زيارة السوداني إلى طهران: تحولات سياسية تحت الضغط الإيراني والأمريكي
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يناير 7, 2025آخر تحديث: يناير 7, 2025
المستقلة/- في خطوة تثير العديد من التساؤلات حول ملامح السياسة العراقية المستقبلية، أعلن السفير الإيراني لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق، عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى طهران يوم الأربعاء المقبل، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
ماذا وراء الزيارة؟
الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث تتعقد الأوضاع الإقليمية، لا سيما في سوريا التي ما زالت تعيش حالة من عدم الاستقرار. وقد أوضح السفير الإيراني أن الزيارة تأتي لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد في أيلول الماضي. هذا التوقيت يفتح الباب للعديد من الأسئلة حول نوايا الحكومة العراقية في هذا السياق: هل هي خطوة لتعزيز التحالف الاستراتيجي مع إيران؟ أم أن العراق يسعى لتحقيق توازن في علاقاته مع القوى الكبرى في المنطقة؟
الملفات الحساسة على الطاولة
من بين القضايا التي سيبحثها السوداني مع القادة الإيرانيين، ستكون “التطورات الأخيرة في سوريا” أحد المحاور الرئيسية. هذا الملف يشير بشكل غير مباشر إلى التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، ويدفع العراق مرة أخرى إلى الواجهة كطرف محوري في المعادلة الإقليمية. فهل سيوافق العراق على مزيد من التعاون مع إيران في الملف السوري؟ وهل يمكن أن تساهم هذه الزيارة في تغيير موقف العراق من الأوضاع في سوريا؟
التوازنات الإقليمية: ضغوطات أمريكية واهتمام إيراني
أسبوعًا قبل الزيارة، كشفت مصادر مطلعة عن تلقي رئيس الوزراء السوداني رسالة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عبر مبعوث خاص، تضمنت عدة محاور مثيرة للجدل. من بين هذه المحاور، تم التأكيد على ضرورة “احتواء السلاح خارج إطار الدولة” و”إيقاف نشاط الفصائل المرتبطة بإيران”. هذه الضغوط الأمريكية قد تؤدي إلى توتر إضافي في العلاقات بين العراق وإيران، حيث يُنتظر أن يطرح السوداني رؤية العراق بشأن استقرار المنطقة أثناء زيارته لطهران.
هل ستؤثر الزيارة على العلاقات العراقية الأمريكية؟
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة العراقية إلى الحفاظ على توازن العلاقات مع القوى الإقليمية والعالمية، قد تثير زيارة السوداني إلى طهران توترات إضافية مع الولايات المتحدة وحلفائها. فهل سيظل العراق قادرًا على المناورة بين الضغوط الإيرانية والأمريكية؟ وهل ستدفع هذه الزيارة إلى مزيد من الاصطفافات الإقليمية المعقدة؟
العراق في مفترق الطرق
تعتبر هذه الزيارة علامة فارقة في السياسة الخارجية العراقية، خصوصًا في ضوء التوترات المستمرة في المنطقة. من جهة، تسعى الحكومة العراقية لتعزيز علاقاتها مع إيران في وقت حساس، ومن جهة أخرى، تواجه تحديات داخلية وخارجية تدعوها للبحث عن استقرار أمني واقتصادي يضمن لها الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الدولية.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة العراقية من الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي في ظل الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة؟ وهل ستفتح هذه الزيارة الباب لمزيد من التحديات السياسية في المستقبل؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة هذه الزیارة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان
قالت وسائل إعلام رسمية إن رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني سيزور العراق اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى لبنان حيث وافقت الحكومة على خطة لنزع سلاح حزب الله حليف طهران.
ذكر التلفزيون الرسمي إن "علي لاريجاني يغادر اليوم (الاثنين) إلى العراق ثم لبنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام وهي أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه الأسبوع الماضي".
ومن المقرر أن يوقع لاريجاني اتفاقية أمنية ثنائية في العراق قبل أن يتوجه إلى لبنان، حيث سيلتقي كبار المسؤولين والشخصيات اللبنانية.
وتأتي زيارته إلى لبنان بعد أن أعربت طهران عن معارضتها الشديدة لخطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله حليف طهران، وهو الموقف الذي أدانته بيروت ووصفته بأنه "تدخل صارخ وغير مقبول".
قال لاريجاني للتلفزيون الرسمي قبل مغادرته: "تعاوننا مع الحكومة اللبنانية طويل وعميق. نتشاور بشأن مختلف القضايا الإقليمية. وفي هذا السياق تحديدًا، نجري محادثات مع مسؤولين لبنانيين وشخصيات نافذة في لبنان".
في لبنان، مواقفنا واضحة. الوحدة الوطنية اللبنانية مهمة ويجب الحفاظ عليها في جميع الظروف. استقلال لبنان لا يزال مهمًا لنا، وسنساهم في تحقيقه.
ووصف علي أكبر ولايتي، المستشار الكبير للمرشد الإيراني، السبت، خطة نزع سلاح حزب الله بأنها امتثال "لإرادة الولايات المتحدة وإسرائيل".
وجاءت حملة نزع السلاح في أعقاب الحرب التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله .
ويأتي ذلك أيضًا وسط ضغوط من الولايات المتحدة والأحزاب المناهضة لحزب الله في لبنان، فضلاً عن المخاوف من أن إسرائيل قد تصعد ضرباتها إذا ظلت الجماعة مسلحة.
عيّنت إيران لاريجاني، البالغ من العمر 68 عامًا، رئيسًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، المسؤول عن وضع استراتيجية الدفاع والأمن الإيرانية. وتتطلب قراراته موافقة المرشد للبلاد، علي خامنئي.
ويأتي هذا التعيين بعد حرب استمرت 12 يوما مع إسرائيل، التي بدأت الصراع بهجوم غير مسبوق على إيران في منتصف يونيو الماضي، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية وسكنية.