العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أسكتلندا – تمكن فريق من العلماء من حل لغز بركان تسبب في مجاعات وفشل في المحاصيل حول العالم منذ نحو 200 عام.
وأفاد العلماء من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا أنهم اكتشفوا البركان الذي انفجر في عام 1831، ما أدى إلى تبريد عالمي بنحو درجة مئوية واحدة.
وتبين أن البركان هو زافاريتسكي الذي يقع في جزيرة سيموشير النائية غير المأهولة، وهي جزء من جزر الكوريل.
ويعتقد أن الانفجار أدى إلى انخفاض متوسط درجة الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بنحو درجة مئوية واحدة، بسبب إطلاق البركان كميات ضخمة من الرماد وجزيئات الكبريت في الغلاف الجوي.
وتظهر نتائج الدراسة أن العلماء اكتشفوا في عينات الجليد المتكونة في تلك الفترة جزيئات من الرماد البركاني مشابهة من حيث التركيب الكيميائي لانبعاثات بركان زافاريتسكي في جزر الكوريل. وقد كانت قوة تأثير هذا الانفجار على المناخ مشابهة لتلك التي أحدثها انفجار بركان بيناتوبو في الفلبين عام 1991.
وتوصل العلماء إلى أن الانفجار حدث في فصل الربيع أو الصيف. وكانوا سابقا غير متأكدين من البركان الذي انفجر، وظل ذلك موضع نقاش في المجتمع العلمي لسنوات. لكن الدراسة الجديدة التي قادها الدكتور ويل هاتشيسون من مدرسة علوم الأرض والبيئة، تكشف كيف قام الفريق بتحليل سجلات الأنوية الجليدية الخاصة بالحدث، ما أدى إلى تحديد تطابق مثالي لتقارير الرماد.
وسمح تحليل عينات الجليد من أيسلندا وغرينلاند في نهاية ما يعرف بالفترة الجليدية الصغيرة (وهي فترة بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر) للعلماء بتحديد تاريخ الانفجار بدقة ومطابقة ترسبات الأنوية الجليدية مع بركان زافاريتسكي.
وقال الدكتور هاتشيسون: “لم نتمكن من استخراج شظايا الرماد المجهرية من الأنوية الجليدية وإجراء تحليلات كيميائية دقيقة إلا في السنوات الأخيرة. وهذه الشظايا صغيرة جدا، بحجم عشر قطر شعرة بشرية تقريبا”.
وأضاف: “قمنا بتحليل كيمياء الجليد بدقة زمنية عالية جدا، ما سمح لنا بتحديد توقيت الانفجار بدقة في ربيع – صيف 1831، وتأكيد أنه كان انفجارا قويا، ثم استخراج شظايا الرماد الدقيقة”.
وتابع قائلا: “استغرق العثور على التطابق وقتا طويلا وكان يتطلب تعاونا موسعا مع زملاء من اليابان وروسيا، الذين أرسلوا لنا عينات تم جمعها من هذه البراكين النائية منذ عقود”.
وقد أظهرت النتائج تطابقا في تركيب الرماد من بركان زافاريتسكيز وعينات الأنوية الجليدية. ووجد التحليل الكيميائي أن الانفجار البركاني قد أطلق كميات كبيرة من الكبريت في الغلاف الجوي، وهي الكميات التي تطابقت مع ما وجد في عينات الهواء القديمة المستخرجة من الجليد في أيسلندا وغرينلاند. ومن خلال ذلك، أكد العلماء أن انفجار بركان زافاريتسكي في بداية ثلاثينيات القرن التاسع عشر هو المسؤول عن حدوث التبريد الكبير في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في تلك الفترة.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أدى إلى
إقرأ أيضاً:
ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدة
تذوب الأنهار الجليدية بسرعة أكبر من أي وقت مضى في التاريخ المسجل، وتمتد العواقب إلى ما هو أبعد من مجرد اختفاء الجليد الشهير، إلى تهديد النظم البيئية والتنوع البيولوجي الحساس على الكوكب.
وجمعت مراجعة حديثة أكثر من 160 دراسة عبر فريق دولي يضم باحثين من جامعة ولونغونغ الأسترالية وهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، مسلطة الضوء على أزمة التنوع البيولوجي الوشيكة في بعض البيئات الأكثر تخصصا وفرادة على وجه الأرض.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ناسا تحدد تاريخ نهاية الأرض بسبب الشمس والاحتباس الحراريlist 2 of 4ذوبان الجليد يهدد التنوع البيولوجي والنظام البيئيlist 3 of 4توقعات العلماء.. هل سيكون 2025 العام الأشد حرارة على الإطلاق؟list 4 of 4دراسة: ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي لهجرة داخلية كارثيةend of listوحذّرت الأبحاث من أن فقدان النظم البيئية الجليدية يُحدث تأثيرات سلبية على مستوى الكوكب، تشمل الجليد والمياه والأرض، والكائنات الحية التي لا تُحصى والتي تعتمد عليها.
