاء: كيف نستجلب البركة؟


أجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا أن البركة يمكن أن تُستجلب بوسائل عديدة مثل الصدقة، الإطعام، والدعاء لله عز وجل بأن يبارك في الرزق.

واستشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أم سليم عندما طلبت منه الدعاء لخادمه أنس بن مالك، فقال النبي: "اللَّهُمَّ أَكثِر مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعطَيتَهُ"، مما يدل على أهمية الدعاء لزيادة البركة.

أهم النصائح لجلب البركة في الرزق:التوكل على الله:


التوكل الصادق على الله هو مفتاح الرزق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا".

الاستغفار:


الإكثار من الاستغفار يمحو الذنوب ويزيد الرزق، فقد قال الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} [نوح: 10-12].

الصدقة:


تعد الصدقة سببًا كبيرًا لجلب البركة وزيادة الرزق، فهي تُطهر المال وتزيده كما وعد الله عز وجل في كتابه الكريم.

صلة الرحم:


صلة الرحم من أعظم الأعمال التي تزيد في الرزق وتبارك في العمر، كما جاء في الحديث الشريف: "من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه".

إتقان العمل:


العمل المتقن مرضاة لله وسبب للرزق الحلال، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".

الصلاة في البيت بعد الفروض:


أداء الفروض في المسجد والصلاة النافلة في البيت تجلب البركة، استنادًا لقوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.

أدعية مستحبة لجلب البركة في الرزق:"اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا مباركًا فيه، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدين"."اللهم اقض حاجتي وفرج كربتي، وارحمني ولا تبتليني وارزقني من حيث لا أحتسب"."اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا".


إن البركة في الرزق ليست بالضرورة مرتبطة بكثرته، بل تتجلى في القناعة، السعادة، وقلة الحاجة للناس. لذا، علينا التوكل على الله، الإكثار من الدعاء، والعمل بجد وإخلاص لاستجلاب البركة التي تسعدنا وترضي الله عز وجل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرزق البركة أدعية دار الإفتاء البرکة فی على الله فی الرزق

إقرأ أيضاً:

ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب

يستغفر الاناء لصاحبه.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي سؤال يقول: هل مقولة “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه” من الأحاديث الصحيحة؟

ما صحة حديث “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه”؟

وقالت دار الإفتاء، في بيان هل يستغفر الإناء لصاحبه؟ إنه بالرجوع إلى كتب الحديث الصحيحة لم نجد هذا اللفظ بنصه المسئول عنه؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان قد روي بمعناه في أحاديث أخرى بغير هذا اللفظ.

دعاء للغنى والرزق.. ردده بيقين يوسع الله عليك ويفتح لك أبواب الخيرأدعية جامعة لكل خير .. اغتنمها ورددها الآن

وأضافت الإفتاء: “هذا، ومما تجب معرفته أن هذه الأحاديث وأمثالها -وإن صحت روايتها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فإنها ليست من الأحاديث التشريعية التي يجب على المسلم اتباعها والعمل بما جاء بها، وإنما هي من الأمور المباحة التي لا يفترض اتباعها ولا يعاقب تاركها”.

ولفتت إلى أن الشريعة الإسلامية شريعة متكاملة جاءت لسعادة الدارين، وشرع الله تعاليم الإسلام وأحكامه وآدابه لينظم للإنسان كل شئون حياته -من العبادة، والمأكل والمشرب والملبس، ومواكبة الحضارة، والتعلم والتعليم-، ويرتقي بسلوك الفرد والمجتمع في ذلك كله؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِتَمَامِ مكارمِ الْأَخْلَاقِ، وكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ» أخرجه الطبراني في "الأوسط".

وأوضحت الإفتاء أن من الآداب التي اهتمت بها الشريعة: آداب الطعام والشراب؛ فعقد المحدِّثون في كتب السنة الأبواب والفصول لها، وأفرد بعضهم كتبًا لرواية السنن الواردة فيها؛ كابن حنبل وابن أبي عاصم النبيل في كتابيهما في "الأشربة"، والدارمي وابن أبي عاصم في كتابيهما في "الأطعمة"، وتكلم الفقهاء عن هذه الآداب في كتب الفقه واستفاضوا في تقريرها وأفردوا لها أبوابًا وفصولًا، وصنف بعضهم في أحكامها وآدابها استقلالًا؛ من ذلك "آداب الأكل" للأقفهسي، و"آداب المواكلة" لأبي البركات الغزي، والذي ذكر فيه واحدًا وثمانين عيبًا مِن جملة العيوب التي مَن علمها كان خبيرًا بآداب المؤاكلة، وهذا يدل على عناية الشريعة الإسلامية بهذا الجانب من الآداب في الإسلام، وحرصها على أن يتكمل الإنسان بالمحاسن ويتجمل بالذوق الرفيع ويظهر بالمظهر اللائق في طعامه وشرابه؛ ابتداءً وانتهاءً، واكتسابًا واختيارًا، وتنظيمًا وتناولًا.

إحداث صوت أثناء المضغ والشرب هل هو تشبه منهي عنه؟ الإفتاء تجيب
آداب الطعام والشراب،
وأكدت أن من السلوكيات التي نهت عنها وأرشد الفقهاء إلى التنزه عنها وأنها لا تليق بالآداب العامة والذوق الرفيع: إحداث صوت أثناء المضغ والشرب، ووردت النصوص المتكاثرة من الكتاب والسنة بالنهي عن التشبه بالحيوانات في طبائعها المذمومة كالشره والجشع والنهم عند الأكل والشرب؛ منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ البَعِيرِ، وَلَكِن اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلَاثَ، وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ، وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمَصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ». والعَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ، وعَبَّتِ الدَّلْوُ: إذا صوَّتَتْ عند غَرْف الماء. والكُبَادُ: وجعُ الكبد. والمقصود من هذا التوجيه النبوي: الإرشاد إلى التروي في الشرب شيئًا فشيئًا، لا أن يُجرَعَ جرعًا كما تفعل الدوابُّ مُحدِثةً صوتًا عنده، مع ما في ذلك مِن ضرر على الشارب، وحصول الضيق لِمَن حوله، وقد تقرر في الإسلام أنه "لا ضرر ولا ضرار".

وشددت الإفتاء على أنه نص العلماء أيضًا على أن من الصفات المذمومة عند الأكل: التكلم في حال مضغ الطعام، وإحداث صوت لأشداقه وفمه عند المضغ والبلع، وعدُّوا ذلك من العيوب التي ينبغي على الآكل تَوَقِّيها والبعد عنها، وسمَّوا الأول "مُبَعْبِعًا"، والثانيَ "مُفَرْقعًا" و"رَشَّافًا"؛ قال العلامة ابن الملقن: "ولا يجعل اللقمة في فمه يَرشُفُها ويُسمَع لها حسٌّ".

طباعة شارك يستغفر الإناء لصاحبه ما صحة حديث “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه” تناول الطعام

مقالات مشابهة

  • هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـ ص حرام ؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • دعاء الرزق والتوفيق.. احرص عليه بيقين بعد كل صلاة
  • كيف يغسل ويصلي على من مات حريقًا وهل يُعد شهيدًا؟.. الأزهر يجيب
  • الأزهر يقدم 10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت
  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب
  • أحسن ذكر للتوفيق والتيسير في الحياة.. داوم عليه وسترى العجب
  • دعاء الحر الشديد مكتوب.. ردده
  • ما هي صلاة الزوال ووقتها؟.. الإفتاء تحدد عدد ركعاتها وفضلها
  • دعاء المساء قصير لطلب الرزق وسد الحوائج.. 15 كلمة لا تنس ترديدها