وتشير التقديرات إلى أن الأنهار الجليدية نفسها آخذة في التقلص بشدة، وأنه بحلول منتصف القرن سيفقد العالم ما يقرب من ثلث الكتلة الجليدية الحالية. ومع تدفق المياه الذائبة إلى الأنهار والمحيطات، تفقد الأنظمة الفيزيائية والبيولوجية توازنها الراسخ.
وقالت شارون روبنسون المؤلفة المشاركة في الدراسة إن "الأنهار الجليدية هي واحدة من الأدوات الأكثر قيمة التي نملكها لفهم صحة كوكبنا، فهي تستضيف تنوعا بيولوجيا فريدا يمتد عبر أزمنة متعددة، لكنها تتراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي، مما يهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظام البيئي والاستقرار".
إعلانوتظهر الدراسة أن الحصائر الميكروبية، والطحالب، والحشرات المتكيفة مع البرد، والفقاريات القوية التي تم صقلها على مدى آلاف السنين والتي ازدهرت في بيئات شديدة البرودة فقيرة بالمغذيات تواجه الآن انكماش الموائل أو الاختفاء التام.
وتشير روبنسون إلى أن "تراجع الأنهار الجليدية يُحدث تغييرات في التنوع البيولوجي ووظائف النظم البيئية في عدد لا يُحصى من الموائل المختلفة، إذ تحتوي النظم البيئية الجليدية حول العالم على آلاف الكائنات الحية الدقيقة والنباتات واللافقاريات والفقاريات".
وتؤكد الدراسة أن ذوبان الجليد، يهيئ الصخور العارية والرواسب كموائل جديدة للحياة. وغالبا ما تزدهر الأنواع الرائدة على المدى القصير، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة، تتفوق الأنواع العامة (الوافدة) على الأنواع المتخصصة (الأصلية) التي كانت تُعرّف هذه النظم البيئية في الأنهار الجليدية.
وبذلك تفقد النظم البيئية الجليدية -حسب الدراسة- تنوعها البيولوجي الفريد بمرور الوقت حيث تحل الأنواع العامة والغازية تدريجيا محل الميكروبات والكائنات الحية المتخصصة والرائدة.
وتؤكد روبنسون أن هذا التحول البيئي يؤدي إلى تآكل التنوع البيولوجي العالمي بشكل دائم، فإلى جانب فقدان الموائل المحلية، يُعيد الذوبان المتسارع تشكيل النظام الهيدرولوجي الإقليمي فعادة ما تعمل الأنهار الجليدية كخزانات بطيئة الجريان، تُغذي الأنهار خلال مواسم الجفاف، وتُساعد المجتمعات المحلية على مواجهة الجفاف.
وفي المقابل، يؤدي الذوبان السريع للثلوج إلى إرسال موجات من المياه العذبة التي تؤدي إلى تعطيل النظم البيئية، ورفع مستويات سطح البحر، وتهديد إمدادات المياه.
وبما أن 75% من المياه العذبة على الأرض مُخزَّنة في الأنهار الجليدية، فإن التراجع السريع سيؤدي إلى اختفاء أو اضطراب كبير في العديد من النظم البيئية والأنواع المائية. ويشمل ذلك إمدادات الغذاء، ومناطق البحث عن الطعام، وأماكن التزاوج، وقد يؤدي إلى انقراضات محلية حسب الدراسة.
إعلانكما أن مستقبل الثدييات التي تستخدم الأنهار الجليدية ملاجئ أو أماكن للتعشيش غير مؤكد. إذ قد تتآكل الوظائف المميزة للأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على النظام البيئي الحساس للكوكب.
ويمكن أن تؤدي التغيرات في تدفق المياه الذائبة أيضا إلى تغيير تيارات المحيطات وأنماط الطقس بعيدا عن الجليد، مما يربط تراجع الأنهار الجليدية بالأحداث المناخية المتطرفة وانهيار مصايد الأسماك في جميع أنحاء العالم.
وقد دفع الاعتراف بهذه التأثيرات بعيدة المدى الأمم المتحدة إلى إعلان عام 2025 السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، وتهدف المبادرة إلى زيادة الوعي حول دور الأنهار الجليدية في تنظيم المناخ، والدورة الهيدرولوجية، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وتشكل الأنهار الجليدية رموزا ذائبة للتغير الكوكبي، ولكنها أيضا أنظمة بيئية حية تعج بالكائنات الحية التي لا توجد في أي مكان آخر، ومع تراجع الجليد فإن ذلك يؤدي إلى إحداث تأثير الدومينو، من فقدان الأنواع إلى تحولات الطقس مما يؤكد الحاجة إلى حماية الغلاف الجليدي لتلافي كارثة بيئية ومناخية.